المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية الفحشاء والمنكر



شهيد الحق
28-02-2003, 11:24 AM
العلمانيون و دعوة إلى الفحشاء والمنكر ؟؟
مشكلة العلمانيين والشيوعيين والإباحيين مع الإسلام .. هى نفس مشكلة الغلام الذى أتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم .. فقال له : يارسول الله إئذن لى بالزنا .. فأقبل القوم عليه فزجروه ، ووبخوه .. فقال لهم النبى صلى الله عليه وسلم قربوه من مجلسى فجلس .. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم .. أتحبه لأمك .. قال لا والله جعلنى الله فداءك .. قال صلى الله عليه وسلم ولا الناس يحبونه لأمهاتهم .. قال : أفتحبه لأبنتك .. قال الغلام : لا والله يارسول الله .. وظل النبى صلى الله عليه وسلم يقول للغلام الذى يود إباحة الزنا .. أتحبه لأختك .. أتحبه لعمتك .. أتحبه لخالتك فيقول لا .. فيقول النبى صلى الله عليه وسلم وكذلك الناس لايحبونه لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالتهم .. فوضع النبى صلى الله عليه وسلم يده الشريفة عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن الغلام يلتفت إلى شىء !!
فالزنا وتوابعه من اختلاط فاحش وعرى وخلاعة وفجور وتحلل من كل القيم النبيلة .. والدعوة إلى إشاعة الفحشاء والمنكر فى أرجاء المجتمع .. عن طريق الفنون المختلفة من مسرح وسينما وصحافة داعرة وعروض أزياء ومواخير سرية وعلنية .. هذا كله هو جوهر الخلاف الحقيقى بين الإسلام والعلمانية .. و هذا هو السبب الحقيقى الذى يدفع كثيرا من الطبقات المثقفة والمترفة إلى كراهية الإسلام واعتناق العلمانية .. كدين وأيدلوجية تحدد وتفرض على المنتمين إليها قيم وتصورات وموازيين وشرائع تحدد طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ويسمح لهم فيها بارتكاب الزنا ومقدماته وتوابعه فى إطار إبداعى خلاق وتوفر له التقنيات التى تنقل إليه بالصوت والصورة أدق أسرار العلاقة الخآصة بين الرجل والمرأة وكل صور الفحشاء بشرط رضا المرأة .. أحيانا فى شكل عمل سياسى مثل كثير من أنشطة الجمعيات النسائية التى تعبث بحقوق المرأة مثلا أو إقتصادى أو اجتماعى أو ثقافى .. وفى الغالب تقدمه له فى إطار فنى كوميدى أو درامى !!
لكن الغلام القرشى الذى أراد يكون مسلما وزانيا فى ذات الوقت .. كان أشرف بكل تأكيد من الغلام العلمانى الذى كتب مطالبا بضرورة منافسة القنوات الفضائية الغربية والصهيونية فى عرض وإذاعة أفلام الجنس والشذوذ والبرامج الإباحية .. والإكتفاء فقط بالتنبيه على المشاهد بأن هذا الفيلم أو ذاك البرنامج يحتوى على مشاهد زنا وفجور وشذوذ .. وبالتالى يقوم رب البيت بتصنيف أفراد الأسرة إلى فئات وعمال .. أقصد إلى ( بالغين ) و ( وغير بالغين ) و القيام بعد ذلك بتنويم غير البالغين بشتى الطرق .. ثم الإنطلاق بعد ذلك إلى استكمال السهرة مع من يشاء من افراد العائلة الكريمة حتى مطلع الفجر .. لأن الشعب المصرى والحمد لله قد نضج وأصبح يرفض الوصاية كما يقول الغلام .. أى يصبح يرفض وصاية الدين وعلمائه .. أقول إن الغلام القرشى كان أشرف من هذا الغلام العلمانى لعدة أسباب :
أولا : أن الغلام القرشى لم يستهزىء ولم يسخر من الشريعة ولا من تعاليم القرآن ولا من المتدينين الداعين إلى تنقية البرامج الفنية من مشاهد الشذوذ والزنا ومقدماته .. كما فعل الغلام العلمانى فى مقاله الداعر .. بل كان يطلب فتوى شرعية من النبى صلى الله عليه وسلم بالزنا .. وكان ذلك فى بداية العهد بالإسلام !!
