المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مجاهدون أم عملاء ؟ . قضية للنقاش .....أرجو التثبيت



أبونوح2003
20-01-2003, 08:09 AM
بمنتهى الموضوعية والهدوء أود أن ألقي الضوء وأفتح النقاش حول قضية هامة يدندن حولها العلمانيون والطواغيت من العملاء ومن سلك طريقهم من السذج الذين يزعمون بأن الجماعات الإسلامية هي صناعة أمريكية !!..
وهم ممن يصدق فيهم قول القائل "رمتني بدائها وانسلت " وقد وصل بهم السفه لاتهام قادة العمل الإسلامي في جل العالم العربي والإسلامي بالعمالة لأمريكا .!!
ولعلكم جميعاً قد استمعتم لمثل هذه المقولات الخائبة .
وفي البداية أود أن انطلق من النقاط التالية :

1- أن الجماعات الإسلامية في العالم العربي ليست معصومة من الخطأ وأنها ليست فوق مستوى النقد في مسلكها وطريقة تعاملها مع الواقع والقضايا التي تحيط بها ، وأن من حقنا أن نتفق أو نختلف حول بعض ممارساتها .

2- اعتماد المنهج العلمي والتاريخي عند إصدار الأحكام عليها، وليس كما يفعل بعض أبواق الأنظمة من الذين يهرفون بما لا يعرفون .

** من يقف خلف هذه الاتهامات ؟

إنهم كما ذكرنا حفنة من الأنظمة الطاغوتية العميلة في المنطقة وعلى رأسهم يقف النظام المصري أكبر عميل أمريكي في المنطقة .. وهو أمر لا يمكن إنكاره واقرءوا ما ورد في هذا التقرير المقدم إلى الكونجرس من الحكومة الأمريكية بشأن العمليات الخارجية للسنة المالية 1999"، حيث وصفت إدارة الرئيس بيل كلينتون مصر بأنها "صاحبة أبرز دور في العالم العربي، وحليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن إقامة "علاقة قوية مع مصر تعود على الولايات المتحدة بمنافع سياسية وأمنية لا تستطيع أية دولة عربية أخرى تقديمها" !!. وبلغت قيمة المعونة التي طلبت الإدارة تخصيصها لمصر في تلك السنة المالية 2,116 مليار دولار، من بينها 1,3 مليار دولار في صورة "تمويل عسكري خارجي" (على أن يكون جزء منحة والباقي في إطار برنامج قروض)، و815 مليون دولار في صورة "تمويل للدعم الاقتصادي"، ومليون دولار من "برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي"، الذي يوفر التدريب لضباط من الجيش المصري
وأوضح "التقرير" أن المعونة العسكرية لمصر تأتي في إطار استراتيجية الإدارة للحفاظ على استمرار تدفق موارد الطاقة من الخليج الفارسي. وأشار إلى أن المعونة "تساعد في ضمان أمن قناة السويس، وهي طريق دولي مهم لنقل شحنات النفط، وطريق لا غنى عنه للسفن الحربية الأمريكية العابرة إلى الخليج". وأضاف أن العلاقة الوثيقة مع مصر تساعد في ضمان الحصول على إذن بعبور الطائرات الحربية الأمريكية المتوجهة إلى الخليج، وهو ما يُعد أمراً حيوياً…

والحقيقة أن هذه هي الأهداف المعلنة أما الأجندة السرية للتغلغل الأمريكي في مصر فهذا يحتاج لموضوع آخر .

وبجانب مصر تأتي أنظمة الخليج التي أصبحت مستعمرات أمريكية –للأسف- ويكفي أن أياً من هذه الأنظمة –كما ذكر وزير خارجية قطر في السابق- لا يستطيع أن يقول لا لأمريكا …

هؤلاء هم من يتهمون الإسلاميين بالعمالة لأمريكا !!!!!!!!
فإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة أني كامل

حكايات ساذجة

ويحلوا لهؤلاء كلما ذكروا هذه الأكاذيب يستدلون عليها بأن أمريكا ساعدت المجاهدين الأفغان والعرب في أفغانستان ودعمتهم ..

وهذه حكاية طويلة .. لا بأس أن نحكيها …….. يتبع

وللرد على هذه الفرية أقول وبالله التوفيق :
الجماعات الإسلامية موجودة قبل أن يكون لأمريكا أي دور في المنطقة ، فجماعة الإخوان المسلمين أسست منذ 1928 ، وجاهدت ضد الصهاينة في فلسطين ، وكل من وقف ضد الصهاينة فهو ضد أمريكا .

الإسلاميون في مصر قتلوا أكبر عميل لأمريكا في المنطقة وهو أنور اليهود صاحب كامب داود .. عام 1981 وذلك قبل أن يتصاعد ويعرف الجهاد في أفغانستان .. فهل أنشأت أمريكا هذه الجماعات ؟!

