moKatel
01-01-2003, 12:59 PM
أولاً: بشائر القرآن
1- الإشارة إلى غلبة الدين وظهوره:
قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(التوبة:33). وقال: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(الصف:8-9). وقال: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))(الفتح:28).
2- وعد المؤمنين بالنصر:
قال تعالى: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))(الحج:39-40). وقال: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))(الروم:47). وقال: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))(محمد:7). وقال تعالى: ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ))(الصافات:171).
في هذه الآيات أخبر الله سبحانه وتعالى أن من سنته في خلقه أن ينصر عباده المؤمنين إذا قاموا بنصرة دينه وسعوا لذلك، ولئن تخلفت هذه السنة لحكمة يريدها الله في بعض الأحيان فهذا لا ينقض القاعدة وهي أن النصر لمن ينصر دين الله.
3- وعد المؤمنين بالتمكين في الأرض:
قال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))(النور:55). فقد وعد الله في هذه الآية وهو الذين لا يخلف الميعاد، وعد المؤمنين باستخلافهم في الأرض وأن يمكن لهم دينهم، وأي أمل للمسلم فوق وعد الله عز وجل، وأي رجاء بعد ذلك للمؤمن الصادق؟
4- الإشارة إلى ضعف كيد الكافرين وضلال سعيهم:
إن مما يجلب اليأس لكثير من المسلمين ما يراه من اجتماع الكفار على اختلاف طوائفهم ومشاربهم على الكيد للإسلام وأهله، وما يقومون به من جهود لحرب المسلمين في عقيدتهم وإفساد دينهم، في حين أن المسلمين غافلون عما يُكاد لهم ويُراد بدينهم، ويرى ثمرات هذا الكيد تتابع، حينئذ يظنّ أن أي محاولة لإعادة مجد المسلمين ستواجه بالحرب الشرسة وتقتل في مهدها، وأن الأعداء على اختلاف أصنافهم لن يغضّوا الطرف عن أي تحرك وصحوة للمسلمين اقرأ معي هذه الآيات وتمعن فيها.
((وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))(النمل:48-52).
وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))(الأنفال:36). وقوله: ((إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا))(الطارق:15-17). ((ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ))(الأنفال:18).
فمهما كاد هؤلاء لدين الله ومهما بذلوا لمحاربته فالله لهم بالمرصاد. وهم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداء المسلمين، كما قال تعالى: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ))(الممتحنة:1). فبدأ بوصفهم بأنهم أعداؤه. وقال لنبيه: ((فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))(الأنعام:33).
***
ثانياً: بشائر السنة النبوية
تلك بعض البشائر الواردة في القرآن الكريم، أما السنة النبوية فيمكن أن نقسم ما ورد فيها من بشائر إلى قسمين:
القسم الأول: التبشير المطلق بنصر الإسلام :
1- ومن هذه المبشرات : عن تميم الداري -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذُلاً يذل الله به الكفر"(أخرجه أحمد 4/103، والحاكم 4/430، بمعناه وابن منده في الإيمان 1085، والطبراني كما في المجمع 6/14، وقال "رجاله رجال الصحيح" وقال الحاكم على شرط الشيخين ونقل الألباني في تحذير الساجد 173 عن الحافظ عبدالغني المقدسي أنه قال حسن صحيح. وقال وهو على شرط مسلم. وله شاهد من حديث المقداد. أخرجه أحمد 6/4وابن منده 1084، والطبراني كما في المجمع 6/14، وقال رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني هو على شرط مسلم).
2- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" فقلت يا رسول الله: إن كنت لأظن حين أنزل الله ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(التوبة:33). أنَّ ذلك تامّاً، قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفي كلّ من في قلبه مثال حبّة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيهم فيرجعون إلى دين آبائهم"(رواه مسلم 2907). والشاهد من الحديث قوله "تامّاً" أي أن وعد الله بظهور هذا الدين على سائر الأديان سوف يتحقق لا محالة.
3- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريّاً، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"(أخرجه الطيالسي 438، وأحمد 4/273، وقال في مجمع الزوائد 6/188، رجاله ثقات. وصححه العراقي).
