عاشق رونالدو
02-02-2003, 02:08 AM
في العام 1993 كشفت فورد عن خليفة لسيارتها سييرا وكانت تحمل إسم مونديو. وكما تدلّ هذه التسمية كان طموح فورد أن تصبح سيارة عالمية وتعرف نجاحا أكيداً في كل الأسواق. لهذا الطموح حسناته طبعاً، لكن عيبه في أن مثل هذا النوع من السيارات الذي عليه ارضاء المقوّمات المشتركة لكل الأسواق غالباً ما يفتقد إلى شخصية متكاملة. في السنوات الأخيرة الماضية وحتى بعد خضوع مونديو لعملية تجميل كان على هذه السيارة أن تواجه تحدياً كبيراً من منافساتها التي تزداد شراسة يوماً بعد يوم. منذ العام 1993 بيع من هذه المونديو أكثر من 2,5 مليوني سيارة في جميع أسواق العالم، وكان الكثيرون ينتظرون ظهور الخليفة وقد تحقّقت هذه الرغبة في سنة 2000، لكن أسواق الشرق الأوسط كان عليها الانتظار حتى العام 2002 لكي تستفيد من النسخة الجديدة.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1253,00.jpg
في حقل التصميم درجت العادة لدى مصمّمي فورد أن يقفزوا من أقصى طرف إلى أقصى آخر. فهم يقدمون في الوقت نفسه طرازات رصينة جدا وأخرى جريئة جداً ومختلفة، مما جعلهم موضع انتقاد دائم ومما دفع زبائن فورد ذوي النزعة الكلاسيكيّة إلى التفتيش عن ضالتهم في مكان آخر لدى صانع آخر.
في الآونة الأخيرة عادت تصاميم فورد لتتبع من جديد نهجاً مشتركاً في ما بينها تحت عنوان نيو أدج ديزاين "New Edge Design" الشهير، ومونديو الجديدة تندرج تحت هذا العنوان. فجاءت مختلفة جذرياً عن سابقتها إذ تقرّر لها أن تكون بمثابة طراز جديد من كل النواحي. وعليه فقد أصبحت بالمقارنة مع سالفتها أكبر حجما، واستفادت من مقصورة جديدة كلياً ومن محرّكات جديدة وتجهيزات أمان أفضل ونظام تعليق محسّن يقوم بجزء كبير منه على ذلك الذي للفوكوس. والجدير بالذكر أن مونديو الجديدة هي أول فورد تصمم بطريقة رقمية كلية بمساعدة النظام المعلوماتي الفعّال C3P لفورد، مما أتاح تقليص مدة التحضير والإعداد إلى 13 شهراً فقط.
نيو أدج كلاسيكي!
على صعيد المظهر الخارجي، ما من شك في أن هذه المونديو هي الشقيقة الكبرى لفوكوس، وعليه فإننا نجد في هيكلها الملامح الخاصة المميّزة لأسلوب التصميم نيو أدج (New Edge Design) كما ذكرنا مع خطوط أكثر كلاسيكيّة.
الواجهة الأمامية جديدة، وهي واجهة فورد المألوفة مع مصابيح بزجاج أملس (كما في طراز غالاكسي الجديدة). رفاريف بفتحات عجلات مستديرة مزدوجة الدوائر. الشكل العام وحنية خطوط السطح يذكراننا بولكساغن باسات لكن مع أناقة أفضل لمونديو.
الأبواب أوسع مدى في الحركة من أبواب النسخة السابقة مما يسهّل الدخول والخروج إلى الجناح الأمامي كما إلى الجناح الخلفي حيث المقعد أكثر ارتفاعاً بحوالي 15 ملم. المرآتان الجانبيتان صغيرتان نسبياً والمصابيح تعمل بغاز الكزينون ممّا يوفّر رؤية جيدة في الظلام أو في ظروف مناخية سيئة. مصابيح الضباب مستديرة الشكل وملحقة بالمصدّ الأمامي. ماسحات الزجاج الأمامي مزوّدة بنمط تشغيل متقطع قابل للتعيير حسب الحاجة. في الخلف نجد ماسحة زجاج بنمط تشغيل متقطع أيضاً. ومن أجل فتح غطاء المحرك يجب إزاحة رمز فورد الذي يغطي شق المفتاح والذي يزين الكالندر واستعمال مفتاح تشغيل السيارة في عملية الفتح. كل ذلك لمزيد من الحماية ضدّ اللصوص لكن على حساب درجة العملانية.
