أبونوح2003
23-12-2002, 09:56 PM
هل طالبان و القاعدة هم أصحاب الرايات السود !!!؟؟؟
مدخل الى الموضوع
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على أهله و صحبه أجمعين و بعد ،
أعرف أن ما سأقوله الآن سيكون غريبا على كثير من الأخوة القراء، و لكن ليس كل ما هو غريب خطأ ، كما أنه ليس كل ما هو مألوف و متعارف عليه صحيح و صواب فكثيرا جدا ما يكون الأمر الغريب هو الصواب و العكس بالعكس ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون ، فى الحقيقة لن يهمنى النقد غير الموضوعى و غير البناء و المبنى على أغراض و نزعات شخصية أو حقد و جهل بهذا الموضوع أو حقد و بغض للحركة المنصورة و المجاهدة الطالبان و معها الجماعة المنصورة و المجاهد ان شاء الله – القاعدة – و قائدها الشيخ أسامة بن لادن و معهم كل المجاهدين الموجودين فى الأرض الآن ، و ان كنت سأحترم جدا أصحاب النقد البناء و الموضوعى و المبنى على أسس شرعية ، و الذين سيقومونى بالنصح و الارشاد فأنا أرحب بالنصح و الارشاد لأنها من صفات المؤمن الحق فعن تميم الدارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " الدين النصيحة ، قلنا لمن ، قال : لله و لكتابه و رسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم " رواه مسلم
و لكن الذى يهمنى أكثر من النقد و المناقشة - مع احترامى و تقديرى لكل من سيبدى رأى نافع - أن أطرح عليكم كثير من الأخبار و الحقائق و المعلومات التى أنعم الله بها على من خلال قراءتى الواسعة و الكثيرة و استنتاجاتى و ما استنبطه من هذه القراءة ، الذى يهمنى و الحمد لله الا أخفى عليكم علم أنعم الله به على ، ربما يكون هذا العلم و هذه الأخبار و الحقائق و الاستنتاجات على صواب ، و ربما تكون أيضا على خطأ ، فان كان صواب فمن نعم الله على و فضله و رحمته و ان كان خطأ فمن نفسى و من منا لا يخطأ ، و من من علماء الاسلام الكبار و العظماء لم يخطأ و له هفوة أو زلة فالكمال لله وحده ، و أنا لم و لن أجزم بشئ و لا أفرض رأيي على أحد فهذه المشاركة خاصة بى وحدى – أدعو الله أن يوفقنى الى استكمالها – حتى أن عنوان المشاركة لا يدل على الجزم و التأكيد ، فهذا كله غيب عند الله ، و لكنها محاولة عسى أن يكون لى أجر عند الله تعالى عليها .
قال النبي r صلى الله عليه و سلم " ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه، إلا أُتي به يوم القيامة ملجماً بلجامٍ من النار ".
أحسب ان شاء الله أن ما سأقوله علم نافع أنعم الله به على ، و لذلك لن أخفيه عليكم فى هذا المنتدى الفاضل ، و على الرغم أنى لم انتهى من المشاركة كاملة الا أننى سأنقل لكم كل ما انتهى منه لأنها ستكون عبارة عن فصول أنقلها تباعا على مر الأيام ان شاء الله ، و لا أريد أن انتظر حتى انتهى من المشاركة ثم أنقلها لأنى أخاف و لله الحمد أن يحدث مكروه لى لا أعرف بعد ذلك نقل المشاركة لكم ، و لذلك أوجه رجاء من كل الأخوة ألا يوجه لى نقد أو تعليق الا بعد الانتهاء من المشاركة كاملة و أكتب انتهى ، بالطبع لا يوجد لدى أداه للمنع فأنا لست من الشرفين و لكن هذا فقط رجاء و كل من عنده تعليق أو نقد فرجاء و مشكورا أن ينتظر انتهاء المشاركة حتى لا يكون هذا النقد مختزل و ناقص لأن المشاركة بطبيعتها لم تنتهى.
بداية يجب أن نتفق على عدة نقاط ، و ضرورى فى هذه النقاط الاتفاق فلا مجال فيها للاختلاف ، لأنها ثابتة كلها و الحمد لله سواء فى كتابه الكريم أو فى سنة نبيه عليه الصلاة و السلام و هى :
أ – أن من أركان الايمان كما يعرف الكل الايمان باليوم الآخر ( بكسر الخاء ) و بكل ما يتضمنه هذا اليوم من أحداث و وقائع عظيمة و حساب و جزاء و جنة و نار فى الآخرة و زلازل و دمار رهيب و فتن و ملاحم و حروب عظيمة فى الدنيا ، فاليوم الآخر ليس - كما يعرف كثير من الناس العامة و حتى بعض العلماء ( غفر الله لهم و لنا ) – المقصود به فقط يوم الحساب و دخول أهل الجنة الجنة و أهل النار النار و لكن اليوم الآخر بدايته ستكون فى الدنيا و نهايته فى الآخرة بعد دخول كل أهل منازلهم .
