Xenon
17-03-2003, 07:52 AM
http://gm-master.com/images/general/1046801308.jpg
في هذا الموضوع لن نقوم بإجراء مراجعة للعبة أو استعراض ,بل سنتطرق لقضية أخرى أكثر أهمية تحت عنوان ذا جيت أوي وحبل المشنقة.
لنقوم بوضع اللعبة في قفص الاتهام ونجري الحكم العادل على لعبة عصابات مدينة الضباب لندن.
ربما قرأ الكثير من المتابعين ماكتب عن اللعبة في عدة مواقع عربية كانت أم أجنبية وبما فيها موقعنا جيم ماستر.
والجميع قد لاحظ ذاك التضارب الشديد بين الحملة القوية الدعائية التي سبقت صدور اللعبة ومانشر عنها بعد الاصدار ,حيث قامت عدة مواقع بنقد اللعبة النقد اللاذع بغير رحمة وهي نفسها المواقع التي كانت تثني عليها في السابق وتعلق عليها الآمال .
هنا نحن في هذا الموضوع سنقوم بتحليل هذه القضية بالشكل المنطقي ووضع اللعبة في محلها الصحيح,فهل تنجو اللعبة من حكم الاعدام شنقا؟!
http://gm-master.com/images/general/1046967631.jpg
سنضع عدة محاور لنقاش هذه القضية وسيتم التحليل على أساسها:
1)الحملة الاعلانية
2)اللعبة كيف كانت وماذا أصبحت؟
أ)الرسوم. ب)أسلوب اللعب.
3)ماحدث في الساحة
4)اللعبة والدين الاسلامي.
5)اصدار الحكم!!
**************************************************
1)الحملة الاعلانية.
بدأت هذه الحملة مع بزوغ نجم الجهاز الأسود Playstation2 منذ أن صدر والأخبار أخذت تتوالى عن هذه اللعبة .
كانت سوني تريد ان تجعل من هذه اللعبة أسطورة بالمعنى الحقيقي بأسلوب جديد من اللعب تريد فيه دمج القيادة مع الاثارة والأكشن والمغامرة لتجمع جميع الأساليب في لعبة واحدة تحكي قصص العصابات في مدينة الضباب لندن كفلم سنمائي من الطراز الأول , أرادت الشركة أن تخرج فكرة جديدة في عالم الألعاب لم يسبق وأن خاضتها أي شركة من قبل .
كانت فكرة جميلة أصرت شركة سوني على تحقيقها وجهزة العدة والعتاد لانتاجها فكانت البداية بالقيام بهذه الحملة الأعلانية بعرض الأخبار والتقارير والمقابلات والصور في المجلات والمواقع ومعارض الكمبيوتر .
وقد نجحت الشركة بهذه الحملة حتى أصبحت اللعبة الأكثر طلبا وتلهفا من الجمهور ففكرتها الرائعة ورسومها الخيالية التي عرضت لم يسبق وأن شاهدها احد على الإطلاق في لعبة كمبيوتر .
استمرت الأخبار تتوالى عن قوة اللعبة وأنها تمثل مدينة جزء كبير من مدينة لندن على اسطوانة DVD ,وكذلك على قوة الرسوم في اللعبة وعدد المضلعات المستخدمة في تمثيل هذه اللعبة وشخصياتها ,وكبر مساحة اللعبة حيث تستطيع التجول في طرقات لندن وكذلك الدخول في فنادقها ومطاعمها ومنتزهاتها ومتاحفها وأبرز المعالم في المدينة من حديقة الهايد بارك وساعة بيج بن وغيرها من المعالم نقلا مطابق للحقيقة ,بالإضافة إلى امتلاك اللعبة عدة تصاريح بوضع سيارات عالمية في اللعبة سواء من السيارات اليابانية مثل (ليكزس) أو غيرها من الشركات الاجنبية وسيارتها الفاخرة مثل اللاند روفر والمرسيدس والكثير من هذه السيارات برسوم عالية الدقة وكأنها لعبة سيارات مستقلة.
الجميع كان على انتظار حتى انقطعت الأخبار لفترة لتنشر شائعة عن الغاء اللعبة ولكن ماهي الا مدة قصيرة حتى ظهرت أخبارها من جديد بصور جديدة ثم قامت بعرض أول عرض فيديو للعبة.
