المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تحت ظلال الرماح -بطولات حقيقية من ارض افغانستان



المبارك
06-03-2003, 05:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت ظلال الرماح



تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه سلسلة ( تحت ظلال الرماح ) وهي رسائل توعوية متنوعة (دعوية، وتربوية، وعسكرية، وسياسية)، يصدرها المكتب السياسي في تنظيم القاعدة إظهارا للحق، وبياناً للعلم، وتبصيراً للأمة لما يراد بها، وتثقيفاًلها في كيفية مواجهة هذه الهجمة الشرسة من الناحية الشرعية، والاستعدادات النفسية، والعمليات العسكرية، والتوجيهات السياسية، سائلين المولى عز وجل أن ينصر دينه، ويعز أولياءه، ويهلك أعداءه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


عمليات الكماندوز الأمريكي في أفغانستان


1- عملية الكماندوز على بيت أمير المؤمنين بقندهار
2- عملية الكماندوز على مطار سفار جنوب هلمند
3- عملية الكماندوز على معسكر الاخوة البلوش

هذه العمليات وقائع ميدانية ، دارت في الميدان ونتائجها مسجلة لدينا ، كما هي مسجلة لدى الأمريكان ، ونحن نتحدي القيادة العسكرية الأمريكية ووزير دفاعها رامسفيلد أن يذكرها للشعب الأمريكي ، أو حتى أن يرد علينا بالإنكار .
وقبل أن أبدأ في ذكر بطولات المجاهدين ، أحب أن أمرّ بشكل سريع على أعداد المجاهدين العرب في أفغانستان خلال الحرب ، لتعلم شعوبنا الإسلامية خاصة وشعوب العالم والشعب الأمريكي مدى التهويل والأكاذيب التي سوقها البنتاجون وروج لها الإعلام الأمريكي الفاسد.
1- المجاهدون في قلعة جنكِ بشمال أفغانستان (154) مجاهداً عربياً ، استشهدوا بالكامل .
2- المجاهدون في شمال كابول قرابة (550) مجاهداً عربياً .
3- المجاهدون في قندهار (800) مجاهد عربي بعد وصول الاخوة المنحازين من كابل إليهم .
4- المجاهدون في خوست (500) مجاهد عربي بعد وصول الاخوة المنحازين من كابل إليهم .
5- المجاهدون في تورا بورا (350) مجاهداً عربياً بعد وصول الاخوة المنحازين من كابل إليهم .
6- الأسر العربية في كل أفغانستان لم تتجاوز 250 أسرة .
أي أن إجمالي عدد المجاهدين العرب الرجال في أفغانستان هو قرابة (1900) مجاهد في أحسن التوقعات ، استشهد منهم قرابة (350) بطلاً ، وأسر منهم قرابة (180) أخاً خارج الحدود الأفغانية ، وعاد البعض إلى بلادهم وبقي في أفغانستان منهم مايسوء الأمريكان وحلفاؤهم .
وقد بلغت أعداد العرب في المعارك التي خاضوها ضد الأمريكان في قلعة جنكِ (154) وفي قندهار (800) وفي تورا بورا (350) وفي شاهي كوت (40) ، لقد كانت هذه هي القوة العربية التي حشدت أمريكا قواتها وقوات حلفائهم لهم ، فأين هذه الأعداد مما كانت تسوقه قيادة البنتاجون؟!.

