الجميلي
17-02-2003, 10:41 PM
تابع الرابط لخطبة الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله لعيد الآضحى لهذا العام والتي لم تذع في قناة الجزيرة ومدتها ( 53 ) دقيقة تقريبا ...
الخطبة تحتوي على كثير من الحديث الدائر عن :
- مخططات الصليبيين في إقامة إسرائيل الكبرى .
2- جهود المجاهدين منذ سنوات طويلة .
3- التهوين من شأن فقاعة القوة الصليبية .
4- الوضع الحالي في أفغانستان .
5- واجب المسلمين التاريخي تجاه الأمة .
غنية جداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في تقرير مسائل مهمة ...
---
للحفظ اختر حفظ الهدف باسم ...
اضغط على هذا الرابط ...
http://www.ansaarnews.com/audio/newcrusaderwar16.rm [IMG]
اللهم انصر كل من نصر دينك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كل عام وانت بخير اخوي الجميلي ويعطيك الف الف الف عافيه على الموضوع وانا لي يومين ادور على هالرساله لكن ماحصلتها
اشكرك اخوي الجميلي وعساك على القوه
اخوك سيدو;) ;) ;)
المبارك
19-02-2003, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نص خطبة الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله
في عيد الأضحى المبارك 1423 هـ
الحمد لله ثم الحمد لله , الحمد لله الذي أنزل على عبده ورسوله آية السيف ليحق الحق ويبطل الباطل , فالحمد لله القائل : فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم. والحمد لله القائل: قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين . والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لاشريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري, ومن تشبه بقوم فهو منهم . والقائل :أخرجوا المشركين من جزيرة العرب أما بعد :
ففي الوقت الذي تسيل فيه دماء المسلمين وتهدر في فلسطين والشيشان والفلبين وكشمير والسودان ويموت أطفالنا بسبب الحصار الأمريكي في العراق وفي الوقت الذي لم تلتئم جراحنا بعد منذ الحروب الصليبية على العالم الإسلامي في القرن الماضي , ونتيجة لإتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا والتي أدت الى تقسيم العالم الإسلامي إلى قطع وأشلاء , ومازال عملاء الصليبيين يحكمونها إلى اليوم إذ بأجواء اتفاقية سايكس بيكو تطل علينا من جديد إنها إتفاقية بوش بلير ولكنها تحت نفس الراية ولنفس الغاية , إنها راية الصليب وغايتها تحطيم ونهب أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
إن إتفاقية بوش بلير تزعم أنها تريد القضاء على الإرهاب ولم يعد يخفى حتى على العوام أنها تريد القضاء على الإسلام , ومع ذلك يؤكد حكام المنطقة في الخطابات والخطب تأييدهم لبوش في محاربة الإرهاب أي في محاربة الإسلام والمسلمين في خيانة واضحة للملة والأمة , معتمدين على مباركة علماء السلاطين ووزراء البلاط , وكما أنه لايخفى أن الإستعداد الحالي للهجوم على العراق ماهو إلا حلقة في سلسلة الإعتداءات المعدة لدول المنطقة بما فيها سوريا وإيران ومصر والسودان .
إلا أن التركيز لتقسيم بلاد الحرمين يأخذ نصيب الأسد في خطتهم مع العلم أنه هدف استراتيجي قديم منذ أن نقل ولائها من بريطانيا إلى الولايات المتحدة منذ ستة عقود , وقد حاولت أمريكا قبل ثلاثة عقود تنفيذ هدفها هذا في أعقاب حرب العاشر من رمضان يوم هدد رئيسها نيكسون بغزو بلاد الحرمين على الملئ , ولم يتيسر له ذلك بوقتها بفضل الله ولكن مع بداية حرب الخليج الثانية أنشأت أمريكا قواعد عسكرية مهمة وخطيرة منتشرة في بلاد الحرمين وخاصة قرب العاصمة ولم يبق لهم إلا التقسيم .
واليوم يبدو أن الوقت المناسب للتقسيم قد حان في نظرهم فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وخلاصة الأمر أن استهداف أمريكا للمنطقة عموما وتقسيم بلاد الحرمين خصوصا ليس سحابة صيف عابرة وإنما هو هدف استراتيجي لايغيب عن نظر السياسة الأمريكية الماكرة , فماذا أعدت الحكومات في النطقة لمقاومة هذا الهدف الإستراتيجي العدواني .....لاشيئ يذكر سوى زيادة الولاء للصليبيين , أضف الى ذلك إجتماع وزراء داخلية العرب المنتظم لمحاربة المجاهدين والتضييق على الدعاة والعلماء الصادقين الذين يسعون الى تنبيه الأمة وإيقاظها للدفاع عن نفسها .
وإن من أهم أهداف هذه الحملة الصليبية الجديدة تهيئة الأجواء وتمهيد المنطقة بعد التقسيم لقيام مايسمى بدولة إسرائيل الكبرى التي تضم داخل حدودها أجزاء كبيرة من العراق ومصر مرورا بسوريا ولبنان والأردن وكامل فلسطين وأجزاء كبيرة من بلاد الحرمين .
