المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موعظه وعبره لاولى الالباب



aseer_plastine
03-02-2003, 11:32 AM
كان يوم جمعة... وكالعادة لهو ولعب مع الأصدقاء على الشاطيء... ولكن من هم
الأصدقاء... هم مجموعة من القلوب الغافلة... وقلوب فيها من الظلام ما يطفىء
نور الشمس... وسمعت المنادي ينادي... حي على الصلاة... حي على الفلاح...
وأقسم بالله العظيم أني سمعت الأذان طوال حياتي... ولكني لم أفقه يومآ معنى
كلمة فلاح... وكأنها كانت تقال بلغة لا أفهمها مع ان عربي ولغتي عربية...
ولكنها الغفلة... وكنا أثناء الأذان نجهز أنا ورفاقي عدة الغوص وأنابيب
الهواء... استعدادآ لرحلة جميلة تحت الماء... وأنا أرتب في عقلي برنامج باقي
اليوم الذي لا يخلو لحظة من المعاصي والعياذ بالله...

وها نحن في بطن البحر... سبحان الخلاق فيما خلق وأبدع... كل شيء على ما يرام
... وبدأت رحلتي الجميلة... ولكن...

حصل مالم أتوقع... عندما تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص
بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمده بالهواء من الأنبوب...
وتمزقت أثناء د خول الهواء إلى رئتي... وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجر
ى التنفسي... وبدأت أموت...

بدأت رئتي تستغيث وتنتفض... تريد هواء... الهواء الذي طالما دخل جوفي وخرج
بدون أن أفهم أنه أحد أجمل نعم الله علي... وبدأت أدرك خطورة الموقف الذي لا
أحسد عليه... بدأت أشهق وأغص بالماء المالح... وبدأ شريط حياتي بالمرور أمام
عيناي...

ومع أول شهقة... عرفت كم الإنسان ضعيف... وأني عاجز عن مواجهة قطرات مالحة
سلطها الله علي ليريني أنه هو الجبار المتكبر... وأنه لا ملجأ منه إلا
إليه... ولم أحاول الخروج من الماء لأني كنت على عمق كبير...

ومع ثاني شهقة... تذكرت صلاة الجمعة التي ضيعتها... تذكرت حي عل ى الفلاح...
ولا تستغربوا إن قلت لكم أني في لحظتها فقط فهمت معنى كلمة فلاح... ولكن
للأسف بعد فوات الأوان... كم ندمت على كل سجدة ضيعتها... وكم تحسرت على
كل لحظة قضيتها في معصية الله...

ومع ثالث شهقة... تذكرت أمي... وهالني الحزن الذي يمزق قلب أمي وأنا أتخيلها
تبكي موت وحيدها وحبيبها... وكيف سيكون حالها بعدي...

ومع رابع شهقة... تذكرت ذنوبي وزلاتي ويال كثرها... تذكرت تكبري وغروري...
وبدأت أحاول النجاة والظفر بأخر ثانية بقيت لي...< /SPAN فلقد سمعت فيما سبق
أنه من ختم له بأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله دخل
الجنة...

فبدأت أحاول نطق الشهادتين ... فما أن قلت أشهـ... حتى غص حلقي وكأن يد خفية
كانت تطبق على حلقي لتمنعني من نطقها... فعدت أحاول وأجاهد... أشهـ...
أشهـ... وبدأ قلبي يصرخ ربي ارجعون... ربي ارجعون... ساعة... دقيقة...
لحظة... ولكن هيهات...

بدأت أفقد الشعور بكل شيء. وأحاطت بي ظلمة غريبة... وفقدت الوعي
وأنا أعرف خاتمتي... ووأسفاه على خاتمة كهذه والعياذ بالله ..

إلى هنا القصة تبدو حزينة جدآ ... ولكن رحمة ربي وسعت كل شيء...

فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى... " وانقشعت
الظلمة... وفتحت عيناي لأجد مدرب الغوص يمسك بي مثبتآ خرطوم الهواء في فمي...
محاولآ إنعاشي ونحن مازلنا في بطن البحر...

ورأيت ابتسامة على محياه... فهمت منها أنني بخير... ونطق قلبي ولساني وكل
خلية في جسدي وقبلهم روحي...

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله... الحمد لله... الحمد
لله... الحمد لله... وفجأة بدأ قلبي يحدثني قائلآ: لقد رحمك ربك بدعاء أمك
لك... فاتعظ...