المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وقائع مدينة الراكون....5 والأخير....



Liana
28-12-2002, 05:10 AM
إخوتي الأعزاء: أرجو منكم السماح لتأخري في كتابة هذا التقرير ، فالامتحانات على الأبواب وسأكتفي بهذا القدر الى أن تنتهي بسلام ، لا أستطيع أن أعدكم بشيء جديد الى أن تنتهي الامتحانات ، اعذروني يا اخوتي...

ها نحن نصل إلى آخر تقرير من وقائع مدينة الرعب الهائلة ، حيث ملأت تلك الوقائع أنفسنا بالإثارة المشتعلة ، وصوّرت لنا ما لم نكن نراه عادة باللعبة نفسها ، حيث أن قصص هؤلاء الأبطال أصبحت أكثر تشويقا أكثر مما كنت أتوقع ، والآن أضع بين أيديكم أحداث آنيت ، نعم آنيت زوجة ويليام بيركين ، تلك الشابة الجميلة الباحثة في منظمة أمبريلا ، أمّ لطفلة بريئة فاتنة ، وزوج لوسيم نابغة ، محظوظة بأسرتها ، وضحية بمقر عملها ، وكما خُدع ويليام بمكائد الشر ، سقطت هي الأخرى في شباك المنظمة ، ونتج عن ذلك مقتل حبيبها بعد أن تحوّل إلى مفزع متحرك ، وضياع فلذة كبدها دون أمان ، وموتها هي قهرا وحسرة بغض النظر عن وفاتها بسبب زوجها الهائم….

قصة محزنة ومؤثرة جدّا ، لطالما كرهت لمثل هذه المواقف لما ينتج عنها من آلام وجروح لا تألم مهما طال الزمن ، ولكن هذه الحياة ، وهي يومان…يوم لك يفرحك ويسعدك بلا حدود ، ويوم عليك يهاجم الفؤاد ويقتل السهاد ولكنه يختفي بمرور الوقت ، وبحالة آنيت هي ذاتها لم ترد للجرح أن يضمد ، وإنما جعلت منه شرخا لا يمكن شفاءه ، وأعترف أن ضياع شيري الصغيرة كان بسبب أمها ، فكانت على الدوام مطرقة رأسها على مكب الأوراق في العمل ، وجنون قلقها حول زوجها ، ولكن كانت مسببات الشر أقوى بكثير منها ، إلى أن سقطت صريعة في أروع لحظات صباها….

ذكريات آنيت:

خطت آنيت داخل الباب المفتوح ، تعجّل الوصول إلى زوجها المجروح ، صدمت المسكينة حين رأت بركة من الدماء حيث كان محبوبها ويليام ، جلست وهي تتفحص الدم الجاف ، ولمع شيء معدني في الضوء الخافت ، حدّقت أنيت فيه، محاولة فهم الجسم الذي غير بعيد عنها ، لم يصدّق عقلها “ حقنة….! ” وقعت الكلمة كالسمّ برأسها “ أوه ، وليام…ماذا فعلت؟ ” بدأت الدموع بالتشكل ، وملأت حافة مقلتها ، التقطت الأرملة الشابة الحقنة من فوق بركة الدم الدبقة وحملتها إلى حضنها ، وضمتها بقوة وهي تحسّ بالدفء الذي طالما كان دفء زوجها ، جرت الدموع تشق وجهها بعنف وهي تعلم لم حوّل ويليام نفسه إلى سلاح حيّ من عمله “ أمبريلا…اللعينة هي الملامة ، إذا لم يكن بسبب الجي فيروس ، ويليام سيظل بجانبي ، دفئه ما زال معي… ”

