المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية ما الذي يحتاج إليه أطفالنا ؟



أحمد جوهر
13-01-2003, 04:25 AM
أن ما يحتاج إليه الطفل - في وجهة نظري - هي خمسة أمور : القدوة والحب والدعم والاهتمام وأخيراً الواقعية ولعلي أفصل ذلك قليلاً :

· أن كل طفل يبحث عن القدوة التي يريد أن يقتدي بها، سواء كانت هذه القدوة خيراً أو شراً، ذلك أن هذه القدوة توفر للطفل أفكاراً مسلية أو معاني غير مألوفة تدفعه للتجربة والتقليد، أننا يجب أن نحرص في هذه المرحلة التي يمر بها الطفل على أن نظهر أمامهم دائماً بمظهر يليق بأن نكون مصدراً لتقليدهم، وذلك بممارسة حياتنا بما لا يخدش شخصياتنا وبالتالي شخصياتهم .. يعني بالعربي لا تدخين مادمنا نقول لا تدخن .. لا كذب مادمنا نقول لا تكذب وهكذا. إلا أننا يمكننا توسيع مجال تقليدهم وتضييقها في نفس الوقت بتعريف الأطفال على القدوة الحقيقية وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يكون التضييق بتأكيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم هي القدوة فقط وأما التوسيع فيكون بأن نكون - نحن المربين- أول المقتدين.

· وكما أن أطفالنا يرغبون في التقليد فإنهم بحاجة أيضاً إلى الحب، والحق أني لم أقرأ مسبقاً تعريفاً حسياً للحب، إلا أنها في نظري حالة نفسية انفعالية (مؤقتة أو دائمة) تنشأ عن رغبة الروح (في حالة اليقظة) في أمر معين من جانب معين. وليس غريباً بالتالي إن ذكرنا بأن الحب تعبير شامل للشفقة والعطف والحنان. إن ذلك يجعل لحياة الأطفال معناً نفسياً، حيث أنهم يجدون من حولهم يدفعهم للشيء بدافع روحاني. وهو أمر لا تدركه - فضلاً عن أن تقوم به - الخادمة والشغالة والكثير من المربيات (الدادا).

· الدعم أولى من منح الثقة المطلقة، والطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى التوجيه أكثر من الإجبار. ولأن الطفل له إحساسه الخاص بالحاجة إلى الحرية إلا أن هذه الحرية في غياب التوجيه يؤدي إلى خلق العناد. إنهم فقط بحاجة إلى دعم حرياتهم وذلك عن طريق منحهم الدعم في إبداء آرائهم ومناقشتها وتوجيهها.

· إن الاهتمام بهم يمثل جانب التعاون بين الطفل والوالدين. وفقده من جانب الوالدين أو فقد إحساسه من جانب الطفل سيؤدي إلى فقد الثقة لدى الطفل. وبلا شك سيؤدي إلى احتلال الإحساس بالبعد الأسري مكان الإحساس بالاهتمام.

· إن أهم ما يحتاج إليه الطفل هي الواقعية .. والواقعية هي تلك التي حملت في طياتها جانبي الخير والشر .. إن من الواقعية المال والتلفزيون والانترنت والقنوات الفضائية والكثير التي يحتاج إليه الطفل ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نمنعهم عنها، وكيف لنا أن نمنع الواقعية وهي ذاتها التي تعيش معنا ولا نرغب في أن تمنع عنا ؟ أننا بحاجة لإحدى أمرين : توفير بديل للواقعية المذكورة تحل محلها وهو أمر صعب التنفيذ (لكنه ليس مستحيلاً) أو عن طريق التعاون على حجب جانب الشر منها، وذلك كله لحين بلوغ الطفل مرحلة الإدراك، ومن ثم توضيح الخير والشر فيها.

مع ما سبق .. تتمثل التربية والتي بنجاحها (أي التربية) سينشأ من سنفخر بهم، أما سوء التربية بسبب عدم توفر أسسها سينشأ الشخصيات المرعبة في حياة المجتمع. إن على جميع الآباء والأمهات أن يعلموا الحاجة إلى الأطفال والتي سيستفاد منها عند حسن التربية فقط .. وذلك بتوفير الحاجات الحقيقية التي يحتاجون إليها.