Braska
15-12-2002, 05:49 AM
القسم الأول
لم يألو أعداء الشيعة في إلصاق التهم بالشيعة دون إقامة بينة أو دليل علمي, بل استنادا إلى الظن والأوهام, وكان حري بهم أن يتلمسوا جوانب الحقيقة, وأن يسعوا لتتبع الحقيقة لا مجافاتها.
من بين تلك التهم التي جهد أعداء التشيع إلصاقها بالشيعة, هو أن الشيعة لا يؤمنون بالقرآن الموجود بين المسلمين, لأن لديهم قرآن آخر يرجعون إليه, اسمه مصحف فاطمة.
واتخذ هؤلاء من هذه الفرية منفذا لطعن الشيعة في عقيدتهم, لأنها على خلاف غرار الاعتقاد الإسلامي في وجوب التعبد بالقرآن, وأنه الكتاب الذي ارتضاه الله لعباده, وفيه تبيان كل شيء.
فما هي حقيقة مصحف فاطمة؟
بداية أو الإشارة إلى مطلب لغوي من الأهمية بمكان كببير, ألا وهو التفريق بين كلمتي " قرآن" ومصحف".
للأسف فإن الذين يعيبون على الشيعة وجود " مصحف فاطمة" عندهم, لا يدركون, أو يتجاهلون الفارق بين هذين المدلولين اللفظيين من ناحية الاستخدام .
ولذلك سأشير إلى بحث لغوي موجز حول هذا الشأن معتمدا على المراجع اللغوية المعتمدة لدى علماء اللغة.
ماالذي تقوله المعاجم اللغوية المعتمدة حول كلمة مصحف؟
في لسان العرب :
الصحيفة : التي يكتب فيها, والجمع صُحُف, وصُحْف.
المُصْحف و المِصْحف : الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين.(1)
وفي كتاب العين :
الصحف : جمع صحيفة.
وسمي المصْحف مصحفا لأنه أُصحف, أي جُعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين.(2)
وفي القاموس المحيط :
المصُحَف, من أَصحف بالضم : أي جُعلت فيه الصحف.
الصحيفة : الكتاب, ج صحائف, وصحف.
المُصحَف, من أَُصحف بالضم : أي جُعلت فيه الصحف.(3)
ولذا فإن كلمة مُصحف, تعني كل كتاب أصحف وجمع بين الدّفتين, واستخدامها ليست وقفا على القرآن الكريم.
(1) لسان العرب - المجلد السابع- الطبعة الثالثة الصادرة عن دار إحياء التراث العربي.
(2) كتاب العين للخليل الفراهيدي
(3)القاموس المحيط - المجلد الثاني - ص 1101
القسم الثاني
جاء في كتاب الفروق اللغوية : في الفرق بين الكتاب والمصحف : الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة اوراق ، والمصحف لا يكون جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض ( راجع الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري الطبعة الأولى إصدار جروس برس - بيروت ص 322.
ومن الشواهد على استخدام كلمة مصحف بمعنى " كتاب" ما ورد في كتاب البداية والنهاية :
- عن سهل مولى عتيبة ، أنه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان في حجر عمه وأنه قال : قرأت يوماً في مصحف لعمي ، فإذا فيه ورقة بغير الخط وإذا فيها نعت محمد (ص) … قال : فلما جاء عمي ورآني قد قرأتها ضربني وقال : ما لك وفتح هذه ، فقلت : إن فيها نعت أحمد ، فقال : إنه لم يأت بعد : البداية والنهاية ج 6 ص 51
- قال وهب : كان في مصحف إبراهيم عليه السلام أيها الملك المبتلى إني لم أبعثك لتجمع الدنيا … : البداية والنهاية ج 9 ص 330
كذلك أورد صاحب كنز العمال :
… لما توفي النبي (ص) أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا الجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف : كنز العمال ج 13 ص 127 : 36403
… إن الأنصار جاؤوا إلى عمر بن الخطاب ، فقالوا : يا أمير المؤمنين نجمع القرآن في مصحف واحد ؟ فقال : إنكم أقوام في ألسنتكم لحن وأنا أكره أن تحدثوا في القرآن لحناً ، وأبى عليهم : في كنز العمال ج 2 ص 579 : 4768
وأورد الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة : في خالد بن معدان : ( كان علمه في مصحف له أزرار وعري ) : الحديث والمحدثون /221 عن محمد رشيد رضا في مجلة المنار المجلد 10 / 10 .
ومن هذه الأمثلة المتعددة التي أوردتها من أمهات الكتب يتضح بجلاء مجيء كلمة مصحف بمعنى كتاب من قبل المسلمين الأوائل في صدر الإسلام, وأن كلمة مصحف لاتختص استعمالا بالقرآن الكريم في كل الأحوال, فالقرآن مصحف, وغير القرآن مصحف كذلك, استنادا إلى المدلول اللغوي للكلمة.