نهضت أنيت من على الأرض ، ولمحت مسدس ويليام على الأرضية ، أخذته سلاحا ضد مجهول ، لسبب غريب شعرت الأرملة الحنون بأن زوجها مازال معها ، غضبه لأمبريلا أصبح يحتدم بشدّة في قلبها ، توقف ذرف الدموع الحزينة وآنيت تنظر نحو الباب ، تتذكّر أعضاء القوات الخاصة الذين تجاهلتهم وهي عابرة ، أسرعت نحو الباب المعدني ، تجري خلف الوكلاء الذين قتلوا زوجها العزيز ، تمرّ عبر المداخل الرئيسية عابرة المختبر الذي جاءت منه ، لمحت عيونها حطام تجارب ، أجسام وعيّنات كثيرة متفرّقة خلال الغرفة الكبيرة ، وعلمت بأنها على الأثر الصحيح ، كان ذاك الحطام بسبب ويليام ، كان يطارد أعضاء القوات الخاصة للانتقام لروحه التي دمّرت ، وأخذت من قبل أمبريلا ، زئير ويليام العالي مزّق سكون المكان ، غرق قلب أنيت حتى وصل إلى الحضيض آملة أن يكون الزئير لا يخص زوجها البتة…

وقفت بينما هي تركض واتجهت نحو حائط الشاشات الضخم ، الشاشات توضّح ممرات وغرف التجارب والفيروسات في مختلف أنحاء المختبر ، عيون الحزينة آنيت في أربع وعشرون شاشة ، تبحث عن زوجها الميت ، وتحدّق في إحدى شاشات العرض ، غطّت الشاشة بالثلج لكنّها ما تزال واضحة بعض الشيء وتستطيع أن ترى الصورة ، الباب الفولاذي العملاق للممر 6 ، تحرّك شيء خلفه ، جسد ضخم ، زاوية الباب اليمنى قوّست كما حطّمه يدّ بمخالب ضخمة خلاله ، رأت كتف الوحش ، طويل وهائل ، لفّت طبقات اللحم المكشوفة حوله مثل حلوى القطن ، فتح في منتصف الكتف شتم عين مرعبة عملاقة التي تحرّكت لليسار وبعد ذلك إلى اليمين ، تتحرك مثل عين حقيقية ، دفعت ذاك الذراع الباب ، يمزّق الحائط مثل رقائق المعدن ، دخل الجسد الكبير للوحش خلال الضوء ، دموع الجنون عادت للوجه الحنون وهي ترى منظر البشع من زوجها اللطيف….

خطا المخلوق العملاق قليلا خارج المدخل ، ضوء شديد جاء من نهاية المدخل الأخرى ، طبعت أنيت بسرعة على لوحة المفاتيح ، توسّع وجهة نظر آلة التصوير ، موضحا عضو القوات الخاصّ الذي أطلق النار على ويليام “ ذكي وخائن أليس كذلك ، في الحقيقة… لقد كان يعلم بأنّ وليام سيتبعه ، لذا تخلّف عن الباقين لإبقاء ويليام بعيدا عن الطريق ، هكذا يكمل مهمّته بدون مشاكل ” ، وفي غمضة الغضب ، ضحكت آنيت مطولا “ على الأقل….سيحصل ويليام على الانتقام ” ، ماتت أفكار أنيت بينما هي تراقب المعركة المستمرة ، طلقات رشاش الوكيل انتهت ، وقام بقذف المجلة بعيدا ، فتّش الغريب عبر حزام مرفقه ، يحاول إيجاد مجلة جديدة قبل أن يصله ويليام ، قفز ويليام عبر السقف ، محطما السقف بسهولة ، وقف الوكيل غاضبا ، هرع إلى السلّم ، واختفى بلمح البصر ، فحصت أنيت شاشات آلة التصوير مرة أخرى ، محاولة إيجاد وجهة وليام ، وملأها الغضب حين رأت إثنان من أعضاء القوات الخاصة يندفعان خلال نظام المجاري يحملان الحقيبة المعدنية التي أخفت الجي فيروس….

لم تجد آنيت حلاّ يخرجها من حسرتها ، الحقيقة المرة صعقتها مرة أخرى ، زوجها لم يعد ذاك اللطيف ، الذي كان رجلا حنونا يوما ما ، هو الآن وحش عديم الروح ، عادت آنيت مشيا إلى المختبر ، ومسكت قنينة الحبوب المنومّة لتخفيف بعض آلامها ، تسقط حبّتان في يدها ثمّ تلقمها ، أصبحت الحبوب سارية المفعول في دقائق ، جاعلا من المنهارة دائخة وزائغة العينين ، جلست على الأرض وهي تسحب سيقانها نحو معدتها قائلة “ ويليام….ارجع إلي. ” تقولها بينما تذهب في نوم عميق ، استيقظت آنيت وجسدها مرهق ، فركت عيناها المتعبة ، تخلّصها من نومها الثقيل ، نظرت آنيت حول الغرفة محاولة الوقوف ، لكن عضلاتها ما زالت مرتخية ، أجبرت نفسها على الوقوف ، متسائلة كم من الوقت كانت نائمة ، آهة كبيرة جعلتها تقفز بسرعة ، استدارت أنيت ونظرت عبر النافذة البلاستيكية التي توضّح النهاية الأخرى للمختبر....

