المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعارة الفكرية في الأفلام المصرية



أسد الحق
31-01-2003, 04:40 AM
السلام عليكم


الدعارة الفكرية في الأفلام المصرية
في صباح يوم السبت الموافق الخامس والعشرين من شهر يناير لعام 2003 شاهدت احد الأفلام المصرية على شاشة الفضائية المصرية الأولى .
كنت قد سمعت عن هذا الفلم انه اخذ جائزة من مهرجان كان السينمائي وكنت واثقاً أيضا إن الغرب لا يمنح جائزة كهذه لعمل يشرف العرب والمسلمين . وكن في تلك الأثناء احمل قناعة مفادها إن الأعمال السينمائية المصرية في عمومها كان لها الأثر الكبير والخطير في إفساد أخلاقنا كمجتمعات إسلامية وان الأعمال الفنية اللبنانية ليست إلا ابناً شرعيا لتلك الأعمال المصرية . ولكن تضل الأعمال الفنية اللبنانية أعمال هابطة لا تستهوي سوى منحطي الأخلاق الذين يعشقون العري والرقص وتجارة الجسد الظاهرة جليا في اغلب القنوات اللبنانية إلا ما ندر . ولم أصادف يوما عملاً لبنانياً فنيا يتحدث عن الإسلام وعن ما يصح في الإسلام وما لا يصح ، فقد ظل اللبنانيين بعيدين عن هذا الأمر ولم أشاهد مثلاً في أي عمل فني لبناني يهزئون من شيخاً أو من امرأة محجبه أو مأذوناً شرعياً أو خلافه .
على العكس من الأعمال الفنية المصرية فهي بالاضافه إلى تجارة الجسد التي كما أسلفت تعتبر الأب الروحي لتجارة الجسد في الأعمال الفنية اللبنانية والتي تفوقت عليها فيما بعد . فانك تشاهد في الأعمال الفنية المصرية ما هو اخطر من دعارة الجسد بمراحل ، وأنا أتحدث هنا عن دعارة الفكر التي امتهنتها هذه الأعمال منذ عقود .
ففي فلم المصير الذي تحدثت عنه في بداية المقال شاهدت ما هو اخطر من دعارة الجسد وحتى دعارة الفكر ، فالفيلم يتحدث عن المفكر الاندلسي ابن رشد وأنا هنا لست في معرض لتقييم هذا الشخص فانا بكل صراحة لم اقرأ له حرفا واحدا ولم أقرا أيضا أي نقد عنه وبالتالي لن اسمح لنفسي إن أتحدث فيما لا افهم فيه .
كما أني لن أقيم الفيلم من الناحية المهنية أي من ناحية الملابس والديكور والحبكة القصصية والموسيقى التصويرية .
ولكني سأقيم مضمون الفيلم والفكرة التي يريد إن يوصلها إلينا مخرجه يوسف شاهين ، حيث يمثل ابن رشد في الفيلم شخصاً متديناً ويشغل منصب قاضي القضاة في الأندلس ويصور الفيلم هذا الشخص على أنه متفتح العقل بحسب مفهوم مخرج الفيلم الذي طالماً يردف تفتح العقل بالانحلال الخلقي بضم الخاء فهذا الشخص المتدين في الفيلم الذي يشغل منصب قاضي القضاة في الأندلس لا يمانع إن يعانق شخص فرنسي نصراني الديانة زوجته لتوديعها ويسمح لرجال المدينة بالدخول إلى منزله ومشاهدة ابنته الشابة التي تظهر لهم في ابهى صورة حتى إن هناك بعض المشاهد ظهرت للجميع وجزء من نهديها ظاهران مما أثار الشهوة الجنسية لابن الخليفة الموجود في المنزل وكل ذلك في وجود ابن رشد الذي يعتبر ذلك لا يتعارض مع الشريعة التي يحكم بها بلاد الأندلس .
وهناك مشهد ظهر به هذا الفرنسي الضيف يقبل ابنة ابن رشد دون إن تمنعه وعندما انتهى من تقبيلها أخبرته أنها لم تتجاوب معه لأنها تحب شخصاً آخر . والطريف في الأمر إن هذا الشخص الآخر كان يشاهد هذا القبلة واحتج عليها وطالب إن تكون له قبله مماثله فأهدته ابن قاضي القضاة القبلة ألمراده ولكن هذه المرة بتجاوب !!!!!