4- أحاديث الطائفة المنصورة، وقد وردت عن عدد من الصحابة، منهم أبو هريرة وزيد بن أرقم ومُرَّة بن كعب البهزي وعمر بن الخطاب وسلمة بن نفيل الكندي وأبو أمامة، وعمران بن حصين، وقرة بن إياس، وجابر بن عبدالله، وثوبان، والمغيرة، وجابر بن سمرة، ومعاوية، وعقبة بن عامر، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم وبعضها في الصحيحين. وقد ورد في حديث سعد عند مسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". وإن المسلم حين يطرق سمعه هذا الوصف ليتمنى من أعماق قلبه أن يكون من هذه الطائفة، وأن يضرب معها بسهم في نصرة دين الله وإعلاء كلمته. فتتحول هذه الأمنية وقوداً يشعل في نفسه الحماسة والسعي الدؤوب للدعوة لدين الله على منهج الطائفة الناجية أهل السنة والجماعة.
5- أحاديث خيرية هذه الأمة، ومنها حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مثل أُمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره"(رواه أحمد 3/130، والترمذي 2833، وابن حبان 2307، وأبو يعلى 6/491، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2302، وله شاهد عند أحمد 4/319 من حديث عمار).
6- قوله صلى الله عليه وسلم: "بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب"(أخرجه أحمد وابنه في زوائد المسند 5/134، وابن حبان 2501، والحاكم 4/318، كلهم من حديث أبي وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأقره المنذري وقال الألباني إن إسناد عبدالله صحيح على شرط البخاري. انظر أحكام الجنائز 52).
7- حديث المجدد، وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها"(أخرجه أبو داود 4291، والحاكم 4/522، وغيرهما وصححه الحاكم والبيهقي والعراقي وابن حجر، وقال السيوطي: "اتفق الحفاظ على أنه حديث صحيح").
القسم الثاني: أحاديث تبشر بانتصار الإسلام في حالات خاصة :
1- حديث قتال اليهود:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود"(أخرجه البخاري 2926، ومسلم 2922، وكذا ورد من حديث ابن عمر وهو عند البخاري 2925، ومسلم 2921، والترمذي 2237).
2- أحاديث قتال الروم وفتح القسطنطينية وروما:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلّوا بيننا وبين الذي سُبُوا منا نقالتهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا؟ فيقاتلونهم؛ فينهزم ثلث لا يتوب الله عليه أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث فلا يفتنون أبداً، فيفتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهاليكم؛ فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون صفوفهم إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دمه في حربته"(رواه مسلم 2897).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟" قالوا نعم يا رسول الله، قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جوانبها -قال ثوبان بن يزيد لا أعلمه إلا قال الذي في البحر- ثم يقول الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ، فقال إن الدّجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون"(مسلم 2920).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أم رومية؟ فقال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولاً". يعني القسطنطينية. (رواه أحمد2/167، والدارمي وابن أبي شيبة وحسنه المقدسي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الألباني وهو كما قال. "السلسلة الصحيحة"1/8).
3- أحاديث المهدي:
وهو خليفة صالح يغير الله به حال الناس من الظلم والجور إلى العدل والقسط والصلاح. وقد نص على تواتر الأحاديث الواردة فيه جماعة من المحدثين منهم الخطابي، وابن حبان، والعقيلي، والقاضي عياض، وابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وأبو الحسن الأبري، والبرزنجي، والسفاريني، والشوكاني، وصديق حسن خان، والكتاني.. وغيرهم. وقد أفرده بعض العلماء والأئمة بمؤلفات ورسائل خاصة تزيد على أحد عشر مؤلفاً.
ومما ورد فيه على سبيل المثال لا الحصر ما رواه ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً مني يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(رواه أبو داود4282، والترمذي2231، وأشار إلى صحته شيخ الإسلام في منهاج السنة وابن القيم في المنار المنيف. وأخرجه أبو داود4283، من حديث علي).
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهديِ منيّ أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين"(رواه أبو داود4285، والحاكم4/557، وجود إسناده ابن القيم في المنار المنيف ورمز السيوطي لصحته في الجامع الصغير).