ظهر رجل لابسا معطف مختبر قذر ، ضرب ببطء على النافذة بذراعه ، خطت أنيت إلى الباب ، وفتحت الباب المعدني بصوت يئز “ ماذا تريد يا هذا؟ ” تقولها أنيت بنعاس ، أظهر الرجل آهة مخيفة ، ثمّ شيء غريب لاحظته أنيت به ، جلده كان شاذّ من الأبيض ، عيونه محّ صفراء ، ملابسه توسّخت وتلطّخت بالدمّ ، كانت تحاول فهم ماذا يجري معه…! ، كان يمشي ميتا ، زلّ الرجل نحوها ، وعقل أنيت ما زال يتسابق لإيجاد الجواب ، مسك الزومبي رسغها ، كأنه يقدّر حجم ذراعها:أفكر: ، صرخت وسحبت يدها من قبضته المؤلمة ، تمايلت إلى الخلف بينما يخطو الرجل نحوها ، وكأنه يشتكي من الجوع ، رفعت المسدس الذي كان في يدّها ، غير مدركة أنه مازال بيدها ، أعفت ثلاث طلقات ، ارتكزت طلقة في صدر المخلوق ، الأخرى في الكتف ، والثالثة تفجّر عينه اليسرى ، ويسقط الدبق على الأرض ، هدأت أعصاب أنيت وهي تحاول إراحة نفسها “ كيف يحدث هذا في أربعة أيام فقط؟ تسرّب الفيروس ، المختبر الأرضي أصبح خطرا بأكمله ، سأحتاج إلى ذخيرة أكثر ، يعلم الله ما خارج هذا المكان ”….

اتجّهت آنيت الى أحد الأدراج تبحث عن ذخيرة علّ وعسى أن تجد ما يحميها ولحس الحظ وجدت صندوق مليئ بالرصاص ، وضعته في سترتها وإستعدّت للمصير الذي ينتظرها خارجا ، خرجت من المختبر والرائحة الكريهة الثقيلة للزومبي قد ملأت الكان بشدة ، شعرت آنيت بالغثيان لشدة الرائحة ، ثلاثة وحوش تجوّلوا حول الغرفة الدائرية الكبيرة بدون هدف ، كلّهم لبسوا معاطف المختبر ، أدركت آنيت بأنها لا بدّ أن تتصرّف بسرعة إذا كانت ستعبرهم دون شد انتباههم ، أخرج أحدهم أنينا حادّا ، تردد صداه عبر الجدران الفولاذية ، أسرعت آنيت إلى المدخل ، بدأ أحدهم يلاحظ تحركاتها ، ثمّ أطلقت سيقانها للريح بسرعة لتصل الى غرفة الأمن مرة أخرى ، أغلب آلات التصوير كانت معطلة ، لكن تستطيع أن ترى الصور المعروضة لبعضها ، استطاعت آنيت تحريك وتغيير موقع آلات التصوير ، ملأ الماء الجاري المظلم المكان بشدة ولكن يوجد شيء يتحرك ، المتسكّع الأسمر المغطّى بالدمّ إندفع خلال الماء ، لطم الألم أنيت مرة أخرى ، تعرفت على المتسكّع الأسمر القبيح ، كان ذلك ويليام ولكنه اختفى بسرعة مثلما ظهر بسرعة ، تتمتم المسكينة نفسها ويجب عليها أن تجده ، يجب أن تعيده لمساعدته قبل أن يصل إلى شيري....