لوحة القيادة تبدو صلبة وشديدة المقاومة، الجهة اليمنى منها مختلفة عن الجهة اليسرى وعن الجزء الأوسط، المواد المستعملة في داخلية السيارة تفتقر إلى التجانس والانسجام المطلوبين.
بصورة عامة، الترتيبات الداخلية للمقصورة تعتبر جيدة لكن للأسف تشكو مفاتيح تشغيل النظام السمعي الموجودة في عمود المقود من قلة العملانية بسبب شدّة انخفاضها وبعدها عن المقود.
احتكاكات المحرك
باستثناء المحرك V6 2.5 غير المتوفر للمنطقة خضعت كل محرّكات مونديو الجديدة للتجديد الكلي. محرّكات البنزين ذات الأربع اسطوانات والتي باتت تعرف تحت تسمية ديوراتيك (High Efficiency)HE صنعت كلها من خليط معدني خفيف وهي أقل وزناً بحوالي 81 كلغ من القديمة. محرك (2.0) المخصّص لنسخة الشرق الأوسط يولد قدرة 151حصاناً عند 6000د/د.
منذ البدء كان الهدف من وراء محركات ديوراتيك HE يتمثل في جعلها اكثر مرونة، أقل ضجيجاً، أفضل أداء، أقل استهلاكاً للوقود، أقل قذفاً للملوثات السامة وأقل كلفة من حيث الصيانة من القديمة. ولبلوغ هذه الأهداف ركّز مهندسو فورد جهودهم على الاحتكاكات الداخلية. ويمكننا أن نؤكد بكل موضوعية أن محرك الاربع اسطوانات 2.0 ممتع جداً بأدائه وبصمته وبضعف ارتجاجاته. وهو يبدو نشيطاً عند حثّه وسلساً مع معاملته بلطف وهدوء. عزمه الأقصى يبلغ 190 نيوتن متر عند 4500 د/د.
هذا الشعور بالرضى الذي تركته في نفسنا مونديو 2.0 تأكد فعلياً مع اختبار الأداءات. فالسرعة القصوى تصل إلى 215 كلم/س والتسارع للألف متر انطلاق - توقف لا يحتاج إلى أكثر من 31 ثانية، مما يضع مونديو في موضع جيد في مواجهة أسرع منافساتها في هذا الحقل. وفي حقل المسارعات تتقدم هذه الفورد على الكثير من منافساتها مع 34,1 ثانية للمسارعة للألف متر انطلاقاً من 04 كلم/س وعلى النسبة الرابعة.
في مجال استهلاك الوقود سجّلت أول مونديو قمنا باختبارها في العام 1993 (137 حصاناً) معدل 11,6 ليتراً للمئة كلم، أما المونديو الجديدة فتكتفي ب 10,2 ليترات فقط للمئة كلم أي أقل بليتر ونصف من القديمة. والواقع أن اعتماد أسلوب قيادة هادىء بإمكانه تخفيض هذا المعدل إلى 8,5 أو 9 ليترات للمئة كلم.
هذا ودون أن ننسى أن النسخة الجديدة أكبر حجماً وأغنى تجهيزاً، وحسب قاعدة يوروميكس فهي تكتفي ب 8 ليترات للمئة كلم وخزان وقودها يتسع ل 58,5 ليتراً فقط مما يضمن لها اكتفائية ذاتية لمسافة 600 كلم.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1254,00.jpg
دقة وفعالية
في مجال نقل الحركة تندفع مونديو الجديدة بعجلتيها الأماميتين، كما يمكن الاختيار بين علبة تروس يدوية بخمس سرعات (MTX-75 التي استفادت من تحسينات كثيرة جعلتها أكثر صلابة وأكثر مرونة وصمتاً في الأداء وأطول عمراً) وعلبة أوتوماتيكية بأربع سرعات (هي CD4 E مع إوردراي وبرنامج تشغيل). العلبة اليدوية المذكورة تعمل بالكابلات وقد لا تسمح بتبديلات سريعة جداً للسرعات لكنها ذات أداء ميكانيكي عذب ودقيق في الوقت نفسه.
