المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرعب



holly_smoke
07-06-2001, 10:22 AM
مرحباً بكم..

ما رأيكم أن نناقش جانبا من الرعب، لا يختلف عليه اثنان أو - كما يقول أجدادنا – لا تتناطح عليه شاتان، وهو الرعب الذي يكمن خلف باب مغلق..

ما الذي ينتظرنا خلف الباب المغلق؟ ما الذي سيحدث لو مددنا أيدينا المرتجفة إلى المفتاح، ثم إلى المقبض، وسمحنا لفضولنا الإنساني أن يرتوي؟ هل نعود أحياء؟ هل نعود سالمين؟ هل تبقى بحلوقنا قوة تسمح لنا بسرد أي هول رأيناه؟ كثيرون تساءلوا.. وكثيرون لم تبق لهم حلوق قادرة على الكلام بعدها!!

ها أنتم حولي.. وها هي النار وجلستنا المعتادة حولها، وبعض أقداح الشيكولاتة الساخنة طبعا، والشوق في العيون اللامعة، أدعو الله ألا يتحول إلى خيبة أمل بعد الانتهاء.
ما من أحد منا إلا وكانـــــت له تجربـــة رهيبــــة مع باب مغلــق..

الباب الفاصــل بيـــن عالميــــــن.. بين الجهـــل والمعرفــــة..

بين الرعب والتوجس.. بين الانتظار ونهاية الانتظار..

لذا لما لا يحكي كل منا قصته مع الباب المغلق؟!

نعم أنت .. ماذا في ذلــــك.. أنت من سيكــــــون البطــــل هنا..

وأنت من سيروي لنا قصته مع الباب المغلق.. الباب الذي يخفي الرعب..

holly_smoke
07-06-2001, 10:25 AM
قبل حوالي خمة اثنان وعشرون سنة تقريباً أي منذ أن كانت المدينة المنورة عبارة عن مزارع وبلدان النخيل كان لوالدي بيت خشبي (صندقة ) في وسط إحدى هذه البلدان ( المزارع ) .
في يوم من الأيام خرجت من المنزل في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس لأذهب إلى المدرسة وإذا مجموعة من البنات يركضن بسرعة ومنهن من وقعت من شدة الخوف ، وأيضاً هممت للفرار والجري لأنني دون أن أعرف ماسبب هلعهن لأنني كنت صغيرة آن ذاك وكان ذلك بسبب أنهن رأين شخصاً قبيح المنظر وكبير القامة وعريض المنكبين ومنظره مفجع وقلن أنه دخل في البيت الذي خلف منزلنا .
وحينها قلت لهن نعم نعم أعرف ذلك الرجل إنني أحياناً أراه نائماً عند باب منزله ولما يحس بأن أحداً ماراً يسارع بالدخول إلى المنزل وقلت لهن أيضاً أنني أحس أنه غير مؤذي وأنني لا أخاف منه .
ولكن لم يمر عليّّ هذا الأمر وأن البنات حركن بي براءة الطفولة وحب الاستطلاع وعزمت وتوكلت على الله وذهبت إلى ذلك المنزل بعد الظهر حتى لا أشعر بالخوف رغم أن تلك الأيام كانت فترة بعض الظهر نشعر أننا في نصف الليل من كثرة النخيل والمزارع في المدينة المنورة . عموماً ذهبت إلى ذلك المنزل الذي لا نعلم عنه شيء ولا نلاحظ فيه حياة منذ أن سكنا ، وعندما وصلت إلى ذلك المنزل بدأت امشي ببطء وعلى أطراف أصابعي حتى لا يشعر بي إلى أن وصلت على طرف الباب وسطلت عيناي لكي تنظر من فتحة صغيرة وإذا أنا أرى أنه يسقي ماءاً في الهواء دون أن تنزل قطرة على الأرض ثم يخمش بيده في أناء الطعام ويتلقى لقمة كبيرة من الكل ويطعم بها الهواء .... فقد استغربت من هذا الشي وأنتابني الفزع حين بدأت أسمع أصواتاً غريبة مفزعة قادمة من ذلك البيت المرعب ولم أضحى إلا وأنا أرى الرجل يقذف به على جدار المنزل ، كدت أن أهرب ولكن رجعت بعد أن بعدت لمسافة طويلة وإذا أنا أرى الرجل غريق في دمائه وبوله ...ما أن رأيت هذا المنظر إلا وأنا وصلت البيت بأسرع من البرق من شدة الخوف والفزع ... وبعدها أصبحت أحلم أن بنتاً جنية تتوعدني وتهددني بالنفي من الحياة لأنني كنت سبباً في موت والدها وأنها قتلته بسببي وأنها حسب بوجودي رغم أنها نبهت والدها بأن يحذر من أن يراني أحد وعشت في خوف وفزع ومرض لدرجة أنني لم أستطيع أن أحكي أحداً هذه القصة ولكن ألهمني الله بأن أتحصن بالقرآن الكريم ودوام القراءة والتعلق بالله وأنا صغيرة حتى نصرني الله عليهاإلى أن وقت أن قصصت عليكم هذه القصة حيث عمري ثلاثون عاماً ولله الحمد وبسبب ذلك لم أخرج بمفردي من المنزل منذ ذلك الوقت لدرجة أنني وأنا داخل المنزل أحس أنني في تلك الصندقة وأن بالخارج مزارع وبساتين رغم أن تلك الأيام ولت وأختلفت المدينة وأصبح لم تعد هناك حتى مزرعة صغيرة .
انتهت ,,,