المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطائر الحالم ( قصه للرومانسيين )



wassim1eg
18-02-2003, 01:51 AM
صديقى كان ذلك الفتى الرومانسى الأسمر النحيل ، ذو الملامح الحزينة ، الذى تشعر إذا ما جلست إليه بأنه طائر هادئ رغم أمتلائه بألام و أشياء ثقلها يمنعه من مجرد التحليق...
و كانت هذه الفتاه أقصى أمانيه ، وكل بغياه من الحياة .. كان يروى لى مشاعره نحوها منذ أن رآها . قال أنه بعث من جديد على يديها و بأنه كان كالشجيرة ثم بدأ على ضفاف صفائها فى النماء .. كم كان محبا و هو يتكلم عنها و يصفها بأوصاف ملائكية .. وكم كنت أراه يقفز للأمام متخطيا أصعب الحواجز منذ أن عرفها . فهى بالنسبة إليه كالشمس للحياه لا غنا عنها ...
يوم تلو أخر كانت تتبدل ملامحه و تنطلى السعادة على كيانه. فمجرد رؤياها يساوى لديه دخول الجنة.. حتى بات لا يمكنه الحياة دونها...
فقرر أن يروى لها أحلامه الجميلة معها ، و يفضح حبه الصامت ...
و جائنى ذات ليلة كأنه طير فقد جناحيه ، عيناه شاردتان فى كل الأرجاء كأنها تبحث عن مشهد بديع تائه. و شعرت به منكسرا ، أجلسته و نظرت لعينيه السوداء وقد باتت أكثر ظلمة و سألته عما به .. و بشجن عميق بدأ يروى ، وتوقعت أن يطول الحديث لكنه أوجزه قائلآ " لقد ابت فراشتى الصغيرة أن أقطف زهرة الحب لأصنع منها عسلا ." وفهمت مقصده .. لم أكن أتخيل أن ترفض أى فتاه حب ذلك الطائر الحالم ؛ ولم أكن أدرك أنه يحبها بهذا الجنون فلا تزال عيونه شاردة و أصابعه مرتعشة .. ووجدته بدلا من أن يبكى يبتسم بسمة فاقت الدموع حزنا .. حاولت أن أهدئ من البركان الثائر فوق وجهه فأزاد من ضحكاته وقال ساخرا " لا تخف يا صديقى .. فلن اكون أبدا طائرا كسيح ." لكنى رأيته يذبل و يتحطم وحيدا بعيدا عنها ...
فعيناه جفت منهما أنهار الحنان ، و تصخرت الأفراح على قلبه ، وشاب الطفل البرئ داخله .. عجبا لتلك المرأة كانت فى مقدورها أن تخلق طائرا جميلا لكنها لم تخلق سوى طائر ذبيح !...
ورغم أن صديقى فقد البريق فى بسمته و ضلت أجنحته طريقها و طفت ألانه على سطح وجوده لم ينهار بل ظل صلبا يرفرف و يشدو كلمات (صلاح جاهين) الحالمة ...
" من غيرها الشمس الدهبيه .. راح تطلع بكره الصبحيه ...
من غيرها و بوجودها الأيام . بالطول و العرض معديه ...
لا .. لا...
أثبت."
وســيـم الـمغـــــــربى