مرّت أنيت عبر الباب وخرجت ، راقبت المنطقة لتفادي الأخطار وأسرعت نحو المجاري ، شدتّ أنيت الباب بقوة ، واذ بها تسمع الصوت العالي لخرير الماء ، نظرت آنيت عبر المجاري وتجده قد أغرق بالماء العكر المظلم ، خطت قليلا في الماء ، وقدمها ينهال على شيء متكتّل والناعم ، إنزلق تحت وزن قدمها ، ولاحظت بإنّها خطت على جسم ما ، جسد أخضر داكن وجدته أسفل طريق سيلان الماء ، تعرّت آنيت على ذاك الجسم ، وهو يعود إلى أحد أعضاء القوات الخاصة ، تسخر أنيت من موت الجندي وتقهقه عاليا ، تعلم بأنّ ويليام كان عند إنتقامه ، هرولت الشابة خلال الماء الثقيل ، تشقّ طريقها إلى البوّابة الفولاذية التي أغلقت ذلك القسم ، عناكب كثيرة زحفت عبر الحائط ، وكأنه يهسهس بغضب ، بهدوء تحركت آنيت عبرهم ، لا تقوم بأيّ حركات مفاجئة ، تجاوزت العناكب وتابعت مسيرها خلال ممر صغير ، وتقوم بتسلق الحافة....

وصلت آنيت الى نهاية الممر ، وبنفحة الهواء العليل ، انفتح الباب بهدوء ، واصلت آنيت المسير وهي تسمع الدمدمة العالية لنزول مصعد صغير ، “ الجواسيس... ” صرخ عقل آنيت ، رأت كلاهما في المصعد الصغير وكذلك استطاعا رؤيتها ، تركض آنيت إلى الخلف نحو الباب الذي قدمت منه ، تحاول خداعهما لمطاردتها ، تصبح باحة المطاردة مكانا لاطلاق النيران ، وبينما يخطيء الجاسوسان الهدف ، إستغلّت آنيت الفرصة واتجهت نحو الباب بسرعة ، صعدت أنيت السلّم الفولاذي وكان يمكن أن تسمع الخطوات الجارية لشخص ما وراءها بينما هي تكمل مسيرها نحو غرفة تحكم المجاري ، إستدارت آنيت ورفعت سلاحها ، تستهدف أولئك المزعجين ، رمت آنيت الرصاص واذ به يضرب بندقية ما لم تتوقعه بالحسبان...

تقول آنيت بصوت ماكر “ أنت وراء الجي فيروس...أليس كذلك؟ ” ، ويخرج صوت ناعم غير محسوب “ الجي فيروس؟ عن ماذا تتكلمين؟! ” ترد ايدا وهي مضطربة وكذلك آنيت فلم تظن أن ايدا كانت وراءها أيضا ، تواصل آنيت “ لا تتحامقي معي ، لقد تحققت من هويتك المزيفة ، أعرف بأنّك إقتربت إلى جون وأصبح صديقته لكي يمكن أن تتجسّسي على نشاطات أمبريلا من دون أن يلاحظك أحد ، بالمناسبة جون قد مات ، أصبح واحدا من أولئك الزومبي الشرسين ، تعازيي الحارة لك ” ردت عليها آنيت وبدأت بالكلام ثانية قبل أن تجيب ايدا “من أين حصلت على تلك...إنها لشيري! ” تصرخ آنيت بينما هي تحدق إلى المعلقة الذهبية الذي في رقبة ايدا ، قفزت آنيت نحو المعلقة لكن ايدا كانت أسرع منها ، كافح الإثنان بشدة يحاول كل منهما رمي الأخرى من الجسر ، رفعت ايدا يدها ولكمت آنيت بشدة في وجهها ، قوة اللكمة جعلت من آنيت ترتد وترتطم بالجسر الفولاذي....

الألم والوجع إحتدما بشدّة في ظهرها ، رفعت آنيت نفسها ببطء ، وقفت وإستمعت إلى صوت الماء الجاري ، وكان من الممكن سماع خطوات على الماء وهو يقترب ، “ تلك الجاسوسة ترجع ، يجب أن أتوارى عن الأنظار ” تضع أنيت ظهرها المؤلم على الحائط تنتظر الوكيلة السرّية التي تريد بحث زوجها ، فتح الباب ولكن....هذه ليست ايدا ، شابّة جميلة دخلت ، رفعت أنيت بندقيتهاللتأكد فقط بأنها ليست منهم ، بشكل هادئ ومريح قالت الشابة: “ أنت...لا بد أن تكوني آنيت ” ، ردت آنيت: “ هذا صحيح ، زوجي هو ويليام بيركين ، هو الرجل مسؤول عن صنع الجي فيروس ” ، “ الجي فيروس؟! ” تستجيب كلير لها بهدوء....

