المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية وداعاربيع.



abou katada
08-01-2003, 05:19 AM
رحل ربيع ..

مضى ربيع ..

وترك جراحاً يبدو أنها لن تندمل ..

لن تندمل طالما وجد في بلادنا الخير والشر ، وتقابل الطغيان والأنفة ، وتصارع الحق والباطل .

رحل ربيع ليترك خلفه طفلة رضيعة لاتعي من الدنيا شيئاً

لكنها يوماً ما ستعي قصة أبيها ، إنها قصتنا جميعاً في بلادنا الحزينة ، وما مقتل ربيع إلا فصل من فصولها .

إنها قصة الحق عندما يكون بوجوده شاهداً على أن الباطل لا بد أن يزول ، ولذلك لا بقاء لكليهما معاً ، فهما كالليل والنهار

أرأيت نور الفجر كيف يبدد بخيوطه ظلمة الليل ؟

إنها نفس القصة ..

شاب طاهر زكي نقي السريرة – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً – تربي في حضن الحركة الإسلامية منذ نعومة أظفاره ، ونمت فطرته الأصيلة التي تنفر من الباطل وأهله ، وتسعى نحو نور الحق والالتصاق بأهله ، وتبني قضاياهم ، وحمل همومهم .

ضاق صدره بما يراه من اعوجاج وفساد في بلاد المغرب ، بسبب تسلط الملوك الذين إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، بعد أن بذل في ذلك جهداً حميداً ، وسعى في هداية الحياري سعياً مشكوراً .

بدا له من بعيد علَم طالما بحث عنه واشتاق إليه ، وكم سمع عنه في حلقات شيوخه الذين تربي في حلقاتهم ، ونهل من علومهم .

إنه علم الجهاد..وعلم الهجرة للحياة في مدينة فاضلة . علمان لا علم واحد. أو إن شئت فقل علمان في علم .

نعم .. إنها الإمارة الإسلامية .

وهناك أروى صدى كان يكوي فؤاده ، وأطفأ لهيباً كان يلتهم كبده ، عانق سلاحه وجاهد ورابط ، وأصيب في سبيل الله ،

وبقي ينتظر الشهادة ، لكنها انتظرته في مسقط رأسه .

وعاد ربيع إلى بلاد المغرب والحزن يعصر قلبه ، على اختفاء ذلك العلم ، ولم تمض عليه إلا أشهر قلائل حتى طرق باب بيته زوار الظلام ، وجلادو البلاط ، أستغفر الله ! ومنذ متى كانوا يطرقون الأبواب ؟

ايه ربيع !

ماذا جرى بعد ذلك ؟

عاجلوك بطلقة الإجرام ، وأسكتوا صوتك المثوب بالدعاء إلى الحق ، وورثوا طفلتك مرارة اليتم ، وقساوة الحرمان .

ولكن حسبك أنك نلت ما كنت تطلب إن شاء الله .

وحسب أسرتك وقرابتك أن صار منهم شهيد شافع .

وحسب شيوخك الكرام أن تربى على أيديهم مثلك .

وحسب رفقاء دربك أن أصبح من بينهم قدوة ومثل .

والله يتقبلك في عليين ، ويجمعنا بك في الفردوس الأعلى .

وليخسأ القتلة السفاحون ، وأعداء الطهر المخنثون ،

وإن لهم ليوماً يذوقون فيه الهوان ، وتستريح بلاد المغرب من مرآهم ، فقد طم وادي طغيانهم ، وعلا سيل فسادهم ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .

ربيع آيت أزو

أبو الفداء

هاجر إلى أفغانستان

ثم عاد إلى المغرب بعد سقوط إمارة أفغانستان الإسلامية

قتله رجال الأمن المغربي في بيته


بقلم : أبي محمد المصراتي
:( :( :( :(

holylance
09-01-2003, 08:12 AM
جزاك الله خيرا

MandN
12-01-2003, 12:15 AM
جزاك الله خير موضوع ممتاز ورحم الله ربيع :" :" :"