تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الشيك الذكي ؟؟؟!!



عاشقة الورد
26-12-2002, 06:59 AM
من المؤكد أن الأزمات التي تسببها الشيكات المرتجعة من البنوك لعدم وجود رصيد كاف ليست اقتصادية فقط، بل أصبحت تلقي بظلالها القاتمة على النسيج الاجتماعي في الدولةويدلل على هذه الحقيقة العدد الكبير من قضايا الشيكات المرتجعة التي تداولتها المحاكم في العام الماضي والتي بلغت 14692 قضية بقيمة تبلغ 900 مليون درهم اتهم فيها أكثر من 15 ألف شخص تعرض أغلبهم للحجز. وفي محاولة للحد من تأثيرات هذه الظاهرة توصل الإماراتي موسى عيسى العامري، والذي يعمل كذلك محامياً ووكيل براءات، إلى ابتكاره الفريد من نوعه الذي أطلق عليه اسم الشيك الذكي. Smart cheque ولكن . . ما شكل هذا الشيك. الذكي؟ ..

إنه على شكل الشيك المتعارف عليه نفسه،. إلا أنه مزود بشريط ممغنط أو خلايا تخزين مدمجة بها معلومات عن حساب صاحب الشيك ورصيده وطبيعة العمليات البنكية التي يقوم بها، ولا تمكن قراءة هذه البيانات إلا عن طريق اَلة قارئة من تلك المستخدمة في منافذ البيع وحسابات بطاقة الائتمان، وهو ما يمنع أي تزوير في البيانات أو أي تعديل غير مصرح به. ويتضمن الابتكار كذلك نظام تحكم بنكي واستخدام أجهزة قارئة للشيكات يتم عن طريقها التأكد من صحة وسلامة وأمان هذه الشيكات وإتمام تداولها فوراً. وتصنع هذه الشيكات من الورق أو الورق المدمج مع البلاستيك أو أي وسائط أخرى يمكن استخدامها كخلية تخزين ذات مواصفات قياسية تتفق والأجهزة القارئة. وعند الشراء بوساطة الشيك الذكي على سبيل المثال، يتم إدخال قيمة الشيك في الجهاز والضغط على زر الإدخال لتأتي النتيجة على الفور بقبول الشيك أو رفضه طبقاً لتوافر الرصيد وتغطيته لقيمة الشيك. وما يجعل هذا الابتكار سهل التداول بين فئات المجتمع كافة أنه يأتي في ثلاثة أنواع: أحدها يمكن أن نطلق عليه اسم الشيك المدفوع القيمة مسبقاً ويتم في هذا النوع إيداع مبلغ مجمد في رصيد الساحب يغطي مجموع الشيكات التي يمنحها المصرف للعميل بحيث يظل في الرصيد مبلغ يساوي عدد الشيكات مضروباً في القيمة القصوى لكل شيك.

أما النوع الثاني، فهو الشيك الذكي السياحي والذي تشتمل خلية تخزينه على القيمة الثابتة له والمجمدة لحسابه، وفي النوعين السابقين تظهر بيانات مرئية مطبوعة تدل على القيمة الثابتة للشيك واسم البنك والفرع والقيمة ورقم الشيك ورقم الحساب.

أما النوع الثالث لسمارت شيك، فيمكن أن يُدفع أو يُظهّر كأداة نقدية من الحساب الجاري، وعند تمرير هذا الشيك في الاَلة القارئة يتم تجميد قيمته من الحساب وتحويلها على الفور إلى حساب الدائن، ويفيد هذا النوع من الشيكات الساحب في تجنب أي تورط محتمل عندما يقدم شيكه، فإذا لم يكن في الحساب الجاري رصيد كافٍ يُرفض الشيك. تتيح هذه التقنية كذلك إمكان أن يقوم المستفيد من الشيك بتظهير الشيك لمصلحة مستفيد ثالث بعد أن يتأكد من توافر القيمة في الحساب الدائن. وعلى الرغم من أوجه الشبه العديدة بين الشيك الذكي من ناحية وبطاقة الائتمان من ناحية أخرى يؤكد موسى العامري أن الشيك الذكي يختلف كثيراً عن بطاقة الائتمان من حيث إمكان استخدام الشيك الذكي في التعاملات المالية الكبيرة التي قد تصل إلى مئات الاَلاف من الدراهم، وذلك بخلاف بطاقة الائتمان، أضف إلى ذلك إمكان التظهير في الأول.

