كن وحيدا
05-03-2003, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه الكريم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (51 : المائدة) .. والصلاة والسلام على نبينا القائل "إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين" (رواه البخاري) .... أما بعد:
فيا أيها الإخوة الكرام:
لقد علمتم بأن جنود الكفر والطغيان قد أتت بحدها وحديدها للفتك بالمسلمين وقتل النساء والصبيان الآمنين ، وسلب خيرات البلاد ، وإذلال أمة الإسلام ، والإعتداء على دينها وكرامتها ، وهتك على أعراضها ، ولتمكين اليهود الغاصبين من قتل إخواننا المسلمين في فلسطين وغيرها من البلاد ، على ما في قلوبهم من الحقد الصليبي الدفين "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " (آل عمران : 118) ..
وقد أعلَمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه بحرمة مساندة الكافرين والوقوف معهم أو حتى إقرارهم بطغيانهم على إخواننا في الدين ، فتوعد من فعل ذلك بالعذاب الأليم والخسران المبين ، فقال سبحانه " وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فإنّه منهُم" ، قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (138\11) "صح أن قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين " (انتهى كلامه) ، فأي خسارة أعظم على المسلم من أن يخسر دينه ويكون من الكافرين !!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في هذه الآية "أخبر الله في هذه الآية: أن متوليهم هو منهم، وقال سبحانه "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة:81) ، فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياْ ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب . فالقرآن يصدق بعضه بعضاً" (كتاب "الإيمان" لابن تيمية : 14) ..
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمهم الله - "فيمن أعان الكفار أو جرّهم إلى بلاد أهل الإسلام أنها ردة صريحة بالاتفاق " (الدرر السنيّة : 8/326) ..
وقال الشيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - "فيمن تولى الكفار ونصرهم وأعانهم على المسلمين أن هذه ردة من فاعله يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين ، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم" ( الدرر السنيّة : 15/479) ..
وقال شيخ الصادعين بالحق في زمانه العلامة حمود بن عقلا الشعيبي - رحمه الله - " أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا " .... ثم قال "من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم - كأمريكا وزميلاتها في الكفر - يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم" ..
وقال الشيخ العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي - حفظه الله - "إن نصرة الكفار على المسلمين - بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح ، ونفاق صراح ، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام – كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم – غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء" ..
وقال إمام عصره وأوحد أهل السنة في دهره الفقيه المحدث العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله وطيب ثراه - "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" .. (انتهى كلامه رحمه الله) .. (فتاوى الشيخ : 1/274) :
وكيف لا يكفر من سخط الله عليه وتوعده بالعذاب الأليم " تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون" (المائدة : 80) ..
وكيف لا يكفر من وصمه الله بالنفاق في الدنيا ، ويكون في الآخرة اسوأ حالاً من الكافرين "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" (144- 145 النساء)
أيها الجندي المسلم :
أتعرف معنى كلام هؤلاء العلماء !!
إنك لو وقفت في جيشهم لتُكثر سواد الكفار من الأمريكان (ولو لم تقاتل) فقد أعنتهم في حربهم ضد المسلمين ، لو أنك قدمت لأحد من الجنود الأمريكان شربة ماء ، أو حرست معداتهم أو مستودعاتهم ، أو كنت خلف صفوفهم ظهراً أو أمامهم درعاً ، أو أنزلت لهم غرضاً أو رفعت لهم وزناً ، أو تعاونت معهم في أي أمر ولو حتى بفكرة أو بكلمة أو إشارة أو حتى بقلبك تكون كافراً مرتداً عن دين الله يحبط جميع عملك وتكون في النار من الخالدين ..
أتعرف ما يترتب على كونك مرتداً إن أنت ظاهرت وساندت الأمريكان على إخوانك في العراق أو غيرها من بلاد المسلمين :
1- إنك لا تكون من أهل التوحيد ، ولست من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، لقوله عليه الصلاة والسلام "إنما وليي الله وصالح المؤمنين" (البخاري).
2- إن أنت اشتركت مع الأمريكان في هذه الحرب أو عاونتهم بأي شكل من الأشكال فتكون من أولياء الشيطان ، لقوله تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ... " (النساء:76).
3- إن أنت مت في هذه الحرب فلا تدخل الجنة أبداً وتكون من الخالدين في النار ..
4- حكمك في الشريعة أنك تُقتل مرتداً ، ولا يُستغفَر لك ولا يُترحّم عليك .
5- لا يُصلَّى عليك ولا تُكفّن ولا تُدفن في مقابر المسلمين ، بل تُدفن في الصحراء من غير توجيهه إلى القبلة.
6- لا تُزوّج مسلمة ، وإن كنت متزوجاً من مسلمة فإنها طالق منك لأنه لا يصح زواج مسلمة من كافر.
7- لا تؤكل ذبيحتك ، بينما تُؤكل ذبيحة النصراني واليهودي لأنهم أهل كتاب (فتؤكل ذبيحة شارون وبوش ولا تؤكل ذبيحتك).
8- لا تَرثُ ولا تُورَّث بل يُجعَل مالك في بيت مال المسلمين ، لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "لا يرث كافر مسلم ولا مسلم كافر".
9- لا يجالسك أحد من المسلمون ، ولا يجوز لأحد منهم أن يتّخذك صاحباً ، ويجب على سائر المسلمين بغضك في الله ، وفي بغضهم لك طاعة لله ، لقوله تعالى " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (المجادلة : 22) .
10- ، ولا تُشمّت إذا عطست ، ولا تُبدأ بالسلام ولا يُرد عليك السلام إلّا بقول "وعليكم" .