وماأدراك ماإسرائيل الكبرى وماسيصيب المنطقة من ويل وثبور, إنما مايجري لأهلنا في فلسطين ماهو إلا نموذج يراد تكراره في سائر المنطقة على يد التحالف الصهيوأمريكي . قتل للرجال والنساء والولدان , وسجون وإرهاب وتهديم للبيوت وتجريف للمزارع ونسف للمصانع والناس في خوف دائم ورعب جاثم , ينتظرون الموت في كل لحظة من صاروخ أو قذيفة تهدم بيتا وتقتل أختا وتئد رضيعة .
فماذا نجيب ربنا غدا ..... إن مايجري هناك لايحتمله أولو البأس من الرجال فكيف بحال الأمهات المستضعفات وهن يرين أطفالهن يقتلون بين أيديهن .......إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .
اللهم إني أبرئ إليك من فعل هؤلاء من اليهود والنصارى والحكام الخائنين ومن كان في حكمهم , وأعتذر إليك من فعل هؤلاء القاعدون عن نصرة الدين . وإن مايعنيه قيام إسرائيل الكبرى هو خضوع دول المنطقة لليهود ......وما أدراك مايهود ...... يهود افتروا على الخالق ........... فمابالك بالمخلوق .
يهود...... قتلة الأنبياء ونقضة العهود . قال الله عنهم : أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لايؤمنون . إنهم يهود .....أرباب الربا وأئمة الخنا ..لن يبقوا لكم شيئا .....لادنيا ولادين . قال الله عنهم : أم لهم نصيب من الملك فإذا لايؤتون الناس نقيرا . إنهم يهود ......يعتقدون ديانة أن الناس عبيد لهم ومن أبى فحده القتل . قال الله تعالى عنهم : ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون . هذه بعض صفات يهود فاحذروهم .... وهذه بعض ملامح المخطط الصليبي فقاوموه .
والآن كيف السبيل لكف بأس الكفار وإنقاذ بلاد المسلمين , فللإجابة على هذا السؤال أقول وبالله التوفيق كما قال العبد الصالح نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام : إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. فالسبيل لكف بأس الكفار هو الجهاد في سبيل الله كما قال تعالى :
فقاتل في سبيل الله لاتكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا .
وابتداء أبشركم بفضل الله أن الأمة اليوم عندها من الطاقات الهائلة مايكفي لإنقاذ فلسطين وإنقاذ باق بلاد المسلمين , ولكن هذه الطاقات مقيدة ...فيجب العمل على إطلاقها كما وأن الأمة موعودة بالنصر , لكن إذا تأخر النصر فبسبب ذنوبنا وقعودنا عن نصرة الله . قال تعالى : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
والأمة موعودة بالنصر أيضا على اليهود كما أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال :
لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يامسلم ياعبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود .
وفي هذا الحديث تنبيه أيضا الى أن حسم الصراع مع الأعداء إنما يكون بالقتل والقتال لابتعطيل طاقات الأمة لعشرات السنين عبر طرق أخرى كخدعة الديموقراطية وغيرها وبعد هذه المبشرات أتحدث اليكم عن بعض الأمور التي تساعدنا على الجهاد في سبيل الله ومنها ذكر بعض الوقائع والحروب التي انتصر فيها المسلمون خلال العقدين الماضيين مما يزيد ثقة أبناء الامة بانفسهم لما في ذلك من أهمية في تعبئة الأمة لتدافع عن نفسها ضد التحالف الصليبي الصهيوني , وفي الحقيقة أن الأمة الإسلامية هي القوة البشرية العظمى إن أقامت دين الإسلام حقا وهذا ما أثبته التاريخ خلال القرون الماضية وهي قادرة على قتال ومقاومة مايسمى بالدول الكبرى وقبل ذلك سأذكر حادثة ذات صلة بموضوع قتال الدول الكبرى.
ذكر أهل السير أن المثنى الشيباني رحمه الله جاء المدينة يطلب مددا من الخليفة لقتال الفرس فندب الخليفة عمر رضي الله عنه الناس ثلاثة أيام فلم يخرج أحد ففطن عمر رضي الله عنه لما في نفوس الناس من عقدة قتال القوى العظمى فأمر المثنى أن يحدث الناس بما فتح الله عليه ضد فارس ليزيل مابأنفسهم , فقام المثنى فتكلم ونشط القوم فكان مما قال : ياأيها الناس لايعظمن عليكم هذا الوجه فإنا قد تبجحنا فارس وغلبناهم على خير شقي السواد وشاطرناهم ونلنا منهم واجترئ من قبلنا عليهم ولها إن شاء الله مابعدها .
فتحمس الناس وقام أبوعبيد الثقفي وعقد له الخليفة اللواء وتتابع القوم رضي الله عنهم وأنا أقول متشبها بؤلائك الكرام :
ياايها الناس لايعظمن عليكم هذا الوجه ..... لايعظمن عليكم وجه أمريكا وجيشها فقد ضربناهم والله مرارا وهزموا تكرارا وإنهم أجبن قوم عند اللقاء .