استمر ذلك كله قرابت العامين كل هذه الحملة الاعلانية للعبة جعلت من الجمهور يتلهف لصدورها ,حتى صدرت فعلا على النظام الأوربي PAL .
فماذا حصل من مفاجآت عند الإصدار؟!!!!
2)اللعبة كيف كانت وماذا أصبحت؟
الآن وبعد تلك الحملة ,وبعد الصدور ماذا حصل للعبة أخرجت كما كان متوقع لها أم خيبت الآمال وكانت الحملة زائفة لاتنمي للحقيقة بأي صلة؟!
هذا السؤال يشكل محورا أساسيا في اصدار الحكم على اللعبة ولذلك سنحلله لمحورين فرعيين.
أ)الرسوم.
الرسوم إنه العنصر الأول الذي أدهش جميع لاعبي الكمبيوتر عن الاعلان عن اللعبة ومنذ اصدرا أول صورة للعبة ,فالجميع لم يصدق أن بإمكان جهاز البلاي ستيشن2 أن يعرض مثل هذه الرسوم وبهذه الدقة في عالم شاسع وكبير .
في الحقيقة كانت الرسوم المعروضة في بداية الأمر تفوق الخيالي وبدقة عالية جدا جدا سواء بدقة رسوم الشخصيات او السيارات أو البئية المحيطة باللعبة فكانت رسوم أشبه بالحقيقة.
وهذا نموذج لأحد الصور التي سبق إصدار اللعبة:
http://gm-master.com/images/general/1046966421.jpg
ولكن للأسف بعد صدور اللعبة قد تحطمت هذه الرسوم فلم تظهر بتلك الجودة التي رأيناها فبدأ البطء بالحركة في الأماكن المزدحمة بالمضلعات وبدأت الحواف في بعض المناطق غير منتظمة بذلك الشكل الذي سبق وأن رأيناه في السابق على المجلات ومواقع الانترنت.
فظهرت الكذبة الأولى معلنة انخداع الأغبية بتلك الرسوم التي عرضت في السابق.
ولكن مع أن الرسوم الفعلية في اللعبة لم تكن مطابقة لتلك الرسوم التي عرضت ,إلا أنها ومع ذلك قد أخرجت الشركة لعبة تعتبر الأولى من ناحية الرسوم فالرسوم لم تكن سيئة بل كانت فوق الممتاز نعومة في الرسوم وللمباني والسرعة في اللعبة عند دخول أي مبنى أو الخروج منه فلا ننتظر ذلك التحميل الطويل وكذلك الدقة في العروض السينمائية التي بنيت على رسوم اللعبة الأساسية .
وإن أردنا الخروج بنقطة مفيدة من هذا المحور فاللعبة من هذه الناحية كانت رائعة جدا رسوم جميلة وممتازة ولم نرى لها منافس حتى الآن.وبذلك قد نجت اللعبة من هذا المحور لننتقل إلى محور آخر.
ب)أسلوب اللعب.
هذا الجانب لم يكن مكشوفا بالشكل الكافي قبل الصدور فاقتصرت الخبار على قدرت اللاعب من اللعب بشخصيتين في اللعبة هما :مارك هاموند,والشرطي كارتر.
مع امكانية اللاعب من التجول في طرقات المدن بالسيارة او مشيا على الأقدام وكذلك امتلاك الحرية في اختيار أي سيارة تحلو لك في محاكاة واضحة للعبة GTA,مع امكانيتك في دخول المباني بحرية واستخدام الأسلحة.
هذا مكنا نعلم به قبل الصدور ولكن الصورة لم تكن واضحة بالشكل الكافي حتى صدرت اللعبة .
فكيف أصبحت اللعبة من حيث أسلوب اللعب؟
في الحقيقة هذا الجانب أختلف فيه الكثير من عشاق ألعاب الكمبيوتر وكان السبب الأساسي في تلك الآراء هو اختلاف الأذواق ,ونحن في موقعنا كمتخصصين في ألعاب الكمبيوتر سندلي بتحليل لهذه النقطة بشكل منطقي وصريح.
http://gm-master.com/images/media//1042650136.jpg
انتهجت الشركة في هذه اللعبة الواقعية التامة فكما ذكرت آنفا أن الشركة تريد أن تجعلها كفلم سينمائي وانشاء أسلوب جديد لم يعهده أحد من قبل بإنشاء لعبة واقعية تجعل من اللاعب يتقمص الشخصية التي امامه ويعيشها , معيشة تامة فكأنه يحس بألم البطل وخوفه واضطرابه وكأنه هو الذي يعيش هذه الأحداث فعلا.