فارق مهم اَخر بين الشيك الذكي وبطاقة الائتمان يكمن في إمكان استخدام الثانية في الاحتيال لأنها تحمل رقماً ثابتاً يظهر في كافة التعاملات بخلاف الشيك الذكي الذي تحمل كل ورقة من ورقاته رقماً خاصاً لا يتكرر. ويبدو أن الشيك الذكي ظهر كحل اَمن للتعاملات المالية على شبكة الإنترنت، كما يقول العامري، إذ يمكن استخدامه للشراء من على الشبكة بأمان أكثر من استخدام بطاقة الائتمان، وهو ما من شأنه توفير المزيد من الثقة والأمان في التعامل بالشيكات التي بلغ حجم التعامل بها في الدولة 236 مليار درهم في العام 2001 مقارنة مع 35 مليار درهم لبطاقات الائتمان. وغني عن القول إن عدد من يتوقع أن يستفيدوا من ابتكار الشيك الذكي يشتملون على البنوك والمؤسسات المصرفية ورجال الأعمال، وكذلك الأشخاص ، الأمر الذي سيحقق الثقة في مجتمع الأعمال ويوفر الأمن للشيك ذاته ولصاحب الرصيد والمستفيد منه، فضلاً عن السرعة والسهولة في التعامل والاستمرارية على مدار الساعة. وعن حظوظ هذا الابتكار من التطبيق العملي يقول إنه يفكر في سيناريو محتمل يتم به الاعتماد على الشيك الذكي يتضمن خطوات محددة، منها أن يقوم العميل في البداية بالتقدم للبنك الخاص به والمشترك بخدمات الشيك الجديد ويطلب الحصول على دفتر شيكات ذكي ومن ثم يقوم البنك بإصداره وعلى كل صفحة منه شريط ممغنط أو خلية تخزين تحتوي على بيانات تعريفية تتضمن رقم الشيك ورقم الحساب وعناصر السيطرة الأمنية اللازمة، وعندما يتسلم العميل دفتر شيكاته يقوم بتحرير صفحاته بالطريقة المعتادة كي يقوم المستفيد بالتأكد من تفصيلات الشيك ومن عدم وجود أي كشط عليه مثل الشيكات التقليدية. وهنا يكون على المستفيد الذي غالباً ما يكون تاجراً بتمرير الشريط الممغنط المتصل بالشيك خلال الجهاز القارئ للتأكد من صحته وحجز المبالغ الواردة في الشيك من حساب الساحب، ومن ثم يقوم الجهاز القارئ بالاتصال بجهاز الخادم الرئيس أو الفرعي الذي يقوم بدوره بمعالجة المعلومات بمقارنتها مع قاعدة البيانات ويرسل الرد إلكترونياً إلى شاشة القارئ الاَلي حول صحة أو بطلان المعاملة. عند هذه النقطة يقوم الخادم بحجز المبلغ الموضح على الشيك وتجميده اعتباراً من تاريخه ويضيف إليه رقم الشيك ورقم الحركة التي تم تنفيذها لتخرج هذه المعلومات على إيصال من نسختين; إحداهما للساحب والأخرى للمستفيد الذي يمكنه تحصيل المبلغ إلكترونياً بالتحويل بين الأرصدة أو بزيارة البنك المعني لسحب المبلغ بالطريقة التقليدية. وحول إمكان استخدام الشيك الذكي للدفع المؤجل.

إن الإمارات هي الدولة الوحيدة، ربما، في المنطقة التي تستخدم الشيكات للدفع المؤجل; لأن الشيك - قانوناً - وسيلة دفع مستوفية الأداء في الحال. ويضيف: إنه من أجل استخدام الشيك الذكي كوسيلة دفع مؤجل، فإن على العميل أن يلجأ إلى البنك، ويطلب منحه تسهيلات بنكية بشيكات مؤجلة في حدود مئة ألف درهم على سبيل المثال، وعلى البنك في هذه الحالة أن يقوم بتقييم هذا الشخص من حيث تاريخ تعاملاته مع المصرف، ومن حيث ممتلكاته وطبيعة أعماله، وغيرها من العوامل قبل الموافقة أو الرفض . وفي هذه الحالة - يقول - يكون على البنك أن يتعهد بصرف قيمة الشيك المؤجل في موعده للساحب، حتى وإن كان المسحوب عليه لا يمتلك الرصيد الكافي في حسابه. وحتى الاَن، على الأقل، لم تتقدم جهة محددة للاستفادة من هذا الابتكار العلمي والعملي الفريد. . إلا أن الانتظار لن يطول، خاصة بعدما لاقت العروض التي أقيمت على منصة بمعرض (جيتكس ) استحساناً كبيراً من المسؤولين والزوار.


مع تحياتي ..


عاشقة الورد