رونالدو العرب
29-12-2002, 06:15 AM
شهد العام 2002 اقامة كأس العالم لكرة القدم لاول مرة في قارة اسيا ونظمها لاول مرة بلدان هما كوريا الجنوبية واليابان، فغنت منتخبات كانت في عالم المجهول موالها واطربت، ولملمت منتخبات اخري عريقة اذيال الخيبة في وقت مبكر راحلة ولسان حال بعضها يقول وداعا، والبعض الاخر الي اللقاء في العرس المقبل بعد 4 سنوات في المانيا. وخرجت البرازيل ونجمها رونالدو كاكبر المنتصرين من اكبر تظاهرة كروية حيث توج المنتخب البرازيلي بطلا للمرة الخامسة (رقم قياسي) ونجمه هدافا للبطولة برصيد 8 اهداف، فعادا الي القمة من جديد بعد فترة طويلة من الشك حول قدرتهما علي ذلك. وكان وراء هذه العودة القوية دون شك لويز فيليبي سكولاري، المدافع السابق الذي لم يلفت الانظار كلاعب ولم يدافع عن الوان بلاده ولو مرة واحدة، لكنه نجح كمدرب في قيادة السفينة الي شاطيء الامان. وتحول سكولاري (45 عاما) من عدو للشعب عندما كانت سفينته تتأرجح وسط امواج عاتية كادت تغيب شمس البرازيل عن العرس العالمي لاول مرة في تاريخها، الي منقذ بعد حملها علي التأهل الي النهائيات في الجولة الثامنة عشرة الاخيرة من تصفيات قارة اميركا الجنوبية، ثم الي بطل قومي بعد الظفر بكأس جول ريميه للمرة الخامسة قبل ان يقرر ازاحة الحمل الثقيل عن كاهله ويتخلي عن المهمة الوطنية ليتعاقد بعدها مع الاتحاد البرتغالي في تحد جديد هو كأس الامم الاوروبية 4200 في البرتغال بالذات. وتحت امطار هائلة من الاوراق المذهبة رفع قائد البرازيل كافو كأس العالم في سماء يوكوهاما في الوقت الذي كان فيه النجم المطلق وصاحب الفضل الاول في اعتلاء منصة التتويج رونالدو قابعا في احدي الزاويا يذرف دموع الفرح بعد تسجيله ثنائية الفوز في مرمي المانيا (2-صفر) في المباراة النهائية في 30 يونيو. وكانت مباراة البرازيل والمانيا في ذلك اليوم تحت ضباب كثيف نهائي النهائيات بين عملاق اميركا الجنوبية وعملاق اوروبا السابق وفي جعبة الاول اربعة القاب عالمية والثاني ثلاثة منها عندما اطلق سيد البساط وافضل حكم في العالم حاليا ولاربع مرات متتالية، الايطالي بيارلويجي كولينا صافرة البداية. وكانت نهاية المونديال غير متوقعة ابدا، فالبرازيل والمانيا لم يلتقيا قط في النهائي منذ انطلاق المسابقة عام 1930، والاخيرة كما الاولي عانت كثيرا لاجتياز التصفيات وانتظرت الملحق الاوروبي لحجز بطاقتها الي كوريا الجنوبية واليابان، ولعب المدرب الالماني رودي فولر، كنظيره البرازيلي، دورا كبيرا في هذا التأهل. وصبت المراهنات في مصلحة فرنسا بطلة النسخة السابقة وبطلة اوروبا، والارجنتين التي سيطرت علي التصفيات الاميركية الجنوبية بشكل مطلق وضمنت تاهلها قبل مراحل، وايطاليا او حتي اسبانيا والبرتغال وكذلك انكلترا. لكن سرعان ما استسلمت مكاتب المراهنات للنتائج علي الارض وانهارت ترشيحاتها منذ المباراة الافتتاحية بخسارة فرنسا امام السنغال صفر-1 في 31 مايو في سيول، ثم بتعادلها السلبي مع الاوروغواي وخسارتها امام الدنمارك صفر-.2 وخرجت حاملة اللقب مع الارجنتين والبرتغال قبل الاوان من الدور الاول ناهيك عن منتخبات اميركا الجنوبية، ثم تلتها في الدور الثاني ايطاليا (امام كوريا الجنوبية بالهدف الذهبي 1-2)، وانكلترا واسبانيا في ربع النهائي (خسرت الاولي امام البرازيل 1-2 والثانية امام كوريا بركلات الترجيح 3-5 بعد تعادل سلبي)، تاركة الساحة خالية لمنتخبات مغمورة كتركيا من اوروبا وكوريا الجنوبية من اسيا والسنغال من افريقيا، بعد ان شككت كثيرا ودون طائل في مستوي التحكيم. وبلغت المانيا والبرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية المربع الاخير، وتأهل المنتخبان الاولان الي النهائي فيما احرزت تركيا المركز الثالث علي حساب الدولة المنظمة 3-.2 واذا كان رونالدو ذرف دموع الفرح، فان زميليه حاليا في ريال مدريد الاسباني، الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيغو، وكذلك الارجنتيون هرنان كريسبو وغابرييل باتيستوتا وكلاوديو لوبيز، والايطاليون اليساندرو دل بييرو وفيليبو اينزاغي وباولو مالديني، والانكليزيان ديفيد بيكهام ومايكل اوين ذرفوا دموع الحزن خصوصا بعد ان اخذت منتخبات اخري اماكن هم اجدر بها في الادوار التالية. وقبل المونديال كان اكثر ما يجرأ عليه رونالدو لويز نازاريو دا ليما المولود في 22 سبتمبر عام 1976 في بينتو بيبيرو، هو الحلم والحلم فقط برفع كأس العالم عاليا ونسيان هزيمة نهائي مونديال 1998 امام فرنسا (صفر-3)، لكن بعده بات من حقه الطبيعي ان يحلم بالالقاب الفردية. وتوج رونالدو، مهاجم انتر ميلان الايطالي السابق، بعد توهجه الجديد في المونديال وضمه من قبل ريال مدريد الاسباني، افضل لاعب في اوروبا وحاز علي جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها سنويا مجلة کفرانس فوتبولŒ الفرنسية في 16 الحالي، ثم بعد يومين افضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) ليستعيد بذلك امجاد عامي 96 و97 ويعود الي القمة من بابها الواسع. وبهذا التتويج المزدوج، احتكر کالولد الذهبيŒ جميع الجوائز بعد ان اختارته مجلتا کوورلد سوكرŒ الانلكيزية وکاونزŒ الفرنسية افضل لاعب في العام 2002، وهيئة الاذاعة البريطانية کبي بي سيŒ افضل شخصية رياضية اجنبية. وخالف رونالدو بذلك توقعات النقاد الذين اعتبروا عشية انطلاق المونديال 2002 بانه يحتاج الي معجزة لاستعادة المستوي الذي اهله الي ان يتوج افضل لاعب في العالم عامي 96 و1997، بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في الركبة كادتا تضعان حدا لمسيرته في الملاعب. وكان تمثيل المنتخبين العربيين السعودي والتونسي في المونديال هزيلا وخرجا من الدور الاول، حيث مني الاول بثلاث هزائم متتالية امام المانيا صفر-8، وامام الكاميرون صفر-1، وامام جمهورية ايرلندا صفر-3، فيما خسر الثاني امام روسيا واليابان بنتيجة واحدة صفر-2 وتعادل مع بلجيكا 1-.1
":"
":"