ابو فيصل احمد
05-03-2003, 05:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
تواجه الولايات المتحدة في حال اقبالها على استكمال خطتها بشأن الاطاحة بالرئيس صدام حسين عدة عراقيل لم يسبق لها مواجهتها من قبل. وأهم هذه العراقيل وقوف أغلبية الدول الخليجية في صف المعارضة لأي هجوم على العراق. واذا اعتبرنا أن ماينشر هنا وهناك في الصحافة الخليجية هو تعبير بدرجة أو بأخرى عن حالة ذهنية ونفسية ازاء الخطط الأمريكية المعلنة, فان تجاهل واشنطن لمواقف اصدقائها وحلفائها العرب قد تكون له أسوأ العواقب على سلامة التوازنات القائمة في المنطقة وبالتالي على العلاقات الأمريكية -الخليجية. ولا شك أن السؤال الأساسي يهم تواجد القواعد الأمريكية بالخليج. فالأمريكيون يرون ان السماح بوجود قاعدة يعني عمليا السماح بنشاطها. وهنا يبدو واضحا مدى التناقض بين الأقوال والافعال. فمن ناحية, يقول الخليجيون انهم لا يريدون هجوما امريكيا على العراق. ومن ناحية أخرى, فان القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيهم تتهيأ للقيام بذلك الهجوم, على مرأى ومسمع من حكوماتهم. فما هي مصداقية الزعم أنهم يعارضون الحرب على العراق؟ فهل من يعارض الحرب يسمح بوجود تسهيلات لها على أرضه؟
لهذا فالعديد من الناس, وبلا شك في مقدمتهم الأمريكيون انفسهم, لا يصدقون أن الكويت أو السعودية أو غيرهما من الدول الخليجية تعارض بالفعل الحرب من اجل اسقاط النظام العراقي. الامريكيون يرون أن اللهجة الجديدة في الصحافة الخليجية موجهة لغرضين , اولهما : الاستهلاك الداخلي - أي اقناع عامة الناس بأن حكوماتهم ليست طيعة ازاء كل ما يخطط له الامريكان, باعتبار ان هؤلاء الاخيرين هم اصدق اصدقاء اسرائيل التي تعتدي يوميا على اخوانهم في الضفة الغربية وغزة. وثانيهما: اقناع العراقيين أنفسهم بأنه لا دخل للحكومات الخليجية في ما يحدث او سيحدث لهم على ايدي الامريكان, توقيا من ردود فعل عراقية عنيفة.
والى ذلك, فان العراقيين أنفسهم لا يثقون بكل ما يقال في الدول الخليجية. لقد كان هذا هو الحال قبل اجتياحهم للكويت واندلاع "عاصفة الصحراء", فمابالك بالأمر اليوم؟ واذا كان النظام العراقي مضطرا للتحدث بلغة دبلوماسية تؤكد على الروابط التاريخية وأواصر الصداقة وغير ذلك, فانه في الواقع يدرك تماما أن لا أحد سيفرح بزواله - اذا نجحت الحرب في تحقيق هذا الهدف - مثل اولئك الذين يقولون اليوم انهم ضد الحرب.
ويعرف الامريكان بلا شك أن للخوف الخليجي أسبابه. فلا احد نسي أنه خلال "عاصفة الصحراء" تساقطت الصواريخ العراقية على اسرائيل. واليوم, اذا أيقن العراقيون أن بعض الحكومات الخليجية تشارك أو تقدم التسهيلات في العدوان عليهم, فماالذي سيمنعهم من رد الفعل بشكل لا قبل لأحد به؟ بالطبع, يمكن دائما للخليجيين ان يتصوروا أن العراق لم يدمر كامل ترسانته من الأسلحة, ( وهي دعوى غربية يوافقون عليها من خلال تكرار النداء للسماح بعودة المفتشين في كل البيانات الخليجية الرسمية), وانه بامكانه في حال قيام الحرب أن يرد الفعل بطريقة مؤلمة للخليجيين الذين يشاركون بطريقة أو باخرى في العدوان.
ومن ناحية أخرى, يدرك الخليجيون انهم اذا سمحوا للامريكان باستعمال قواعدهم هناك في العدوان على العراق, دون أن يكون للولايات المتحدة اي توكيل من منظمة الأمم المتحدة, فانما سيعطون بذلك شيكا على بياض للامريكان للقيام بالتغييرات التي يريدونها في كامل المنطقة دون استشارة أحد.