(1) عملية اقتحام بيت أمير المؤمنين

بعد مرور عشرة أيام تقريباً من شهر شعبان وبعد منتصف الليل انتبه أهل قندهار على أصوات قتال شديد عند بيت أمير المؤمنين واستمر القتال قرابة الساعتين وشاركت فيه لأول مرة الطائرة الـC130 والتي اشتبكت مع المجاهدين بالشلكات المجهزة بها ، وكانت هذه أول مرة يحدث فيها اشتباك في قندهار ، اندفعت مجموعات الطلبة باتجاه الموقع ، وعلى الفور تحركت مجموعة الشهداء بقيادة البطل حمزة الزبير رحمه الله إلى قريب المنطقة وكانت أول المجموعات وصولاً ، كما استنفر الزبير الحائلي أفراده ، وتحرك ( أبو .... التونسي ) مع صاروخ ستنجر محاولاً التقرب من الموقع ، فما الذي حدث ؟.
خلال الأيام السابقة كانت الطائرات الأمريكية تسبح في سماء قندهار وتنزل إلى مستويات قريبة في محاولة لاستفزاز وحدات المجاهدين ، والتي استمرت في ضبط أعصابها بعدم الرد على استفزاز الطائرات وذلك حسب الاتفاق بيننا كما أسلفنا ، والذي تعلق باستخدام الأسلحة المتاحة ضد هجوم الهليكوبتر فقط.
لقد غر رد الفعل الهادئ للمجاهدين القوات الأمريكية على أن تغامر وتحاول القيام بغارة صامتة على بيت أمير المؤمنين لتمثيل فيلم فيه ، فكثفت من استطلاع منطقته ولما تأكدت من خلوها من المدافعين إلا عدد بسيط لحراسة المكان من السراق ، أعدت للهجوم سيناريو مناسب يعتمد على المفاجأة والسرعة.
إلا أن الطائرات عندما وصلت واقتربت الأولى من الأرض تفاجأت بموجة مباغتة من إطلقات شلكا 23مم، ثم انهالت عليها الرشاشات من كل جانب فأهلكتها بمن فيها ، فقد خرج أسود الطلبة عن صمتهم وهدوئهم وباغتوا العدو المغرور وأسقطوا الطائرة الأولى بمن فيها ، وأصابوا الطائرة الثانية إلا أنها تمكنت من الهروب.
حاول أفراد الحراسة تفقد الطائرة وحمولتها الهالكة إلا أن العدو تدخل بكل ما يملك من قوة فتجمعت وبادرت طائراته بكافة أنواعها بغربلة المنطقة ، فانطلق الحراس يستترون من الهجوم ، وقد بدأ سرب من الطائرات الجيت لتغطية المنطقة وطائرة C130 مجهزة بشلكا جوية داعمة للوحدات للضرب على محاور التقدم لمنع المجاهدين من إسعاف الموقف كما أرسلوا أكثر من طائرة هليكوبتر للمناورة القريبة، وعزل المنطقة.
وعندما تيقن العدو من فراغ الساحة من حراسها على الفور أسرع الأمريكان بإرسال هليكوبتر ونش لرفع الطائرة المحطمة وطاقمها الهالك ، وعلى مدار ساعة ونصف من القتال الشرس تمكنت الوحدات الأمريكية من عزل المنطقة ورفع الجثث والطائرة وتحركت بها إلا أنها سقطت منهم مرة أخرى ، ولكن في الصجراء خلف بيت أمير المؤمنين حيث وجدنا بكرت الونش المقطوع، ولكنهم أرسلوا ونشاً طائراً أخر لرفع الحطام المشئوم ، وخرجوا بها في محاولة لستر فشل أول عملية لقوات الكماندوز في قندهار.
وفي الصباح كانت كشافات الإنارة المزود بها الجنود الأمريكان والتي يستخدمونها عند ضياعهم لإطلاق إشارات بيضاء وأخرى زرقاء في أيدي حراس بيت أمير المؤمنين وآثار الطائرة المحطمة من طراز شينوك من عجلات وألواح وإلكترونيات متناثرة في أرض المعركة ، ارتفعت معنويات الطلاب لدرجة كبيرة جداً بهذا التوفيق فقد مكنهم الله في أول معركة أن يسقطوا طائرة ومن طراز شينوك والتي يصل طاقمها مع حمولتها إلى 20 فرداً من وحدات الكمندوز ، انتشر الخبر في قندهار وفرح به المسلمون كثيراً.
وتستر الأمريكان على الأمر وغطوا عليه بعرض فيلم مصور لعمليتهم الأفشل في مطار سفار ، والتي نرويها كما قصها علينا الملا نعيم قائد مجموعات الطلبة في تلك المنطقة.