قصة أفغانستان

أفغانستان تتمتع بموقع استراتيجي هام ، وقد كانت دائما هدفاً للغزاة من الاسكندر الأكبر حتى الاتحاد السوفيتي ، وشعبها شعب عرف بشدة البأس حتى أنه أباد ثلاثة جيوش لبريطانيا في الفترة من 1882 حتى 1919 حين اعترف تشرشل باستقلال أفغانستان ، بعدما طارد الأفغان جيشه وخشي أن يستثيروا المسلمين في الهند (الهند + باكستان) ضد المحتلين وذلك يوم أن كانت بريطانيا العظمى .

إن الروس عندما دخلوا أفغانستان عام 1979 لم يكونوا يستهدفون فقط طي أفغانستان داخل الستار الحديدي بل والوصول للمياه الدافئة في بحر العرب التي لم يعد يفصلهم عنها سوى اقليم بلوشستان الصحراوي وقد أصبحوا على مسافة قصيرة من منابع البترول في الخليج العربي ، وأصبحوا في موضع يهدد النظام الباكستاني الذي كان موالياً للغرب .
وبالجملة فإن الغزو السوفيتي لأفغانستان قد قلب الموازين الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة والغرب وكذا لدى دول الخليج العربي التي باتت تحت التهديد المباشر من الشيوعية وهدد منابع النفط التي تمثل شريان الحياة للغرب .

ورغم قوة التهديدات السوفيتية على مصالح الغرب إلا أن هذه العوامل لم تكن وحدها قادرة على إحداث أي تغيير على الأرض .. أو تدخل أمريكا المباشر لهزيمة الروس .. فأمريكا لم تستطع أن تهزم نظام كاسترو في كوبا وهو لا يبعد أكثر من تسعين ميلاً من شواطئ فلوريدا !!.. فكيف ستهزم الاتحاد السوفيتي في أفغانستان التي تعد حديقة خلفية للاتحاد السوفيتي وتجمعهما حدود برية شاسعة ؟!

العلمانيون والطغاة يستكثرون أن ينسبوا النصر لأهله وهم المجاهدون .. ثقيلة على أنفسهم أن يعترفوا بأن هذه العصبة الصغيرة استطاعت أن تهزم هذه القوة العظمى .. ولذا ينسبون الفضل لأمريكا ليغطوا على عجزهم في مواجهة الصهاينة !!

أمريكا –يا سادة- لم تنتصر في أي من معاركها ضد الروس .. وليس أبلغ من كوريا وفيتنام .. بل في أمريكا اللاتينية نفسها عانت أمريكا من الحركات اليسارية والشيوعية وكانت مسرحاً كبيراً لنشاطاتهم كما تجلى ذلك في أزمة خليج الخنازير والحرب في نيكاراجوا وغيرها ، ولم تفلح أمريكا إلا في تدبير الانقلابات العسكرية كما حدث في تشيلي وفي دعم أنظمة إرهابية مارست أبشع أنواع الجرائم والتعذيب والتصفية ضد خصومها اليساريين.

وكذا في أفريقيا والعالم العربي ضرب النفوذ الأمريكي في مصر والعراق وفي أنجولا فشلت حركة يونيتا المدعومة من أمريكا من تحقيق أي انتصار على الحكومة المدعومة من روسيا … فإذا كانت أمريكا قد عجزت عن هزيمة أتباع روسيا فكيف نفترض أنها كانت قادرة على هزيمة روسيا نفسها ؟!

من هو العميل؟

إن العميل هو من ينفذ إرادة ومخططات من يستعملونه من الأعداء نظير منافع دنيوية.. فهل دفاع الأفغان وأنصارهم من العرب عن بلاد الإسلام يعد عمالة ؟!! ما هذا المنطق السفيه .. والعجيب أن بعض هؤلاء يقولون عن أسامة بن لادن أنه كان عميلاً أمريكياً !! .. وكم كانوا يعطونه يا ترى ؟ وهو المليونير ابن المليونير من عائلة من المليونيرات !! وعنده من الأموال ما يعجز عن إنفاقه … والعجيب أن أمريكا لم تقل عنه ذلك ؟! أنا احترم من يتفق أو يختلف مع بن لادن على أسس موضوعية وفكرية .. ولكن أن يصفوه بأنه عميل !!!!!!!!!!!.
إن العرب في أفغانستان ضحوا بالمال والنفس فهل هذه هي صفات العملاء ؟ وكم قرأنا عن الشباب المنعم من شباب الخليج وكيف تركوا الترف وسعة العيش واختاروا ميدان الرجولة والخشونة وقدموا أرواحهم رخيصة لله . فهل هؤلاء هم العملاء .. اللهم إلا إذا كانوا عملاءً لله ولرسوله وللمؤمنيين … ونعم العمالة .