وتحقيق لهذا المطلب قد تم إزالة كل العدادات التي تظهر في اللعبة في جميع ألعاب الكمبيوتر . فلاتجد عدادا للطاقة ولا عدادا لذخيرة الأسلحة للأسلحة ولا خارطة للمدينة .وكذلك تم الاستغناء عن المؤن التي تزيد من الطاقة التي تبعد عن الواقع فأرادت الشركة أن تبتكر طريقة جديدة في أسلوب اللعب الواقعي .
كان هناك فئة كبيرة من الناس نقدوا اللعبة بسبب الواقعية الزائدة ,وبالمقابل لاقت اعجابا من الكثير بهذا الأسلوب الواقعي الرائع .
وبالفعل نجحت الشركة في هذا الجانب أشد النجاح ,فالانسان في الواقع لاتظهر له خريطة الكترونية تدله على الطريق ,بل يجب عليه أن يحفظ الطرق من تلقاء نفسه ليصل إلى الموقع الذي يريده ,وكذلك عندما يقوم الشخص بأخذ سلاح واقع على الأرض لايمكنه معرفة عدد الرصاصات الموجودة في السلاح ولذلك تم استبعاد عداد الذخيرة ,وأيضا عندما يصاب الشخص في الواقع بألم أو جرح لايظهر له عداد للطاقة يشير إلى سوء حالته ومابقي له من طاقة حت الموت ,أو أن شخص مصابا ومنهك يقوم بأخذ دواء ما فيشفى نهائيا ,لذلك تم ابتكار حركة جديدةيمكنك من خلالها نعرفة حالة البطل وكذلك طريقة أخرى لكي تعيد البطل الى حيويته فإنك سترى بوادر التعب على البطل عن طريق الدماء التي تكسو دمه وعن طريق مشيته فكلما أصيب زاد اعيائه فتراه يترنح يمنه ويسره . ولكي تقوم بحل هذه المشكلة تستند على جدار ما لمدة حتى ترتاح وترجع إليك حيويتك .
كل ذلك كان بحثا عن الواقعية ,وقدينعتها البعض بأنها واقعية زائدة عن اللزوم ولكن هذا النعت لايدل على فشل اللعبة بل العكس يدل على نجاحها حيث يدل ذلك على أن الشركة وصلت إلى مرادها وهو الوصول إلى الواقعية التامة .
وهذا الأسلوب يميل إليه الكثير من محبي ألعاب الكمبيوتر ماعدى الأشخاص الذين يميلون إلى الخيال والإثارة الغير منتهية البعيدة عن الواقع.
كذلك تميز أسلوب اللعب في اللعبة بدمجه بين الأكشن حينا والجاسوسية حينا آخر وفي بعض اللحظات قد تحتاج إلى أسلوب القيادة والمطاردة للوصول للمهمة المطلوبة .
كل تلك العوامل كانت عوامل نجاح للعبة التي استندت على قصة قوية جدا ومحبوكة كقصص أفلام السينما الرائعة مليئة بالألم والانتقام.
3)ماحدث في الساحة
كانت المفاجأة الكبرى بعد الصدور التي ردت على جميع المنتقدين لهذه اللعبة الذين نعتوها باللعبة الفاشلة .
حيث نجحت اللعبة نجاحا باهرا منذ اول أيام صدورها في أوربا حيث أحتلت المركاز الأولى حت تقدمت شيئا فشيئا لتحتل المركز الأول لتحطم تلك اللعبة التي طال بقائها في القمة GTA المدينة القذرة . ولكن للأسف تم الاطاحة بلعبة المدينة القذرة بلعبة اكثر قذارة .وسنناقش ذلك في المحور الرابع.
هذا النجاح الباهر للعبة في أوربا كان كالحجة القوية أمام المنتقدين لها ومع استمرار نجاحها ماهي الا مدة قصيرة حتى صدرت النسخة الأمريكية من اللعبة لتواصل هي بدورها النجاح مرة أخرى .
