المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاعرنا ولغتها الداخلية



نجود
13-02-2003, 07:30 AM
بسم الله
احيانا نصاب بشيء صعب وصفه .. يمكن ملل او قرف .. شيء تحسه
بداخلك وتترجمه مشاعرك .. وربما يرتسم على تعابير وجهك .. المهم هذا
الشعور قد يلازمك طول النهار او احيانا ايام .. واحيانا يمر لحظه ثم يزول ..
طبعا كلنا مرينا بمثل هذه المشاعر ... صح
وكل واحد منا له طريقته في التعبير عنها .. مثلا منا من يثور لاتفه الاسباب
اذا اصابته هذه الحالة .. ومنا من ينطوي على نفسه .. ومنا من يحاول انه يتنفس
خارج محيطه .. يعني يتمشى بره او يركض او اي شيء اخر ..
اتذكر لما كنت في المتوسطه وتحديدا في اخر سنه .. اصبت بالقرف ..
حسيت ان مناهج المدرسة تافهه واني اعرفها من مليون سنه .. لدرجه اني
كنت اصاب بالغثيان عندما تشرح الابله الدرس ..
كنت احس ان هذا المنهج جامد وقديم من سنة الف وحطبه ..
وان كل شيء فيه حافظته حتى النقاط والفواصل والهمزات واللمزات ..
وفي مره كانت الابله تشرح لنا عن المسطحات المائية
ولا ادري ماذا اصابني فقفزت من مقعدي
واتجهت للباب في حركة انفعالية .. فسالتني الابله باستغراب وين ???..
فرديت بغضب يعني وين ..
لكنها غضبت .. وانا بعد غضبت .. وقاطعت المدرسة حاولت امي تردني
فرفضت .. وطلبت منها باني ارجع لمدرستي القديمه
هذا كان في فرنسا .. وتحديدا في مدرسة عربية اسمها مدرسة الامل ..
كان هدف امي بانها تجعلني اتواصل مع لغتي العربية .. وصحيح ان لساني معوج قليلا
لكني اكتب العربية بصورة جيدة واكتب اللهجه بصورة ممتازه ..
لكني لا استطيع نطقها مثل مااكتبها .. وهذا بسبب ولادتي واقامتي هناك ..
المهم .. ان كلامي يعني بأن الثورات الداخلية احيانا يكون لها سبب ..
لا بد من سبب يجعل النفس منقبضه والروح مهمومة .. وعندما قاطعت المدرسة
كان ذلك انها لا تريد ان تتطور .. وفي حفل الختام في السنة الاخيرة
حيث من عادة فرنسا وتحديدا الهيئات التربوية بانها تدعو المدارس الاجنبيه
والقصد بالاجنبيه غير الناطقه بالفرنسيه ..
فالتقتني الناظرة .. وسألتني ليش تركت مدرستهم .. فرديت بان مناهجكم جامدة ..
فقالت كيف جامدة .. قلت مافيها حيويه مافيها انطلاقه ماتشجع الطالب انه يبتكر
انه يتطور انه يقول اللي عنده .. انتوا تلزمون الطالب بالمنهج فقط
ولو انه ابدع وخرج عنه يعتبر شخص مشاغب .. فسكتت ..
كنت اعرف انها مقتنعه بالكلام اللي قلته .. لكنها التزمت الصمت

نجود
13-02-2003, 07:59 AM
لكن كيف مناهجنا جامدة .. الناظرة فهمت بالطبع القصد لكني سأشرحه لكم
هنا .. القصد من الجمود .. ان الطالب في هذه المدارس ملتزم بالمنهج المحدد له
اما في المدارس الفرنسية فالامر مختلف سأذكر شيئا منه ..