وقد تبين لنا من مدافعتنا ومقاتلتنا للعدو الأمريكي أنه يعتمد في قتاله بشكل رئيسي على الحرب النفسية نظرا لما يمتلكه من آلة دعائية ضخمة وكذلك على القصف الجوي الكثيف , إخفاء الأكثر نقاط ضعفه وهو الخوف والجبن وغياب الروح القتالية عند الجندي الأمريكي , ولولا ضيق المقام لحدثتكم عن ذلك أشياء تكاد لاتصدق في قتالنا لهم في تورا بورا وشاهي كوت بأفغانستان , وأرجوا الله أن ييسر وقتا ونتحدث عن ذلك بالتفصيل وابتداء أذكركم بهزيمة بعض القوى الكبرى على أيدي المجاهدين , فاذكركم بهزيمة الاتحاد السوفيتي السابقة والذي أصبح أثرا بعد عين بعد عشر سنين من القتال الضاري على أيدي أبناء الأفغان ومن ساعدهم من أبناء المسلمين بفضل الله .
وكذلك هزيمة الروس في بلاد الشيشان وضرب المجاهدون أروع الأمثلة في التضحية والفداء فحطم المجاهدون الشيشان مع إخوانهم العرب والأنصار كبرياء الروس فكبدوهم الخسائر تلو الخسائر فانسحبوا مدحورين بعد الحرب الأولى , ثم إن الروس رجعوا مرة أخرى بدعم أمريكي ومازلت روسيا إلى الآن تتكبد الخسائر الفادحة من فئة قليلة مؤمنة . نرجوا الله أن يثبتهم وينصرهم . كما أذكركم بهزيمة القوات الأمريكية 1402 للهجرة عندما اجتاح بنو إسرائيل لبنان , فقدمت المقاومة اللبنانية شاحنة مملوءة بالمتفجرات الى مركز القوات الأمريكية المارينز في بيروت فقتل منهم أكثر من 240 قتيلا فإلى جهنم وبئس المصير , ثم بعد حرب الخليج الثانية أدخلت أمريكا جيوشها الى الصومال وقتلوا 13000 من أبناء المسلمين هناك ولاحول ولا قوة إلا بالله وعندها وثب أسد الإسلام من العرب الأفغان فانبروا لهم مع إخوانهم في تلك الأرض فمرغوا كبريائها باالطين , فقتلوا منهم ودمروا من دباباتهم وأسقطوا من طائراتهم . ففرت امريكا وحلفائها في ليل مظلم لايلوي أحد على أحد . فلله الحمد والمنة وفي تلك الفترة أعد شباب الجهاد عبوات ناسفة ضد الأمريكيين في عدن فانفجرت فما كان من الجبناء إلا أن فروا في أقل من 24 ساعة ثم في عام 1415 للهجرة وقع انفجار في الرياض قتل بسببه 4 من الأمريكيين وكان رسالة واضحة تبين اعتراض أبناء المنطقة على السياسة في دعم اليهود واحتلال بلاد الحرمين .
ثم في العام الذي يليه وقع انفجار آخر في الخبر قتل بسببه 19 و جرح أكثر من 400 واضطر بعدها الأمريكيون لنقل مراكزهم الكبرى من المدن الى قواعد بالصحراء .
ثم بعد ذلك أيضا في عام 1418 للهجرة هدد المجاهدون أمريكا على الملئ بضرورة الكف عن مساعدة اليهود والخروج من بلاد الحرمين , فرفض العدو التحذير وتمكن المجاهدون بفضل الله من صفعه صفعتين عظيمتين في شرق أفريقيا ثم حذرت أمريكا مرة أخرى ولم تستجب فوفق الله المجاهدين في عملية استشهادية عظيمة , فدمرت المدمرة كول في عدن فكانت صفعة مدوية في وجه العسكرية الأمريكية كما كشفت العملية عن عمالة الحكومة اليمنية كسائر دول المنطقة . ثم أن المجاهدين لما رأوا أن عصابة الإجرام الأسود في البيت الأبيض تصور الامر على غير حقيقته بل يزعم زعيمهم الأحمق المطاع أننا نحسدهم على طريقة حياتهم , وإنما الحقيقة التي يخفيها فرعون العصر أننا نضربهم بسبب ظلمهم لنا في العالم الإسلامي وخاصة في فلسطين والعراق واحتلالهم لبلاد الحرمين , ولما رأى المجاهدون ذلك قرروا أن يتخطوا التعتيم وينقلوا المعركة الى وسط أرضه وعقر داره وفي يوم الثلاثاء المبارك في الثالث والعشرين من جمادى الثاني 1422 للهجرة الموافق 11 من سيبتمبر 2001 للميلاد , كان التحالف الصهيوأمريكي يحصد أبنائنا وأهلنا في أرض الأقصى المبارك حصدا , بطائرات ودبابات أمريكية وأيد يهودية وأبناؤنا بالعراق يقضون نحبهم نتيجة الحصار الظالم من أمريكا وعملائها , وفي المقابل كان العالم الإسلامي يعيش في حالة من البعد الشديد عن إقامة الدين حقا . وبينما الأمور على تلك الحال من الإحباط واليأس والتسويف عند المسلمين إلا من رحم الله .