هذا ماحدث في ساحة الواقع حيث لاقت اللعبة نجاحا منقطع النظير.
وبالاتجاه المعاكس قد تلقت اللعبة حملة مضادة عند صدورها وتم نقدها نقدا لاذعا بأسلوب لعبها الفاشل وبالخدعة القذرة من الشركة بكذبتها من ناحية الرسوم وعدة نقاط اخرى على حسب قول أولئك المضادين للعبة .
ولكن المبيعات كانت حكما عادلا أثبت نجاح اللعبة على الرغم من هذا النقد.
4)اللعبة والدين الاسلامي.
هذه النقطة هي التي تهمنا كوننا شعبا محافظا له مبادئ وقيم وعقائد ,بخلاف الدول الأوربية التي نجحت فيها اللعبة فلا أخلاق ولا قيم فاللعبة كانت تصور أخلاقهم فحسب ولم يكن شيئا جديدا بالنسبة لهم ولربما كان ذلك عاملا مساعدا على جعل اللعبة أكثر واقعية لتجسيد اللعبة واقع ذلك الشعب الغربي .
هذه النقطة كنا نجهلها جميعا قبل صدور اللعبة فلم نعلم بأن اللعبة ستكون بهذا القدر من القذارة فلا تخلو لقطة الا بذكر كلامات منحطة قذرة لاتمت بالاخلاق بأي صلة .
كذلك اشتمال اللعبة على عدة لقطات بذيئة داخل الملاهي الليلية وبعض مقرات العصابات الذين يقومون باغتصاب النساء .
ذلك كله كان عاملا سيئا جدا بالنسبة لنا نحن فلا أخلاق ولا قيم ونسمع تلك الكلمات تتكرر بين الحين والآخر وترى الصور البذيئة معلقة في الطرقات وفي البنايات, وهذا الشئ قد يسبب بل يسبب الى افساد لأخلاق الصغار وكذلك الشباب المحافظ الذي لم يسبق له وأن شاهد مثل هذه اللقطات البذيئة أو سمع بتلك الكلمات المنحطة.
فتراه يتعلق بالشخصية أثناء اللعب حتى يريد أن يقلده في كلامه بعض المرات مع أصحابه فيأخذ ينطق بتلك الكلمات التي دخلت عقله دون ادراك منه على مدى بذائة مايقول .
وهذا الشئ ان لم يعالج ويراقب لكان سببا في افساد تام للطفولة البريئة .
http://gm-master.com/images/general/1046967309.jpg
وقد يستغرب البعض لماذا قامت الشركة بفعل هذا الشئ حتى أنه أدى الى الطلب من الشركة بحذف تلك اللقطات الغير لائقة في النسخة الامريكية .
والجواب واضح فاللعبة تمثل حياة عصابات الذين لايعرفون الأخلاق في شعب غربي بعيد عن الأخلاق التي تعلمناها في ديننا الاسلامي الحنيف .
5)اصدار الحكم!!
http://gm-master.com/images/general/1046965693.jpg
ها نحن الآن قد انتهينا من تحليل اللعبة ولم يبقى سوى اصدار الحكم بناءً على تلك المحاور .
وكملخص بسيط قبل اصدار الحكم نقول:
أن الشركة قد قامت ببعض الخداع بما نشرته قبل الاصدار ,حيث بدى ذلك واضحا حين صدرت اللعبة.
كذلك تعرضت اللعبة لنقد شديد بعد الصدور ولم يكن ذلك النقد منصفا حيث تم نقد المحاسن والمساوئ.
لا أخلاقية في اللعبة ومخالفة لديننا الحنيف.
لعبة قوية وناجحة وفكرة جديدة في عالم الألعاب وواقعية قوية على اسطوانة لايجازوز نصف قطرها عدة سنتميترات.
نجاح في المبيعات في أوربا وعدة مناطق أخرى واحتلال المركز الأول .
وفي الأخير نصدر الحكم النهائي على اللعبة وهو الغاء حكم الاعدام شنقا بسبب النجاح الباهر الذي رأيناه على أرض الواقع .
وعلى ذلك نعطي النسبة الواقعية للعبة:
98% بغض النظر عن اللا أخلاقية.
92% باعتبار العامل الأخلاقي.
************************
المصدر:
موقع جيم ماستر
www.gm-master.com
http://www.gm-master.com/template/standard/images/top_03.jpg
وشكرا:D:D:D.