منقول
1- الإشارة إلى غلبة الدين وظهوره:
قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(التوبة:33). وقال: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(الصف:8-9). وقال: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))(الفتح:28).
2- وعد المؤمنين بالنصر:
قال تعالى: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))(الحج:39-40). وقال: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))(الروم:47). وقال: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))(محمد:7). وقال تعالى: ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ))(الصافات:171).
في هذه الآيات أخبر الله سبحانه وتعالى أن من سنته في خلقه أن ينصر عباده المؤمنين إذا قاموا بنصرة دينه وسعوا لذلك، ولئن تخلفت هذه السنة لحكمة يريدها الله في بعض الأحيان فهذا لا ينقض القاعدة وهي أن النصر لمن ينصر دين الله.
3- وعد المؤمنين بالتمكين في الأرض:
قال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))(النور:55). فقد وعد الله في هذه الآية وهو الذين لا يخلف الميعاد، وعد المؤمنين باستخلافهم في الأرض وأن يمكن لهم دينهم، وأي أمل للمسلم فوق وعد الله عز وجل، وأي رجاء بعد ذلك للمؤمن الصادق؟
4- الإشارة إلى ضعف كيد الكافرين وضلال سعيهم:
إن مما يجلب اليأس لكثير من المسلمين ما يراه من اجتماع الكفار على اختلاف طوائفهم ومشاربهم على الكيد للإسلام وأهله، وما يقومون به من جهود لحرب المسلمين في عقيدتهم وإفساد دينهم، في حين أن المسلمين غافلون عما يُكاد لهم ويُراد بدينهم، ويرى ثمرات هذا الكيد تتابع، حينئذ يظنّ أن أي محاولة لإعادة مجد المسلمين ستواجه بالحرب الشرسة وتقتل في مهدها، وأن الأعداء على اختلاف أصنافهم لن يغضّوا الطرف عن أي تحرك وصحوة للمسلمين اقرأ معي هذه الآيات وتمعن فيها.
((وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))(النمل:48-52).
وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ))(الأنفال:36). وقوله: ((إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا))(الطارق:15-17). ((ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ))(الأنفال:18).
فمهما كاد هؤلاء لدين الله ومهما بذلوا لمحاربته فالله لهم بالمرصاد. وهم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداء المسلمين، كما قال تعالى: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ))(الممتحنة:1). فبدأ بوصفهم بأنهم أعداؤه. وقال لنبيه: ((فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))(الأنعام:33).
***
ثانياً: بشائر السنة النبوية
تلك بعض البشائر الواردة في القرآن الكريم، أما السنة النبوية فيمكن أن نقسم ما ورد فيها من بشائر إلى قسمين:
القسم الأول: التبشير المطلق بنصر الإسلام :
1- ومن هذه المبشرات : عن تميم الداري -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذُلاً يذل الله به الكفر"(أخرجه أحمد 4/103، والحاكم 4/430، بمعناه وابن منده في الإيمان 1085، والطبراني كما في المجمع 6/14، وقال "رجاله رجال الصحيح" وقال الحاكم على شرط الشيخين ونقل الألباني في تحذير الساجد 173 عن الحافظ عبدالغني المقدسي أنه قال حسن صحيح. وقال وهو على شرط مسلم. وله شاهد من حديث المقداد. أخرجه أحمد 6/4وابن منده 1084، والطبراني كما في المجمع 6/14، وقال رجاله رجال الصحيح. وقال الألباني هو على شرط مسلم).
2- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" فقلت يا رسول الله: إن كنت لأظن حين أنزل الله ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(التوبة:33). أنَّ ذلك تامّاً، قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفي كلّ من في قلبه مثال حبّة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيهم فيرجعون إلى دين آبائهم"(رواه مسلم 2907). والشاهد من الحديث قوله "تامّاً" أي أن وعد الله بظهور هذا الدين على سائر الأديان سوف يتحقق لا محالة.
3- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريّاً، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"(أخرجه الطيالسي 438، وأحمد 4/273، وقال في مجمع الزوائد 6/188، رجاله ثقات. وصححه العراقي).