( سئل ابن عباس رضى الله عنهما : متى يبدأ اليوم الاخر ، فقال : أوله فى الدنيا و أخره فى يوم الدين ) لوامع الأنوار البهية - الجزء 2 – للعلامة السفارينى – المكتب الاسلامى ، بيروت
فاليوم الآخر سيمتد سنوات كثيرة جدا لا يعرف مقدارها تحديدا الا الله سبحانه و تعالى
( لتوضيح أكثر فى هذه النقطة و تصحيح مفهوم اليوم الآخر يراجع كتاب المدخل الى علم أشراط الساعة بمنهج المطابقة – للدكتور فاروق الدسوقى – و هو الجزء الثانى من موسوعة اشراط الساعة و القيامة الصغرى على الأبواب – بند 21 صفحة 64 الى 66 ، بدون دار نشر ، توزيع مكتبة مدبولى بالقاهرة و دار الدعوة بالاسكندرية )
ب – أنه يجب الايمان و التصديق بشخصيات مستقبلية جاء ذكرها فى السنة النبوية الشريفة ، و ثابتة بالأحاديث الصحيحة ، سواء كانت هذه الشخصيات على الايمان و الهدى و الخير كالمهدى و نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، أو كانت على الضلال و الطغيان و الكفر كالسفيانى و الدجال عليه اللعنة ، و لكن طبعا لا يجب اتباع الضال و الكافر منها ، فالايمان و التصديق شئ و الاتباع شئ أخر ، المطلوب من كل مسلم التصديق بالسفيانى و الدجال ، أما الاتباع فلا .
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كذب بالدجال فقد كفر ، و من كذب بالمهدى فقد كفر " أخرجه أبو بكر الاسكافى فى فوائد الأخبار و كذا رواه أبو القاسم السهيلى فى شرح المسير له و كذا الديلمى فى مسند الفردوس و اسناده ضعيف ( صفحة 230 و 231 من كتاب عقد الدرر فى أخبار المهدى المنتظر للشافعى السلمى ، مكتبة المنار ، الزرقا ، الأردن )
و عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أنكر خروج المهدى فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره من الله عز و جل فقد كفر " أورده السيوطى فى الحاوى للفتاوى 2 : 83 و أخرون باسناد ضعيف ( هامش صفحة231 من المصدر السابق )
و عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال ، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رجم و رجمنا بعده : ألا و أنه سيكون من بعدكم من قوم يكذبون بالرجم و بالدجال و بالشفاعة و بعذاب القبر " رواه الامام أحمد فى مسنده 1 : 223 و قال المعلق و الشارح للمسند العلامة أحمد شاكر – عليه رحمة الله - اسناده صحيح ( نفس المصدر السابق الهامش و رقم الصفحة)
من كل ذلك هذه اشارات على أنه سيكون فى هذه الأمة من يكذب و يشكك و يسخر من الدجال و المهدى و نزول المسيح عليه السلام و بعذاب القبر و الشفاعة – و من الحكمة الربانية فى تعدد الزوجات - و فى الحقيقة هذا التكذيب و الانكار حدث كثيرا و خصوصا فى العصر الذى نعيش فيه الآن و تحديدا منذ قرن من الزمان ، و من وقت لأخر نسمع و نقرأ فى الصحف و الكتب من يكذب بالمهدى و الدجال و الشفاعة و عذاب القبر و ختاما بأحاديث الرايات السود و تعدد الزوجات فى الاسلام، على الرغم أن كل ذلك ثابت بالأحاديث النبوية الصحيحة أو فى كتاب الله ، و ليت الأمر ينتهى عند تكذيب و أنكار بعض هؤلاء العامة الجهلاء أو العلمانيين الحاقدين المارقين من الدين ، اذا اقتصر الأمر على هؤلاء و الله ما كان يوجد مشكلة ، و لكن الأمر أدهى من ذلك ، اذ أن التكذيب و الأنكار و التشكيك - و السخرية من تعدد الزوجات - يخرج من على ألسنة علماء و دعاه درسوا كتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام ، علماء كبار اسما و شهرة و مكانة و منصب معروفين لكل الناس – لن أذكر هنا أسماء لأنى و الحمد لله ليس من هدفى فى المشاركة النيل و الطعن فى أحد فحسابهم عند الله وحده مع ملاحظة أننى أفرق بين من يكذب و ينكر و يسخر و بين علماء أفاضل يضعفون الأحاديث فهؤلاء نوع و هؤلاء نوع أخر حتى لا يختلط الأمر على الذين سيقرأون المشاركة و يقولون أننى أطعن فى كل العلماء ، حاشا لله ما أفعل ذلك ، تعليقى هنا على