المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للعمر أجل ...... وللدنيا نهاية.......



سيف الأسلام
04-03-2003, 03:43 AM
الحمدلله وحدة والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد :

ففي تعاقب الليالي والايام ، وانتهاء الشهور والأعوام ، عبر للمعتبرين ،

ومواعظ للمتقين ، فكل يوم يمضي ينقص الدنيا ، ويقرب من الآخرة

{ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة

لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه

تفصيلاً } .

قال قتاده رحمه الله تعالى : ( فأدوا إلى الله من أعمالكم خيراً في هذا

الليل والنهار ، فأنهما مطيتان تقحمان الناس إلى آجالهم ، يقربان كل بعيد ،

ويبليان كل جديد ، ويجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة ) .

العمر ينتهي كما تنتهي السنة :

أن في مرور الأيام ، تذكير بالآجال ، فكما أن العام يبتدئ وينتهي كذلك عمر

الأنسان يبتدي وينتهي ، والدنيا كلها ابتدأت ويوماً ما تنتهي .

أخي المسلم : أرأيت إلى هذه السنة ، كانت قبل وقت

قريب مبتدئة ، وها هي اليوم تنتهي قد جفت أقلامها ، وطويت صحائفها ،

وتم تدوين أعمالها .

وها هي السنة ألجديدة تولد ، قد عبئت أقلامها ، وجهزت صحائفها ، فياليت

شعري هل ندرك آخرها ، وكيف ستكون أعمالنا فيها ؟!

ثمرة طول العمر والعمل :

إن سعداء الناس من طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم ، فهؤلاء قد سعدوا

بالدنيا ، وفرحوا بطول أعمارهم . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لاتتمنوا الموت ، فإن

هول المطَّلعِ شديد ، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله

الإنابة )) .

فالأمل وحب الحياة موجودان في بني آدم على كل حال ، ولكن العبرة

بكيفية أعمال بني آدم في الليل والنهار ، فمن كان محسناً فهو كاسب

على كل حال ، ومن كان مسيئاً فلعله أن يبادر بتوبة قبل أن يحال بينه

وبينها .

إياك وسوف :

إن الغفلة والتسويف داءان يفتكان بالناس ، وهما سلاح الشيطان ، لايزال

العبد يقارف المنكرات ، ويكسل عن الطاعات وهو يقول في نفسه : سوف

أتوب ، وسوف أعمل . ويفكر في أعمال صالحة كبرى ، حتى تدركه منيته ،

فلا هو عمل ولا سلم .

نعمة الشيخوخة في الإسلام :

إن عيش الإنسان عاماً من بعد عام ، وطول حياته في الدنيا نعمة

للموفقين ، إذ تزداد خيراتهم وحسناتهم .

وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( واجعل

الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر )) .

وسئل صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ قال : (( من

طال عمره ، وحسن عمله )) قيل : فأي الناس شر ؟ قال : [

COLOR=red](( من طال عمره وساء عمله ))[/COLOR] .

لماذا نكره الموت ؟!

إن سلفنا الصالح كانوا يكرهون الموت لا جزعاً منه وإنما تحسراً على انقطاع

العمل ، ولكن إذا جاءهم الموت فرحوا به محبة للقاء الله تعالى .

قيل لشيخ صالح هرم : مابقي مماتحب له الحياة ؟ قال : البكاء على

الذنوب .

وبكى معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته وقال : إنما أبكي على ظمأ

الهواجر ، وقيام ليلة الشتاء ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .

وبكى أحد الصالحين عند موته وقال : إنما أبكي على أن يصوم الصائمون

ولست فيهم ، ويصلي المصلون ولست فيهم ، ويذكر الذاكرون ولست

فيهم ، فذلك الذي أبكاني .

تذكر الموت :

إن سلفنا الصالح كانوا يضعون الموت نصب أعينهم ، ويتذاكرونه في

مجالسهم لكيلا ينسى .

أخرج أبو نعيم أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان يجمع الفقهاء ،

فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ، ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة .

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( إذا ذكر الموتى فعد نفسك كأحدهم ) .

فالموفق من عباد الله من كان أكثرهم للموت ذكراً ، ومن كان مكثراً لذكر

الموت كان قلبه متعلقاً بالله تعالى .

للدنيا نهاية :

نهاية العام تذكرنا بنهاية الدنيا التي كتب الله عليها الفناء . وكان من هدي

رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكير أصحابه نهاية الدنيا . قال ابن عمر

رضي الله عنهما : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس

على أطراف السعف فقال : (( مابقي من الدنيا إلا كما بقي

من يومنا فيما مضى فيه )) .

وابن آدم إن تجاوزته المنايا شاباً أتته إذا هرم ، قال عليه الصلاة والسلام : [

COLOR=red](( مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية ، إن أخطأته

المنايا وقع في الهرم حتى يموت ))[/COLOR] .

وفي ختام عام وبداية عام آخر يحسن بنا أن نجدد العهد مع

الله تعالى بتوبة نصوح نقاطع بها المعاصي ونحافظ على الطاعات ، فعسى

ربنا أن يرحمنا ، ولا يعذبنا بذنوبنا . أنه سميع مجيب ، والحمدلله رب العالمين .


للشيخ ابراهيم بن محمد الحقيل ......

شموع لا تنطفئ
05-03-2003, 04:29 AM
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب و جزاك الله عنا كل الخير