القسم الثالث
يتضح من الأحاديث الواردة بشأن مصحف فاطمة عليها السلام , نفي كون مصحف فاطمة قرآنا :
في حديث عن أبي عبدالله عليه السلام : « ومصحف فاطمة ما أزعم أنّ فيه قرآناً وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد حتّى إنّ فيه الجلده ونصف الجلده وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش » (1) .
عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شيء أملاها الله وأوحي إليها . قال : قلت : هذا والله العلم (2) .
عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن )) (3) .
عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما هو بالقرآن )) (4)
عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن )) (5)
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (( وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد )) (6) .
نجد أن الإمام عليه السلام يؤكد في مرارا أن مصحف فاطمة ليس قرآنا, حيث تعددت الروايات واتحد المضمون على شيء, ألا وهو أن مصحف فاطمة ليس قرآنا, لئلا يلتبس الفهم عند البعض, فيتهم الشيعة بأن لهم قرآنا غير القرآن الموجود بين المسلمين.
كما أن علماء الطائفة الأبرار قد أدركوا ذلك, وبينوا أن مصحف فاطمة ليس قرآنا.
ذكر العلامة السيد محسن العاملي (قدس سره ) : « لا يخفى أنه قد تكرر نفي أن يكون فيه شيء من القرآن والظاهر أنه لكون تسميته بمصحف فاطمة يوهم أنه أحد قد نسخ المصاحف الشريفة ، فنفى هذا الإيهام وفي بعض الأحاديث أن فيه وصيتها ، ولعل أحد محتوياته ، ثم إن بعضها دال على أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام » (7)
هوامش :
(1) بصائر الدرجات : 156 .
(2) بصائر الدرجات : 151 ـ 161
(3) بصائر الدرجات/ 154 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/45 .
(4) بصائر الرجات /150 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/37 .
(5) بصائر الدرجات / 156 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/43 ، 47 /272 .
(6) الكليني : الكافي 1/239 ، الصفار : بصائر الدرجات /152 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 / 39 .
(7) أعيان الشيعة : 1 | 97 .
من هذا كله يتضح عدم صحة الافتراء الذي حاول المغرضون إلصاقه بالشيعة حول مصحف فاطمة, ولهذا ينبغي على المرء أن يكون دقيقا في كلامه لأنه مسؤول أمام الله تعالى, وأن لا يطلق التهم جزافا, ففي ذلك مجافاة للحقيقة, وخيانة للأمانة.
هناك تتمة لكن لسه ماحطها المصدر(احد المنتديات)
القسم الرابع
لم يألو أعداء الشيعة في إلصاق التهم بالشيعة دون إقامة بينة أو دليل علمي, بل استنادا إلى الظن والأوهام, وكان حري بهم أن يتلمسوا جوانب الحقيقة, وأن يسعوا لتتبع الحقيقة لا مجافاتها.
من بين تلك التهم التي جهد أعداء التشيع إلصاقها بالشيعة, هو أن الشيعة لا يؤمنون بالقرآن الموجود بين المسلمين, لأن لديهم قرآن آخر يرجعون إليه, اسمه مصحف فاطمة.
واتخذ هؤلاء من هذه الفرية منفذا لطعن الشيعة في عقيدتهم, لأنها على خلاف غرار الاعتقاد الإسلامي في وجوب التعبد بالقرآن, وأنه الكتاب الذي ارتضاه الله لعباده, وفيه تبيان كل شيء.
فما هي حقيقة مصحف فاطمة؟
بداية أو الإشارة إلى مطلب لغوي من الأهمية بمكان كببير, ألا وهو التفريق بين كلمتي " قرآن" ومصحف".
للأسف فإن الذين يعيبون على الشيعة وجود " مصحف فاطمة" عندهم, لا يدركون, أو يتجاهلون الفارق بين هذين المدلولين اللفظيين من ناحية الاستخدام .
ولذلك سأشير إلى بحث لغوي موجز حول هذا الشأن معتمدا على المراجع اللغوية المعتمدة لدى علماء اللغة.
ماالذي تقوله المعاجم اللغوية المعتمدة حول كلمة مصحف؟
في لسان العرب :
الصحيفة : التي يكتب فيها, والجمع صُحُف, وصُحْف.
المُصْحف و المِصْحف : الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين.(1)
وفي كتاب العين :
الصحف : جمع صحيفة.
وسمي المصْحف مصحفا لأنه أُصحف, أي جُعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين.(2)
وفي القاموس المحيط :
المصُحَف, من أَصحف بالضم : أي جُعلت فيه الصحف.
الصحيفة : الكتاب, ج صحائف, وصحف.
المُصحَف, من أَُصحف بالضم : أي جُعلت فيه الصحف.(3)
ولذا فإن كلمة مُصحف, تعني كل كتاب أصحف وجمع بين الدّفتين, واستخدامها ليست وقفا على القرآن الكريم.
(1) لسان العرب - المجلد السابع- الطبعة الثالثة الصادرة عن دار إحياء التراث العربي.