“ إنه بحث زوجي الأخير ، يمكن أن يخلق السلاح الحيوي الأقوى ، إمكانيته أعظم بكثير من ذلك التي فيروس ، يجب أن أجد زوجي ، إنه يلاحق شيري ، إنه قادر على زراعة الجنين في أولئك الذين اختصّوا بالصنع الوراثي من بعده ، وبما أن شيري ابنته فسوف يورثها هذا الشيء الفظيع ” تحاول آنيت شرح الموقف لكلير بعد أن أصبحت هي الأمل الوحيد لها ، “ لقد رأيت شيري في مكان ما في نظام المجاري ، فقدتها قبل فترة قليلة ” تقولها كلير ويخالجها شعور بالرعب ، “ شيري....! ” تصرخ آنيت بينما تجري عبر كلير وتخرج من المكان ، “ يجب أن أعود إلى المختبر وأحصل على اللقاح إذا كنت سأنقذ حياة شيري ، ليس هناك طريقة للتغلب على ويليام وهو في ذلك الطور ، والبديل الوحيد هو ايجادها وتلقيحها قبل أن ينتشر الفيروس خلال جسمها.... ”

ثبت قطار المصعد في الضوء الخافت للقمر ، يتألّق معدنه في أشعّة الضوء الباهت ، صعدت آنيت اليه وشغّلته ، اهتز القطار للحظات ثم توقف ، فحصت أنيت الضوء الذي بالباب ، واذ به يشير على أن المحرك ساخن ، خرجت المرهقة من الكابينة وقد انشرح نفسها من الهواء البارد ، وجدت رصيفا فولاذيا يؤدي الى طريق الخروج فقفزت اليه ، بدأ القطار يتحرّك ثانية مما يجعلها تنظر إلى الخلف ، علمت آنيت بأن أولئك الجواسيس مازالوا يتبعونها ، تسلّقت عمود المنفس الصغير ونزلت إلى الأرضية ، انتظرت لبضع ثوان وأرادت الإنتقام من الإثنان ، مزّق زئير بشع الهواء الهادئ ، يجعل من الجوّ شاذّا عكرا ، إنضمّت الطلقات النارية إلى ذلك العواء الشيطاني ، تسابقت الأفكار في عقلها ، " لا بد أن يكون ذاك هو ويليام ، لقد عاد مرة أخرى ولكن من يقوم برميه هكذا؟! "....

توقف اطلاق النيران وأنيت يمكن أن تسمع المنفس المعدني يرتفع وأحدهم يزحف الى الخارج ، شخص ذو لباس أزرق ظهر للعيان ، كان ذلك الشرطي الذي رمته في وقت سابق ، “ قتلت زوجي...! ، أعرف ما جئت تبحث عنه ، جئت من أجل الجي فيروس ، أنت لن تأخذه منّي ، هذا تراث زوجي.... ” تصرخ آنيت بهستيرية في الشابّ ، “ أرى بأنّك إنضممت إلى تلك الجاسوسة... ” أضافت آنيت ، “ ماذا تتحدّثين عنه؟ ” سأل الشاب في ذهول واستغراب شديدين ، “ أنت حقا لا تعرف شيئا ، هي إحدى مشاركو الشركة الذين أرسلوا إلى هنا لإسترجاع الجي فيروس ” تحاول آنيت أن توضّح الموقف ، لكن ليون يصرخ في آنيت نافيا “ تلك أكذوبة....أعرف إيدا ، لن تقوم بمثل هذا العمل ”....