4- أحاديث الطائفة المنصورة، وقد وردت عن عدد من الصحابة، منهم أبو هريرة وزيد بن أرقم ومُرَّة بن كعب البهزي وعمر بن الخطاب وسلمة بن نفيل الكندي وأبو أمامة، وعمران بن حصين، وقرة بن إياس، وجابر بن عبدالله، وثوبان، والمغيرة، وجابر بن سمرة، ومعاوية، وعقبة بن عامر، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم وبعضها في الصحيحين. وقد ورد في حديث سعد عند مسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". وإن المسلم حين يطرق سمعه هذا الوصف ليتمنى من أعماق قلبه أن يكون من هذه الطائفة، وأن يضرب معها بسهم في نصرة دين الله وإعلاء كلمته. فتتحول هذه الأمنية وقوداً يشعل في نفسه الحماسة والسعي الدؤوب للدعوة لدين الله على منهج الطائفة الناجية أهل السنة والجماعة.
5- أحاديث خيرية هذه الأمة، ومنها حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مثل أُمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره"(رواه أحمد 3/130، والترمذي 2833، وابن حبان 2307، وأبو يعلى 6/491، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2302، وله شاهد عند أحمد 4/319 من حديث عمار).
6- قوله صلى الله عليه وسلم: "بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب"(أخرجه أحمد وابنه في زوائد المسند 5/134، وابن حبان 2501، والحاكم 4/318، كلهم من حديث أبي وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وأقره المنذري وقال الألباني إن إسناد عبدالله صحيح على شرط البخاري. انظر أحكام الجنائز 52).
7- حديث المجدد، وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها"(أخرجه أبو داود 4291، والحاكم 4/522، وغيرهما وصححه الحاكم والبيهقي والعراقي وابن حجر، وقال السيوطي: "اتفق الحفاظ على أنه حديث صحيح").
القسم الثاني: أحاديث تبشر بانتصار الإسلام في حالات خاصة :
1- حديث قتال اليهود:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود"(أخرجه البخاري 2926، ومسلم 2922، وكذا ورد من حديث ابن عمر وهو عند البخاري 2925، ومسلم 2921، والترمذي 2237).
2- أحاديث قتال الروم وفتح القسطنطينية وروما:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلّوا بيننا وبين الذي سُبُوا منا نقالتهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا؟ فيقاتلونهم؛ فينهزم ثلث لا يتوب الله عليه أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث فلا يفتنون أبداً، فيفتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهاليكم؛ فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون صفوفهم إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دمه في حربته"(رواه مسلم 2897).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟" قالوا نعم يا رسول الله، قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جوانبها -قال ثوبان بن يزيد لا أعلمه إلا قال الذي في البحر- ثم يقول الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ، فقال إن الدّجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون"(مسلم 2920).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أم رومية؟ فقال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولاً". يعني القسطنطينية. (رواه أحمد2/167، والدارمي وابن أبي شيبة وحسنه المقدسي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الألباني وهو كما قال. "السلسلة الصحيحة"1/8).
3- أحاديث المهدي:
وهو خليفة صالح يغير الله به حال الناس من الظلم والجور إلى العدل والقسط والصلاح. وقد نص على تواتر الأحاديث الواردة فيه جماعة من المحدثين منهم الخطابي، وابن حبان، والعقيلي، والقاضي عياض، وابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وأبو الحسن الأبري، والبرزنجي، والسفاريني، والشوكاني، وصديق حسن خان، والكتاني.. وغيرهم. وقد أفرده بعض العلماء والأئمة بمؤلفات ورسائل خاصة تزيد على أحد عشر مؤلفاً.
ومما ورد فيه على سبيل المثال لا الحصر ما رواه ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً مني يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(رواه أبو داود4282، والترمذي2231، وأشار إلى صحته شيخ الإسلام في منهاج السنة وابن القيم في المنار المنيف. وأخرجه أبو داود4283، من حديث علي).
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهديِ منيّ أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين"(رواه أبو داود4285، والحاكم4/557، وجود إسناده ابن القيم في المنار المنيف ورمز السيوطي لصحته في الجامع الصغير).
منقول