(2) عملية الكماندوز على مطار سفار

عملية أمريكية من هوليود
كان الأمريكان أعلنوا في الإذاعات أنهم قد نفذوا عملية على مطار جنوب مدينة قندهار وقاموا بتصوير العملية وعرضوها في التلفاز ، على إثرها عرض على البطل (حمزة الزبير) رحمه الله أن يذهب إلى منطقة المطار فتشاورت مع الشيخ أبي حفص بإرسال حمزة الزبير ونصف مجموعته لاستطلاع الطريق والتعرف على الاخوة البلوش ومعسكرهم وكيفية التنسيق معهم ورؤية المطار وفهم أحداث العملية للاستفادة من ذلك إذا حاول الأمريكان تكرارها في قندهار واتفقنا على ذلك ، فتحركت نصف المجموعة ومكثوا أسبوعاً وعندما عادوا أخبرونا عن ظروف الطريق الذي لا يستخدمه إلا مهربي المخدرات وكيف تعاملوا معهم عندما التقوا بقافلة منهم وكادوا أن يشتبكوا معهم ولكن الله سلم ، كما أكدوا وجود مطار قديم ومهجور يتم إعادة بنائه وتجهيزه من قبل آل مكتوم لاستخدامه في رحلات الصيد والقنص في الصحراء الجنوبية في أفغانستان.
وهذا هو المطار الذي تم تصوير الفيلم الأمريكي فيه ، كما جمعوا تفاصيل العملية ممن شاهدها وأحضروا معهم بعض البرشوتات التي قفز بها الأمريكان وفروا دون جمعها.
أما تفاصيل العملية فكانت كتالي :
تقع قرية سفار في ولاية هلمند للجنوب من عاصمة الولايه ويبعد مطار سفار عن القرية قرابة الـ50كم على طريق ترابي رملي في بعض مناطقه ، وعادة لا يأتي أحد إلى هذه المنطقة إلا شاحنة العمال الباكستانيين الذين يجددون مباني المطار ، وهو مطار قديم ومهجور مدرجه ترابي بطول 2كم ويقع قريباً من بحيرة جافة تصلح أرضيتها لتكون مدرجاً رائعاً ، والمطار المزعوم ليس به أي وحدات إدارية إلا أن آل مكتوم بدءوا بناء مقر إدارة كبير عبارة عن 2 هنجر أحدهما ضخم والأخر صغير وصالة استقبال ومسجد وورشة صيانة وغرفة لمولد كهربي ضخم واستراحة مزودة بما يناسبها من الخدمات الإدارية ، وكان العمال فيه من باكستان لكن تم إخراجهم قبل العملية بيومين فقط ، ويبدوا أن العمال كانوا قد أغلقوا أبواب الخلاءات حتى لا يستخدمها أحد وتظل نظيفة إلى التسليم ، أما باقي أبواب إدارات المطار فكانت مفتوحة على مصراعيها .
المنطقة حول المطار مفتوحة وأعلى تبة فيها لا يزيد ارتفاعها عن 20متراً يوجد على واحدة من هذه التلال والتي تبعد كم واحد عن المطار بوسطة (موقع) للطلاب بها 25 مجاهداً يشبهون مركزاً لحراسة الحدود وهم من أهل المنطقة ومهمتهم الحفاظ على المطار وأغراضه من اللصوص فالمنطقة هادئة وليس بها ما يقلق.
إذاً فالمواصفات الأساسية للمطار أنه مهجور معزول محمي بـ25 فرداً ينامون في غرفتين على بعد كم واحد من مقر الإدارة ، في ضوء تعليم المجندين الجدد أعمال الهجوم والانسحاب فهو هدف تدريبي رائع ، ولهذا قررت قيادة البنتاجون في الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ فيلم عملية الهجوم على مطار سفار جنوب مدينة قندهار لرفع معنويات جنودها بعد الفشل المتنامي سواء في الشمال أو العملية البائسة على بيت أمير المؤمنين ، وأستطيع أن أطلق على العملية اسم ( الهجوم على الفراغ ) ، ولنرى كيف قامت قوات الكماندوز لأقوى دولة في العالم بالعمل!!!.