11- تُلحِق بنفسك وبأهل بيتك وبقبيلتك الخزي والعار أبداً لمظاهرتك الكافرين وارتدادك عن الدين .
12- لا تُقبل صلاتك ، ولا يقبل صومك ، ولا حجك ولا زكاتك ، ولا أي عمل تقوم به من أعمال البر لأنه لا أجر لكافر على عمل من الأعمال ، لقوله تعالى " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (الزمر : 65) .
13- وأعظم من هذا وذاك: سخط الله عليك ولعنته وعذابه الذي لا يُردّ عن القوم الكافرين .
وماذا لو رفظت المشاركة:
1- تكون ممن أحيا سنة من سنن الإسلام ، وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ..
2- تكون ممن باع دنياه لنصرة دينه ، فتكون ممن قال الله فيهم "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ " (البقرة : 207) ..
3- تنال رضى الله سبحانه وتعالى مع ما أعده الله سبحانه من أجر لأهل التضحيات في سبيله ..
4- تكون في حفظ الله ورعايته ، لقوله تعالى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ * وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " (الطلاق : 2-3) ، ولقوله تعالى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا " (الطلاق : 4) ..
5- يحبك الله ورسوله وسائر المؤمنين ، ويفتخر بك القريب والبعيد ، وترتفع وأهلك وعشيرتك في أعين الناس ، مع ما تناله من إجلال وإكبار من المسلمين ..
6- تكون ممن جاهد في سبيل الله بالكلمة أو الموقف فتنال أجر المجاهدين ، إن شاء الله تعالى ، وجهاد الكلمة من أعظم الجهاد عند الله ، لقوله صلى الله عليه وسلم ""إِنَّ مِنْ أَعْظَم الجِهَادِ كَلَمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر" (صحيح: الترمذي) ..
أيها الإخوة الكرام:
ليس عذراً عند الله أن يقول أحدكم "أنا مأمور" أو "إنما أنا أطيع أوامر ولاة الأمور" ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. فإذا كان مساندة الأمريكان في حربهم ضد الممسلمين كفر وردة بإجماع علماء المسلمين فإن من يأمر بذلك أقل ما يقال عنه أنه منافقاً مريض القلب غير موقن بوعد الله رب العالمين " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " (المائدة:52) ..
فلا يجوز لمن يؤمن بالله وباليوم الآخر أن يطيع هؤلاء الحكام أو القادة في معصية ولو كانت صغيرة من الصغائر ، فكيف بطاعتهم في ما يؤدي إلى الكفر والردة ، والعياذ بالله .. لقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه) قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" (متفق عليه) ..
وانظروا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما همّوا بطاعة أمير له في معصية : فعن علي رضي الله عنه ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية. واستعمل عليهم رجلا من الأنصار. وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا. فأغضبوه في شيء. فقال: اجمعوا لي حطبا. فجمعوا له. ثم قال: أوقدوا نارا. فأوقدوا. ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا ؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. قال: فنظر بعضهم إلى بعض. فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار. فكانوا كذلك. وسكن غضبه. وطفئت النار. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال "لو دخلوها ما خرجوا منها. إنما الطاعة في المعروف" (رواه مسلم في صحيحه)
انظروا قوله صلى الله عليه وسلم "لو دخلوها ما خرجوا منها. إنما الطاعة في المعروف" ، ثم انظروا حال قادتكم الذين يزجون بكم في نار الكفر والردّة !! هل لكم عذر في طاعتهم !! إن سيد المفتين ورسول رب العالمين حذّر أصحابه من طاعة أمير - هو ولّاه عليهم - إذا أمرهم بمعصية الله سبحانه وتعالى ، فما بالكم بأمراء عصوا الله ورسوله بموالاتهم للكفار ، كيف يطيعهم المسلم في الكفر فيساعد الكفار على قتل المسلمين !!
إن هذه الحرب إنما هي حرب على الإسلام ، وحرب لمصالح دنيوية يعزز بها الحكام مناصبهم على حساب دماء وأشلاء وأعراض المسلمين ، ويملك بها الكفار النصارى بلاد وخيرات المسلمين مع ما يترتب عليه من انتهاك لأعراض أخواتكم المسلمات العفيفات الطاهرات على أيدي علوج النصارى الأنجاس .. فلا يجوز لمسلم أن يقر هؤلاء على هذه الحرب فضلاً عن أن يشاركهم فيها ، لقد جاء في الحديث الصحيح "إذا اقتتلتم على الدنيا، فالقاتل والمقتول في النار" (نيل الأوطار : 7/50) ..
و عن محمد بن مسلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا، فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة ، فاضربه بها حتى يتكسر، ثم اجلس في بيتك ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية ... " (مجمع الزوائد : 7/300-301 ، قال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات).
أيها الأخ الكريم:
انجو بنفسك من الكفر ، واعصي هذه الأوامر التي تخالف شرع الله ، وإياك أن يلبّس عليك الشيطان ويُخوّفك من فقدان الوظيفة ، فإن الوظيفة ليست بأغلى من الدين ، وإياك أن يخوّفك الشيطان بالسجن أو المسائلة من القيادة ، فإن مسائلة الله سبحانه وتعالى لك ونار جهنّم أعظم وأشد من سجون الطغاة والمنافقين .. ماذا ستجني لو أنت نفّذت هذه الأوامر وساندت الكفار في حربهم ضد المسلمين !! سوف تخسر دينك وربما تخسر دنياك بموتك في هذه الحرب فتكون من المرتدين الذين حبطت أعمالهم في الدنيا وهم في الآخرة في النار من الخالدين ، والعياذ بالله ..