فهناك فرق بين أن تندلع حرب بتوكيل اممي ( تصادق عليه دول الارض جميعا, او من يمثلها في مجلس الأمن ) , وهذا ما تم خلال "عاصفة الصحراء"- وبين أن يبادر طرف واحد ( وهو الولايات المتحدة) الى اشعال حرب لأغراض خاصة به .
فالتحفظ الخليجي مفهوم. انه يهم مستقبل هذه الدول بعد الحرب , كما يهم حالتها خلال الحرب المتوقعة.
ولنأخذ مثالا بسيطا: وقع الاتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة قبل "عاصفة الصحراء" بأن لا ترد الاولى الفعل اذا هاجمها العراق وان لا تتدخل اطلاقا في الحرب حتى لا تفسد التحالف العربي - الامريكي.
اليوم, لا نعرف ان كان مثل هذا الاتفاق موجودا ام لا. في حال عدم قيام تحالف بين واشنطن والبلدان الخليجية من اجل ضرب العراق, ماالذي يمنع اسرائيل من مساعدة الامريكيين ؟
ومن ناحية أخرى, لنتصور أن العراق يرد الفعل اذا هوجم باطلاق صواريخ او تفجير قنابل كيمياوية او بيولوجية تستهدف دولا خليجية. فماذا تفعل هذه الاخيرة آنذاك؟ هل تدخل في الحرب فتتسع دائرتها ام تلتزم نفس الموقف الذي التزمته اسرائيل عندما ضربت؟
وهناك احتمال آخر لا ينبغي نسيانه: وهو أن الأمريكيين انفسهم قد يبادرون الى تفجير بعض القنابل في الدول الخليجية المترددة والمتحفظة والادعاء ان مصدرها عراقي. وذلك لدفع الخليجيين الى موقف أكثر التزاما تجاها متطلبات الاستراتيجية الأمريكية.
الآسئله صعبه لم اجد لها الا جواب واحد وهو ( لكل حادث حديث )
والله يستر على فكره ترانى ممن عرف ويلاتها........!!
والسلام عليكم
الحمد لله
تواجه الولايات المتحدة في حال اقبالها على استكمال خطتها بشأن الاطاحة بالرئيس صدام حسين عدة عراقيل لم يسبق لها مواجهتها من قبل. وأهم هذه العراقيل وقوف أغلبية الدول الخليجية في صف المعارضة لأي هجوم على العراق. واذا اعتبرنا أن ماينشر هنا وهناك في الصحافة الخليجية هو تعبير بدرجة أو بأخرى عن حالة ذهنية ونفسية ازاء الخطط الأمريكية المعلنة, فان تجاهل واشنطن لمواقف اصدقائها وحلفائها العرب قد تكون له أسوأ العواقب على سلامة التوازنات القائمة في المنطقة وبالتالي على العلاقات الأمريكية -الخليجية. ولا شك أن السؤال الأساسي يهم تواجد القواعد الأمريكية بالخليج. فالأمريكيون يرون ان السماح بوجود قاعدة يعني عمليا السماح بنشاطها. وهنا يبدو واضحا مدى التناقض بين الأقوال والافعال. فمن ناحية, يقول الخليجيون انهم لا يريدون هجوما امريكيا على العراق. ومن ناحية أخرى, فان القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيهم تتهيأ للقيام بذلك الهجوم, على مرأى ومسمع من حكوماتهم. فما هي مصداقية الزعم أنهم يعارضون الحرب على العراق؟ فهل من يعارض الحرب يسمح بوجود تسهيلات لها على أرضه؟
لهذا فالعديد من الناس, وبلا شك في مقدمتهم الأمريكيون انفسهم, لا يصدقون أن الكويت أو السعودية أو غيرهما من الدول الخليجية تعارض بالفعل الحرب من اجل اسقاط النظام العراقي. الامريكيون يرون أن اللهجة الجديدة في الصحافة الخليجية موجهة لغرضين , اولهما : الاستهلاك الداخلي - أي اقناع عامة الناس بأن حكوماتهم ليست طيعة ازاء كل ما يخطط له الامريكان, باعتبار ان هؤلاء الاخيرين هم اصدق اصدقاء اسرائيل التي تعتدي يوميا على اخوانهم في الضفة الغربية وغزة. وثانيهما: اقناع العراقيين أنفسهم بأنه لا دخل للحكومات الخليجية في ما يحدث او سيحدث لهم على ايدي الامريكان, توقيا من ردود فعل عراقية عنيفة.
