المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد المرض



أسد الحق
21-02-2003, 05:20 AM
السلام عليكم



الحمد لله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وبعد:


فإن الذي دعاني إلى كتابة هذه الرسالة هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين، وما رأيت من جهل الناس بفوائد المرض إلى درجة أني سمعت أناساً يقولون: ألا ترحمه يارب، ومنهم من يقول: إما ارحمه أو ريحه، مع أن الله يقول في بعض الآثار: ( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ )، وكذلك ما سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يؤيسه من روح الله ويوقعه في القنوط، يقول الله: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا [المجادلة:10]، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه، ولو وقع في كبائر الذنوب، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر، ففي الحديث: { "من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق، قال: "وإن زنى وإن سرق" }، ويقول : { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل } [رواه مسلم]، ويقول الله: { أنا عند ظن عبدي، فليظن بي ما يشاء }.


فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، يقول أنس: { إن النبي دخل على شاب وهو في الموت، فقال: "كيف تجدك؟" قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف" }، فلا تسيء العمل وأنت صحيح بحجة هذا الحديث، فلعل الموت يأتيك بغتة. وعلى كل فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله، فإن عاش لم يحرم الأجر، وإن مات فإلى رحمة الله، يقول : { تحفة المؤمن الموت } [رواه الطبراني بسند جيد ].


فإذا تقرر هذا كله فأليكم فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية، وقبل الشروع لابد من مقدمة قبل الدخول في المقصود.
فإذا تقرر هذا كله، فأليكم فوائد ومصالح ومنافع الأمراض والتي تزيد عن المائة فائدة نقتصر على بعض منها:


1ـ من فوائد المرض، أنه تهذيب للنفس، وتصفية لها من الشر الذي فيها: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير [الشورى:30]، فإذا أصيب العبد فلا يقل: من أين هذا، ول من أين أتيت؟ فما أصيب إلا بذنب، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا، أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال: { ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه }، وقال : { ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد، يقول بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس 0


2ـ ومن فوائد المرض: أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس، ولهذا قال : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر }، وقال أيضاً: { تحفة المؤمن الموت } [رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن]، وإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بني له بيت الحمد في جنة الخلد، فوق ما ينتظره من الثواب، أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً: { يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء }.


3ـ ومن فوائد المرض: قرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله: { ابن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده } [رواه مسلم عن أبي هريرة]، واثر: { أنا عند المنكسرة قلوبهم }.


4ـ ومن فوائد المرض: أنه يعرف به صبر العبد، فكما قيل: لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير، وإذا فات فقد معه كل خير، فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً، كما قيل: سبكناه ونحسبه لجيناً فأبدى الكير عن خبث الحديد ( ومعنى اللجين الفضة )، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر، فعن أنس مرفوعاً: { إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط }، وفي رواية: { ومن جزع فله الجزع } [رواه الترمذي]، فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه وخصوصاً إذا ضيع دينه، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله : { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضاء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير }، وفي رواية لأحمد { فالمؤمن يؤجر في كل أمره } فالمؤمن لابد وأن يرضى بقضاء الله وقدره في المصائب، اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر، ومن لم ينعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بشر حال، وكل واحدة من السراء والضراء في حقه تفضي إلى قبيح المآل ؛ إن أعطاه طغى وإن ابتلاه جزع وسخط.


5ـ ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، ومستخرج الشكر بالعطاء، يقول وهب بن منبه: ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء وإذا أنعمنا على الإنسان ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض [فصلت:51]، فيحدث العبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه، ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض، وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال، ولكل مؤمن نصيب، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده، فإذا سألوا سألوا الله وحده، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين [الأنبياء:83].


وتأمل عظيم بلاء أيوب فقد فقد ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد، ثم نادى ربه بكلمات صادقة إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فكشف الله ضره وأثنى عليه، فقال: إنا وجدناه صابراً نعم العبد أنه أواب [ص:44]، وقد ورد في بعض الآثار: { يا ابن آدم، البلاء يجمع بيني وبينك، والعافية تجمع بينك وبين نفسك }. فوائد المرض


مع تحياتى

yara
21-02-2003, 06:27 AM
نسئل الله الصحه والعافيه

ونسئله تعالى ان يُشفي جميع مرضى المومنين والمومنات وان يبعد المرض عنا جميعاً
سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج، في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناة

لم ينزل الله من داء الا وله دواء ...... الخ

DE NILSON
21-02-2003, 07:01 AM
مااعتقد انه له اي فائدة المرض

اللا الابتلاء من اللله والاختبار

أسد الحق
22-02-2003, 04:09 AM
السلام عليكم


مشكورين على الرد

اخ يارا كامك صحيح حول الحديث لكن الله قال فيما معناه ما اتيناكم من العلم الا قليلا

و انا كنت اقصد انها لم تكتشف بعد

مع تحياتى

قوت القلوب83
22-02-2003, 06:14 AM
مشكور أخوي الأسد

وفعلا للمرض فوائد كثيرة قد تخفى على الكثيرين

وهناك فوائد أخرى للمرض

فالمرض يعتبر مصيبة تحل بالعبد

وعند المصائب يعرف الإنسان صديقه من عدوه

فقد يجد أناس يقفون بجانبه لم يكن يتوقع أن يقفوا معه ويساندوه في أزمته

وفي المقابل قد يثق بأناس كل الثقة ويتوقع منهم الكثير ولكنهم يتخلون عنه في الوقت الذي يحتاج لهم أو يحتاج لدعمهم المعنوي فقط

وقد تكون هذه إحدى فوائد المرض

والسلام خير ختام

أسد الحق
22-02-2003, 06:23 AM
مشكورة اخت قوت على ردك و الاضافة القيمة








اخ يارا كامك صحيح حول الحديث


انا فعلا اسف لقد كتبتها على عجل و ما انتبهة

اسف جدا

مع تحياتى

عبوره
24-02-2003, 10:49 PM
مشكور

أسد الحق
24-02-2003, 10:56 PM
العفو

و مشكورة على الرد

مع تحياتى