نظام التوجيه يعتمد تقنية القضيب المسنن وهو مدعوم بدعم ثابت ويبدو دقيق الأداء خفيف الحركة. وضعية المقود قابلة للضبط حسب الرغبة بفضل إمكانية تعيير ارتفاعه وعمقه. وهو (أي المقود) ملبس بالجلد وله شعاعات من الألمينيوم تضفي عليه طابعاً خاصاً. قطرالالتفاف يبلغ 11,1 متراً، وكنا نفضل لو كان أقل لكنه ليس مزعجاً على الإطلاق. القطار الأمامي دقيق جداً ويتجاوب بصدق ومن دون ثغرات مع أوامر المقود.
في مجال الكبح، الصحون المهوأة في الأمام والصحون غير المجوفة في الخلف ونظام ABS والموزّع الإلكتروني لقوة الكبح كلها باتت اليوم "عملة رائجة" في صناعة السيارات. إضافة إلى ذلك يلاحظ تجهيز مونديو اختيارياً بنظام مساعد على الكبح المفاجىء يقصر مسافة الكبح. بصورة عامة تبدو مكابح مونديو ذات فعالية جيدة إذ تحافظ أثناء الكبح على مسارها الطبيعي من دون أي شوائب.
امتداد لسلوك فوكوس
على صعيد التعامل مع الطريق وإذا كان سلوك موندو الجديدة امتداداً لسلوك فوكوس، فهي بالطبع تستحقّ الثناء. والحقيقة أن فورد أحسنت بتجهيز هذه المونديو بنظام تعليق مأخوذ عن فوكوس يوفر لها توفيقاً مثالياً بين الخمد المريح والانقيادية السليمة. وبالمقارنة مع ولكساغن باسات، تبدو مونديو أكثر رشاقة في الحركة وأكثر طواعية من منافستها الألمانية. كما يمكن تجهيز السيارة بنظام (Interactive Vehicle Dynamics) الاختياري الذي يراقب توازن السيارة ويجمع وظيفة نظام ESP ووظيفة مراقبة الاندفاع بالعجلتين الأماميتين. ويمكن التحكّم بهذا النظام، تشغيلاً أو تعطيلاً، من خلال زر خاص به موجود في الكونسول.
في مجال الراحة، ذكرنا أن تعيير التعليق يوفر مستوى راحة مناسباً. فأغلب خشونات الطريق يمتصها نظام تعليق مونديو بكفاءة عالية. نوعية المقاعد تساهم أيضاً في رفع مستوى راحة التنقّل على متن مونديو الجديدة. المقعد الخلفي مصمّم بطريقة تراعي شروط الراحة، والمجال بينه وبين المقعدين الأماميين ازداد حوالي 10 سم في مونديو الجديدة بالمقارنة مع القديمة، كما أن المجال واسع كفاية حتى لركاب من الحجم الكبير، وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تمديد قاعدة العجلات بمقدار 50 ملم وزيادة الطول العام بمقدار 150 ملم، كما يعود إلى الهندسة الداخلية المدروسة بدقة.
على صعيد راحة الأذن، بدا المحرك ضعيف الهدير على العكس من الضجيج الانسيابي الذي يلفت الانتباه خصوصاً عند كشف الغطاء الخاص بفتحة السقف الزجاجية. وما من شك في أن فورد بذلت جهوداً كبيرة للحد من الضجيج والارتجاج والصرير (Noise Vibration Horsheness ) (NVH) في مونديو الجديدة. فالمحرك لا يبدو خشناً حتى عند تعنيفه وهو بالعكس يطلق هديراً رياضي الطابع.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1255,00.jpg
سلامة كاملة
التجهيزات وفيرة على النسختين المخصصتين للمنطقة، أمبيانتي وغيا، وكاملة خصوصا لجهة الأمان. فهناك المخدّات الهوائية الوجاهية والجانبية في الأمام كما في الخلف، وهناك مخدات الحماية للرأس والستائر القابلة للانتفاخ في الأمام وتتوافر اختيارياً. أحزمة الأمان عددها خمسة وكلها بثلاث نقاط تثبيت. المقاعد الخلفية مزوّدة بمساند للرأس قياسية على نسخة غيا إضافة إلى نقاط التثبيت "آيزوفيكس" الخاصة بمقاعد الأطفال .