أما إذا قلتَ ماذا أصنع !!
فقد أجاب مجموعة من المشايخ – حفظهم الله – على سؤالك هذا فقالوا: " الواجب الفرض المتحتم علينا إعانة إخواننا المسلمين من شعب العراق [ لا النظام الكافر ] والوقوف مع هؤلاء المستضعفين قال تعالى " وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا "
ويجب على المسلمين في كل مكان إعانتهم بالمال والسلاح والنفس واللسان والقلم والرأي والمشورة والدعاء والقنوت والتحريض على إعانتهم ، والتحذير ممن يُعين عليهم . قال تعالى "وإن هذه أمتكم أمة واحدة " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه) .. (إنتهى كلامهم حفظهم الله)
[وقّع على هذه الفتوى كل من : الشيخ علي بن خضير الخضير ، والشيخ حمد بن ريس الريس ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد ، والشيخ حمد بن عبد الله الحميدي ، والشيخ أحمد بن صالح السناني ، والشيخ ناصر بن حمد الفهد ، والشيخ أحمد بن حمود الخالدي ].
أيها الجندي المسلم:
إن القتال في الإسلام لا يكون إلا في سبيل الله ولنصرة دينه أما ما عدا ذلك فهو قتال في سبيل الطاغوت قال تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً" (النساء:76) ، أترضى أن تكون من جنود الشيطان !!
ماذا تصنع لو أجبروك على مظاهرة الكافرين ، ومشاركتهم في حربهم ضد المسلمين !!
الخقيقة أنه لا عذر لأحد في المشاركة ، طائعاً كان أم مكرهاً ، فلا تشارك في هذه الجيوش ، ولا تساندها في حربها ضد المسلمين ، ولا تكن عوناً لها بأي شكل من الأشكال ، وانج بنفسك ودينك من هذا العمل الذي سوف يوردك المهالك إن أنت مضيتَ فيه .. ولو كنت تخاف مسائلة أو ملاحقة أو سجن أو تعذيب فاهرب من بلدك إلى بلاد أخرى تعبد الله فيها ، وانج بنفسك من جهنم ، فبئست المصير ، وهذه نصيحة ملائكة الله سبحانه وتعالى لك فاعمل بها قبل أن تُسأل عنها " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا " (النساء : 97) ..
واحتسب بهجرتك الأجر عند الله ، وتيقن بأنه لن يكلك للناس إن علم منك الصدق والإخلاص " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (النساء : 100)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله - في (الفتح) : "عن ابن عباس عند ابن المنذر والطبري، "كان قوم من أهل مكة قد أسلموا، وكانوا يخفون الإسلام ، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون: هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا ، فاستغفروا لهم ، فنزلت "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ " (العنكبوت : 10) ، فكتب إليهم المسلمون بذلك ، فحزنوا ، فنزلت "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا " (النحل : الآية110) الآية ، فكتبوا إليهم بذلك ، فخرجوا فلحقوهم ، فنجا من نجا وقتل من قتل" (فتح الباري \ للحافظ العسقلاني :8/112) .. تأمل في قول ابن عباس رضي الله عنه "فنجا من نجا وقُتل من قُتل" ، إنما نجا من نجا من النار ، أما من قُتل وهو في جيش الكفار فالله أعلم بمصيره !!
نعم ، إني أدعوك لعصيان الأوامر التي توردك المهالك رأفة بك وحفاظاً على دينك ، فلا تركن للذي ظلموا فتكون من أصحاب السعير ، قال تعالى: "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ" (هود : 113) ، قال الإمام القرطبي: "الركون حقيقته: الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء والرضا به" ، وقال قتادة : "معنى الآية : لا توادوهم ولا تطيعوهم " ، وقال ابن جريج : "لا تميلوا إليهم" (تفسير القرطبي : 9/108)
وقال الله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (المائدة: 2) ، وهل هناك عدوان أشد وأعظم من مساندة الكفار على قتل المسلمين والردّة عن الدين .. فانج بنفسك من عذاب ربك وغضبه بعدم مشاركتك جيوش الكفر والطغيان .. !!
روى ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تكون فتن ، النائم فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الراكب ، والراكب فيها خير من المجري ، قتلاها كلها في النار" ، قلت: يا رسول الله ، ومتى ذلك ؟ قال: "ذلك أيام الهرج" ، قلت: وما أيام الهرج ؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه!" قلت: فما تأمرني ؟ قال: كف يدك ، ولسانك ، وادخل دارك ...." (مجمع الزوائد : 7/302 ، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات ) ..
إن لم تستطع أن تقاتل مع المسلمين العراقيين ضد الكفار الأمريكان فلا تكن مع الأمريكان ضد المسلمين .. إن لم تستطع أن تدل المسلمين على عورات الأمريكان الكفار فلا تدل على عورات المسلمين .. إن لم تستطع التمكين للجنود المسلمين من الإلتفاف حول جيوش الأمريكان الكفار فلا تمنع المجاهدين من دخول العراق للدفاع عن أراضي المسلمين .. إن لم تستطع تفجير مستودعات الذخيرة وطائرات وعربات الأمريكان الكفار فلا توجه سلاحك باتجاه المسلمين .. إن لم تستطع قتل الجنود الأمريكان الكفار فلا تفكر بمجرد إيذاء المسلمين .. إن لم تستطع أن تكون عوناً للإسلام والمسلمين فلا تكونن ظهيراً للكافرين ..