ثانيا : أن الغلام القرشى استجاب لمنطق النبوة الحكيم .. حينما أقر أنه لايرضى الزنا لأمه ولا لأخته ولا لأبنته ولا لعمته وخالته .. بينما لو سأل أى غلام علمانى أيرضى لأمه أو لأخته أو لأبنته أو لعمته وخالته أن تقوم بأداء أدوار العرى و الإغراء والإثارة ومشاهد العناق والقبلات.. لقال نعم أرضاه إذا كان الدور الدرامى يتطلب ذلك .. لو قيل له أترضى لأمك أو لأختك أو لخالتك أن تقف فى إعلان يشاهده الملايين لتقول لهم أنها والحمد لله ارتاحت منذ أن استعملت أولويز ، وأنها تستطيع الآن أن ترتدى الملابس الفاتحة دون خوف من البلل ، وأصبحت تتحرك بسهولة !!
إن الغلام العلمانى وأمثاله لايريدون أن يفهموا نظرة الإسلام إلى الجنس .. ولا يريدون أن يفهموا أن الإسلام دين واقعى لايجنح إلى المثالية النظرية كما فى الرهبانية .. ولا يهبط إلى النظرية العلمانية الحيوانية .. والإسلام لايرى فى العلاقة الخآصة بين الرجل والمرأة أية غضاضة .. لكن بشرطين اثنين الأول أن يكون ذلك عن طريق علاقة شرعية معترف بها أمام المجتمع .. والثانى السرية وعدم المجاهرة بها حتى أمام أقرب المقربين .. بل إن النبى صلى الله عليه وسلم اعتبر افشاء أسرار الزوجية يحول الزوجين إلى مجرد شيطانيين التقى أحدهما بالآخر .. ولذلك فإننى أستحلف الغلام .. ماذا يكون شعورك لو اطلعت على العلاقة الخآصة لأقرب المقربين إليك .. بالطبع لو كان لديك أثارة من شرف واحساس لأصابك القرف والإشمئزاز .. ولسقط احترامك لأمك ولأبيك إلى الأبد !!
بل إن الإسلام لم يقف عند هذا الحد .. بل دعا العصاة والمخطئين إلى عدم المجاهرة بمعاصيهم وبعلاقاتهم الخاطئة .. والنبى صلى الله عليه وسلم يقول : كل امتى معاف إلا المجاهرون .. بل إن المجاهرة بالزنا ومقدماته من أعظم الذنوب .. والإسلام يوصى المخطىء الذى زنى فى السر ألا يفضح نفسه .. وأوصى كذلك المحتسبين بألا يفضحوا الزانى أو الزانية حتى لاتشيع الفاحشة فى المجتمع كما تفعل الآن للأسف الشديد كثير من الصحف التى تهرول إلى نشر أخبار الزناة وتنفخ فيها مما كان له أثره المدمر على الشباب الذين أصبحوا يقرأون الحوادث من أجل الإستمتاع والإثارة لا من أجل العبرة والعظة !!