إن هؤلاء الأدعياء يتجاهلون أن معظم الأموال التي ذهبت للجهاد الأفغاني كانت أموالاً عربية وإسلامية سواءً من دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- أو من المحسنين من بلاد الإسلام .

و أمريكا نفسها لم تزعم أنها صنعت الجماعات الإسلامية ، أو صنعت الجهاد على أرض أفغانستان – كما يزعم هؤلاء- .. ولم تنسب الفضل لنفسها كما يفعل بعض الأقزام ممن أدمنوا الهزيمة ..

وها هو الكاتب الأمريكي "صموئيل هينتينجتون" المعروف بحقده على الإسلام والمسلمين حيث يصنف الحرب الأفغانية على اعتبارها أول معارك خطوط التقسيم الحضاري يقول : (الدعم المالي للحرب جاء من السعودية أساساً . بين عامي 1984و1986 دفع السعوديون 525 مليون دولاراً للمقاومة ، وفي 1989 وافقوا على تحمل 61% من إجمالي 715 مليون دولار ، أي ما يقرب من 436 مليون دولار، والباقي جاء من الولايات المتحدة . وفي 1993 قدموا للحكومة الأفغانية . المبلغ الإجمالي –كما يقول الكاتب- كان لا يقل عما أنفقته الولايات المتحدة وهو 3 : 3,5 بليون دولار إن لم يكن أكثر .

ولم تكن هناك علاقات مباشرة بين المجاهدين والأمريكان بل كما يقول هينتينجتون (كما قدمت باكستان القاعدة الخارجية الضرورية للمقاومة إلى جانب الدعم اللوجستي وغيره . باكستان كانت أيضاً هي الوكيل والموصل الذي يوزع الأموال الأمريكية ) .

ويرجع "هينتينجتون" هزيمة الروس إلى ثلاثة عوامل –كما يقول- لم يستطيعوا أن يكونوا نداً لها أو أن يواجهوها وهي : التكنولوجية الأمريكية ، المال السعودي ، العوامل السكاني والحماس الإسلامي .. ويسند هذا الاستنتاج للعديد من الدراسات والتقارير الأمريكية .

وإن كنت أختلف معه في ذكر التكنولوجيا الأمريكية على اعتبار أن السلاح المستخدم من قبل المجاهدين كان في مجمله سلاحاً روسياً اللهم إلا باستثناء صواريخ "استنجر" التي أمدت بها أمريكا المجاهدين في أواخر الحرب ودفعت ثمنها المملكة العربية السعودية وهي صفقة نسجت حولها الأساطير ..

وبالنسبة للمجاهدين يقول هينتينجتون عن نتائج انتصارهم : ( أما الأكثر أهمية فهو ذلك الإحساس المسكر بالقوة ، والثقة بالنفس لما تم تحقيقه ، ورغبة جامحة في التحرك نحو انتصارات أخرى . وفي سنة 1994 كان أحد المسئولين الأمريكيين يقول : " الأوراق الثبوتية الخاصة بالمتطوعين الأفغان ، سواء الدينية أو السياسية نظيفة . لقد هزموا إحدى القوتين العظميين في العالم ، ويعملون الآن على هزيمة الثانية ")

ولقد انعكس مدى الرعب الأمريكي من المجاهدين عندما اشترطت وبشدة إخراج المجاهدين من البوسنة في معاهدة دايتون ، بل إن البعض يعزي التدخل الغربي لوقف الحرب البوسنية لمحاصرة المد الإسلامي في البوسنة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها المجاهدون هناك والتي أقلقت أوربا وأمريكا فقرروا التدخل لوقف الحرب بعدما تركوها عندما كانت الدائرة تدور على المسلمين .

وفي الشيشان حقق الإسلاميون الشيشان وأنصارهم النصر بفضل الله ، ولم تكن هناك أمريكا ليعلق هؤلاء السفهاء النصر عليها .

إن الطواغيت العلمانيين وذيولهم لا يستطيعون مواجهة الحقائق ولذا فهم يلفقون الأباطيل لتلطيخ الحركات الإسلامية النظيفة .

إن تلاقي إرادة دولة عظمى مع حق شعب مسلم في تحرير بلاده من المستعمر الشيوعي لا يعد عيباً ، بل هي سنة الكون .. والقاعدة تقول : أن عدو عدوي صديقي ..
إن أمريكا وجهت إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في حرب السويس عام 1956 لوقف الحرب والانسحاب ، فهل كان ذلك يعني أن عبد الناصر كان عميلاً أمريكياً ؟! والأمثلة كثيرة ..

أرجو أن تكون التعليقات في حدود الموضوعية وعدم الخروج عن النقطة محل الحوار حتى لا يتشعب بنا الحديث …