أيها الأخ الكريم:
إسمع قول العلامة الفقيه المحدث الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله وطيّب ثراه – في مآل موالاة الكافرين ومساندتهم على قتال المسلمين ، حيث قال رحمه الله :
"ألا فليعلم كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض: أنه إذ تعاون مع أعداء الإسلام مستعبدي المسلمين ، من الإنجيليز والفرنسيين وأحلافهم وأشباههم [كالأمريكان والمنافقين] ، بأي نوع من أنواع التعاون ، أو سالمهم فلم يحاربهم بما استطاع ، فضلا عن أن ينصرهم بالقول أو العمل على إخوانهم في الدين ، إنه إن فعل شيئا من ذلك ثم صلى فصلاته باطلة ، أو تطهر بوضوء أو غسل أو تيمم فطهوره باطل ، أو صام فرضا أو نفلا فصومه باطل ، أو حج فحجه باطل ، أو أدى زكاة مفروضة ، أو أخرج صدقة تطوعا ، فزكاته باطلة مردودة عليه ، أو تعبد لربه بأي عبادة فعبادته باطلة مردودة عليه ، ليس له في
شيء من ذلك أجر ، بل عليه فيه الإثم ولوزر.
ألا فليعلم كل مسلم: أنه إذا ركب هذا المركب الدنيء حبط عمله ، من كل عبادة تعبد بها لربه قبل أن يرتكس في حمأة هذه الردة التي رضي لنفسه ، ومعاذ الله أن يرضى بها مسلم حقيق بهذا الوصف العظيم ، يؤمن بالله وبرسوله.
ذلك بأن الإيمان شرط في صحة كل عبادة ، وفي قبولها ، كما هو بديهي معلوم من الدين بالضرورة ، لا يخالف فيه أحد من المسلمين.
وذلك بأن الله سبحانه يقول: "وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (المائدة : 5)
وذلك بأن الله سبحانه يقول: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (217 البقرة) .. (انتهى كلامه رحمه الله)
وبعد:
فقد ذكرت لك كلام رب العالمين ، وذكرت لك فتاوى سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) ، وبينت لك إجماع العلماء في حكم موالاة الكافرين ومساندتهم في قتال المسلمين ، فاختر لنفسك: فإما طاعة الله ورسوله ، أو الكفر والردّة وبطلان الأعمال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " (محمد : 33-34)
يا ابن القعقاع والمثنى وخالد بن الوليد :
لقد فتح آبائك مشارق الأرض ومغاربها فأخضعوا البلاد ودانت لهم العباد ، وكان هؤلاء الغربيين أصحاب الشعور الشقراء والعيون الزرقاء عبيداً مسخرين في بيوت المسلمين يُباعون ويُشترون .. أترضى أن تكون خادماً لهؤلاء الكفار الذين كانوا عبيداً لأجدادك !! أترضى أن تكون كلب حراسة لهؤلاء الأنجاس !! كيف ترضى يا عبد الله أن تكون عبداً لعبد الصليب !! كيف ترضى يا من تبع محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أن تكون تابعاً ذليلاً لبوش وبلير !! ماذا تعني صلاتك إن أنت سجدت لهؤلاء الكفار !! إن الذي يُعفِّر جبهته لله خمس مرات في اليوم والليلة لا يمكن أن يطأطئ رأسه لبشر أبداً ولو ضُربت عنقه وقُطّعت جوانبه .. !!
إن الأمر متروك لك ، فأعمل عقلك ، واستفتِ قلبك ، واسأل من عندك من العلماء ممن تثق بدينه وعلمه ، واعلم بأن الله سبحانه وتعالى قد بيّن لك الحق في كتابه وأعطاك حرية الإختيار ، فقد قال سبحانه وتعالى "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" .. ثم بين لك سبحانه وتعالى مآل من اختار الكفر على الإيمان ، فقال " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا " (الكهف : 29) .. وبين مآل من اختار الإيمان على الكفر ، فقال "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا " الكهف :30 - 31) ..
هما خياران لا ثالث لهما : إما جنة أو نار .. إما إيمان أو كفر .. إما رضى الله أو سخطه .. إما عبد الله أو عبدُ عبدِ الصليب .. إما أن تكون من أتباع محمد رسول الله أو تكون من أتباع بوش وشارون وبلير .. إما مجاهداً في سبيل الله أو خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين .. إما من جند الله أو من حزب الشيطان .. فاختر لنفسك ..
أيها الجندي المسلم :
إن الأمر جد ليس بالهزل ، وما يغني فيه أمر أمير أو حكم سلطان أو رأي متطفل على الدين ، إن كل رجل في الأمة مسؤول أمام الله عن إقامة الدين ، والعمل على نصرته في كل وقت وحين ، وكلنا مسؤول يوم القيامة عما تجترحه أيدينا وعما تنطوي عليه قلوبنا ، فلينظر كل امرئ لنفسه ، وليكن سياجا لدينه من عبث العابثين وخيانة الخائنين ، وكل مسلم إنما هو على ثغر من ثغور الإسلام ، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله.
واسمعوا معاشر المسلمين نداء ربكم الذي تسجدون له وتسبحون بحمده صبح مساء "انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41)
والله أعلم .. وصلى الله على إمام المجاهدين وقائد الغُّرّ المحجّلين ، نبي الملحمة ، محمد بن عبد الله الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
الإعلام الإسلامي العالمي
Global Islamic Media
http://groups.yahoo.com/group/abubanan
إلى أفراد القوات المسلحة في الشام وجزيرة العرب
كتبه/ حسين بن محمود
30 ذي الحجة 1423 هـ
نقله
كن وحيدا
الحمد لله القائل في كتابه الكريم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (51 : المائدة) .. والصلاة والسلام على نبينا القائل "إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين" (رواه البخاري) .... أما بعد:
فيا أيها الإخوة الكرام:
لقد علمتم بأن جنود الكفر والطغيان قد أتت بحدها وحديدها للفتك بالمسلمين وقتل النساء والصبيان الآمنين ، وسلب خيرات البلاد ، وإذلال أمة الإسلام ، والإعتداء على دينها وكرامتها ، وهتك على أعراضها ، ولتمكين اليهود الغاصبين من قتل إخواننا المسلمين في فلسطين وغيرها من البلاد ، على ما في قلوبهم من الحقد الصليبي الدفين "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " (آل عمران : 118) ..
