المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأرض تضيق بهم.. والفضاء يتسع لهم



aseer_plastine
15-12-2002, 08:16 PM
الدكتور ناصر الدين الشاعر -أستاذ الفقه المقارن في جامعة النجاح الوطنية بنابلس-يؤكد بثقة عالية أن الفلسطينيين هم من أكثر الشعوب في الأرض قاطبة إيمانا بمعادلة "بالعلم والإيمان تتحرر الأوطان"، فسخروا العلم والتطور التكنولوجي لخدمة أغراضهم الإيمانية؛ إذ نجحوا رغم حصار أرضهم وتقطيع أوصالها بالحواجز العسكرية الاحتلالية والسواتر الترابية، وإغلاق بيوت الله، ومنع الأذان، وفرض منع التجول في قراهم ومدنهم بالالتقاء ببعضهم البعض في الفضاء عبر شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت".

ويضيف: يقولون "رُب ضارة بنافعة"، وأعتقد أنه من أهم انعكاسات الانتفاضة الإيجابية على الأساليب الدعوية في فلسطين هو اعتماد "الإنترنت" والبريد الإلكتروني كوسيلة أساسية في الدعوة إلى الله، وهي أحدث ما توصل إليه العلم من وسائل اتصال.

فسدّت المواقع الدعوية الفراغ الناتج عن غياب المجلات والنشرات المطبوعة، وحلّت غرف الحوارات مكان الندوات والمحاضرات، وحتى المسابقات الرمضانية أصبحت تنزل على الشبكة العالمية، فيما تنشط مجموعات "إنترنت" دعوية أخرى بإرسال رسائل إلى أكبر قدر ممكن من الناس تذكرهم بأيام الله بطرق شائقة وأساليب ممتعة.

يقول الشاب "عبد الرحمن" من الخليل من جامعة البولوتكنك، وهو أحد مؤسسي هذه المجموعات الدعوية: لقد نشطت المجموعة في رمضان كثيرًا، وقمنا بإرسال مئات الرسائل إلى آلاف الأشخاص عبر البريد الإلكتروني حول أنجع الطرق لاستثمار الشهر الفضيل، وأحكام الصيام، وحول أهمية التكافل والتعاضد فيما بين الناس في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية السيئة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، معتمدين الأسلوب القصير وغير المباشر لما له من أثر إيجابي في نفوس الناس، وبالطبع بطرق عرض شائقة بالصورة والصوت والألوان مما تتيحها لنا إمكانيات الحاسوب.

ويؤكد عبد الرحمن أن أهم إنجاز حققوه وساعدتهم ظروف الانتفاضة عليه هو تحول الفلسطينيين إلى الاستعمال الإيجابي للحاسوب والإنترنت، وبذلك يكون الفلسطينيون في طليعة الشعوب العربية التي تظهر الإحصائيات بين الفينة والأخرى أن استخدام أبنائها للإنترنت هو سلبي ولأغراض التعارف والتسلية "الشات"، والاطلاع على المواقع غير الأخلاقية وبخاصة لدى الشباب.

"كرة عجين".. "كبسولة".. "خلوي"

ويؤكد الأسير "ربيع" من سجن مجدو خلال اتصاله معه بالخلوي "أن الشعب الفلسطيني أثبت أنه الأقدر من بين الشعوب على التكييف مع التغييرات والظروف بحلوها ومرها، وبأنه قادر على إنتاج الوسائل الكفيلة بذلك، وبخاصة في علاقته مع الله عز وجل، وبالذات في شهر رمضان المبارك.

ويضيف قائلاً: "نظرتنا نحن أسرى الحرية في سجون الاحتلال الصهيونية للسجن ليست كباقي الأسرى في العالم؛ ففي حين هم ينظرون إليه نظرة سلبية تشاؤمية مطلقة ننظر إليه نحن رغم قسوته ومرارته على أنه خلوة مع الله تعالى تتوثق فيه العلاقة معه سبحانه وتعالى إلى أبعد الحدود، ومحطة إيمانية على درب النضال نتزود منها بالإيمان والتقوى؛ لتعيننا على مواصلة الدرب حتى النهاية".

ويشير ربيع بحماسة إلى أنه في شهر رمضان تكثر النشاطات الدعوية داخل سجون الاحتلال والبرامج الروحية التعبدية، بالإضافة إلى المسابقات الرمضانية بحيث تتحول ظلمة السجون إلى طاقة نورانية؛ فهذا يقرأ القرآن، وذاك يستمع إلى درس ذكر، وهؤلاء يقومون الليل، وأولئك يتدارسون كتاب الله فيما بينهم، فيما تكثر طلبات الزيارات بين الأقسام ودعوات الإفطار الجماعي؛ لتذيب الفوارق الحزبية والحركية وترسخ الوحدة الوطنية.

وسرعان ما يضحك ربيع قائلاً: لكن الطريف يا أختي.. في السجن تصبح "كرة العجين" و"الكبسولة" و"الخلوي" وسائل مهمة للدعوة إلى الله بحيث نضطر لوضع الرسائل داخل كرات من العجين، ونلقي بها إلى الأقسام الأخرى ليعرفوا البرنامج الدعوي أو نستعمل "الكبسولة"، وهي عبارة عن رسالة مكتوبة على الورق الناعم وملفوفة على شكل "كبسولة" صغيرة تغلف بالنايلون وننقلها أو داخل الخبز أو داخل أمعائنا بغرض إعلام الأسرى بخطواتنا النضالية ضد إدارة السجون، ونلجأ أخيرًا إلى الخلوي المهرب في حال توفره، مع الحذر من أن يكون مراقبًا للاتصال بالعالم الخارجي لمتابعة الأمور الدعوية في الضفة والقطاع، بالإضافة لمهمات أخرى.

ويختم ربيع بالقول: إنه خلال السنوات العشر الأخيرة تخرج 600 حافظ لكتاب الله العزيز من سجن مجدو بمعدل 60 حافظًا سنويًّا يتم تخريجهم في ليلة القدر في شهر رمضان

غيث الغيث
20-12-2002, 08:33 AM
يرفع للفائده

aseer_plastine
21-12-2002, 08:45 AM
السلام عليكم اخي تلال الفردوس
لقد وجت تعليق لك على موضوعي هذا
ممكن اعرف شو المقصود "يرفع للفائده"

غيث الغيث
21-12-2002, 06:45 PM
يرفع للفائده يعني ان يقرا الموضوع من الاعضاء ويعرفوا ما فيه ..


شكرا لكم تلال الفردوس