ومن الظلم والغرور والعدوان عند التحالف الصهيوأمريكي فقد كانت بلاد العم سام في غييها سائرة بطغيانها هادرة مصعرة خدها للناس تمشي في الأرض مرحا لاتبالي بأحد وتظن أن لاسبيل إليها إذ رمو بثالثة الأسافي وماأدراك ما ثالثة الاسافي عندما وثب شعث الرؤوس مغبروا الأقدام المطاردون في كل مكان , فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى وربط على أفئدتهم وكتب الإيمان في قلوبهم فلم يخشوا في الله لومة لائم يبتغون ماعند الله تعالى تأبى نفوسهم أن تنام على الضيم يريقون ماء الحياة ....يريقون ماء الحياة ولايريقون ماء المحيا فأغاروا بطائرات العدوفي عملية جريئة جميلة ماعرفت البشرية لها مثيلا فحطموا أسنام أمريكا فأصابوا وزارة الدفاع في صميم فؤادها وأصابوا الإقتصاد الأمريكي في سويداء قلبه فأرغموا أنف أمريكا بالتراب ومرغوا كبريائها بالطين فانهارا برجا نيويورك وبذلك الأنهيار إنهار ماهو أعظم وأضخم فانهارت أسطورة أمريكا العظمى وانهارت أسطورة الديموقراطية وظهر للناس أن قيم أمريكا في السافلين وتحطمت أسطورة أرض الحرية وتحطمت أسطورة الأمن القومي الأمريكي وانهارت أسطورة السي آي آيه فلله الحمد والمنة , وكان من أهم الآثار الإيجابية لغزوتي نيويورك وواشينغتون أنها كشفت حقيقة الصراع بين الصليبيين والمسلمين وأظهرت ضخامة العداء الذي يكنه لنا الصليبيون عندما نزعت الغزوتان جلد الشاة عن الذئب الأمريكي وظهر على حقيقته البشعة واستيقظ العالم أجمع من رقاده وانتبه المسلمون الى أهمية عقيدة المولاة في الله والمعاداة في الله وقويت روح الأخوة الإيمانية بين المسلمين مما يعتبر خطوة عظيمة نحو توحيد المسلمين تحت كلمة التوحيد لقيام الخلافة الراشدة بإذن الله , وبدى ظاهرا للناس أن أمريكا هذه القوة الظالمة يمكن أن تضرب ويمكن أن تذل وتهان وتقهر ولاْول مرة تعي غالبية الشعب الأمريكي حقيقة القضية الفلسطينية وأن ماأصابهم في منهاتن كان بسبب سياسة حكومتهم الظالمة وخلاصة الأمر أن أمريكا دولة عظمى ذات قوة عسكرية ضخمة وذات إقتصاد عريض ولكن كل ذلك على قاعدة هشة لذى فإنه بالإمكان استهداف تلك القاعدة الهشة والتركيز على أبرز نقاط الضعف فيها وإذا ماضربت في عشر معشار تلك النقاط فإنها بإذن الله ستترنح وتنكمش وتتخلى عن قيادة العالم وظلمه .
ولقد استطاع عدد يسير من فتية الإسلام رغم وقوف التحالف الدولي ضدهم أن يقيموا الحجة على الناس بوجود القدرة على مقاومة ومقاتلة من يسمى بالقوى العظمى واستطاعوا أن يدافعوا عن دينهم وأن ينفعوا قضايا أمتهم أكثر مما فعلته حكومات وشعوب بضع وخمسين دولة في العالم الإسلامي لاْنهم اتخذوا الجهاد سبيلا لنصرة الدين وكما قال أبو هلالة :
وللنصر أسباب وللخسر مثلها ***** وكل طريق يورث الخلد رابح
دروب العلا شتى وأقصرها التي ******* تريق الدمى في جانبيها الجحاجح
وأمثال هؤلاء الفتية الأبطال في الأمة كثير بفضل الله , ولكنهم مقيدون فينبغي علينا جميعا أن نتعاون لفك قيودهم لينطلقوا مجاهدين في سبيل الله لاْن الجهاد هو سبيل عز هذه الأمة وأمنها وأن القيود والسدود التي تحول بين شباب الأمة وبين انطلاقها للجهاد كثيرة إلا أننا سنتحدث عن أهمها , وبين يدي ذلك أذكر حديثا من الصحيحين من اهتدى به سلك ومن ضل عنه هلك ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .
فاعتبروا ياأولي الأبصار وهذا من أسباب هلاكنا ولاحول ولاقوة إلا بالله وأذكر كذلك قصة إسلام خالد رضي الله عنه لتتحرر العقول من التبعية العمياء فقد قيل له بعد أن أسلم متأخرا أين كان عقلك ياخالد فلم تر نور النبوة بين ظهرانيكم منذ عشرين سنة فقال : كان أمامنا رجال كنا نرى أحلامهم كالجبال .