والى ذلك, فان العراقيين أنفسهم لا يثقون بكل ما يقال في الدول الخليجية. لقد كان هذا هو الحال قبل اجتياحهم للكويت واندلاع "عاصفة الصحراء", فمابالك بالأمر اليوم؟ واذا كان النظام العراقي مضطرا للتحدث بلغة دبلوماسية تؤكد على الروابط التاريخية وأواصر الصداقة وغير ذلك, فانه في الواقع يدرك تماما أن لا أحد سيفرح بزواله - اذا نجحت الحرب في تحقيق هذا الهدف - مثل اولئك الذين يقولون اليوم انهم ضد الحرب.
ويعرف الامريكان بلا شك أن للخوف الخليجي أسبابه. فلا احد نسي أنه خلال "عاصفة الصحراء" تساقطت الصواريخ العراقية على اسرائيل. واليوم, اذا أيقن العراقيون أن بعض الحكومات الخليجية تشارك أو تقدم التسهيلات في العدوان عليهم, فماالذي سيمنعهم من رد الفعل بشكل لا قبل لأحد به؟ بالطبع, يمكن دائما للخليجيين ان يتصوروا أن العراق لم يدمر كامل ترسانته من الأسلحة, ( وهي دعوى غربية يوافقون عليها من خلال تكرار النداء للسماح بعودة المفتشين في كل البيانات الخليجية الرسمية), وانه بامكانه في حال قيام الحرب أن يرد الفعل بطريقة مؤلمة للخليجيين الذين يشاركون بطريقة أو باخرى في العدوان.
ومن ناحية أخرى, يدرك الخليجيون انهم اذا سمحوا للامريكان باستعمال قواعدهم هناك في العدوان على العراق, دون أن يكون للولايات المتحدة اي توكيل من منظمة الأمم المتحدة, فانما سيعطون بذلك شيكا على بياض للامريكان للقيام بالتغييرات التي يريدونها في كامل المنطقة دون استشارة أحد.
فهناك فرق بين أن تندلع حرب بتوكيل اممي ( تصادق عليه دول الارض جميعا, او من يمثلها في مجلس الأمن ) , وهذا ما تم خلال "عاصفة الصحراء"- وبين أن يبادر طرف واحد ( وهو الولايات المتحدة) الى اشعال حرب لأغراض خاصة به .
فالتحفظ الخليجي مفهوم. انه يهم مستقبل هذه الدول بعد الحرب , كما يهم حالتها خلال الحرب المتوقعة.
ولنأخذ مثالا بسيطا: وقع الاتفاق بين اسرائيل والولايات المتحدة قبل "عاصفة الصحراء" بأن لا ترد الاولى الفعل اذا هاجمها العراق وان لا تتدخل اطلاقا في الحرب حتى لا تفسد التحالف العربي - الامريكي.
اليوم, لا نعرف ان كان مثل هذا الاتفاق موجودا ام لا. في حال عدم قيام تحالف بين واشنطن والبلدان الخليجية من اجل ضرب العراق, ماالذي يمنع اسرائيل من مساعدة الامريكيين ؟
ومن ناحية أخرى, لنتصور أن العراق يرد الفعل اذا هوجم باطلاق صواريخ او تفجير قنابل كيمياوية او بيولوجية تستهدف دولا خليجية. فماذا تفعل هذه الاخيرة آنذاك؟ هل تدخل في الحرب فتتسع دائرتها ام تلتزم نفس الموقف الذي التزمته اسرائيل عندما ضربت؟
وهناك احتمال آخر لا ينبغي نسيانه: وهو أن الأمريكيين انفسهم قد يبادرون الى تفجير بعض القنابل في الدول الخليجية المترددة والمتحفظة والادعاء ان مصدرها عراقي. وذلك لدفع الخليجيين الى موقف أكثر التزاما تجاها متطلبات الاستراتيجية الأمريكية.
الآسئله صعبه لم اجد لها الا جواب واحد وهو ( لكل حادث حديث )
والله يستر على فكره ترانى ممن عرف ويلاتها........!!
والسلام عليكم