ثم نأتي إلى شخصية الفنان محمد منير وزوجته ليلى علوي حيث يمثلان شخصيات غجرية يبيعون الخمر في الحانة الخاصة بهم مع الرقص والأغاني وكان احد ضيوفهم هم ابن الخليفة الاندلسي الآخر مما أثار استياء الخليفة الذي اشتكى لقاضي القضاة ابن رشد من أعمال ابنه المنحلة ولكن ابن رشد استغرب لاستياء الخليفة وقال له إن الرقص شيء جميل وطالبه بان يدعه في دنياه الجميلة ، والمصيبة الكبرى إن هذا الغجري بائع الخمر هو صديق حميم لقاضي القضاة ابن رشد حتى انه قام بالغناء أثناء جنازة بائع الخمر .
ثم نجد حادثه أخرى وهي حمل أخت زوجة بائع الخمر من ابن الخليفة عن طريق الزنا وتعاملهم مع الأمر كأنه حدث عادي وإذا أراد إن يتزوجها فلا بأس وان لم يرد فليست هناك أي مشكله وكل هذا يحدث في بلد يحكم بالشريعة الإسلامية .
وعلى الجانب الآخر يصور لنا مخرج الفيلم لا بارك الله فيه المعارضين لهذا الوضع على أنهم أناس متخلفون يعيشون في بؤر الجهل والظلام والذي انضم أليهم في ما بعد ابن الخليفة الذي ضل عن دين الحق ( دين الخمر والموسيقى والزنا ) إلى دين الظلال ( دين الصلاة والعبادة ) وصوره لنا انه أصبح أحمقا يردد كلام الله دون الغوص في معانيه والتي يحاول إن يسوقها لنا مخرج الفيلم على أنها هي نفسها الفسوق والانحلال .
ويصور لنا مخرج الفيلم أيضا أعداء ابن رشد من العلماء على أنهم خونة مستعدين لبيع البلاد إلى الصليبيين .
مثل هذا الفيلم يعتبر بكل المقاييس من أوطى الأفلام التي شاهدتها في حياتي فمخرج الفيلم يسوق لنا الفسوق والانحلال باسم الدين ويحاول إيهام شبابنا أن شرب الخمر والرقص والزنا لا تعارض تعاليم ديننا فلماذا نتعصب ضدها ؟؟؟؟؟؟.
ومن باب المصادفة ان في نفس اليوم كنت قد شاهدت مقابلة للشيخ عادل امام الذي اكد على شاشة التلفزيون وامام الجميع ان الحجاب الشرعي لا يمت للعقيده باي شكل من الاشكال وانه لا يعدوا ان يكون امراً شخصياً .
وهنا اريد ان اتساءل لماذا نغضب من أي شخص نصراني يهين الاسلام ويعتدي عليه وبين ظهرانينا من يتعدى هذ ه المرحله كما في فيلم قديم لعادل امام عندما صور الملائكة في فيلمه الساقط الواطي على انهم مجموعه من البنات المثيرات جنسياًِ ، وهذا طبعا بمعزل عن باقي اسقاطات الفيلم اللفظية والادبية التي تفنن فنانوا الفيلم في اظهارها .
ولماذا نسل سيوفنا على كل شخص يتطرف يالتمسك بتعاليم الاسلام مع كل التحفظ على هذا المفهوم ونسمح ونحث بل ونساعد الجانب الآخر الذي يتطرف في التحلل من هذه التعاليم . بل ويتعدى الى نشر هذا الانحلال وفرض فكرته عن دين الاسلام بطريقة ارهابية .
هل سننتظر الى ان يتشرب اولادنا هذه الاسقاطات ويصبح علينا حرمانهم من مشاهدة التلفزيون حتى نضمن حسن تربيتهم .
وياترى ماذا سيبث في التلفزيون بعد 10 سنوات من الآن ؟؟.

وهنا طبعاً لا ابرأ حتى الدور اللبنانب في افساد الاخلاق الذي تصدر في ال7 سنوات الأخيره جميع الأدوار واصبح رائداً في هذا المجال ولكن هنا اكرر واصر ان افساد الأخلاق اقل وطأة من اتلاف الفكر .


مع تحياتى:)