الذين يكذبون و ينكرون – و هؤلاء المنكرون و المكذبون و الساخرون لم يصدروا تكذيبهم و انكارهم الا عن جهلهم بكتاب الله و سنة نبيه – عليه الصلاة و السلام – و ان كانوا درسوه عشرات من السنين ، هذا التكذيب لم يصدر الا عن جهل فادح بحقيقة هذا الدين ، و عدم تدبر و تأمل لما فى كتاب الله و سنة نبيه – عليه الصلاة و السلام – و مع عدم وجود ايمان و يقين حقيقى بدين الله ، و مع زيغ فى القلوب و العقول ، و عدم الثقة حقيقة فى هذا الدين و اليأس و الهزيمة النفسية، و مع قدر لا بأس به من الغزو الفكرى و العقيدى ، ومع التودد المخزى و المذل لأعداء الله باسم حوار الأديان ، و أيضا مع دراسة دين الله فى جامعات أعداء الله و تحضير درجات التخصص الأولى و الثانية – الماجستير و الدكتوراه – فى جامعات الغرب الصليبى و دراسة الاسلام من خلال كتب المستشرقين الحاقدين على الاسلام ، و أيضا مع اتباع من كانوا قبلنا شبر بشبر حتى اذا دخلوا جحر ضب لدخلوا ورائهم فاذا كان أحبار اليهود و رهبان النصارى حللوا الحرام و حرموا الحلال فلا بأس أن يقلدهم بعض من العلماء أمام مرئى و مسمع من الناس ، و طبعا بعد أن أصبح دين الله مهنة و وظيفية يحصلون منها على المرتب الشهرى فقط ، و لا حول و لا قوة الا بالله
قال النبى عليه الصلاة و السلام " اللهم لا يدركنى زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العلم و لا يستحون من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم و ألسنتهم ألسنة العرب " رواه الحاكم فى مستدركه 4 : 511
" و عن على بن أبى طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يوشك أن يأتى على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه و لا يبقى من القرءان الا رسمه ، مساجدهم يومئذ عامرة - مزخرفة و مزينة و مزركشة - و هى خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء ، من عندهم تخرج الفتن و اليهم تعود " رواه البيهقى فى شعب الايمان
و قال عليه الصلاة و السلام " يكون فى آخر الزمان دجالون كذابون يأتوكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا أباؤكم ، فاياكم و اياهم لا يضلوكم و لا يفتنوكم " رواه مسلم فى صحيحه
و قال عليه الصلاة و السلام " يوشك أن تظهر شياطين أوثقها سليمان يفقهون الناس فى الدين " رواه الدارمى فى سننه
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال : ان فى البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرءانا " رواه عبد الرازق فى مصنفه و مسلم فى مقدمة صحيحه
و ما رواه محمد بن وضاح من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنهما " يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم فى مجالسكم ، و يفقهونكم فى دينكم و يحدثونكم و أنهم لشياطين " اتحاف الجماعة للشيخ التويجرى 2 : 50
( لتوسع أكثر فى هذه النقطة و معرفة بعض هؤلاء المنكرين و حججهم الواهية و الضعيفة جدا ، يراجع كتاب قصة المسيح الدجال و نزول عيسى عليه السلام و قتله اياه للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى – عليه رحمة الله – المكتبة الاسلامية ، بعمان ، الأردن أو مكتبة المعارف بالرياض – و كتاب المسيح الدجال بين الجبت و الطاغوت للدكتور فاروق الدسوقى و هو الجزء الخامس من الموسوعة السابق الاشارة اليها فى النقطة أ ، بدون دار نشر ، توزيع مكتبة مدبولى بالقاهرة و دار الدعوة بالاسكندرية )
ج – من الثابت و المعروف أن كل من كتب عن الفتن و الملاحم و أشراط الساعة من أهل السنة و الجماعة من علماء المسلمين سواء قديما أو حديثا ، أنهم اتفقوا على ترتيب بعض الأحداث و الشخصيات حسب ترتيبها فى الظهور و الخروج العلنى و المرئى ، فمثلا – هذا مثل فقط على ما اتفقوا عليه و لا أقول كل ما اتفقوا عليه – كلهم اتفقوا على أن ظهورالمهدى لن يكون الا بعد ظهور السفيانى و فساده فى البلاد و فى الفترة بين فساد السفيانى و ظهور المهدى تخرج الرايات السود من خراسان لتوطئة ملك المهدى ، و اتفقوا على أن الخروج العلنى للدجال لن يكون الا بعد ظهور المهدى و فتح القسطنطينية و رومية و اتفقوا على أن المسيح عليه السلام لن يعود الا بعد الظهور العلنى للدجال و اتفقوا على أن خروج يأجوج و مأجوج لن يكون الا بعد قتل المسيح عليه السلام للدجال ، و على ذلك يكون الترتيب كالتالى :