يزيد غضب آنيت وترفع بندقيتها نحو ليون قائلة “ لا....إنها الحقيقة ، لقد قمت بتحقيق هويتها وإكتشف بأنّها كانت تتجسّس على نشاطات أمبريلا ، والآن حان الوقت لتموت” ، وقف ليون مذهولا أمام كلمات آنيت ، وقد أصابته في الصميم قبل أن يلاحظ أنها تريد أن ترديه قتيلا ، وفجأة تحول السقف الى حطام وغبار بفعل مخلوق ضخم قفز خلاله بقوة ، فرحت آنيت لنجاة زوجها وبينما هو يقترب من ليون ، إستدارت هي لتدع المخلوق يقوم بالقتل الأفضل الذي كادت تفعله ، عادت إلى المختبر فهي لا بدّ أن تجد اللقاح قبل فوات الأوان ، قبل أن تموت شيري....

طلقات نارية تنبيء بالقادم ، إنتظرت آنيت لتستعلم الموقف ، فتح الباب بفحيح ، ودخلت تلك الشابّة التي التقتها مسبقا ، ووجهها لا يعرف سوى الحزن ، “ آنيت...أحتاج الى اللقاح ، شيري مريضة ، رجاء إني أحتاجه الآن” تتذرّع كلير لآنيت التي كانت تحدّق في عيون كلير الخائفة ، عواء عكّر الصمت ، زئير تعرفه آنيت جيّدا ، “ ويليام.... ” تنسال الكلمة شفاه آنيت بعذوبة ، قفز العملاق عبر السقف ثانية تاركا وراءه سديم خفيف ، نظرت آنيت للوحش ، دون أن ترى شيئا يدل على أنه زوجها ، لقد وصل الى طور اختفت فيه ملامحه أيضا ولم يترك لزوجته سوى الحسرة والألم ، وأدرك قلب آنيت أنه زوجها قبل أن تدركها حواسها الأخرى ، مازالت المسكينة في وضع لا يحسد عليه تتأمل القبيح وهو يهدر بالغضب....

تتفوه آنيت بكلمات للمتحجّر غير مبالية بمصيرها " آآه يا ويليام ، الحمد لله لم يستطيعوا قتلك ، ارجع الي أرجوك... " ، رفع يده المليئة بالمخالب المرعبة في الهواء وأصاب آنيت بضربة شديدة سريعة ، رشّ دمها على الحائط ، وهي تترنح من الندم قبل الألم ، تردد اسم محبوبها بهدوء بينما قفز ذاك المجرد من الروح عبر الفتحة التي جاء منها ، يتقطّر دمها القرمزي الدافئ من شفتها بينما تظهر إبتسامة المنتصر ، هرعت كلير اليها ومسكت يدها تستمع لآخر كلماتها “ إليك....هذا هو اللقاح ، رجاء أنقذي شيري وأخبريها بأني كنت أعلم أنني أمّ فظيعة ، لكنّي ما زلت أحبّها ، وسأحبها الى الأبد ” بالكاد عبرت كلمات آنيت الأخيرة شفاهها الرطبة ، انسحبت الأميرة النائمة ببطء في السواد ، وأعيد شملها من جديد مع ويليام....

لا يوجد تعليق لهذه القصة المحزنة ، أتمنى أن يكون هذا التقرير الأخير قد نال رضاكم يا أحبتي...ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام.. ;-)
http://residentevil.metropoliglobal.com/galeria/re2/resh_re2_boceto26.jpg http://residentevil.metropoliglobal.com/galeria/re2/resh_re2_boceto27.jpg
http://residentevil.metropoliglobal.com/galeria/re2/resh_re2_boceto25.jpg
http://residentevil.metropoliglobal.com/galeria/re2/resh_re2_boceto45.jpg

chris
28-12-2002, 05:43 AM
اولا شكرا لكي اختي الغالية ليانا على هذا الابداع المتواصل شكرا لكي و با التوفيق ان شاء الله في الامتحانات

صدقا يا اختي الغالية ما يزيد جمال اللعبة و روعتها قصصها المؤثرة التي تزيدنا شغفا با اللعبة نعم قصصها الرائعة كل تلك القصص و التي اتحدى اي لعبة ان تملك مثلها با الحبكة و القوة و الجاذبيبة نعم اها لعبتنا الرائعة

resident evil

اما ردي على القصة فهيا ببضع كلمات اي حزن عميق لف هذه الاسرة المفككة هربوا من البيت الفخم بعجوبة لم تكن تكاد الان ان تكون معجزة هربوا بسرعة الى فخ اخر غير بعيد في وكر الرعب نعم وكرا طالما اختفت فيه الايدي التي تدخله و تمشي في جنباته و ها هيا تلك الاماكن تاخذ اهلها و ساكينيها الى طريق الا عودة تسحبهم بسرعة و لكنهم هم من صنعوها و ذاقوا مرها ليعيشوا و يتذكروا اسما واحد امبريلا و فايروس نعم هذه هيا الكلمات