في هذا الموضوع لن نقوم بإجراء مراجعة للعبة أو استعراض ,بل سنتطرق لقضية أخرى أكثر أهمية تحت عنوان ذا جيت أوي وحبل المشنقة.
لنقوم بوضع اللعبة في قفص الاتهام ونجري الحكم العادل على لعبة عصابات مدينة الضباب لندن.
ربما قرأ الكثير من المتابعين ماكتب عن اللعبة في عدة مواقع عربية كانت أم أجنبية وبما فيها موقعنا جيم ماستر.
والجميع قد لاحظ ذاك التضارب الشديد بين الحملة القوية الدعائية التي سبقت صدور اللعبة ومانشر عنها بعد الاصدار ,حيث قامت عدة مواقع بنقد اللعبة النقد اللاذع بغير رحمة وهي نفسها المواقع التي كانت تثني عليها في السابق وتعلق عليها الآمال .
هنا نحن في هذا الموضوع سنقوم بتحليل هذه القضية بالشكل المنطقي ووضع اللعبة في محلها الصحيح,فهل تنجو اللعبة من حكم الاعدام شنقا؟!
http://gm-master.com/images/general/1046967631.jpg
سنضع عدة محاور لنقاش هذه القضية وسيتم التحليل على أساسها:
1)الحملة الاعلانية
2)اللعبة كيف كانت وماذا أصبحت؟
أ)الرسوم. ب)أسلوب اللعب.
3)ماحدث في الساحة
4)اللعبة والدين الاسلامي.
5)اصدار الحكم!!
**************************************************
1)الحملة الاعلانية.
بدأت هذه الحملة مع بزوغ نجم الجهاز الأسود Playstation2 منذ أن صدر والأخبار أخذت تتوالى عن هذه اللعبة .
كانت سوني تريد ان تجعل من هذه اللعبة أسطورة بالمعنى الحقيقي بأسلوب جديد من اللعب تريد فيه دمج القيادة مع الاثارة والأكشن والمغامرة لتجمع جميع الأساليب في لعبة واحدة تحكي قصص العصابات في مدينة الضباب لندن كفلم سنمائي من الطراز الأول , أرادت الشركة أن تخرج فكرة جديدة في عالم الألعاب لم يسبق وأن خاضتها أي شركة من قبل .
كانت فكرة جميلة أصرت شركة سوني على تحقيقها وجهزة العدة والعتاد لانتاجها فكانت البداية بالقيام بهذه الحملة الأعلانية بعرض الأخبار والتقارير والمقابلات والصور في المجلات والمواقع ومعارض الكمبيوتر .
وقد نجحت الشركة بهذه الحملة حتى أصبحت اللعبة الأكثر طلبا وتلهفا من الجمهور ففكرتها الرائعة ورسومها الخيالية التي عرضت لم يسبق وأن شاهدها احد على الإطلاق في لعبة كمبيوتر .
استمرت الأخبار تتوالى عن قوة اللعبة وأنها تمثل مدينة جزء كبير من مدينة لندن على اسطوانة DVD ,وكذلك على قوة الرسوم في اللعبة وعدد المضلعات المستخدمة في تمثيل هذه اللعبة وشخصياتها ,وكبر مساحة اللعبة حيث تستطيع التجول في طرقات لندن وكذلك الدخول في فنادقها ومطاعمها ومنتزهاتها ومتاحفها وأبرز المعالم في المدينة من حديقة الهايد بارك وساعة بيج بن وغيرها من المعالم نقلا مطابق للحقيقة ,بالإضافة إلى امتلاك اللعبة عدة تصاريح بوضع سيارات عالمية في اللعبة سواء من السيارات اليابانية مثل (ليكزس) أو غيرها من الشركات الاجنبية وسيارتها الفاخرة مثل اللاند روفر والمرسيدس والكثير من هذه السيارات برسوم عالية الدقة وكأنها لعبة سيارات مستقلة.
الجميع كان على انتظار حتى انقطعت الأخبار لفترة لتنشر شائعة عن الغاء اللعبة ولكن ماهي الا مدة قصيرة حتى ظهرت أخبارها من جديد بصور جديدة ثم قامت بعرض أول عرض فيديو للعبة.