نسختا مونديو الجديدة مجهزتان قياسيا بمكيف الهواء ونسخة غيا خصت بمكيف إلكتروني شديد الفعالية. فتحات التهوئة تقع في مواقع ممتازة بدقة وذكاء مما يعني توزيعاً ممتازاً للهواء في الداخل.
نسخة أمبيانتي الأساسية مجهزة بنوافذ كهربائية للبابين الأماميين يتوقف إقفالها في حال ارتطامها بجسم صلب وبالقفل المركزي الذي يمكن التحكّم به عن بعد وبمقعد قيادة متغير الارتفاع يمكن التحكم بارتفاعه كهربائياً.
في نسخة غيا وبالإضافة إلى التجهيزات المذكورة، نجد مكيف الهواء الأوتوماتيكي وجهاز راديو/CD مع مفاتيح تشغيل في المقود والحاسوب ومرآة داخلية متحولة إلكترونياً (ليل/نهار). الجنطات من الألمينيوم بقياس 16 بوصة والفرش الداخلي أكثر فخامة مع خشب للكونسول.
هذا وفي حال لم يكتفِ الزبون بالتجهيزات المذكورة، يمكنه اللجوء إلى لائحة التجهيزات الاختيارية حيث الفرش الجلدي وفتحة السقف الكهربائيّة ونظام ملتيميديا كامل مع شاشتين صغيرتين في ظهري مسندي الرأس الأماميين مما يسمح بتسلية الأولاد بفيلم DVD للمسافات الطويلة.
أخيراً تستحق مونديو بالفعل أن نتعرف عليها جيداً. والمولودة الجديدة تعتبر ناجحة من كل النواحي فهي كفوءة ومريحة. وعلينا الانتظار قليلا لكي نعرف ما إذا كانت ستحظى بالإقبال الذي تستحقه في منطقة الشرق الأوسط وما إذا كان باستطاعتها مزاحمة باسات واسترا وغولف في أرقام المبيعات، علماً بأن فورد بذلت جهوداً كبيرة لكي تبقى أسعارها على المستوى المقبول والمغري في الوقت نفسه والذي يبدأ بسعر 05 ألف درهم إماراتي.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1253,00.jpg
في حقل التصميم درجت العادة لدى مصمّمي فورد أن يقفزوا من أقصى طرف إلى أقصى آخر. فهم يقدمون في الوقت نفسه طرازات رصينة جدا وأخرى جريئة جداً ومختلفة، مما جعلهم موضع انتقاد دائم ومما دفع زبائن فورد ذوي النزعة الكلاسيكيّة إلى التفتيش عن ضالتهم في مكان آخر لدى صانع آخر.
في الآونة الأخيرة عادت تصاميم فورد لتتبع من جديد نهجاً مشتركاً في ما بينها تحت عنوان نيو أدج ديزاين "New Edge Design" الشهير، ومونديو الجديدة تندرج تحت هذا العنوان. فجاءت مختلفة جذرياً عن سابقتها إذ تقرّر لها أن تكون بمثابة طراز جديد من كل النواحي. وعليه فقد أصبحت بالمقارنة مع سالفتها أكبر حجما، واستفادت من مقصورة جديدة كلياً ومن محرّكات جديدة وتجهيزات أمان أفضل ونظام تعليق محسّن يقوم بجزء كبير منه على ذلك الذي للفوكوس. والجدير بالذكر أن مونديو الجديدة هي أول فورد تصمم بطريقة رقمية كلية بمساعدة النظام المعلوماتي الفعّال C3P لفورد، مما أتاح تقليص مدة التحضير والإعداد إلى 13 شهراً فقط.
نيو أدج كلاسيكي!