با المناسبة انتي كتبتي وهو يبحث في حزامه عن مجلة هاهاهاهاها اسف ولكني ضحكت لهذا الامر يا ترى ما نوع الملجة اكيد مجلة عن الذخيرة هاهاهاها اسف مزحة بايخة

سلام chris

Liza
29-12-2002, 04:30 AM
اختي الغاليه .......ليانا :-)
مواضيعك دائما رائعــــــــــــــــــــــه وفعلا تستحق اكثر من الثناء والتقدير
لكن هذا الموضوع بالذات.. .. .. .. .. ..




















اكثر من رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع :D :D :D :D :D

:" انيت بريكين ... قصتهامؤثره جدا جدا :"مع انها عالمه متفوقه الا انها فعلا ام مسكينه . . لقد حزنت علي تلك المسكينه (في اللعبه ) عندما رايتها تركض باتجاه زوجها غير مباليه بالطور الذي وصل اليه وقام بضربها بمخلبه الكبير :(

:" :" لكن مذكراتها جعلتني اشعر فعلا بالبكـــــــــــــــاء:" :" :" :" :" :"

Liana
30-12-2002, 05:50 AM
تسلم أخوي كريس على ردك الأكثر من رائع ، أخجلتني يا أخي :D :D وبالنسبة للمجلة ، انطقها بضم الميم وسكون الجيم وفتح اللام فهي بالعربية الفصيحة الذخيرة........;-)

ومشكوووووووووة عزيزتي ليزا على المشاركة اللطيفة ، معك حق القصة محزنة جدا ولكنها الحياة ويجب تحملها.....:) :)

Regina
02-01-2003, 07:45 PM
حبيبتي الغاليه ليانا الله يعطيك العافيه والله اني اشتقت الى مواضيعك و الى تكملة هذا الموضوع الشيق :D .... و تسلمين تسلمييييين يا روعه انتي ;-)


عندي تعليق بسيط و مضحك :D انا لما قريت :-


وعقل أنيت ما زال يتسابق لإيجاد الجواب ، مسك الزومبي رسغها ، كأنه يقدّر حجم ذراعها :أفكر:

والله اني قمت اضحك على هذي :D , ليش لانه ذكرني بالامهات المصريات في قديم الزمان لما تجي ام مصريه الى احد الاهالي عشان تخطب لولدها بنت منهم , فتجي هالام و تقوم بتقدير البنت اللي ناويه تزوجها لولدها "حجم رسغيها :D عشان طبعا , زوج المستقبل هاهاهاههاهاهاهاهاهاهاهاها :D :D :D

اسفه على تعليقي اذا كان بايخ ...


سلام:D
REGINA

عاشق فيديو جيمز
02-01-2003, 08:08 PM
مشكوره على الموضوع الرائع وهو جميل ومنسق ........... واصلي الى الامام :)

Liana
06-01-2003, 05:20 AM
شكرا لك اختي الغالية ريجينا على ردك الرائع وتعليقك مضحك للغاية تسلمين عزيزتي..... :)

ويشرفني أن أجد رد فارس منتدى البلايستيشن بموضوعي ، تسلم أخوي على ردك المشجع و يعطيك العافية....

hunk
07-01-2003, 09:56 PM
مرحبا بالغالية ليانا وشكرا لك لانك اتممت هذه القصة الرائعة حقا وامل ان تنتهي الامتحانات لكي نستمع الى المزيد من هذه القصص المؤثرة حقا
سلام..............hunk

احمر الوجه
10-01-2003, 12:06 PM
جزء 5 رائع مشكوره ليانا هلى مجهودك رائع قبل اختبارا ت

بقراها ثم بذاكر هههههه

لأني متحمس:#

Liana
14-01-2003, 11:20 PM
تسلم أخوي هانك وأحمر الوجه عالردود الرائعة وأعدكم بالأفضل دائما :) :)