استمر ذلك كله قرابت العامين كل هذه الحملة الاعلانية للعبة جعلت من الجمهور يتلهف لصدورها ,حتى صدرت فعلا على النظام الأوربي PAL .
فماذا حصل من مفاجآت عند الإصدار؟!!!!
2)اللعبة كيف كانت وماذا أصبحت؟
الآن وبعد تلك الحملة ,وبعد الصدور ماذا حصل للعبة أخرجت كما كان متوقع لها أم خيبت الآمال وكانت الحملة زائفة لاتنمي للحقيقة بأي صلة؟!
هذا السؤال يشكل محورا أساسيا في اصدار الحكم على اللعبة ولذلك سنحلله لمحورين فرعيين.
أ)الرسوم.
الرسوم إنه العنصر الأول الذي أدهش جميع لاعبي الكمبيوتر عن الاعلان عن اللعبة ومنذ اصدرا أول صورة للعبة ,فالجميع لم يصدق أن بإمكان جهاز البلاي ستيشن2 أن يعرض مثل هذه الرسوم وبهذه الدقة في عالم شاسع وكبير .
في الحقيقة كانت الرسوم المعروضة في بداية الأمر تفوق الخيالي وبدقة عالية جدا جدا سواء بدقة رسوم الشخصيات او السيارات أو البئية المحيطة باللعبة فكانت رسوم أشبه بالحقيقة.
وهذا نموذج لأحد الصور التي سبق إصدار اللعبة:
http://gm-master.com/images/general/1046966421.jpg
ولكن للأسف بعد صدور اللعبة قد تحطمت هذه الرسوم فلم تظهر بتلك الجودة التي رأيناها فبدأ البطء بالحركة في الأماكن المزدحمة بالمضلعات وبدأت الحواف في بعض المناطق غير منتظمة بذلك الشكل الذي سبق وأن رأيناه في السابق على المجلات ومواقع الانترنت.
فظهرت الكذبة الأولى معلنة انخداع الأغبية بتلك الرسوم التي عرضت في السابق.
ولكن مع أن الرسوم الفعلية في اللعبة لم تكن مطابقة لتلك الرسوم التي عرضت ,إلا أنها ومع ذلك قد أخرجت الشركة لعبة تعتبر الأولى من ناحية الرسوم فالرسوم لم تكن سيئة بل كانت فوق الممتاز نعومة في الرسوم وللمباني والسرعة في اللعبة عند دخول أي مبنى أو الخروج منه فلا ننتظر ذلك التحميل الطويل وكذلك الدقة في العروض السينمائية التي بنيت على رسوم اللعبة الأساسية .
وإن أردنا الخروج بنقطة مفيدة من هذا المحور فاللعبة من هذه الناحية كانت رائعة جدا رسوم جميلة وممتازة ولم نرى لها منافس حتى الآن.وبذلك قد نجت اللعبة من هذا المحور لننتقل إلى محور آخر.
ب)أسلوب اللعب.
هذا الجانب لم يكن مكشوفا بالشكل الكافي قبل الصدور فاقتصرت الخبار على قدرت اللاعب من اللعب بشخصيتين في اللعبة هما :مارك هاموند,والشرطي كارتر.
مع امكانية اللاعب من التجول في طرقات المدن بالسيارة او مشيا على الأقدام وكذلك امتلاك الحرية في اختيار أي سيارة تحلو لك في محاكاة واضحة للعبة GTA,مع امكانيتك في دخول المباني بحرية واستخدام الأسلحة.
هذا مكنا نعلم به قبل الصدور ولكن الصورة لم تكن واضحة بالشكل الكافي حتى صدرت اللعبة .
فكيف أصبحت اللعبة من حيث أسلوب اللعب؟
في الحقيقة هذا الجانب أختلف فيه الكثير من عشاق ألعاب الكمبيوتر وكان السبب الأساسي في تلك الآراء هو اختلاف الأذواق ,ونحن في موقعنا كمتخصصين في ألعاب الكمبيوتر سندلي بتحليل لهذه النقطة بشكل منطقي وصريح.
http://gm-master.com/images/media//1042650136.jpg
انتهجت الشركة في هذه اللعبة الواقعية التامة فكما ذكرت آنفا أن الشركة تريد أن تجعلها كفلم سينمائي وانشاء أسلوب جديد لم يعهده أحد من قبل بإنشاء لعبة واقعية تجعل من اللاعب يتقمص الشخصية التي امامه ويعيشها , معيشة تامة فكأنه يحس بألم البطل وخوفه واضطرابه وكأنه هو الذي يعيش هذه الأحداث فعلا.