وقد أعلَمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه بحرمة مساندة الكافرين والوقوف معهم أو حتى إقرارهم بطغيانهم على إخواننا في الدين ، فتوعد من فعل ذلك بالعذاب الأليم والخسران المبين ، فقال سبحانه " وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فإنّه منهُم" ، قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (138\11) "صح أن قوله تعالى "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين " (انتهى كلامه) ، فأي خسارة أعظم على المسلم من أن يخسر دينه ويكون من الكافرين !!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في هذه الآية "أخبر الله في هذه الآية: أن متوليهم هو منهم، وقال سبحانه "وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة:81) ، فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياْ ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب . فالقرآن يصدق بعضه بعضاً" (كتاب "الإيمان" لابن تيمية : 14) ..
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمهم الله - "فيمن أعان الكفار أو جرّهم إلى بلاد أهل الإسلام أنها ردة صريحة بالاتفاق " (الدرر السنيّة : 8/326) ..
وقال الشيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - "فيمن تولى الكفار ونصرهم وأعانهم على المسلمين أن هذه ردة من فاعله يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين ، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم" ( الدرر السنيّة : 15/479) ..
وقال شيخ الصادعين بالحق في زمانه العلامة حمود بن عقلا الشعيبي - رحمه الله - " أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا " .... ثم قال "من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم - كأمريكا وزميلاتها في الكفر - يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم" ..
وقال الشيخ العلامة سفر بن عبدالرحمن الحوالي - حفظه الله - "إن نصرة الكفار على المسلمين - بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح ، ونفاق صراح ، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام – كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم – غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء" ..
وقال إمام عصره وأوحد أهل السنة في دهره الفقيه المحدث العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله وطيب ثراه - "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" .. (انتهى كلامه رحمه الله) .. (فتاوى الشيخ : 1/274) :
وكيف لا يكفر من سخط الله عليه وتوعده بالعذاب الأليم " تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون" (المائدة : 80) ..
وكيف لا يكفر من وصمه الله بالنفاق في الدنيا ، ويكون في الآخرة اسوأ حالاً من الكافرين "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" (144- 145 النساء)
أيها الجندي المسلم :
أتعرف معنى كلام هؤلاء العلماء !!
إنك لو وقفت في جيشهم لتُكثر سواد الكفار من الأمريكان (ولو لم تقاتل) فقد أعنتهم في حربهم ضد المسلمين ، لو أنك قدمت لأحد من الجنود الأمريكان شربة ماء ، أو حرست معداتهم أو مستودعاتهم ، أو كنت خلف صفوفهم ظهراً أو أمامهم درعاً ، أو أنزلت لهم غرضاً أو رفعت لهم وزناً ، أو تعاونت معهم في أي أمر ولو حتى بفكرة أو بكلمة أو إشارة أو حتى بقلبك تكون كافراً مرتداً عن دين الله يحبط جميع عملك وتكون في النار من الخالدين ..
أتعرف ما يترتب على كونك مرتداً إن أنت ظاهرت وساندت الأمريكان على إخوانك في العراق أو غيرها من بلاد المسلمين :
1- إنك لا تكون من أهل التوحيد ، ولست من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، لقوله عليه الصلاة والسلام "إنما وليي الله وصالح المؤمنين" (البخاري).
2- إن أنت اشتركت مع الأمريكان في هذه الحرب أو عاونتهم بأي شكل من الأشكال فتكون من أولياء الشيطان ، لقوله تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ... " (النساء:76).
3- إن أنت مت في هذه الحرب فلا تدخل الجنة أبداً وتكون من الخالدين في النار ..
4- حكمك في الشريعة أنك تُقتل مرتداً ، ولا يُستغفَر لك ولا يُترحّم عليك .
5- لا يُصلَّى عليك ولا تُكفّن ولا تُدفن في مقابر المسلمين ، بل تُدفن في الصحراء من غير توجيهه إلى القبلة.
6- لا تُزوّج مسلمة ، وإن كنت متزوجاً من مسلمة فإنها طالق منك لأنه لا يصح زواج مسلمة من كافر.
7- لا تؤكل ذبيحتك ، بينما تُؤكل ذبيحة النصراني واليهودي لأنهم أهل كتاب (فتؤكل ذبيحة شارون وبوش ولا تؤكل ذبيحتك).
8- لا تَرثُ ولا تُورَّث بل يُجعَل مالك في بيت مال المسلمين ، لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "لا يرث كافر مسلم ولا مسلم كافر".
9- لا يجالسك أحد من المسلمون ، ولا يجوز لأحد منهم أن يتّخذك صاحباً ، ويجب على سائر المسلمين بغضك في الله ، وفي بغضهم لك طاعة لله ، لقوله تعالى " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (المجادلة : 22) .
10- ، ولا تُشمّت إذا عطست ، ولا تُبدأ بالسلام ولا يُرد عليك السلام إلّا بقول "وعليكم" .