1 – السفيانى و فساده فى البلاد ( الشام و العراق و شمال الجزيرة العربية ) و أثناء ذلك مجئ الرايات السود من خراسان للتمكين للمهدى و الذى عرف خبر ظهوره السفيانى فيرسل جيشه لمحاربته ثم يخسف بهم
2 – ظهورالمهدى و عودة الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة بعد أن مكنت له الرايات السود سلطان الخلافة
3 – فتح القسطنطينية و رومية ( روما عاصمة ايطاليا و تحديدا الفاتيكان )
4 – الظهور العلنى للدجال
5 – نزول المسيح عليه السلام من السماء و قتلة الدجال
6 – خروج يأجوج و مأجوج
7 – حكم المسيح عليه السلام فى الأرض بضعة سنوات ( فى حديث سبعة سنوات و فى أخر أربعون سنة )
هذا الترتيب مثلا قال به كل العلماء - بدون استثناء – الذين كتبوا فى الموضوع سواء قديما أو حديثا ، و لم يختلف أحد فى هذا الترتيب و ان كانوا اختلفوا فى أحداث و وقائع أخرى ، مع ملاحظتين على هذه النقطة :
الأولى : أن الترتيب السابق ثابت فى السنة النبوية الصحيحة من خلال أحاديث كثيرة فى هذه الأبواب و الموضوعات
الثانية : أن بعض هذه الشخصيات سيكون معاصر للأخر ، و موجود فى نفس الوقت الذى سيكون موجودا فيه الأخر ، و لكن الترتيب فى الظهور العلنى سيكون لأحدهما دون الأخر ، فمثلا سيأتى على الناس زمان يكون موجود فيه المهدى و الدجال و المسيح عليه السلام فى وقت واحد و ان كان الظهور سيكون للمهدى ثم الدجال ثم المسيح عليه السلام
د – ثابت بالأحاديث الصحيحة مجئ الرايات السود من قبل المشرق و تحديدا من خراسان لنصرة و تأييد المهدى و التمكين له و للخلافة بعد عودتها ان شاء الله ، و ان كان كثير من العلماء و خصوصا المعاصرين – غفر الله لهم و لنا – شكك فى أحاديث الرايات السود الا أنه و الحمد لله يوجد علماء أخرين فندوا هذه الحجج و هذا و الحمد لله من نعم الله على المسلمين و هو اختلاف العلماء فيما ينفع لا فيما يضر، و فى الحقيقة أيضا أن القارئ الجيد و المتدبر لهذه الأحاديث سيتأكد من صحة أحاديث الرايات السود بطرق عدة و الحمد لله ، فاذا ضعف بعض هؤلاء العلماء سند هذه الأحاديث الا أن متونها كلها قوية ، و اذا كان البعض الأخر ضعف السند و المتن الا أن الواقع الذى نعيشه و هو مرآه صدق للحقيقة و الواقع نفسه يفسر هذه الأحاديث كل ذلك يقوى المعنى ، و اذا ضعف أخرين كل ما سبق أقول له ، اذا افترضنا ضعف كل سند هذه الأحاديث التى تكلمت عن الرايات السود ، الا ترى أن اتفاق كل الأحاديث فى المعنى دليل قاطع و حاسم على صحة معناها و متنها ، أليس اتفاق المعنى فى كل الأحاديث يقوى الأحاديث كلها بعضها البعض ، و ان كان فعلا السند ما زال ضعيفا ، الا أنه كما هو معروف و قال بذلك أكثر من عالم معتبر لا يشترط اذا كان السند ضعيف أن يكون الحديث نفسه ضعيف ، فمثلا كل الأحاديث تضمنت أن لون الرايات أسود ، و كل الأحاديث تضمنت أنها ستخرج من المشرق و تحديدا من خراسان ، ألا يدل ذلك على صحة هذه الأحاديث فى معناها و اتفاقها على لون الرايات و مكان خروجها على الرغم من أن كل حديث تقريبا له سند مختلف عن الأخر الا أن الأحاديث اتفقت على هذه الأشياء و اتفقت أيضا على الهدف الأساسى لأصحاب هذه الرايات و هى تمكين و توطئة سلطان المهدى و الخلاصة فى هذة النقطة أن ضعف السند لا يشترط ضعف الحديث ما دام يوجد شواهد أخرى تؤكد صحة الحديث .
هذه هى أهم النقاط التى يجب حقا أن نتفق عليها ، قبل أن أدخل فى الموضوع بتوفيق من الله تعالى.