وتحقيق لهذا المطلب قد تم إزالة كل العدادات التي تظهر في اللعبة في جميع ألعاب الكمبيوتر . فلاتجد عدادا للطاقة ولا عدادا لذخيرة الأسلحة للأسلحة ولا خارطة للمدينة .وكذلك تم الاستغناء عن المؤن التي تزيد من الطاقة التي تبعد عن الواقع فأرادت الشركة أن تبتكر طريقة جديدة في أسلوب اللعب الواقعي .
كان هناك فئة كبيرة من الناس نقدوا اللعبة بسبب الواقعية الزائدة ,وبالمقابل لاقت اعجابا من الكثير بهذا الأسلوب الواقعي الرائع .
وبالفعل نجحت الشركة في هذا الجانب أشد النجاح ,فالانسان في الواقع لاتظهر له خريطة الكترونية تدله على الطريق ,بل يجب عليه أن يحفظ الطرق من تلقاء نفسه ليصل إلى الموقع الذي يريده ,وكذلك عندما يقوم الشخص بأخذ سلاح واقع على الأرض لايمكنه معرفة عدد الرصاصات الموجودة في السلاح ولذلك تم استبعاد عداد الذخيرة ,وأيضا عندما يصاب الشخص في الواقع بألم أو جرح لايظهر له عداد للطاقة يشير إلى سوء حالته ومابقي له من طاقة حت الموت ,أو أن شخص مصابا ومنهك يقوم بأخذ دواء ما فيشفى نهائيا ,لذلك تم ابتكار حركة جديدةيمكنك من خلالها نعرفة حالة البطل وكذلك طريقة أخرى لكي تعيد البطل الى حيويته فإنك سترى بوادر التعب على البطل عن طريق الدماء التي تكسو دمه وعن طريق مشيته فكلما أصيب زاد اعيائه فتراه يترنح يمنه ويسره . ولكي تقوم بحل هذه المشكلة تستند على جدار ما لمدة حتى ترتاح وترجع إليك حيويتك .
كل ذلك كان بحثا عن الواقعية ,وقدينعتها البعض بأنها واقعية زائدة عن اللزوم ولكن هذا النعت لايدل على فشل اللعبة بل العكس يدل على نجاحها حيث يدل ذلك على أن الشركة وصلت إلى مرادها وهو الوصول إلى الواقعية التامة .
وهذا الأسلوب يميل إليه الكثير من محبي ألعاب الكمبيوتر ماعدى الأشخاص الذين يميلون إلى الخيال والإثارة الغير منتهية البعيدة عن الواقع.
كذلك تميز أسلوب اللعب في اللعبة بدمجه بين الأكشن حينا والجاسوسية حينا آخر وفي بعض اللحظات قد تحتاج إلى أسلوب القيادة والمطاردة للوصول للمهمة المطلوبة .
كل تلك العوامل كانت عوامل نجاح للعبة التي استندت على قصة قوية جدا ومحبوكة كقصص أفلام السينما الرائعة مليئة بالألم والانتقام.
3)ماحدث في الساحة
كانت المفاجأة الكبرى بعد الصدور التي ردت على جميع المنتقدين لهذه اللعبة الذين نعتوها باللعبة الفاشلة .
حيث نجحت اللعبة نجاحا باهرا منذ اول أيام صدورها في أوربا حيث أحتلت المركاز الأولى حت تقدمت شيئا فشيئا لتحتل المركز الأول لتحطم تلك اللعبة التي طال بقائها في القمة GTA المدينة القذرة . ولكن للأسف تم الاطاحة بلعبة المدينة القذرة بلعبة اكثر قذارة .وسنناقش ذلك في المحور الرابع.
هذا النجاح الباهر للعبة في أوربا كان كالحجة القوية أمام المنتقدين لها ومع استمرار نجاحها ماهي الا مدة قصيرة حتى صدرت النسخة الأمريكية من اللعبة لتواصل هي بدورها النجاح مرة أخرى .
هذا ماحدث في ساحة الواقع حيث لاقت اللعبة نجاحا منقطع النظير.