ويدعو الغلام فى مقاله إلى الأخذ بالأساليب الغربية فى التصنيف الرقابى ويرى فى ذلك الحل الوحيد لكل مشاكل الإبداع والفن وحرية التعبير ؟؟ ليس هذا فحسب بل ولمواجهة مدعى الأخلاق الزائفة وحلفاء توظيف الأموال والإرهابيين العاجزيين جنسيا .. والحقيقة أننى أجد صعوبة بالغة فى الرد على مثل هذا الكلام الداعر .. غير أننى أود أسأل الغلام سؤالا واحدا فقط .. هل يجوز الإستدلال بتجربة إنسانية فاشلة والدعوة إلى الإقتداء بها فى مجتمعاتنا ؟؟ إن تلك الأساليب الغربية التى يدعونا الغلام للأخذ بها انتهت إلى بالمجتمعات الغربية إلى نهاية مؤلمة صارت المرأة معها مجرد دمية يتمتع بها الرجل وقتما يشاء .. بل انتهت إلى زهد كثير من الغربيين فى العلاقة الطبيعية والبحث عن أساليب أخرى لقضاء الشهوة مع الكلاب والحمير .. وانتهت إلى استجداء المرأة لأى كلب والغ لقضاء شهوتها .. وانتهت إلى عودة الرقيق الأبيض وبيع الأعراض بأبخس الأثمان .. وإلى انتشار ظاهرة الإغتصاب .. اغتصاب النساء والأطفال وإلى التحرش الجنسى فى كل مكان .. وإلى إدمان المخدرات وانتشار أعمال الجاسوسية واتساع دائرة السرقة والنهب والرشوة والفساد وإدمان الخمور والمخدرات وانتشار الأمراض الفتاكة .. هذا هو بعض ماانتهت إليه التجربة الغربية .. فهل يريد الغلام العلمانى أن يحقق تلك النتائج المبهرة داخل مجتمعاتنا التى بدأت هى الأخرى تتأثر .. نتيجة لهذا الجو العفن الذى تشيعه وسائل الإعلام وبعض الأقلام المسمومة التى تنهش فى عرض هذه الأمة .. ؟؟
إن منطق الغلام العلمانى فى حديثه عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة .. يذكرنا بمشهد فى أحد الأفلام تطلب فيه البطلة من أبن خالتها الذى يجلس معها فى حجرة مغلقة .. أن يشاركها الرقص .. على اعتبار أن الرقص هو الحل .. لكن الشاب لم يتحمل منظر ابنة خالته وهى ترتدى قميصا داخليا قصيرا .. فحاول أن يلبى نداء الطبيعة فى داخله .. فما كان من البطلة إلا أن عنفته وزجرته وقالت له .. عيب ياسعيد أنا مثل اختك .. ثم جرت نحو الباب بينما كاميرة المخرج تكشف لنا بوضوح عن لباسها الداخلى .. إن هذا المشهد يشبه إلى حد بعيد مشهد بطلة فيلم الإرهابى الذى تجلس فيه البطلة هى الأخرى وحدها فى البيت مع الإرهابى لتلاعبه الكوتشينة بينما تجلس كاشفة عن أفخاذها وعندما أراد أن يتصرف الإرهابى معها بالشكل الطبيعى الذى كان سيتصرفه أى شخص آخر بالغ عاقل مهما سمت أخلاقه .. ضربته على يديه وعنفته واتهمته بالحيوانية .. هذه النماذج التى أنقلها مضطرا .. تكشف بوضوح عن زيف النظرة العلمانية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة .. هذه النظرة التى تقوم فيها المرأة بإغواء الرجل وإثارته بالعرى والخلاعة والرقص والخلوة .. بينما المطلوب من الرجل أن يخالف الجاذبية الجنسية الطبيعية المركبة فيه .. ويتحول إلى أولى الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ؟؟ وهذا كله ضرب من الخداع وكلام غير واقعى يتنافى مع الفطر السليمة .. والإسلام كان أكثر واقعية .. وذلك حينما فرض العديد من الإجراءات الوقائية التى تحول دون وقوع الرجل أو المرأة فى البيئة والظروف ابتداء والتى تعمل فيها الطبيعة عملها .. إلا إذا كان ذلك كله فى إطاره الشرعى ؟؟
