المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرحة القارات لم تكتمل



holly_smoke
13-06-2001, 08:32 PM
فرحة القارات لم تكتمل
في الوقت الذي شهدت فيه بطولة كأس القارات نجاحاً على مستوى الاهتمام الدولي، إلا أن الشارع الرياضي العربي لم يتحمس لهذه البطولة كسابقاتها.
سامر جابر
- أجمع المراقبون على نجاح بطولة القارات الخامسة، والتي أقيمت على مدار الأسبوعين الأخيرين في كل من اليابان وكوريا الجنوبية.
و لكن في المقابل كان اهتمام الشارع الرياضي العربي دون المستوى الذي كان عليه في السابق، وكانت هنالك مجموعة من العوامل التي تسببت في تراجع الاهتمام بهذه البطولة، منها ما يتعلق في غياب المنتخبات العربية، وتشفير البث التلفزيوني، وغياب عدد كبير من النجوم عن البطولة.
منتخب فرنسا يواصل بسط سيطرته على ملاعب الكرة العالمية
و تعتبر هذه البطولة الأولى في كأس القارات التي تغيب عنها المنتخبات العربية، وبالذات منتخب المملكة العربية السعودية، والتي نظمت أول ثلاث بطولات، قبل أن تشارك السعودية في البطولة الرابعة في المكسيك عام 1999 بصفتها بطلة آسيا.
كما شهدت البطولات السابقة مشاركة العديد من الفرق العربية، فقد لعبت الإمارات في البطولة الثالثة بصفتها وصيفة لمنتخب السعودية المستضيف بطل آسيا.
كما شارك المنتخب المصري في البطولة الرابعة التي أقيمت في المكسيك، وشهدت هذه المشاركة نكهة مميزة، بسبب الاهتمام المصري الكبير بهذه المشاركة على المستويين الشعبي والرسمي، إذ كان بث مباريات هذه البطولة مشفر تلفزيونياً ومقصوراً على إحدى الشبكات الخاصة، لتشهد شوارع القاهرة كما كان الحال في الرياض تجمع عشرات الآلاف في المقاهي لمتابعة مباريات منتخبي مصر والسعودية.

أما في البطولة الخامسة فقد غابت المنتخبات العربية لأول مرة عن المشاركة في كأس القارات، وكان هذا الغياب بسبب استضافة اليابان وكوريا للبطولة وتمثيل القارة الآسيوية بمنتخبين، علماً بأن اليابان هي الفائز بكأس آسيا، أما أفريقيا فقد مثلتها الكاميرون التي فازت بكأس أمم أفريقية على حساب نيجيريا، بينما كانت نتائج العرب في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة دون مستوى المنافسة.
البث التلفزيوني..
لا مجال هنا للخوض في موضوع البث التلفزيوني وتأثيره على انتشار الرياضة، ولكن غياب البث التلفزيوني المفتوح لبطولة كأس القارات ساهم إلى حد كبير في الحد من الاهتمام الجماهيري بهذه البطولة.
و موضوع البث التلفزيوني العام أصبح مدار جدل على الصعيد العالمي خلال الفترة الأخيرة، إذ يشير المراقبون إلى أن تشفير بث بطولة الرولان غاروس هذا العام ألغى الاهتمام الجماهيري العربي بها، علماً بأن هذه البطولة كانت الأكثر شعبية عند عشاق التنس العرب الذين تابعوا مبارياتها منذ أكثر من 20 عاماً.

و في المقابل وللتدليل على خطورة تأثير البث التلفزيوني على الرياضة نشير إلى أن مجموعة كبيرة من شركات السيارات بدأت الإعداد لإقامة بطولة جديدة لـ"لفورمولا ون" يكون أحد الأهداف الرئيسية له بث المباريات بدون تشفير بحيث تضمن هذه الشركات تحقيق الأهداف التسويقية التي تسعى لها عبر دعمها لهذه البطولات، علماً بأن المباريات المشفرة تعني أن الإعلانات المبثوثة تكون موجهة إلى نسبة ضئيلة من المشاهدين.
تساؤلات حول المستوى..
الفرنسي روبرت بيريس أفضل لاعب في البطولة
موضوع مستوى بطولة كأس القارات كان دائماً مثار جدل، فالبعض يستغرب مشاركة فريقين من آسيا في معظم نسخ هذه البطولة، بينما كانت قارات مثل أوروبا وأمريكا الجنوبية تمثل بمنتخب واحد في أغلب الأحيان إلا إن كان الفريق الفائز باللقب منها.
كما أن غياب كبار النجوم العالميين عن هذه البطولة كان دائماً النقطة الأبرز في انتقاد البطولة، ولكن على العموم فإن مستوى بطولة كأس القارات الأخيرة كان قوياً من حيث تقارب مستويات الفرق المشاركة.
كما أن مشاركة المنتخب الفرنسي بمعظم لاعبي الفريق الفائز بكأس أمم أوروبا (أبرز الغائبين عن الفريق كان زين الدين زيدان)، ساهم في رفع مستوى البطولة، خاصة وأن المنتخب الفرنسي كان يسعى لحصد اللقب الثالث على التوالي عقب الفوز ببطولتي كأس العالم وكأس أمم أوروبا، والابتعاد أكثر في صدارة تصنيف الفيفا للمنتخبات العالمية.