وبالاتجاه المعاكس قد تلقت اللعبة حملة مضادة عند صدورها وتم نقدها نقدا لاذعا بأسلوب لعبها الفاشل وبالخدعة القذرة من الشركة بكذبتها من ناحية الرسوم وعدة نقاط اخرى على حسب قول أولئك المضادين للعبة .
ولكن المبيعات كانت حكما عادلا أثبت نجاح اللعبة على الرغم من هذا النقد.
4)اللعبة والدين الاسلامي.
هذه النقطة هي التي تهمنا كوننا شعبا محافظا له مبادئ وقيم وعقائد ,بخلاف الدول الأوربية التي نجحت فيها اللعبة فلا أخلاق ولا قيم فاللعبة كانت تصور أخلاقهم فحسب ولم يكن شيئا جديدا بالنسبة لهم ولربما كان ذلك عاملا مساعدا على جعل اللعبة أكثر واقعية لتجسيد اللعبة واقع ذلك الشعب الغربي .
هذه النقطة كنا نجهلها جميعا قبل صدور اللعبة فلم نعلم بأن اللعبة ستكون بهذا القدر من القذارة فلا تخلو لقطة الا بذكر كلامات منحطة قذرة لاتمت بالاخلاق بأي صلة .
كذلك اشتمال اللعبة على عدة لقطات بذيئة داخل الملاهي الليلية وبعض مقرات العصابات الذين يقومون باغتصاب النساء .
ذلك كله كان عاملا سيئا جدا بالنسبة لنا نحن فلا أخلاق ولا قيم ونسمع تلك الكلمات تتكرر بين الحين والآخر وترى الصور البذيئة معلقة في الطرقات وفي البنايات, وهذا الشئ قد يسبب بل يسبب الى افساد لأخلاق الصغار وكذلك الشباب المحافظ الذي لم يسبق له وأن شاهد مثل هذه اللقطات البذيئة أو سمع بتلك الكلمات المنحطة.
فتراه يتعلق بالشخصية أثناء اللعب حتى يريد أن يقلده في كلامه بعض المرات مع أصحابه فيأخذ ينطق بتلك الكلمات التي دخلت عقله دون ادراك منه على مدى بذائة مايقول .
وهذا الشئ ان لم يعالج ويراقب لكان سببا في افساد تام للطفولة البريئة .
http://gm-master.com/images/general/1046967309.jpg
وقد يستغرب البعض لماذا قامت الشركة بفعل هذا الشئ حتى أنه أدى الى الطلب من الشركة بحذف تلك اللقطات الغير لائقة في النسخة الامريكية .
والجواب واضح فاللعبة تمثل حياة عصابات الذين لايعرفون الأخلاق في شعب غربي بعيد عن الأخلاق التي تعلمناها في ديننا الاسلامي الحنيف .
5)اصدار الحكم!!
http://gm-master.com/images/general/1046965693.jpg
ها نحن الآن قد انتهينا من تحليل اللعبة ولم يبقى سوى اصدار الحكم بناءً على تلك المحاور .
وكملخص بسيط قبل اصدار الحكم نقول:
أن الشركة قد قامت ببعض الخداع بما نشرته قبل الاصدار ,حيث بدى ذلك واضحا حين صدرت اللعبة.
كذلك تعرضت اللعبة لنقد شديد بعد الصدور ولم يكن ذلك النقد منصفا حيث تم نقد المحاسن والمساوئ.
لا أخلاقية في اللعبة ومخالفة لديننا الحنيف.
لعبة قوية وناجحة وفكرة جديدة في عالم الألعاب وواقعية قوية على اسطوانة لايجازوز نصف قطرها عدة سنتميترات.
نجاح في المبيعات في أوربا وعدة مناطق أخرى واحتلال المركز الأول .
وفي الأخير نصدر الحكم النهائي على اللعبة وهو الغاء حكم الاعدام شنقا بسبب النجاح الباهر الذي رأيناه على أرض الواقع .
وعلى ذلك نعطي النسبة الواقعية للعبة:
98% بغض النظر عن اللا أخلاقية.
92% باعتبار العامل الأخلاقي.
************************
المصدر:
موقع جيم ماستر
www.gm-master.com
http://www.gm-master.com/template/standard/images/top_03.jpg
وشكرا:D:D:D.