***** يتبع بحول الله و منته *****
مدخل الى الموضوع
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على أهله و صحبه أجمعين و بعد ،
أعرف أن ما سأقوله الآن سيكون غريبا على كثير من الأخوة القراء، و لكن ليس كل ما هو غريب خطأ ، كما أنه ليس كل ما هو مألوف و متعارف عليه صحيح و صواب فكثيرا جدا ما يكون الأمر الغريب هو الصواب و العكس بالعكس ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون ، فى الحقيقة لن يهمنى النقد غير الموضوعى و غير البناء و المبنى على أغراض و نزعات شخصية أو حقد و جهل بهذا الموضوع أو حقد و بغض للحركة المنصورة و المجاهدة الطالبان و معها الجماعة المنصورة و المجاهد ان شاء الله – القاعدة – و قائدها الشيخ أسامة بن لادن و معهم كل المجاهدين الموجودين فى الأرض الآن ، و ان كنت سأحترم جدا أصحاب النقد البناء و الموضوعى و المبنى على أسس شرعية ، و الذين سيقومونى بالنصح و الارشاد فأنا أرحب بالنصح و الارشاد لأنها من صفات المؤمن الحق فعن تميم الدارى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " الدين النصيحة ، قلنا لمن ، قال : لله و لكتابه و رسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم " رواه مسلم
و لكن الذى يهمنى أكثر من النقد و المناقشة - مع احترامى و تقديرى لكل من سيبدى رأى نافع - أن أطرح عليكم كثير من الأخبار و الحقائق و المعلومات التى أنعم الله بها على من خلال قراءتى الواسعة و الكثيرة و استنتاجاتى و ما استنبطه من هذه القراءة ، الذى يهمنى و الحمد لله الا أخفى عليكم علم أنعم الله به على ، ربما يكون هذا العلم و هذه الأخبار و الحقائق و الاستنتاجات على صواب ، و ربما تكون أيضا على خطأ ، فان كان صواب فمن نعم الله على و فضله و رحمته و ان كان خطأ فمن نفسى و من منا لا يخطأ ، و من من علماء الاسلام الكبار و العظماء لم يخطأ و له هفوة أو زلة فالكمال لله وحده ، و أنا لم و لن أجزم بشئ و لا أفرض رأيي على أحد فهذه المشاركة خاصة بى وحدى – أدعو الله أن يوفقنى الى استكمالها – حتى أن عنوان المشاركة لا يدل على الجزم و التأكيد ، فهذا كله غيب عند الله ، و لكنها محاولة عسى أن يكون لى أجر عند الله تعالى عليها .
قال النبي r صلى الله عليه و سلم " ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه، إلا أُتي به يوم القيامة ملجماً بلجامٍ من النار ".
أحسب ان شاء الله أن ما سأقوله علم نافع أنعم الله به على ، و لذلك لن أخفيه عليكم فى هذا المنتدى الفاضل ، و على الرغم أنى لم انتهى من المشاركة كاملة الا أننى سأنقل لكم كل ما انتهى منه لأنها ستكون عبارة عن فصول أنقلها تباعا على مر الأيام ان شاء الله ، و لا أريد أن انتظر حتى انتهى من المشاركة ثم أنقلها لأنى أخاف و لله الحمد أن يحدث مكروه لى لا أعرف بعد ذلك نقل المشاركة لكم ، و لذلك أوجه رجاء من كل الأخوة ألا يوجه لى نقد أو تعليق الا بعد الانتهاء من المشاركة كاملة و أكتب انتهى ، بالطبع لا يوجد لدى أداه للمنع فأنا لست من الشرفين و لكن هذا فقط رجاء و كل من عنده تعليق أو نقد فرجاء و مشكورا أن ينتظر انتهاء المشاركة حتى لا يكون هذا النقد مختزل و ناقص لأن المشاركة بطبيعتها لم تنتهى.
بداية يجب أن نتفق على عدة نقاط ، و ضرورى فى هذه النقاط الاتفاق فلا مجال فيها للاختلاف ، لأنها ثابتة كلها و الحمد لله سواء فى كتابه الكريم أو فى سنة نبيه عليه الصلاة و السلام و هى :
أ – أن من أركان الايمان كما يعرف الكل الايمان باليوم الآخر ( بكسر الخاء ) و بكل ما يتضمنه هذا اليوم من أحداث و وقائع عظيمة و حساب و جزاء و جنة و نار فى الآخرة و زلازل و دمار رهيب و فتن و ملاحم و حروب عظيمة فى الدنيا ، فاليوم الآخر ليس - كما يعرف كثير من الناس العامة و حتى بعض العلماء ( غفر الله لهم و لنا ) – المقصود به فقط يوم الحساب و دخول أهل الجنة الجنة و أهل النار النار و لكن اليوم الآخر بدايته ستكون فى الدنيا و نهايته فى الآخرة بعد دخول كل أهل منازلهم .