قال الإمام أحمد رحمه الله : من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال
وأول هذه القيود والسدود في عصرنا الحاضر هم الحكام وشهداء الزور من علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة ومن شابههم , فأما الحكام فقد اتفق الناس على عجزهم وخيانتهم
وأما الذين يطالبون الناس بأن يضعوا أيديهم بأيدي هؤلاء الحكام برغم كل ذلك نقول لهم , متى نزعت الشعوب أيديها من أيدي الحكام ؟؟ حتى ينصحوا بأن يعيدوا أيديهم مرة أخرى ؟؟؟ فهذا لم يحدث والنتيجة كما ترون .... هيمنة الكفار علينا وقد قيل
ومن خانه التدبير والأمر طائع ******* فلن يحسن التدبير والأمر جامح
فخلافنا مع الحكام ليس خلافا فرعيا يمكن حله وإنما نتحدث عن رأس الإسلام , شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله فهؤلاء الحكام قد نقضوها من أساسها بموالاتهم للكفار وبتشريعهم للقوانين الوضعية وإقرارهم واحتكامهم لقوانين الأمم المتحدة الملحدة فولايتهم قد سقطت شرعا منذ زمن بعيد فلا سبيل للبقاء تحتها والمقام لايتسع لوصف هذا الأمر هنا ولكن قد ذكرنا أقوال لاْهل العلم رحمهم الله في البيان السابع عشر الصادر عن هيئة النصيحة والإصلاح .
وبعد ذلك نقول هل يمكن لمسلم أن يقول للمسلمين ضعوا أيديكم في يد كرزاي للتعاون لإقامة الإسلام ورفع الظلم وعدم تمكين أمريكا من مخططاتها فهذا لايمكن ولايعقل لاْن كرزاي عميل جائت به أمريكا ومناصرته على المسلمين ناقض من نواقض الإسلام العشرة مخرج من الملة . وهنا لنا أن نتسائل ؟؟ مالفرق بين كرزاي العجم وكرزاي العرب ؟؟ من الذي ثبت ونصب حكام دول الخليج ؟؟؟ إنهم الصليبيون فالذين نصبوا كرزاي كابول وثبتوا كرزاي باكستان هم الذين نصبوا كرزاي الكويت وكرزاي البحرين وكرزاي قطر وغيرها ومن الذين نصبوا كرزاي الرياض وجاءوا به بعد أن كان لاجئا في الكويت قبل قرن من الزمان ليقاتل معهم ضد الدولة العثمانية وواليها إبن الرشيد ؟؟ إنهم الصليبيون ومازالوا يرعون هذه الأسر إلى هذا اليوم . فلافرق بين كرزاي الرياض وكرزاي كابل ....... فاعتبروا ياأولي الأبصار .قال تعالى أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر .
إن الحكام الذين يريدون حل قضايانا ومن أهمها القضية الفلسطينية عبر الأمم المتحدة أو عبر أمر الولايات المتحدة فماحصل بمبادرة الأمير عبد الله بن عبد العزيز في بيروت ووافق عليها جميع العرب والتي باع فيها دماء الشهداء وباع فيها أرض فلسطين إرضاء ومناصرة لليهود وأمريكا على المسلمين هؤلاء الحكام قد خانوا الله ورسوله وخرجوا من الملة وخانوا الأمة
كما أقول أيضا إن الذين يريدون أن يحلوا قضايانا عبر هؤلاء الحكام العجزة الخونة قد خدعتهم أنفسهم وخادعوا أمتهم وركنوا الى الذين ظلموا وضلوا ضلال مبينا وأحسن أحوالهم أنهم عاجزون فاسقون فينبغي على المسلمين أن ينصحوهم فإن لم ينتصحوا فليحذروا وليحذروا منهم ويجب على المسلمين كذلك أن يتبرؤوا من هؤلاء الحكام الطواغيت ولايخفى أن التبرئ من الطاغوت ليس من نوافل الأعمال وإنما هو أحد ركني التوحيد فلا يقوم الإيمان بغيرهما .
قال تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم .
وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل : لكل زمن دولة ورجال .
فهؤلاء رجال الدولة الذين يحرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام في الشهر الحرام ولاحول ولا قوة إلا بالله . ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولاحول ولا قوة إلا بالله . يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة , فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم . وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته كما حصل يوم أن أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين فأمر علمائه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة , والأمة اليوم إنما تعاني ماتعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتوى المداهنة .
ومن قرئ سيرة الأئمة الصادقين في أيام المحن كسيرة الإمام ابن حنبل وغيره رحمهم الله علم الفرق بين العلماء العاملين والعلماء المداهنين كما في سير أعلام النبلاء وغيرها وقال الشاعر :
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا*********** فلا ديننا يبقى ولامانرقع .