على صعيد المظهر الخارجي، ما من شك في أن هذه المونديو هي الشقيقة الكبرى لفوكوس، وعليه فإننا نجد في هيكلها الملامح الخاصة المميّزة لأسلوب التصميم نيو أدج (New Edge Design) كما ذكرنا مع خطوط أكثر كلاسيكيّة.
الواجهة الأمامية جديدة، وهي واجهة فورد المألوفة مع مصابيح بزجاج أملس (كما في طراز غالاكسي الجديدة). رفاريف بفتحات عجلات مستديرة مزدوجة الدوائر. الشكل العام وحنية خطوط السطح يذكراننا بولكساغن باسات لكن مع أناقة أفضل لمونديو.
الأبواب أوسع مدى في الحركة من أبواب النسخة السابقة مما يسهّل الدخول والخروج إلى الجناح الأمامي كما إلى الجناح الخلفي حيث المقعد أكثر ارتفاعاً بحوالي 15 ملم. المرآتان الجانبيتان صغيرتان نسبياً والمصابيح تعمل بغاز الكزينون ممّا يوفّر رؤية جيدة في الظلام أو في ظروف مناخية سيئة. مصابيح الضباب مستديرة الشكل وملحقة بالمصدّ الأمامي. ماسحات الزجاج الأمامي مزوّدة بنمط تشغيل متقطع قابل للتعيير حسب الحاجة. في الخلف نجد ماسحة زجاج بنمط تشغيل متقطع أيضاً. ومن أجل فتح غطاء المحرك يجب إزاحة رمز فورد الذي يغطي شق المفتاح والذي يزين الكالندر واستعمال مفتاح تشغيل السيارة في عملية الفتح. كل ذلك لمزيد من الحماية ضدّ اللصوص لكن على حساب درجة العملانية.
لوحة القيادة تبدو صلبة وشديدة المقاومة، الجهة اليمنى منها مختلفة عن الجهة اليسرى وعن الجزء الأوسط، المواد المستعملة في داخلية السيارة تفتقر إلى التجانس والانسجام المطلوبين.
بصورة عامة، الترتيبات الداخلية للمقصورة تعتبر جيدة لكن للأسف تشكو مفاتيح تشغيل النظام السمعي الموجودة في عمود المقود من قلة العملانية بسبب شدّة انخفاضها وبعدها عن المقود.
احتكاكات المحرك
باستثناء المحرك V6 2.5 غير المتوفر للمنطقة خضعت كل محرّكات مونديو الجديدة للتجديد الكلي. محرّكات البنزين ذات الأربع اسطوانات والتي باتت تعرف تحت تسمية ديوراتيك (High Efficiency)HE صنعت كلها من خليط معدني خفيف وهي أقل وزناً بحوالي 81 كلغ من القديمة. محرك (2.0) المخصّص لنسخة الشرق الأوسط يولد قدرة 151حصاناً عند 6000د/د.
منذ البدء كان الهدف من وراء محركات ديوراتيك HE يتمثل في جعلها اكثر مرونة، أقل ضجيجاً، أفضل أداء، أقل استهلاكاً للوقود، أقل قذفاً للملوثات السامة وأقل كلفة من حيث الصيانة من القديمة. ولبلوغ هذه الأهداف ركّز مهندسو فورد جهودهم على الاحتكاكات الداخلية. ويمكننا أن نؤكد بكل موضوعية أن محرك الاربع اسطوانات 2.0 ممتع جداً بأدائه وبصمته وبضعف ارتجاجاته. وهو يبدو نشيطاً عند حثّه وسلساً مع معاملته بلطف وهدوء. عزمه الأقصى يبلغ 190 نيوتن متر عند 4500 د/د.
هذا الشعور بالرضى الذي تركته في نفسنا مونديو 2.0 تأكد فعلياً مع اختبار الأداءات. فالسرعة القصوى تصل إلى 215 كلم/س والتسارع للألف متر انطلاق - توقف لا يحتاج إلى أكثر من 31 ثانية، مما يضع مونديو في موضع جيد في مواجهة أسرع منافساتها في هذا الحقل. وفي حقل المسارعات تتقدم هذه الفورد على الكثير من منافساتها مع 34,1 ثانية للمسارعة للألف متر انطلاقاً من 04 كلم/س وعلى النسبة الرابعة.