( سئل ابن عباس رضى الله عنهما : متى يبدأ اليوم الاخر ، فقال : أوله فى الدنيا و أخره فى يوم الدين ) لوامع الأنوار البهية - الجزء 2 – للعلامة السفارينى – المكتب الاسلامى ، بيروت
فاليوم الآخر سيمتد سنوات كثيرة جدا لا يعرف مقدارها تحديدا الا الله سبحانه و تعالى
( لتوضيح أكثر فى هذه النقطة و تصحيح مفهوم اليوم الآخر يراجع كتاب المدخل الى علم أشراط الساعة بمنهج المطابقة – للدكتور فاروق الدسوقى – و هو الجزء الثانى من موسوعة اشراط الساعة و القيامة الصغرى على الأبواب – بند 21 صفحة 64 الى 66 ، بدون دار نشر ، توزيع مكتبة مدبولى بالقاهرة و دار الدعوة بالاسكندرية )
ب – أنه يجب الايمان و التصديق بشخصيات مستقبلية جاء ذكرها فى السنة النبوية الشريفة ، و ثابتة بالأحاديث الصحيحة ، سواء كانت هذه الشخصيات على الايمان و الهدى و الخير كالمهدى و نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، أو كانت على الضلال و الطغيان و الكفر كالسفيانى و الدجال عليه اللعنة ، و لكن طبعا لا يجب اتباع الضال و الكافر منها ، فالايمان و التصديق شئ و الاتباع شئ أخر ، المطلوب من كل مسلم التصديق بالسفيانى و الدجال ، أما الاتباع فلا .
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من كذب بالدجال فقد كفر ، و من كذب بالمهدى فقد كفر " أخرجه أبو بكر الاسكافى فى فوائد الأخبار و كذا رواه أبو القاسم السهيلى فى شرح المسير له و كذا الديلمى فى مسند الفردوس و اسناده ضعيف ( صفحة 230 و 231 من كتاب عقد الدرر فى أخبار المهدى المنتظر للشافعى السلمى ، مكتبة المنار ، الزرقا ، الأردن )
و عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أنكر خروج المهدى فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و من أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر و من أنكر خروج الدجال فقد كفر ، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره من الله عز و جل فقد كفر " أورده السيوطى فى الحاوى للفتاوى 2 : 83 و أخرون باسناد ضعيف ( هامش صفحة231 من المصدر السابق )
و عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال ، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رجم و رجمنا بعده : ألا و أنه سيكون من بعدكم من قوم يكذبون بالرجم و بالدجال و بالشفاعة و بعذاب القبر " رواه الامام أحمد فى مسنده 1 : 223 و قال المعلق و الشارح للمسند العلامة أحمد شاكر – عليه رحمة الله - اسناده صحيح ( نفس المصدر السابق الهامش و رقم الصفحة)
من كل ذلك هذه اشارات على أنه سيكون فى هذه الأمة من يكذب و يشكك و يسخر من الدجال و المهدى و نزول المسيح عليه السلام و بعذاب القبر و الشفاعة – و من الحكمة الربانية فى تعدد الزوجات - و فى الحقيقة هذا التكذيب و الانكار حدث كثيرا و خصوصا فى العصر الذى نعيش فيه الآن و تحديدا منذ قرن من الزمان ، و من وقت لأخر نسمع و نقرأ فى الصحف و الكتب من يكذب بالمهدى و الدجال و الشفاعة و عذاب القبر و ختاما بأحاديث الرايات السود و تعدد الزوجات فى الاسلام، على الرغم أن كل ذلك ثابت بالأحاديث النبوية الصحيحة أو فى كتاب الله ، و ليت الأمر ينتهى عند تكذيب و أنكار بعض هؤلاء العامة الجهلاء أو العلمانيين الحاقدين المارقين من الدين ، اذا اقتصر الأمر على هؤلاء و الله ما كان يوجد مشكلة ، و لكن الأمر أدهى من ذلك ، اذ أن التكذيب و الأنكار و التشكيك - و السخرية من تعدد الزوجات - يخرج من على ألسنة علماء و دعاه درسوا كتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام ، علماء كبار اسما و شهرة و مكانة و منصب معروفين لكل الناس – لن أذكر هنا أسماء لأنى و الحمد لله ليس من هدفى فى المشاركة النيل و الطعن فى أحد فحسابهم عند الله وحده مع ملاحظة أننى أفرق بين من يكذب و ينكر و يسخر و بين علماء أفاضل يضعفون الأحاديث فهؤلاء نوع و هؤلاء نوع أخر حتى لا يختلط الأمر على الذين سيقرأون