(2) كتاب العين للخليل الفراهيدي
(3)القاموس المحيط - المجلد الثاني - ص 1101
القسم الثاني
جاء في كتاب الفروق اللغوية : في الفرق بين الكتاب والمصحف : الكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة اوراق ، والمصحف لا يكون جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض ( راجع الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري الطبعة الأولى إصدار جروس برس - بيروت ص 322.
ومن الشواهد على استخدام كلمة مصحف بمعنى " كتاب" ما ورد في كتاب البداية والنهاية :
- عن سهل مولى عتيبة ، أنه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان في حجر عمه وأنه قال : قرأت يوماً في مصحف لعمي ، فإذا فيه ورقة بغير الخط وإذا فيها نعت محمد (ص) … قال : فلما جاء عمي ورآني قد قرأتها ضربني وقال : ما لك وفتح هذه ، فقلت : إن فيها نعت أحمد ، فقال : إنه لم يأت بعد : البداية والنهاية ج 6 ص 51
- قال وهب : كان في مصحف إبراهيم عليه السلام أيها الملك المبتلى إني لم أبعثك لتجمع الدنيا … : البداية والنهاية ج 9 ص 330
كذلك أورد صاحب كنز العمال :
… لما توفي النبي (ص) أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا الجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف : كنز العمال ج 13 ص 127 : 36403
… إن الأنصار جاؤوا إلى عمر بن الخطاب ، فقالوا : يا أمير المؤمنين نجمع القرآن في مصحف واحد ؟ فقال : إنكم أقوام في ألسنتكم لحن وأنا أكره أن تحدثوا في القرآن لحناً ، وأبى عليهم : في كنز العمال ج 2 ص 579 : 4768
وأورد الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة : في خالد بن معدان : ( كان علمه في مصحف له أزرار وعري ) : الحديث والمحدثون /221 عن محمد رشيد رضا في مجلة المنار المجلد 10 / 10 .
ومن هذه الأمثلة المتعددة التي أوردتها من أمهات الكتب يتضح بجلاء مجيء كلمة مصحف بمعنى كتاب من قبل المسلمين الأوائل في صدر الإسلام, وأن كلمة مصحف لاتختص استعمالا بالقرآن الكريم في كل الأحوال, فالقرآن مصحف, وغير القرآن مصحف كذلك, استنادا إلى المدلول اللغوي للكلمة.
القسم الثالث
يتضح من الأحاديث الواردة بشأن مصحف فاطمة عليها السلام , نفي كون مصحف فاطمة قرآنا :
في حديث عن أبي عبدالله عليه السلام : « ومصحف فاطمة ما أزعم أنّ فيه قرآناً وفيه ما يحتاج الناس إلينا ، ولا نحتاج إلى أحد حتّى إنّ فيه الجلده ونصف الجلده وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش » (1) .
عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، إنما هو شيء أملاها الله وأوحي إليها . قال : قلت : هذا والله العلم (2) .
عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن )) (3) .
عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما هو بالقرآن )) (4)
عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن )) (5)
عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (( وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد )) (6) .
نجد أن الإمام عليه السلام يؤكد في مرارا أن مصحف فاطمة ليس قرآنا, حيث تعددت الروايات واتحد المضمون على شيء, ألا وهو أن مصحف فاطمة ليس قرآنا, لئلا يلتبس الفهم عند البعض, فيتهم الشيعة بأن لهم قرآنا غير القرآن الموجود بين المسلمين.
كما أن علماء الطائفة الأبرار قد أدركوا ذلك, وبينوا أن مصحف فاطمة ليس قرآنا.
ذكر العلامة السيد محسن العاملي (قدس سره ) : « لا يخفى أنه قد تكرر نفي أن يكون فيه شيء من القرآن والظاهر أنه لكون تسميته بمصحف فاطمة يوهم أنه أحد قد نسخ المصاحف الشريفة ، فنفى هذا الإيهام وفي بعض الأحاديث أن فيه وصيتها ، ولعل أحد محتوياته ، ثم إن بعضها دال على أنه من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام » (7)
هوامش :
(1) بصائر الدرجات : 156 .
(2) بصائر الدرجات : 151 ـ 161
(3) بصائر الدرجات/ 154 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/45 .
(4) بصائر الرجات /150 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/37 .
(5) بصائر الدرجات / 156 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/43 ، 47 /272 .
(6) الكليني : الكافي 1/239 ، الصفار : بصائر الدرجات /152 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 / 39 .
(7) أعيان الشيعة : 1 | 97 .
من هذا كله يتضح عدم صحة الافتراء الذي حاول المغرضون إلصاقه بالشيعة حول مصحف فاطمة, ولهذا ينبغي على المرء أن يكون دقيقا في كلامه لأنه مسؤول أمام الله تعالى, وأن لا يطلق التهم جزافا, ففي ذلك مجافاة للحقيقة, وخيانة للأمانة.
هناك تتمة لكن لسه ماحطها المصدر(احد المنتديات)
القسم الرابع