في مجال استهلاك الوقود سجّلت أول مونديو قمنا باختبارها في العام 1993 (137 حصاناً) معدل 11,6 ليتراً للمئة كلم، أما المونديو الجديدة فتكتفي ب 10,2 ليترات فقط للمئة كلم أي أقل بليتر ونصف من القديمة. والواقع أن اعتماد أسلوب قيادة هادىء بإمكانه تخفيض هذا المعدل إلى 8,5 أو 9 ليترات للمئة كلم.
هذا ودون أن ننسى أن النسخة الجديدة أكبر حجماً وأغنى تجهيزاً، وحسب قاعدة يوروميكس فهي تكتفي ب 8 ليترات للمئة كلم وخزان وقودها يتسع ل 58,5 ليتراً فقط مما يضمن لها اكتفائية ذاتية لمسافة 600 كلم.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1254,00.jpg
دقة وفعالية
في مجال نقل الحركة تندفع مونديو الجديدة بعجلتيها الأماميتين، كما يمكن الاختيار بين علبة تروس يدوية بخمس سرعات (MTX-75 التي استفادت من تحسينات كثيرة جعلتها أكثر صلابة وأكثر مرونة وصمتاً في الأداء وأطول عمراً) وعلبة أوتوماتيكية بأربع سرعات (هي CD4 E مع إوردراي وبرنامج تشغيل). العلبة اليدوية المذكورة تعمل بالكابلات وقد لا تسمح بتبديلات سريعة جداً للسرعات لكنها ذات أداء ميكانيكي عذب ودقيق في الوقت نفسه.
نظام التوجيه يعتمد تقنية القضيب المسنن وهو مدعوم بدعم ثابت ويبدو دقيق الأداء خفيف الحركة. وضعية المقود قابلة للضبط حسب الرغبة بفضل إمكانية تعيير ارتفاعه وعمقه. وهو (أي المقود) ملبس بالجلد وله شعاعات من الألمينيوم تضفي عليه طابعاً خاصاً. قطرالالتفاف يبلغ 11,1 متراً، وكنا نفضل لو كان أقل لكنه ليس مزعجاً على الإطلاق. القطار الأمامي دقيق جداً ويتجاوب بصدق ومن دون ثغرات مع أوامر المقود.
في مجال الكبح، الصحون المهوأة في الأمام والصحون غير المجوفة في الخلف ونظام ABS والموزّع الإلكتروني لقوة الكبح كلها باتت اليوم "عملة رائجة" في صناعة السيارات. إضافة إلى ذلك يلاحظ تجهيز مونديو اختيارياً بنظام مساعد على الكبح المفاجىء يقصر مسافة الكبح. بصورة عامة تبدو مكابح مونديو ذات فعالية جيدة إذ تحافظ أثناء الكبح على مسارها الطبيعي من دون أي شوائب.
امتداد لسلوك فوكوس
على صعيد التعامل مع الطريق وإذا كان سلوك موندو الجديدة امتداداً لسلوك فوكوس، فهي بالطبع تستحقّ الثناء. والحقيقة أن فورد أحسنت بتجهيز هذه المونديو بنظام تعليق مأخوذ عن فوكوس يوفر لها توفيقاً مثالياً بين الخمد المريح والانقيادية السليمة. وبالمقارنة مع ولكساغن باسات، تبدو مونديو أكثر رشاقة في الحركة وأكثر طواعية من منافستها الألمانية. كما يمكن تجهيز السيارة بنظام (Interactive Vehicle Dynamics) الاختياري الذي يراقب توازن السيارة ويجمع وظيفة نظام ESP ووظيفة مراقبة الاندفاع بالعجلتين الأماميتين. ويمكن التحكّم بهذا النظام، تشغيلاً أو تعطيلاً، من خلال زر خاص به موجود في الكونسول.