قامت القوات الأمريكية بتجهيز حملة جوية للهجوم على هدف مستطلع ومدروس بدقة فحشدت قرابة 360 مظلياً في 6 طائرات C130 إضافة لعدد من الطائرات الهليكوبتر علاوة على أطقم تصوير محترفة لتسجيل العملية ، وبدأ الهجوم بشكل شرس وتم إطلاق القذائف على التلال الفارغة المحيطة بالمطار ومنها التلة التي كان عليها مجموعة الطلبة والذين نجو بفضل الله بسبب أن الطائرات أطلقت قذائفها التمثيلية على التلال الفارغة أولاً فخرجوا مسرعين من البوسطة التي نالها حظ وافر من الضرب وحرقوا شاحنتهم بصاروخ موجه إلا أن الطلاب الـ 25 كانوا منتشرين في الصحراء ، ثم انتشرت الطائرات الهليكوبتر في سماء المنطقة المحيطة بالمطار لتطلق النار على أحد الأركان المهجورة فيه وخارج نطاق سور المطار ويبدوا أن آل مكتوم كانوا سيهدمونه لعدم ارتباطه بالمبنى ولرداءة شكله ، وهنا على أزيز الطائرات الست والتي فتحت أبوابها وبدأ المظليون بالقفز منها وملئت بهم سماء المطار ولأول مرة في تاريخ المنطقة ، وبعد وصولهم للأرض سرعان ما تجمعوا وبدأوا تنفيذ أدوارهم في سيناريو الهجوم حيث كان من الواضح أن حمولة الطائرة (60 فرداً ) تقوم بتمثيل الهجوم والباقي لكثافة الإنزال فقط وقد شرعوا في لم مظلاتهم ووضعها في حقائبها في حين تركت مجموعة التنفيذ مظلاتها على الأرض لسرعة الأداء ، أشعلت مجموعة التنفيذ اشارات التجمع الفسفورية فبدا الجنود في الليل كالحشرات المضيئة وهي تسير في صفوف في اتجاه مبنى المطار وبدأت كل مجموعة تجري في اتجاه هدفها المزعوم ، وكما قلت كانت أبواب المراحيض مغلقة ( مساحة المرحاض متر × متر ) فعلى الفور وضعوا عبوات ناسفة صغيرة على الأبواب الموصدة وفجروا الأقفال ثم يطلق المقاتل طلقة أو طلقتين من خرطوشه بها ثلاث كرات حديدية وهكذا فعلوا بباقي المراحيض ، وزيادة في التشويق بدأوا يقفزون من النوافذ ويطلقون النار على فراغ الغرف ، ولكن لم يسير السيناريو على ما أرادوا لقد غفلوا عن الـ 25 طالباً الذين فزعوا من القصف وغادروا المنطقة .. عدا حافظ عبد الولي الذي رفض الانحياز أمام هذه القوة وقرر إقتحام العدو وتلقينه درساً وطلب ما عند الله من الشهادة ، حينما وصل عبد الولي إلى قرب المبنى كان الفيلم في نهايته فاشتبك مع القوات الغافلة فقتل أربعة وجرح مجموعة تقدر بثمانية على حسب تصريح الأمريكان واستشهد رحمه الله كما رغب ، وهكذا تحول الفيلم إلى كارثة غير متو قعة وظن الأمريكان أن هناك مجموعات أخرى وعلى الفور أسرعوا بطلب هبوط الطائرات لنقل الجنود وتركوا جميع مظلاتهم في حقائبها على الأرض وركبوا الطائرات في حالة من الفزع أنستهم لهوهم السابق ، والعادة جمع المظلات والعودة بها لإستخدامها مرات أخرى ويبدوا أن العلوج كانوا في عجلة من أمرهم بسبب عبد الولي فتركوها وفروا على عجل .
أهالي القرى جاؤا من بعيد لفهم الأمر ورؤية مقدار القوة الأمريكية إلا أنهم انشغلوا بجمع غنائم الأمريكان وحملوا إلى بيوتهم سيارات ملئت بالبرشوت المتروكة على الأرض ، وصل العرب أيضاً وأخذوا منها قرابة العشر مظلات رئيسية واحتياطية وحملوها إلى قندهار ، رأيت المظلات وفتحت الكتيب الخاص بها والمدون فيه عدد مرات القفز وتوقيع مسؤول التطبيق ، كان أغلبها جديد وأقصاها استخداماً أجرى خمس وعشرين قفزة فقط .
قمندان (نعيم) المسؤول من قبل الطلبة قص على الشباب العملية وبطولة عبد الولي وشجاعته ، وأرسل لنا طلباً بأن نساعدهم في تلغيم المطار وكان يلح في نسف المجمع الإداري الخاص به.
وعلى الرغم من هذا الفشل لم يحمر وجه قادة البنتاجون والقيادة السياسية خجلاً عندما وزعوه على القنوات التلفزيونية ، ليعرض على أنه احدى عمليات الأمريكان الناجحة على واحدة من القواعد الجوية لدولة الطلاب وتنظيم القاعدة .