وبدلا من أن يطالب الغلام بمواجهة تلك الإنحرافات الجنسية التى تقع نتيجة لإشاعة الفحشاء والمنكر وتلويث البيئة بالظروف الملائمة لتنامى مثل تلك الجرائم الجنسية البشعة ابتداء من الوقوف فى صفوف طويلة أمام دور السينما التى تعرض الأفلام الفاحشة وركوب الأتوبيسات المزدحمة وتبرج الفتيات والنساء تبرجا فاحشا وانتهاء بجرائم الزنا والإغتصاب وهتك الأعراض وتنامى جريمة زنا المحارم .. بدلا من ذلك يعتبر الغلام العلمانى كل تلك الظواهر مبرر لعرض المزيد من أفلام الدعارة والشذوذ ؟؟
إن الشعب المصرى متدين رغم أنف هذا الغلام العلمانى .. وارتكاب أكثرية أفراده بعض تلك الأمور التى تخالف ما يدعو إليه علماء الدين .. ليس معناه أن الشعب المصرى قد بدل دينه واستحل الزنا والحرام .. لأن غالبية هذا الشعب إنما تفعل ذلك وهى غير راضية بكل تلك المنكرات .. لذلك يقولون : فيلم وسخ وممثلة وسخة و... و ترفض الغالبية العظمى منه تورط بناتها وأبنائها فى مجال التمثيل ؟؟
ثم إن المشكلة الحقيقية ليست فى مشاهدة تلك الأفلام والبرامج الإباحية .. لكن المشكلة الحقيقية فى الذين سيقدمون لنا تلك الأعمال .. وفى الأجواء الداعرة التى لابد من توفيرها لنحقيق المنافسة .. والتى قد نضطر معها إلى استيراد الداعرات والقوادين والمخنثين والكلاب والحمير وبعض الأدوات الجنسية .. بل سيكون المفترض فى تلك الحآلة تشجيع شبكات الدعارة والشذوذ واسطبلات الخيول ومرابض الغنم وزرايـــــــب الحمير باعتبارها المصدر الوطنى والمحلى لخلق روح المنافسة الإعلامية فى تقديم أفلام الجنس والبرامج الخليعة التى يدعو إليها الغلام العلمانى ؟؟
إن الغلام العلمانى يعزف على نغمة المخالفات والمعاصى التى يرتكبها شخص متدين .. والحقيقة التى يقرها الإسلام أن طبيعة الإنسان أنه يعيش حياته فى صراع مع النفس والشيطان .. قد يحقق انتصارا ساحقا عليهما .. فيصبح مع الأنبياء والقديسين الذين وصف الله نفوسهم (( بالنفس المطمئنة )) .. وقد ينهزم هزيمة ساحقة أمامهما فيصير من جنس الشياطيين من أمثال الغلام العلمانى وأصحاب النفوس المسولة .. الذين سولت لهم أنفسهم فعل المعاصى والإجتهاد فيها واستباحتها والدعوة إليها .. وهناك قسما ثالث يفقد إيمانه ووعيه الدينى لحظات المعصية ..و تأمرهم أنفسهم بفعل المعاصى .. لكنهم يعودون ويتوبون إلى ربهم .. وهم الذين ينطبق عليهم قول ربنا على لسان إمرأة العزيز (( وإن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربى )) .. وأما أهل الدين فهم الذين يعيشون صراعا مريرا مع نفوسهم .. ومع شياطين الأنس والجن .. فتارة يوفقون فى دفع المعاصى .. وتارة يقعون فيها فى لحظات ضعفهم .. لكنهم يتوبون من قريب .. وهؤلاء هم الذين أقسم الله عزوجل بنفوسهم كما فى قوله تعالى (( ولا أقسم بالنفس اللوامة )) .. هذه هى النظرة الإسلامية الواقعية للأنسان المتدين .. وهى الثغرة التى يريد شياطين العلمانية والشيوعية أن يلجوا منها ليزرعوا فى نفوس المؤمنين اليأس والقنوط وعدم الثقة بالنفس .. قال عليه السلام (( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لامحالة .. فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه )) وصدق إذ يقول : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } ؟؟