في مدارسنا لا تهتم في منهج الرياضة وعادة تكون المادة اما جري او جمباز
يعني رياضه تقليدية وبالتالي الطالب ليس شرطا بان يحصل على امتياز بل
انه لا يرسب في هذه المادة على الاطلاق .. لكن في المدارس الفرنسيه هذه
المادة تشبه التقديس .. ولابد ان الطالب يتعرف على جميع الالعاب الرياضية
وهناك حصتان للرياضه منها نظري ومنها عملي فاما النظري فهي التي تتعلق
بالجسم من عضلات وحركة ودم وقلب الخ .. اما العملي فهو في القيام
بالرياضة ذاتها يعني ممارستها .. ولابد بان يحصل على معدل والا يرسب
ثانيا في العالم العربي لا يهتم في مادة الرسم .. وهي مادة لا يرسب بها
الطالب ولكن عندهم مادة اساسية لابد للطالب ان يتعرف على جميع مدارس
الرسم التجريدية والتعبيرية وغيرها ويتعرف على كبار الرسامين ومنها
حصتين نظرية وعملية اما النظرية فهي الحديث عن المدارس بدون ان نمارس
الرسم واما العملية فهي في ممارسة الرسم وهذه المادة لابد من الحصول
على معدل والا ترسب ..
ايضا في اليوم الواحد سبع حصص منها خمس حصص اساسية
واثنان اختارية وفي نهاية الاسبوع هناك شيء اسمه اليوم المفتوح يعني
يوم مخصص للطالب .. للنظر في ابداعاته وايضا ارائه واقتراحاته ..
فيحصر الطالب مبكرا ويمارس اي نشاط بدون تدخل من الادارة ..
حيث تجتمع الادارة مع المدرسين وللطالب الحق بان يطلب مدرسه
حيث يجلس معه للنقاش والحوار ..
اما المدرسة نفسها فيرأسها رجل تربوي على جانب كبير من العلم ..
وهذا الشخص يجب ان يكون معروف من المنطقة حيث انها هي التي تعينه
او تطلب تعينه .. وهو يدير المدرسه بمعاونين وليس بوكيل مدرسة
كما ان المدرسه لها مجلس ادارة منها الممولين والاهالي .. ومنها بلدية
المنطقة ..
اخيرا .. سأتحدث عن الرحلات .. ففي مدارسنا لا توجد رحلات ولكن توجد
استطلاعات .. بمعنى انهم يأخذون الطلبة لمؤسسة او وزارة او هيئة للاطلاع
على سير العمل واخذ فكرة عنها .. هناك ربما الامر مختلف .. فصحيح
توجد مثل هذه الاستطلاعات لكنها محدودة ومقتصرة على نمطية مدروسة ..
حيث ان الطالب يفترض انه يعرف صناعات بلده ..
الرحلات هناك جميلة وممتعة ومفيدة .. حيث نجتمع في بقعة كبيرة من الارض
تكون خارج المنطقة وسط الاشجار والاعشاب وننصب الخيام ثم نقوم بمغامرات
وتكون هذه معدة سلفا مثل قتال او غزو او خطف وعلينا ان نتصرف او نجد
الحلول .. ولا تتدخل الادارة في العابنا ولكنها تراقبنا باهتمام .. ولا تسمح
باية خلوة بين طالب وطالبة .. اضافة اننا في هذا السن نعتبر من القصر وهو
امر على غاية من الاهمية عندهم .. وكلنا نعيش براءة طفولية واذا احد من
الشباب تجاوز حدوده وهذا يحصل احيانا فانه يتلقى عقاب صارم من الادارة
ولا ادري لماذا مدارسنا لا تنتهج سياسة الرحلات خصوصا ان مدارسنا ولله
الحمد ليس بها اختلاط .. ان الرحلات تهذيب وثقافة وعلم وترويح
انها مقتصرة في العالم العربي على الكشافة والاشبال فقط .. ومن الشباب
فقط .. وهذا امر غريب !!!! حيث يمكن للبنت ان تمارس نشاطها تحت اعين
مدرساتها وادارة مدرستها ..