و كان منتخبا اليابان وأستراليا أكبر مفاجآت البطولة، فمنتخب اليابان نجح في الوصول للمباراة النهائية بعدما تعادل في الدور الأول مع منتخب البرازيل وتغلب على الكاميرون بطل أفريقيا، أما منتخب أستراليا فقد كان فوزه على منتخب فرنسا صاحب الثلاثية التاريخية هو أبرز نتائجه، ورغم مشاركة المنتخب الفرنسي بعدد كبير من الاحتياط، إلا أن هذه النتيجة ستبقى الأبرز في تاريخ الكرة الأسترالية لسنوات.

و عقب هذه النتائج فإن المراقبون يتحدثون عن قدرة منتخب اليابان على الوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم القادمة، كما أصبح الحديث عن إمكانية منتخب أستراليا بالوصول إلى نهائيات كأس العالم ممكناً، وهذه المرة عبر صاحب المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية، وربما يكون المنتخب البرازيلي هو الخصم، خاصة إذا ما واصل الأخير سلسلة النتائج الضعيفة في التصفيات.

أما المنتخب الكاميروني، فقد اعتبرت مشاركته خيبة أمل له كبيره له كفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد سيدني، وللقارة الأفريقية التي تسعى لإثبات ارتفاع المستوى فيها وقدرتها على مقارعة المنتخبات العالمية، ولكن يمكن إيجاد العذر لمنتخب الكاميرون في إرهاق لاعبيه نتيجة مشاركتهم في البطولات الأوروبية مع أنديتهم ومشاركتهم مع منتخب بلادهم في تصفيات كأس العالم وبشكل مكثف.

و على العموم تبقى المشكلة الأبرز في بطولة كأس القارات هي في موعدها الذي يأتي مباشرة عقب نهاية بعض بطولات الدوري في أوروبا، علماً بأن بطولتي الدوري الإسباني والإيطالي لا تزال المنافسة فيهما جارية، وقد اضطر اللاعب الياباني ناكاتا للغياب عن المباراة النهائية للبطولة كي يشارك فريق روما في مباراته بالدوري ضد نابولي.


بروفة قبل المونديال..

و من أبرز النتائج الإيجابية لبطولة القارات هذا العام أنها كانت بمثابة بروفة مثالية قبيل استضافة نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان العام المقبل.
و بالفعل فقد كشفت هذه البطولة عن عيوب كثيرة يمكن العمل على تفاديها خلال الأشهر القادمة.

و من المشاكل التي تكشفت خلال كأس القارات مشكلة حركة الطيران بين اليابان وكوريا، إذ تحدث جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي عن هذه المشكلة وأبدى تخوفه منها.

كما اشتكى لاعبو الفرق المشاركة من الفنادق التي أقاموا فيها، وتحدث بعض هؤلاء عن صغر حجم الغرف، وهو أمر شائع في اليابان وكوريا بسبب ارتفاع كلفة العقارات بشكل كبير.

كما أشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مشكلة أخرى تكمن في رفض المصارف والبنوك اليابانية صرف العملة الكورية، وهذا الأمر نتج عقب الأزمة المالية التي مرت بها كوريا الجنوبية وتسببت بتراجع عملتها بشكل كبيرة.


بروز التحكيم العربي..



منتخب البرازيل قدم عروضاً متواضعة في البطولة وحل في المركز الرابع
و من أبرز النقاط الإيجابية التي تسجل خلال هذه البطولة النجاح الكبير للحكام العرب في إدارة مباريات البطولة، فكانوا محط متابعة الجماهير العربية بشكل وصل إلى مستوى متبعة هذه الجماهير للمباريات.
و قد أدار الحكم الإماراتي علي بوجسيم المباراة النهائية للبطولة بين فرنسا واليابان وعاونه على الخط الحكم الأردني عوني حسونة، كما أدار الحكم المصري جمال الغندور مباراة الدور قبل النهائي النارية بين منتخبي فرنسا والبرازيل.

و خلال الدور الأول أدار الحكم الإماراتي علي بوجسيم مباراة فرنسا مع المكسيك، بينما أدار الغندور مباراة منتخب فرنسا مع كوريا الجنوبية، بحيث أدار الحكام العرب 4 مباريات من أصل 5 مباريات لعبتها فرنسا في البطولة، وهذا يؤكد ارتفاع مستوى هؤلاء الحكام مقارنة ببقية حكام العالم.


سيطرة فرنسية..

و لم تقتصر سيطرة منتخب فرنسا على كأس البطولة، إذ استمرت هذه السيطرة على صعيد الإنجازات الفردية، فكان 4 لاعبين من فرنسا بين 7 لاعبين تساووا في صدارة هدافي البطولة برصيد هدفين لكل لاعب.
كما فاز اللاعب الفرنسي روبرت بيريس بجائزة أفضل لاعب في البطولة، وكان اللاعب باتريك فييرا ثاني أفضل لاعب في البطولة، وحل المدافع الفرنسي مارسيل دوسايي في المركز الخامس.

أما التشكيلة المثالية للبطولة فقد ضمت خمسة لاعبين من فرنسا، هم مارسيل دوسايي وبيكسنت ليزاراتزو في الدفاع وباتريك فييرا وربرت بيريس في الوسط، والمهاجم سيلفيان ويلتورد.