المشاركة و يقولون أننى أطعن فى كل العلماء ، حاشا لله ما أفعل ذلك ، تعليقى هنا على الذين يكذبون و ينكرون – و هؤلاء المنكرون و المكذبون و الساخرون لم يصدروا تكذيبهم و انكارهم الا عن جهلهم بكتاب الله و سنة نبيه – عليه الصلاة و السلام – و ان كانوا درسوه عشرات من السنين ، هذا التكذيب لم يصدر الا عن جهل فادح بحقيقة هذا الدين ، و عدم تدبر و تأمل لما فى كتاب الله و سنة نبيه – عليه الصلاة و السلام – و مع عدم وجود ايمان و يقين حقيقى بدين الله ، و مع زيغ فى القلوب و العقول ، و عدم الثقة حقيقة فى هذا الدين و اليأس و الهزيمة النفسية، و مع قدر لا بأس به من الغزو الفكرى و العقيدى ، ومع التودد المخزى و المذل لأعداء الله باسم حوار الأديان ، و أيضا مع دراسة دين الله فى جامعات أعداء الله و تحضير درجات التخصص الأولى و الثانية – الماجستير و الدكتوراه – فى جامعات الغرب الصليبى و دراسة الاسلام من خلال كتب المستشرقين الحاقدين على الاسلام ، و أيضا مع اتباع من كانوا قبلنا شبر بشبر حتى اذا دخلوا جحر ضب لدخلوا ورائهم فاذا كان أحبار اليهود و رهبان النصارى حللوا الحرام و حرموا الحلال فلا بأس أن يقلدهم بعض من العلماء أمام مرئى و مسمع من الناس ، و طبعا بعد أن أصبح دين الله مهنة و وظيفية يحصلون منها على المرتب الشهرى فقط ، و لا حول و لا قوة الا بالله
قال النبى عليه الصلاة و السلام " اللهم لا يدركنى زمان أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العلم و لا يستحون من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم و ألسنتهم ألسنة العرب " رواه الحاكم فى مستدركه 4 : 511
" و عن على بن أبى طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يوشك أن يأتى على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه و لا يبقى من القرءان الا رسمه ، مساجدهم يومئذ عامرة - مزخرفة و مزينة و مزركشة - و هى خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء ، من عندهم تخرج الفتن و اليهم تعود " رواه البيهقى فى شعب الايمان
و قال عليه الصلاة و السلام " يكون فى آخر الزمان دجالون كذابون يأتوكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا أباؤكم ، فاياكم و اياهم لا يضلوكم و لا يفتنوكم " رواه مسلم فى صحيحه
و قال عليه الصلاة و السلام " يوشك أن تظهر شياطين أوثقها سليمان يفقهون الناس فى الدين " رواه الدارمى فى سننه
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال : ان فى البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرءانا " رواه عبد الرازق فى مصنفه و مسلم فى مقدمة صحيحه
و ما رواه محمد بن وضاح من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنهما " يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم فى مجالسكم ، و يفقهونكم فى دينكم و يحدثونكم و أنهم لشياطين " اتحاف الجماعة للشيخ التويجرى 2 : 50
( لتوسع أكثر فى هذه النقطة و معرفة بعض هؤلاء المنكرين و حججهم الواهية و الضعيفة جدا ، يراجع كتاب قصة المسيح الدجال و نزول عيسى عليه السلام و قتله اياه للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى – عليه رحمة الله – المكتبة الاسلامية ، بعمان ، الأردن أو مكتبة المعارف بالرياض – و كتاب المسيح الدجال بين الجبت و الطاغوت للدكتور فاروق الدسوقى و هو الجزء الخامس من الموسوعة السابق الاشارة اليها فى النقطة أ ، بدون دار نشر ، توزيع مكتبة مدبولى بالقاهرة و دار الدعوة بالاسكندرية )
