أخي شاعر

[أبو عبد المهيمن]

أخي شاعر وله هذه القصيدة أتمنى قراءتها( رمــضـانُ وَلَّـى ... الـعـيـدُ جـاءَ )

يقول أمير الشعر ( أحمد شوقي ) في مطلَعِ قصيدةٍ :
( رمضـــانُ ولَّـى هــاتِهــا يا ساقيْ مشـــتــاقةً تسعى إلى مـشتاقِ ) ... ... وأقولُ :
------------------------
رمــــضانُ ولَّى، فانــتَـــــحِـــــبْ لِــــــفِـــراقِ واســــكُــــبْ عَــلــيهِ من دمِ الآمــاقِ
شتَّــــانَ بينَ بُكائكَ الــــــشهرَ الفَــــضـِــــــيـْـ ـــلَ وبينَ مَـــن يــبــكيْ لِـفَقدِ رِفاقِ
رمـــــضــــان ولى، والمــــعـــــاصي أَطبقَتْ فــيــهِ علــيــكَ، وأيَّــمــا إطــبـــــــــاقِ
رمــــــضــــــان ولى، مــــــا ذرَفْــــتَ دُمَـيعـةً تَـــرجــوْ بــهــا عـفــــوَ الــعزيزِ الباقيْ
رمـــــضـــــان ولى، والـــــموائدُ تشــــتــكيْ ثِقَلَ الــصــحـونِ وكَـثـرةَ الأطباقِ !
لِمَ لَمْ تُــــفـــكِّــــــــرْ بُـــــــرهةً بـــعـــــــــوائلٍ تَقْـتاتُ ريحَ الخُبزِ مِن إملاقِ ؟! (1)
لمَ لمْ تُـــقِـــــــمْ لِـــسِـــوى الحيــاةِ مكانةً ؟! أمْ قــد سَـبَــتْــكَ بِطَــيْـفِـها البرَّاقِ ؟
رمـــــضانُ ولَّى ... هل تُرى سَـيَـؤُوْبُ ؟ أم سيكونُ هذا الــعــامُ عــــامَ فِـــراقِ ؟
*** *** *** *** ***
والـــعــــيــدُ جــــاءَ ! فـــأينَ منــــهُ صَــــباحةٌ تَعلُوْ الوُجُوْهَ ، وضَحْكَةُ الأشْداقِ ؟!
الـــــعــــيــــد جــــاءَ ومـــا تـــزالُ العـينُ في غَسَقِ الدُّجى تَشكوْ من الإيراقِ (2)
الــــعــــيـــد جاء وجرحُ أُمَّـــــةِ أحــــمـــــــدٍ ما زالَ يَـنْـضَــحُ بــــالــدَّمِ الــدَّفَّــــاقِ
الـــــــعـــيــــــــد جـــــــــاء وما تــــزالُ دِيـارُنا ألْــمـــى مِـــنَ الـتَّـــفجِيرِ والإحـراقِ
هــذِيْ هــيَ الــقـــدسُ السَّــــليــبـةُ تشتكي فــيُجِـيـبُــهـا ألـمٌ من البُــشْــنـــاقِ (3)
وعلى رُبى الــشِّــيـــــشـــانِ قَــــومٌ يَسـألُونَ : أَحِــبَّــــةَ الإســـلامِ ، هــلْ مِــن راقِ
لِجِـــراحِــنا وجـــراحِ كشـــمــيرَ الـــــحــــزيـْـ ـــنَــةِ والأُلى لَـبِـسُوا الأسى بِعِراقِ ؟؟
لا ، لَمْ يُـــجِـــبْ أَحَـــدٌ ! فَمَنْ سُـئِـلُوا بُــلُوا بـبُــطــونِــهِــمْ ، والساقُ فوقَ السَّاقِ !
أَسَــرَتْــهُـــمُ الــدُّنيا الــدَّنــيــئـــةُ فانـتَــشَــــوا لــلسِّــجْــنِ ! واخـتـاروا أشَــدَّ وَثـاقِ !