(3) هجوم الكماندوز الأمريكي
على معسكر الاخوة البلوش

البلوش أسود الصحراء وأكبر عملية استعراضية أمريكية فاشلة في أفغانستان

أرسل إلينا الإخوة البلوش رسالة قصوا فيها معركتهم مع الأمريكان في الصحراء الجنوبية لقندهار ، لقد ذكرت من قبل وجود معسكر تدريب عسكري للإخوة البلوش قريباً من الحدود الباكستانية وهذا المعسكر يقع في تجويف جبلي أي أنه محاط بالجبال من كافة الجهات عدا المدخل وهو بهذا الشكل محصن ضد أي هجوم بري طالما توفر السلاح والعدد المناسب داخله ويعتمد بعد ذلك على كفاءة القائد العسكري وتوزيعه لقواته ، دفع الباكستانيون الأمريكان نحو هذا الهدف أملاً في إنهاء مشاكل هذه الأقلية على يد الأمريكان بدلاً من أن يتهموا هم بها ، رصد الأمريكان الموقع وكانت تقارير الاستطلاع تؤكد أن القوة الموجودة بالمعسكر لا تتجاوز الفصيلة ، وأنهم شباب تحت التدريب وليس لديهم خبرة عسكرية قتالية.
طمع الأمريكان بتحقيق نصر سهل يروجون له بعد ذلك على أنها أكبر عملية برية لهم ثم يضيفوا أنها في جنوب قندهار لإعطاء بعض الإيحاءات بمناعة المكان بسبب قربه من العاصمة الدينية لدولة الطلبة ، حشد الأمريكان قرابة الكتيبتين للعملية أي ما يعادل ألف مقاتل مع أطقم التصوير وخلافه لبيان ضخامة العملية ، كانت الحسابات أنهم سيحققون نصراً سريعاً ويصورون فيلماً تاريخياً ، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
اليوم هو أول معركة برية يخوضها ألف مقاتل أمريكي مزودون بكافة أنواع الطائرات والمدرعات وأحدث تقنيات العصر العسكرية ضد 31 شاباً مسلماً ليس لديهم إلا الأسلحة الخفيفة والتي ستذوب من حرارة محركات المعدات العسكرية الأمريكية ، ودارت الكاميرات لتسجل أكبر كارثة للقوات الأمريكية خلال أولى حروب القرن ، ألقت الطائرات ما في بطونها وتخلت عن الساحة التي ارتجت أرضها تحت وطئة القذائف والصواريخ ، وارتفعت سحابة من الأتربة والأدخنة تلف المكان وحينما انقعشت كانت الخطة الأمريكية قد دخلت المرحلة الثانية وتقدمت القوات البرية المدرعة ، اقتربت المدرعات بسرعة حتى تمثل الدور الأخير من السيناريو ظانة أن الأمر انتهى وعليهم جمع الأسرى ، وإظهار الدور الحضاري للجندي الأمريكي ، واقتربت المدرعات أكثر فأكثر ، وما أن دخلت منطقة الكمين المعد بدقة وروعة حتى انقض عليها أسود بلوشستان تمزيقاً وقتلاً وتحولت النزهة إلى ملحمة ، فالمدرعات