اما السد الثاني فهم العلماء و الدعاة المحبون للحق الكارهون للباطل القاعدون عن الجهاد تأولوا تأولا فصدوا الشباب عن الجهاد و لا حول و لا قوة الا بالله هؤلاء رأوا الباطل ينتشر و يزداد فتداعوا للقيام بواجب نصرة الحق و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و اهتدى و تفقه على أيديهم خلق كثير و حسنا فعلوا و جزاهم الله خيرا على ذلك الا ان الباطل يضيق صدره بالحق و اهله فشرع في مضايقتهم و إخافتهم و منعهم من الخطب و الدروس و فصلهم من وظائفهم ثم سجن من أصر على مواصلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. إن هذه الضغوط الشديدة أدت تدريجيا إلى إنحراف المسار إلا من رحم الله و هذا أمر بديهي لأن الإنسان لا يستطيع أن يتخذ القرار الصحيح في ظل أوضاع غير صحيحة و خاصة من الناحية الأمنية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا يقضي القاضي بين إثنين و هو غضبان" هذا إذا كان غضبانا فكيف اذا كان خائفا. فالتخويف الذي تمارسه الدول العربية على الشعب قد دمر جميع مناحي الحياة بما فيها أمور الدين . اذ الدين النصيحة و لا نصيحة بغير أمن . و قد قسم الخوف الناس إلى أقسام و سنتحدث عن بعضهم : فقسم إنتكس و التحق بالدولة و والها و لا حول و لا قوة إلا بالله . و قسم بدا له أنه لن يستطيع ان يستمر في الدعوة و التدريس و يأمن معهده أو جمعيته أو جماعته أو يأمن نفسه و جاهه و ماله الم يمدح الطاغوت و يداهنه . فتأول تأولا فاسدا باطل فضل ضلالا مبينا و أضل خلقا كثيرا . و قسم أخر حفظهم الله من مجارة الحكام الخائنين و مداهنتهم و حرصوا على البقاء تحت راية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قد كانت لهم جهود مشكورة في الدعوة الى الله الا ان الضغوط التي سبق ذكرها كانت كبيرة جدا و لم يهيئوا أنفسهم لتحملها و من أهمها تكاليف الهجرة و الجهاد و قد كانت الفرصة متاحة منذ أكثر من عقدين و لم يستفيدوا منها مما أفقدهم القدرة على إتخاذ القرار الصحيح الا من رحم الله في مثل هذه الأيام العصيبة . و لذا نرى فريقا منهم مازالوا إلى الآن لم يتخذوا قرار الجهاد و المقاومة . إن نصرة الدين و إقامته لها تكاليف عظام و صفات واضحة في كتاب الله و في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم و في سيرة الصحابة الكرام رضى الله عنهم . فمن لم يتصف بهذه الصفات لا يستطيع ان يقوم بنصرة الدين . هذه الصفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم و من ذلك قوله تعالى " يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم" .
و في الخبر الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و ورقة بن نوفل " قال ورقة ياليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أومخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأتي رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " .
فحال من يريد أن يتحمل الدين بحق هو العداء من أهل الباطل لا التعايش كما نرى و لا حول و لا قوة إلا بالله مع أهل الباطل . و حال من أراد إقامة الدين هو السعي في نصرته بالنفس و النفسي كما قال ورقة " إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " .
و كذلك كان الحال يوم بيعة العقبة . فنصرة الدين ليست دروسا تعطى فقط و الدين لا يقوم على فتات أوقاتنا و أموالنا . و إنما سلعة الله غالية فشتان شتان بين الجلوس و تقديم الدروس و بين تقديم النفوس و الرؤوس لنصرة لذا فإن العباس بن عبد المطلب و قد كان على دين قومه أراد أن يطمئن على إبن أخيه محمد صلى الله عليه و سلم عند الأنصار فقال و كان مما قال " فإن كنتم أهل قوة و جلد و بصيرة بالحرب و استقلال بعدواة العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة " . فأقول هذه الصفات كانت مطلوبة لأهل الإيمان لحفظ رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي مطلوبة اليوم أيضا لحفظ دين رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم بعد أن أنهى العباس كلامه قال البراء بن معرور من الأنصار " قد سمعنا ما قلت و إنا و الله لو كان في أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه و لكنا نريد الوفاء و الصدق و بذل مهج أنفسنا دون رسول الله " . فأقول هكذا الدين إنما يقوم بالوفاء و الصدق و ببذل المهج من أجل المنهج . ثم لما قاموا للمبايعة قال أسعد بن زرارة " رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا و نحن نعلم أنه رسول الله و إن أخراجه اليوم مفارقة العرب كافة و قتل خياركم و أن تعضكم السيوف فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه و أجركم على الله و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله فقالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة و لا نستقيلها " .
هكذا كانت صفات الذين يريدون أن يحموا و يقيموا دين الإسلام رضي الله عنهم . و كذلك اليوم يقول المجاهدون للعلماء و الدعاة الذين يحبون الحق و لا يداهنون الباطل فأنتم قد رفعتم راية دين الإسلام و تعلمون أنه دين رسول الله حقا و إن حملكم له بحق يعني مفارقة حكومات العرب و حكومات العجم في الأرض كافة و قتل خياركم و أن تعضكم السيوف فإما أنتم تصبرون على ذلك فحافظوا على الراية و أجركم على الله و إما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروا راية المدافعة و المقاتلة و لا تحولوا بين شباب الأمة و الجهاد في سبيل الله فهو أعذر لكم عند الله .