في مجال الراحة، ذكرنا أن تعيير التعليق يوفر مستوى راحة مناسباً. فأغلب خشونات الطريق يمتصها نظام تعليق مونديو بكفاءة عالية. نوعية المقاعد تساهم أيضاً في رفع مستوى راحة التنقّل على متن مونديو الجديدة. المقعد الخلفي مصمّم بطريقة تراعي شروط الراحة، والمجال بينه وبين المقعدين الأماميين ازداد حوالي 10 سم في مونديو الجديدة بالمقارنة مع القديمة، كما أن المجال واسع كفاية حتى لركاب من الحجم الكبير، وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تمديد قاعدة العجلات بمقدار 50 ملم وزيادة الطول العام بمقدار 150 ملم، كما يعود إلى الهندسة الداخلية المدروسة بدقة.
على صعيد راحة الأذن، بدا المحرك ضعيف الهدير على العكس من الضجيج الانسيابي الذي يلفت الانتباه خصوصاً عند كشف الغطاء الخاص بفتحة السقف الزجاجية. وما من شك في أن فورد بذلت جهوداً كبيرة للحد من الضجيج والارتجاج والصرير (Noise Vibration Horsheness ) (NVH) في مونديو الجديدة. فالمحرك لا يبدو خشناً حتى عند تعنيفه وهو بالعكس يطلق هديراً رياضي الطابع.
http://www.arabia.com/comp/cp/getimage/0,5610,1255,00.jpg
سلامة كاملة
التجهيزات وفيرة على النسختين المخصصتين للمنطقة، أمبيانتي وغيا، وكاملة خصوصا لجهة الأمان. فهناك المخدّات الهوائية الوجاهية والجانبية في الأمام كما في الخلف، وهناك مخدات الحماية للرأس والستائر القابلة للانتفاخ في الأمام وتتوافر اختيارياً. أحزمة الأمان عددها خمسة وكلها بثلاث نقاط تثبيت. المقاعد الخلفية مزوّدة بمساند للرأس قياسية على نسخة غيا إضافة إلى نقاط التثبيت "آيزوفيكس" الخاصة بمقاعد الأطفال .
نسختا مونديو الجديدة مجهزتان قياسيا بمكيف الهواء ونسخة غيا خصت بمكيف إلكتروني شديد الفعالية. فتحات التهوئة تقع في مواقع ممتازة بدقة وذكاء مما يعني توزيعاً ممتازاً للهواء في الداخل.
نسخة أمبيانتي الأساسية مجهزة بنوافذ كهربائية للبابين الأماميين يتوقف إقفالها في حال ارتطامها بجسم صلب وبالقفل المركزي الذي يمكن التحكّم به عن بعد وبمقعد قيادة متغير الارتفاع يمكن التحكم بارتفاعه كهربائياً.
في نسخة غيا وبالإضافة إلى التجهيزات المذكورة، نجد مكيف الهواء الأوتوماتيكي وجهاز راديو/CD مع مفاتيح تشغيل في المقود والحاسوب ومرآة داخلية متحولة إلكترونياً (ليل/نهار). الجنطات من الألمينيوم بقياس 16 بوصة والفرش الداخلي أكثر فخامة مع خشب للكونسول.
هذا وفي حال لم يكتفِ الزبون بالتجهيزات المذكورة، يمكنه اللجوء إلى لائحة التجهيزات الاختيارية حيث الفرش الجلدي وفتحة السقف الكهربائيّة ونظام ملتيميديا كامل مع شاشتين صغيرتين في ظهري مسندي الرأس الأماميين مما يسمح بتسلية الأولاد بفيلم DVD للمسافات الطويلة.
أخيراً تستحق مونديو بالفعل أن نتعرف عليها جيداً. والمولودة الجديدة تعتبر ناجحة من كل النواحي فهي كفوءة ومريحة. وعلينا الانتظار قليلا لكي نعرف ما إذا كانت ستحظى بالإقبال الذي تستحقه في منطقة الشرق الأوسط وما إذا كان باستطاعتها مزاحمة باسات واسترا وغولف في أرقام المبيعات، علماً بأن فورد بذلت جهوداً كبيرة لكي تبقى أسعارها على المستوى المقبول والمغري في الوقت نفسه والذي يبدأ بسعر 05 ألف درهم إماراتي.