الـــعـــيــد جاء ؟! وأيُّ عـــيــــدٍ ؟! لَـــمْ يَــعُدْ لِــلْــعــيـــدِ عــنـــدَ الــنـاسِ أيُّ مَذاقِ
*** *** *** *** ***
الـــعـــيــــدُ في أعلى الجِــــبــالِ رأيـــتُــــــهُ في مَــشـهَــدٍ ، في ســاعــةِ الإشْـراقِ
لِــــــثــــــلاثــــــــةٍ ؛ لأبٍ وأُمٍّ وابْـــــــنَـــــــــــةٍ كالـبَـدْرِ ، كالإسعـادِ ، كـــالأشــواقِ :
أمٌّ تُــــهَــــدْهِــدُ بِـنْــتَــــها بينَ الـثُّـــلُــــوجِ ؛ أبٌ مـضـى بَــحْــثًا عَــنِ الـــتّـِـرياقِ ،
وبِــدُونِ جَـدْوَى عــادَ ... لـكنْ: كَيْ يَرى أشْلاءَ طِـفلَــتِــهِ ، وبَـعــضَ نِطاقِ (4)
... فمــضى ليَدْفِنَها ... ولا تَســـألْ عَـنِ الــ ــــعَـينِ الَّتي نَضَـــبَتْ منَ الإغْداقِ
وإذا بطَـــلْــــــقَــــــةِ غــــادِرٍ تــــأْتـــــيْ على قَــــدَرٍ لِــتُــنْـــهِـــيَ آخِـــرَ الأَرْمــــاقِ
فَـــتــنــاثَــرَتْ أشــلاءُ طِــفــلَــتِـــــــهِ عــــلــى أرضِ الشُّـــمــوخِ ومَســرَحِ الإشفـاقِ
وأتتْ جِــنـــانُ الخـُلْــدِ تَــركُضُ نَــحـوَهُمْ ( مُــشــتــاقــةً تَـســعى إلى مُشتاقِ ) !
*** *** *** *** ***
( شَــوقــيْ ) يقـولُ ، ومــا درى بمُــصـابِنا : ( رمــضــان ولَّى هــاتِـهـا يا ساقيْ ) !
عَــفــواً ( أميرَ الشِّـعــرِ ) إنْ عارضــتُ مـــــــا قُـلـتُــمْ ، ولَيسَ الشِّــعـــــرُ بابَ شِقاقِ
لو كنتَ تَـسْــطِـيْـعُ الكــلامَ : أَذَعــــتَـــــهــــا في العـــالَمِــيْـنَ ، ودُونَــما إطراقِ :
( رمضان ولَّى ) ، ( العيد جاءَ )... ولا أرى إلاَّ دُمــــوعَ الشِّــعــرِ فـي أوراقـــــيْ
الــعــيــدُ في تلكَ الجبالِ ، لِـمَــنْ سَـمَـتْ أرواحُـــهُــــــمْ لِــلـكَــوثَــــرِ الـــرَّقراقِ
- عــيـــدٌ ســــعــــيــــــدٌ يا قُـــــبُــورُ ، تَـجِـلَّـةً وتـحــيَّـــةً مِـن أعمَـــقِ الأعــمـاقِ –
الــــعــــيـــدُ لِــلــشُّـــهَـــــداءِ . أمَّــــا عيـــدُنا : فَـــهــوَ الــوَفَــــا ( بالعَهدِ والمِيْثاقِ ) :
...{ إنَّما يتَذكَّرُ أُوْلُوْا الأَلْبابِ * الَّذينَ يُوْفُوْنَ بعهدِ اللهِ ولا يَنْقُضُونَ المِيثاق }. ( الرعد: 19- 20).
*** *** *** *** ***
و جزاكم الله خيرا

[أبو عبد المهيمن]

ملحوظة هذه القصيدة نشرت في جريدة العالم الإسلامي
في شهر شوال
و اسم أخي صهيب محمد خير يوسف

و جزاكم الله خيرا