و الآن نتحدث عن ما هو واجب المسلمين تجاه هذه الحرب الصليبية الصهيونية ضد أمة الإسلام . قال تعالى " فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك و حرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا و الله أشد بأسا و أشد تنكيلا" . إن أوجب الواجبات بعد الإيمان اليوم هو دفع و قتال العدو الصائل قال شيخ الإسلام رحمه الله " و أما دفع العدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا لا شئ أوجب بعد الإيمان من دفعه " فلا يشترط له شرط فالجهاد اليوم متعين على الأمة بأسرها و هي واقعة في الإثم إلى أن تخرج من أبنائها و أموالها و طاقاتها ما يكفي لقيام الجهاد الذي يدفع بأس الكفار عن جميع المسلمين في فلسطين و غيرها .
فيجب على المؤمنين أن يجاهدوا لإحقاق الحق و إبطال الباطل كل بحسب طاقته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن و ليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل " . و هذا الحديث العظيم يشمل جميع المؤمنين فبما إننا مؤمنون إذا فنحن مجاهدون في سبيل الله لنصرة الدين . فالمؤمن الذي عجز عن الجهاد بيده و لسانه يجب عليه أن يجاهد بقلبه . و من ذلك أن يستمر في بغض أعداء الله و يدعوا عليهم و أن يستمر في موالة المؤمنين و المجاهدين و يدعول لهم و يستشعر الاخوة الإيمانية التي تربطه بالمسلمين في جميع مشارق الأرض و مغاربها . و ينبغي أن يستشعر أن أهل الإيمان في فسطاط واحد و أن اهل الكفر في فسطاط واحد إلى أن يمن الله على الأمة بدولة تضم المسلمين تحت لوائها بإذن الله . و ينبغي أن يحدث نفسه بالجهاد في سبيل الله بيده و لسانه و هذا أضعف الإيمان . و ينبغي عليه مقاطعة بضائع أمريكا و حلفائها و ليحذر المؤمن كل الحذر من أن يؤيد الباطل فأن مناصرة الكافرين على المسلمين و لو بكلمة كفر بواح كما قرر ذلك اهل العلم . و ليحذر من الذين قال الله فيهم " الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل " أو من الذين قال الله فيهم :قد يعلم الله المعوقين منكم و القائلين لإخوانهم هلم إلينا و لا يأتون البأس إلا قليلا " فلا يجمع بين كبيرة القعود و كبيرة التخذيل .
و الجهاد بالنفس اليوم و إن كان متعينا على الأمة بأسرها إلا أنه في حق الشباب آكد مما هو في حق الكهول و الشيوخ و كذلك الجهاد بالمال المتعين اليوم هو في حق أصحاب الأموال آكد مما هو في حق غيرهم . و من فضل الله على الأمة اليوم أن شرح الله صدور كثير من شبابها للجهاد في سبيله و الذود عن دينه و عباده فيجب على الأمة أن تعينهم و تشجعهم و تيسر أمورهم ليدافعوا و يدفعوا عنها الظلم و الخزي و الإثم . و يجب على الأمة أيضا أن تحافظ على الجهاد القائم اليوم و أن تنصره بكل ما أوتيت من قوة فهو عزيز جدا كما هو في فلسطين و الشيشان و أفغانستان و كشمير و أندونيسيا و الفلبين و غيرها من بلاد الإسلام . فإن الجهاد في هذا الدول لم تبقى رايته مرفوعة بعد فضل الله رغم الهجمة الشرسة من الأعداء إلا ببذل ما لايوصف من العناء والدماء و الأشلاء نرجوا الله أن يتقبلهم في الشهداء.
و أبشركم أن الجهاد في أفغانستان قائم اليوم بشكل جيد و الحمد لله و الأمور تسير نحو الأحسن لصالح المجاهدين بفضل الله و ها نحن في السنة الثانية من القتال . و لم تستطع أمريكا أن تحقق أهدافها و إنما تورطت في المستنقع الأفغاني . و أما ما أعتبرته أمريكا في الأشهر الأولى بأنه أنتصار بعد أن أستولت على المدن نتيجة إخلاءالمجاهدين لها . فأنه لا يخفى على الخبراء العسكريين عامة و العارفين بأفغانستان خاصة أنه كان إنسحابا تكتيكيا يتماشى مع طبيعة دولة الطالبان و مع طبيعة الأفغان في تاريخهم الطويل مع حروب العصابات. فلم يكن هناك جيش نظامي لدولة الطالبان حتى يدافع عن المدن .لذا لجأ الأفغان بعد الله إلى قوتهم الكامنة في قدراتهم من شن حروب العصابات من عمق جبالهم الوعرة و بنفس التكتيك الذي قهروا به بفضل الله جيش الإتحاد السوفيتي من قبل . و قد ثبت ذلك بعد أن بدأت حرب العصابات و إرتفع معدل العمليات إلى عمليتين يوميا فالأمريكيون في ورطة حقيقية اليوم فلا هم يستطيعون حماية قواتهم و لا هم قادرين على تشكيل دولة تحمي رئيسها فضلا عن أن تحمي الأخرين و قد تم بفضل الله التنسيق مع جميع المجاهدين خلال العام المنصرم و الجميع متحمسون للجهاد و يرونه واجبا عليهم و لولا قلة الإمكانيات لتيسر رفع عدد العمليات يوميا إلى الحد الذي كانت عليه في الجهاد السابق ضد الروس و هذا ما لا يحتمله الأمريكيون . لذا فإنه من الواجب المتعين على الأمة اليوم أن تدعم الجهاد عموما بما في ذلك فلسطين و أفغانستان .