التي دخلت تحت وهم القصف المكثف بقرت بطونها وشقت جيوبها وأسقط حملها بالأر بي جي ومدافع 82مم عديم الاتداد ، أصيبت القوات الأمريكية بالذهول وأدرك المخططون قبل المنفذون أن السيناريو لا يسير وفق ما خطط له المخرج والخروج على النص كان كبيراً جداً ، أما المقاتلين الأمريكان في الميدان فقد أظلمت الدنيا في وجوههم ولم يعد يدري أحدهم أين يذهب ، وبدأت المدرعات تصدم بعضها بعضاً وتهرس تحت جنازيرها الجنود الفارين ، وخرج الأمر عن السيطرة ، وبدأت الحشود الأمريكية تنهزم أمام الثلة المؤمنة 31 شاباً يحملون خفيف السلاح يردون 1000 مقاتل بحدهم وحديدهم على أدبارهم لتسفر الجولة الأولى عن هلاك 75 وجرح قرابة 400 من وحدات التمثيل الأمريكية وصدق الله [ لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلونكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ]111 آل عمران [ ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً ] 22 الفتح، وعندما أفاق الأمريكان من هول المأساة أسرعوا بإرسال الطائرات مرة أخرى لتدك المكان عن بكرة أبيه بكل ما لديهم من قنابل خفيفة وثقيلة ولا نستبعد استخدام قذائف نووية تكتيكية ، ويستمر القصف ضراوة وشراسة على الأسود الذين انتشروا في ساحة القتال يتجولون بين ركام المدرعات وجثث القتلى ، حتى استشهد 30 شاباً ولم تفكر القوات الأمريكية بدخول الموقع واكتفت بلم جرحاها وقتلاها وغادرت المكان مسرعة إلى باكستان.
في صباح اليوم التالي أذاعت الإذاعات ولمرة واحدة فقط أن في مستشفيات باكستان أكثر من 400 جريح أمريكي إثر هجوم فاشل في جنوب قندهار.
فهل تقدر القيادة السياسية الأمريكية على مصارحة شعبها بذلك؟ وهل لديها الشجاعة فتقوم بعرض الفيلم على شعبها؟ أم أن المصور من هول الصدمة لم يضغط مفتاح التصوير؟.
وصلنا الخبر في قندهار ليؤكد أمرين الأول أن الأمريكان لا يصلحون للمعارك البرية ، والثاني أنهم لن يفكروا أن يخوضوا تجربة أخرى في قندهار خاصة وأن القوة العسكرية الموجودة في قندهار لديها بفضل الله من الخبرة ما تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية أضحوكة العالم لقرون تالية.
ونحن نعتقد أن الشعب العراقي إذا أحسن التوكل على الله وجدد التوبة والإنابة إليه، فسينصره الله ولو بعد حين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



الإعلام الإسلامي العالمي