11- تُلحِق بنفسك وبأهل بيتك وبقبيلتك الخزي والعار أبداً لمظاهرتك الكافرين وارتدادك عن الدين .
12- لا تُقبل صلاتك ، ولا يقبل صومك ، ولا حجك ولا زكاتك ، ولا أي عمل تقوم به من أعمال البر لأنه لا أجر لكافر على عمل من الأعمال ، لقوله تعالى " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (الزمر : 65) .
13- وأعظم من هذا وذاك: سخط الله عليك ولعنته وعذابه الذي لا يُردّ عن القوم الكافرين .
وماذا لو رفظت المشاركة:
1- تكون ممن أحيا سنة من سنن الإسلام ، وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ..
2- تكون ممن باع دنياه لنصرة دينه ، فتكون ممن قال الله فيهم "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ " (البقرة : 207) ..
3- تنال رضى الله سبحانه وتعالى مع ما أعده الله سبحانه من أجر لأهل التضحيات في سبيله ..
4- تكون في حفظ الله ورعايته ، لقوله تعالى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ * وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " (الطلاق : 2-3) ، ولقوله تعالى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا " (الطلاق : 4) ..
5- يحبك الله ورسوله وسائر المؤمنين ، ويفتخر بك القريب والبعيد ، وترتفع وأهلك وعشيرتك في أعين الناس ، مع ما تناله من إجلال وإكبار من المسلمين ..
6- تكون ممن جاهد في سبيل الله بالكلمة أو الموقف فتنال أجر المجاهدين ، إن شاء الله تعالى ، وجهاد الكلمة من أعظم الجهاد عند الله ، لقوله صلى الله عليه وسلم ""إِنَّ مِنْ أَعْظَم الجِهَادِ كَلَمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر" (صحيح: الترمذي) ..
أيها الإخوة الكرام:
ليس عذراً عند الله أن يقول أحدكم "أنا مأمور" أو "إنما أنا أطيع أوامر ولاة الأمور" ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. فإذا كان مساندة الأمريكان في حربهم ضد الممسلمين كفر وردة بإجماع علماء المسلمين فإن من يأمر بذلك أقل ما يقال عنه أنه منافقاً مريض القلب غير موقن بوعد الله رب العالمين " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " (المائدة:52) ..
فلا يجوز لمن يؤمن بالله وباليوم الآخر أن يطيع هؤلاء الحكام أو القادة في معصية ولو كانت صغيرة من الصغائر ، فكيف بطاعتهم في ما يؤدي إلى الكفر والردة ، والعياذ بالله .. لقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه) قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" (متفق عليه) ..
وانظروا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما همّوا بطاعة أمير له في معصية : فعن علي رضي الله عنه ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية. واستعمل عليهم رجلا من الأنصار. وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا. فأغضبوه في شيء. فقال: اجمعوا لي حطبا. فجمعوا له. ثم قال: أوقدوا نارا. فأوقدوا. ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا ؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. قال: فنظر بعضهم إلى بعض. فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار. فكانوا كذلك. وسكن غضبه. وطفئت النار. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال "لو دخلوها ما خرجوا منها. إنما الطاعة في المعروف" (رواه مسلم في صحيحه)
انظروا قوله صلى الله عليه وسلم "لو دخلوها ما خرجوا منها. إنما الطاعة في المعروف" ، ثم انظروا حال قادتكم الذين يزجون بكم في نار الكفر والردّة !! هل لكم عذر في طاعتهم !! إن سيد المفتين ورسول رب العالمين حذّر أصحابه من طاعة أمير - هو ولّاه عليهم - إذا أمرهم بمعصية الله سبحانه وتعالى ، فما بالكم بأمراء عصوا الله ورسوله بموالاتهم للكفار ، كيف يطيعهم المسلم في الكفر فيساعد الكفار على قتل المسلمين !!
إن هذه الحرب إنما هي حرب على الإسلام ، وحرب لمصالح دنيوية يعزز بها الحكام مناصبهم على حساب دماء وأشلاء وأعراض المسلمين ، ويملك بها الكفار النصارى بلاد وخيرات المسلمين مع ما يترتب عليه من انتهاك لأعراض أخواتكم المسلمات العفيفات الطاهرات على أيدي علوج النصارى الأنجاس .. فلا يجوز لمسلم أن يقر هؤلاء على هذه الحرب فضلاً عن أن يشاركهم فيها ، لقد جاء في الحديث الصحيح "إذا اقتتلتم على الدنيا، فالقاتل والمقتول في النار" (نيل الأوطار : 7/50) ..
و عن محمد بن مسلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا، فاعمد بسيفك على أعظم صخرة في الحرة ، فاضربه بها حتى يتكسر، ثم اجلس في بيتك ، حتى تأتيك يد خاطئة ، أو منية قاضية ... " (مجمع الزوائد : 7/300-301 ، قال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات).
أيها الأخ الكريم:
انجو بنفسك من الكفر ، واعصي هذه الأوامر التي تخالف شرع الله ، وإياك أن يلبّس عليك الشيطان ويُخوّفك من فقدان الوظيفة ، فإن الوظيفة ليست بأغلى من الدين ، وإياك أن يخوّفك الشيطان بالسجن أو المسائلة من القيادة ، فإن مسائلة الله سبحانه وتعالى لك ونار جهنّم أعظم وأشد من سجون الطغاة والمنافقين .. ماذا ستجني لو أنت نفّذت هذه الأوامر وساندت الكفار في حربهم ضد المسلمين !! سوف تخسر دينك وربما تخسر دنياك بموتك في هذه الحرب فتكون من المرتدين الذين حبطت أعمالهم في الدنيا وهم في الآخرة في النار من الخالدين ، والعياذ بالله ..
أما إذا قلتَ ماذا أصنع !!
فقد أجاب مجموعة من المشايخ – حفظهم الله – على سؤالك هذا فقالوا: " الواجب الفرض المتحتم علينا إعانة إخواننا المسلمين من شعب العراق [ لا النظام الكافر ] والوقوف مع هؤلاء المستضعفين قال تعالى " وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا "
ويجب على المسلمين في كل مكان إعانتهم بالمال والسلاح والنفس واللسان والقلم والرأي والمشورة والدعاء والقنوت والتحريض على إعانتهم ، والتحذير ممن يُعين عليهم . قال تعالى "وإن هذه أمتكم أمة واحدة " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه) .. (إنتهى كلامهم حفظهم الله)
[وقّع على هذه الفتوى كل من : الشيخ علي بن خضير الخضير ، والشيخ حمد بن ريس الريس ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد ، والشيخ حمد بن عبد الله الحميدي ، والشيخ أحمد بن صالح السناني ، والشيخ ناصر بن حمد الفهد ، والشيخ أحمد بن حمود الخالدي ].
أيها الجندي المسلم:
إن القتال في الإسلام لا يكون إلا في سبيل الله ولنصرة دينه أما ما عدا ذلك فهو قتال في سبيل الطاغوت قال تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً" (النساء:76) ، أترضى أن تكون من جنود الشيطان !!
ماذا تصنع لو أجبروك على مظاهرة الكافرين ، ومشاركتهم في حربهم ضد المسلمين !!
الخقيقة أنه لا عذر لأحد في المشاركة ، طائعاً كان أم مكرهاً ، فلا تشارك في هذه الجيوش ، ولا تساندها في حربها ضد المسلمين ، ولا تكن عوناً لها بأي شكل من الأشكال ، وانج بنفسك ودينك من هذا العمل الذي سوف يوردك المهالك إن أنت مضيتَ فيه .. ولو كنت تخاف مسائلة أو ملاحقة أو سجن أو تعذيب فاهرب من بلدك إلى بلاد أخرى تعبد الله فيها ، وانج بنفسك من جهنم ، فبئست المصير ، وهذه نصيحة ملائكة الله سبحانه وتعالى لك فاعمل بها قبل أن تُسأل عنها " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا " (النساء : 97) ..
واحتسب بهجرتك الأجر عند الله ، وتيقن بأنه لن يكلك للناس إن علم منك الصدق والإخلاص " وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " (النساء : 100)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله - في (الفتح) : "عن ابن عباس عند ابن المنذر والطبري، "كان قوم من أهل مكة قد أسلموا، وكانوا يخفون الإسلام ، فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر ، فأصيب بعضهم ، فقال المسلمون: هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا ، فاستغفروا لهم ، فنزلت "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ " (العنكبوت : 10) ، فكتب إليهم المسلمون بذلك ، فحزنوا ، فنزلت "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا " (النحل : الآية110) الآية ، فكتبوا إليهم بذلك ، فخرجوا فلحقوهم ، فنجا من نجا وقتل من قتل" (فتح الباري \ للحافظ العسقلاني :8/112) .. تأمل في قول ابن عباس رضي الله عنه "فنجا من نجا وقُتل من قُتل" ، إنما نجا من نجا من النار ، أما من قُتل وهو في جيش الكفار فالله أعلم بمصيره !!
نعم ، إني أدعوك لعصيان الأوامر التي توردك المهالك رأفة بك وحفاظاً على دينك ، فلا تركن للذي ظلموا فتكون من أصحاب السعير ، قال تعالى: "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ" (هود : 113) ، قال الإمام القرطبي: "الركون حقيقته: الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء والرضا به" ، وقال قتادة : "معنى الآية : لا توادوهم ولا تطيعوهم " ، وقال ابن جريج : "لا تميلوا إليهم" (تفسير القرطبي : 9/108)
وقال الله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (المائدة: 2) ، وهل هناك عدوان أشد وأعظم من مساندة الكفار على قتل المسلمين والردّة عن الدين .. فانج بنفسك من عذاب ربك وغضبه بعدم مشاركتك جيوش الكفر والطغيان .. !!
روى ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تكون فتن ، النائم فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الراكب ، والراكب فيها خير من المجري ، قتلاها كلها في النار" ، قلت: يا رسول الله ، ومتى ذلك ؟ قال: "ذلك أيام الهرج" ، قلت: وما أيام الهرج ؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه!" قلت: فما تأمرني ؟ قال: كف يدك ، ولسانك ، وادخل دارك ...." (مجمع الزوائد : 7/302 ، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات ) ..
إن لم تستطع أن تقاتل مع المسلمين العراقيين ضد الكفار الأمريكان فلا تكن مع الأمريكان ضد المسلمين .. إن لم تستطع أن تدل المسلمين على عورات الأمريكان الكفار فلا تدل على عورات المسلمين .. إن لم تستطع التمكين للجنود المسلمين من الإلتفاف حول جيوش الأمريكان الكفار فلا تمنع المجاهدين من دخول العراق للدفاع عن أراضي المسلمين .. إن لم تستطع تفجير مستودعات الذخيرة وطائرات وعربات الأمريكان الكفار فلا توجه سلاحك باتجاه المسلمين .. إن لم تستطع قتل الجنود الأمريكان الكفار فلا تفكر بمجرد إيذاء المسلمين .. إن لم تستطع أن تكون عوناً للإسلام والمسلمين فلا تكونن ظهيراً للكافرين ..
أيها الأخ الكريم:
إسمع قول العلامة الفقيه المحدث الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله وطيّب ثراه – في مآل موالاة الكافرين ومساندتهم على قتال المسلمين ، حيث قال رحمه الله :
"ألا فليعلم كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض: أنه إذ تعاون مع أعداء الإسلام مستعبدي المسلمين ، من الإنجيليز والفرنسيين وأحلافهم وأشباههم [كالأمريكان والمنافقين] ، بأي نوع من أنواع التعاون ، أو سالمهم فلم يحاربهم بما استطاع ، فضلا عن أن ينصرهم بالقول أو العمل على إخوانهم في الدين ، إنه إن فعل شيئا من ذلك ثم صلى فصلاته باطلة ، أو تطهر بوضوء أو غسل أو تيمم فطهوره باطل ، أو صام فرضا أو نفلا فصومه باطل ، أو حج فحجه باطل ، أو أدى زكاة مفروضة ، أو أخرج صدقة تطوعا ، فزكاته باطلة مردودة عليه ، أو تعبد لربه بأي عبادة فعبادته باطلة مردودة عليه ، ليس له في
شيء من ذلك أجر ، بل عليه فيه الإثم ولوزر.
ألا فليعلم كل مسلم: أنه إذا ركب هذا المركب الدنيء حبط عمله ، من كل عبادة تعبد بها لربه قبل أن يرتكس في حمأة هذه الردة التي رضي لنفسه ، ومعاذ الله أن يرضى بها مسلم حقيق بهذا الوصف العظيم ، يؤمن بالله وبرسوله.
ذلك بأن الإيمان شرط في صحة كل عبادة ، وفي قبولها ، كما هو بديهي معلوم من الدين بالضرورة ، لا يخالف فيه أحد من المسلمين.
وذلك بأن الله سبحانه يقول: "وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " (المائدة : 5)
وذلك بأن الله سبحانه يقول: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (217 البقرة) .. (انتهى كلامه رحمه الله)
وبعد:
فقد ذكرت لك كلام رب العالمين ، وذكرت لك فتاوى سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) ، وبينت لك إجماع العلماء في حكم موالاة الكافرين ومساندتهم في قتال المسلمين ، فاختر لنفسك: فإما طاعة الله ورسوله ، أو الكفر والردّة وبطلان الأعمال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " (محمد : 33-34)
يا ابن القعقاع والمثنى وخالد بن الوليد :
لقد فتح آبائك مشارق الأرض ومغاربها فأخضعوا البلاد ودانت لهم العباد ، وكان هؤلاء الغربيين أصحاب الشعور الشقراء والعيون الزرقاء عبيداً مسخرين في بيوت المسلمين يُباعون ويُشترون .. أترضى أن تكون خادماً لهؤلاء الكفار الذين كانوا عبيداً لأجدادك !! أترضى أن تكون كلب حراسة لهؤلاء الأنجاس !! كيف ترضى يا عبد الله أن تكون عبداً لعبد الصليب !! كيف ترضى يا من تبع محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أن تكون تابعاً ذليلاً لبوش وبلير !! ماذا تعني صلاتك إن أنت سجدت لهؤلاء الكفار !! إن الذي يُعفِّر جبهته لله خمس مرات في اليوم والليلة لا يمكن أن يطأطئ رأسه لبشر أبداً ولو ضُربت عنقه وقُطّعت جوانبه .. !!
إن الأمر متروك لك ، فأعمل عقلك ، واستفتِ قلبك ، واسأل من عندك من العلماء ممن تثق بدينه وعلمه ، واعلم بأن الله سبحانه وتعالى قد بيّن لك الحق في كتابه وأعطاك حرية الإختيار ، فقد قال سبحانه وتعالى "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" .. ثم بين لك سبحانه وتعالى مآل من اختار الكفر على الإيمان ، فقال " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا " (الكهف : 29) .. وبين مآل من اختار الإيمان على الكفر ، فقال "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا " الكهف :30 - 31) ..
هما خياران لا ثالث لهما : إما جنة أو نار .. إما إيمان أو كفر .. إما رضى الله أو سخطه .. إما عبد الله أو عبدُ عبدِ الصليب .. إما أن تكون من أتباع محمد رسول الله أو تكون من أتباع بوش وشارون وبلير .. إما مجاهداً في سبيل الله أو خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين .. إما من جند الله أو من حزب الشيطان .. فاختر لنفسك ..
أيها الجندي المسلم :
إن الأمر جد ليس بالهزل ، وما يغني فيه أمر أمير أو حكم سلطان أو رأي متطفل على الدين ، إن كل رجل في الأمة مسؤول أمام الله عن إقامة الدين ، والعمل على نصرته في كل وقت وحين ، وكلنا مسؤول يوم القيامة عما تجترحه أيدينا وعما تنطوي عليه قلوبنا ، فلينظر كل امرئ لنفسه ، وليكن سياجا لدينه من عبث العابثين وخيانة الخائنين ، وكل مسلم إنما هو على ثغر من ثغور الإسلام ، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله.
واسمعوا معاشر المسلمين نداء ربكم الذي تسجدون له وتسبحون بحمده صبح مساء "انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " (التوبة : 41)
والله أعلم .. وصلى الله على إمام المجاهدين وقائد الغُّرّ المحجّلين ، نبي الملحمة ، محمد بن عبد الله الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
الإعلام الإسلامي العالمي
Global Islamic Media
http://groups.yahoo.com/group/abubanan
إلى أفراد القوات المسلحة في الشام وجزيرة العرب
كتبه/ حسين بن محمود
30 ذي الحجة 1423 هـ
نقله
كن وحيدا