ج – من الثابت و المعروف أن كل من كتب عن الفتن و الملاحم و أشراط الساعة من أهل السنة و الجماعة من علماء المسلمين سواء قديما أو حديثا ، أنهم اتفقوا على ترتيب بعض الأحداث و الشخصيات حسب ترتيبها فى الظهور و الخروج العلنى و المرئى ، فمثلا – هذا مثل فقط على ما اتفقوا عليه و لا أقول كل ما اتفقوا عليه – كلهم اتفقوا على أن ظهورالمهدى لن يكون الا بعد ظهور السفيانى و فساده فى البلاد و فى الفترة بين فساد السفيانى و ظهور المهدى تخرج الرايات السود من خراسان لتوطئة ملك المهدى ، و اتفقوا على أن الخروج العلنى للدجال لن يكون الا بعد ظهور المهدى و فتح القسطنطينية و رومية و اتفقوا على أن المسيح عليه السلام لن يعود الا بعد الظهور العلنى للدجال و اتفقوا على أن خروج يأجوج و مأجوج لن يكون الا بعد قتل المسيح عليه السلام للدجال ، و على ذلك يكون الترتيب كالتالى :
1 – السفيانى و فساده فى البلاد ( الشام و العراق و شمال الجزيرة العربية ) و أثناء ذلك مجئ الرايات السود من خراسان للتمكين للمهدى و الذى عرف خبر ظهوره السفيانى فيرسل جيشه لمحاربته ثم يخسف بهم
2 – ظهورالمهدى و عودة الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة بعد أن مكنت له الرايات السود سلطان الخلافة
3 – فتح القسطنطينية و رومية ( روما عاصمة ايطاليا و تحديدا الفاتيكان )
4 – الظهور العلنى للدجال
5 – نزول المسيح عليه السلام من السماء و قتلة الدجال
6 – خروج يأجوج و مأجوج
7 – حكم المسيح عليه السلام فى الأرض بضعة سنوات ( فى حديث سبعة سنوات و فى أخر أربعون سنة )
هذا الترتيب مثلا قال به كل العلماء - بدون استثناء – الذين كتبوا فى الموضوع سواء قديما أو حديثا ، و لم يختلف أحد فى هذا الترتيب و ان كانوا اختلفوا فى أحداث و وقائع أخرى ، مع ملاحظتين على هذه النقطة :
الأولى : أن الترتيب السابق ثابت فى السنة النبوية الصحيحة من خلال أحاديث كثيرة فى هذه الأبواب و الموضوعات
الثانية : أن بعض هذه الشخصيات سيكون معاصر للأخر ، و موجود فى نفس الوقت الذى سيكون موجودا فيه الأخر ، و لكن الترتيب فى الظهور العلنى سيكون لأحدهما دون الأخر ، فمثلا سيأتى على الناس زمان يكون موجود فيه المهدى و الدجال و المسيح عليه السلام فى وقت واحد و ان كان الظهور سيكون للمهدى ثم الدجال ثم المسيح عليه السلام
د – ثابت بالأحاديث الصحيحة مجئ الرايات السود من قبل المشرق و تحديدا من خراسان لنصرة و تأييد المهدى و التمكين له و للخلافة بعد عودتها ان شاء الله ، و ان كان كثير من العلماء و خصوصا المعاصرين – غفر الله لهم و لنا – شكك فى أحاديث الرايات السود الا أنه و الحمد لله يوجد علماء أخرين فندوا هذه الحجج و هذا و الحمد لله من نعم الله على المسلمين و هو اختلاف العلماء فيما ينفع لا فيما يضر، و فى الحقيقة أيضا أن القارئ الجيد و المتدبر لهذه الأحاديث سيتأكد من صحة أحاديث الرايات السود بطرق عدة و الحمد لله ، فاذا ضعف بعض هؤلاء العلماء سند هذه الأحاديث الا أن متونها كلها قوية ، و اذا كان البعض الأخر ضعف السند و المتن الا أن الواقع الذى نعيشه و هو مرآه صدق للحقيقة و الواقع نفسه يفسر هذه الأحاديث كل ذلك يقوى المعنى ، و اذا ضعف أخرين كل ما سبق أقول له ، اذا افترضنا ضعف كل سند هذه الأحاديث التى تكلمت عن الرايات السود ، الا ترى أن اتفاق كل الأحاديث فى المعنى دليل قاطع و حاسم على صحة معناها و متنها ، أليس اتفاق المعنى فى كل الأحاديث يقوى الأحاديث كلها بعضها البعض ، و ان كان فعلا السند ما زال ضعيفا ، الا أنه كما هو معروف و قال بذلك أكثر من عالم معتبر لا يشترط اذا كان السند ضعيف أن يكون الحديث نفسه ضعيف ، فمثلا كل الأحاديث تضمنت أن لون الرايات أسود ، و كل الأحاديث تضمنت أنها ستخرج من المشرق و تحديدا من خراسان ، ألا يدل ذلك على صحة هذه الأحاديث فى معناها و اتفاقها على لون الرايات و مكان خروجها على الرغم من أن كل حديث تقريبا له سند مختلف عن الأخر الا أن الأحاديث اتفقت على هذه الأشياء و اتفقت أيضا على الهدف الأساسى لأصحاب هذه الرايات و هى تمكين و توطئة سلطان المهدى و الخلاصة فى هذة النقطة أن ضعف السند لا يشترط ضعف الحديث ما دام يوجد شواهد أخرى تؤكد صحة الحديث .
هذه هى أهم النقاط التى يجب حقا أن نتفق عليها ، قبل أن أدخل فى الموضوع بتوفيق من الله تعالى.
***** يتبع بحول الله و منته *****