و هذه المحاور من أهم المحاور التي ينبغي التركيز عليها لإستنزاف اليهود حلفاء الأمريكيين و لإستنزاف الأمريكيين حلفاء اليهود و إن هزيمة أمريكا في أفغانستان بإذن الله تكون بداية النهاية لها . و لن تؤتوا بإذن الله من قبلنا مع إخواننا المجاهدين الأفغان بإذن الله فنرجوا ألا نؤتوا بإذن الله من قبلكم . و الأمة اليوم بين يدي يوم من أيام الله لا ينبغي فيه العجز و لا البغي و ينبغي أن تتجمع فيه زحوف المسلمين ضد زحوف الكافرين . و ينبغي فيه التوبة من الذنوب والكبائر . كما ينبغي على الأمة بين يدي هذا الأمر العصيب الذي هو جد ليس بالهزل أن تهجر حياة اللهو و اللعب و الإسراف و الترف . و أن تخشوشن و تتهيأ للحياة الحقة حياة القتل و القتال و الضرب و النزال .
و إليكم ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في فتنة مشابهة لما نحن فيه الآن فقال " و أعلموا اصلحكم الله أن النبي قد ثبت عنه من وجوه كثيرة أنه قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم إلى قيام الساعة فهذه الفتنة قد تفرق الناس فيها ثلاث فرق الطائفة المنصورة و هم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين و الطائفة المخالفة و هم هؤلاء القوم و من تحيز إليهم من خبالة المنتسبين إلى الإسلام و الطائفة المخذلة و هم القاعدون عن جهادهم و إن كانوا صحيحي الإسلام فلينظر الرجل أيكون من الطائفة المنصورة أم من الخاذلة أم من المخالفة فما بقي قسم رابع " و يقول رحمه الله أيضا " حتى و الله لو كان السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار كأبي بكر و عمر عثمان و على و غيرهم حاضرين في هذا الزمان لكان من أفضل أعمالهم جهاد هؤلاء القوم المجرمين و لا يفوت مثل هذه الغزاة إلا من خسرت تجارته و سفه نفسه و حرم حظا عظيما من الدنيا و الأخرة " إنتهى كلامه.
ثم إني أوصي الشباب بالإجتهاد في الجهاد فهم أول المعنيين بفرضيته اليوم كما أشار إلى ذلك الشاطبي رحمه الله في الموافقات . و أعلموا أن إستهداف الأمريكيين و اليهود بالقتل في طول الأرض وعرضها من أعظم الواجبات و أفضل القربات إلى الله تعالى . كما أوصيهم بالألتفاف حول العلماء الصادقين و الدعاة المخلصين العاملين و أوصيهم بالأستعانة على قصاء حوائجهم بالكتمان و لا سيما في الأعمال العسكرية الجهادية . و أبشركم عامة و إخوننا في فلسطين خاصة أن إخوانكم المجاهدين ماضون في طريق الجهاد لإستهداف اليهود و الأمريكيين و ما عملية مومباسا إلا بداية الغيث بإذن الله سبحانه و تعالى . و إننا لن نخذلكم فأمضوا و واصلوا القتال على بركة الله و نحن معكم ماضون مقاتلون بإذن الله .
و قبل الختام أحرض نفسي و إخواني المؤمنين على الجهاد في سبيل الله بقول القائل
و إني لمقتاد جوادي و قاذف *** به و بنفسي العام إحدى المقاذف
فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن *** على شرجع يعلى بخضر المطارف
و لكن قبري بطن نسر مقيله *** بجو السماء في نسور عواكف
و أمسي شهيدا ثاويا في عصابة *** يصابون في فج من الأرض خائف
فوارث من شيبان ألف بينهم *** تقى الله نزالون عند التزاحف
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى *** وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف
و في الختام أوصي نفسي و إخواني المسلمين بتقوى الله في السر و العلن و كثرة الدعاء و التضرع إلى الله تعالى بأن يقبل توبتنا و يفرج كربتنا ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و نسأل الله تعالى أن يفك أسرانا من أيدي الأمريكيين و عملائهم و على رأسهم الشيخان عمر بن عبد الرحمن و سعيد بن زعير و إخواننا في جوانتنامو و أن يثبت المجاهدين في فلسطين و ينصرهم و باقي بلاد الإسلام و أن ينصرنا على عدونا كما أوصي نفسي و إياكم بكثرة الذكر و قراءة القرآن و تدبره ففيه الموعظة و الشفاء و الهدى و الرحمة قال الله تعالى " يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم و شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين " و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .