كلاود سـتـرايـف
19-03-2003, 07:11 AM
ما يأتي هو النص الحرفي للخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش فجر اليوم وأمهل فيه الرئيس العراقي صدام حسين 48 ساعة لمغادرة العراق وإلا واجه حربا لنزع أسلحته:
"وصلت الأحداث في العراق إلى آخر أيام القرار. لأكثر من عقد من الزمن, بذلت الولايات المتحدة ودول أخرى جهودا صبورة ومشرفة لنزع أسلحة النظام العراقي من دون حرب. وتعهد هذا النظام بالكشف عن كل أسلحة الدمار الشامل التي يملكها وتدميرها كشرط لوقف حرب الخليج العام 1991. ومنذ ذلك التاريخ, باشر العالم 12 عاما من الدبلوماسية. واعتمدنا أكثر من 12 قرارا في مجلس الأمن الدولي. وأرسلنا مئات المفتشين للإشراف على نزع أسلحة العراق. لكن نيتنا الحسنة لم تقابل بالشيء نفسه. فقد استغل النظام العراقي الدبلوماسية كحجة لكسب الوقت. وقد تحدى قرارات مجلس الأمن التي تطالب بنزع أسلحته بالكامل.
وعبر السنين, تعرض مفتشو الأمم المتحدة لتهديدات من مسؤولين عراقيين, وتم التنصت عليهم إلكترونيا وخداعهم بشكل منهجي. وفشلت الجهود السلمية لنزع أسلحة العراق مرة بعد أخرى لأننا لا نتعامل مع رجل مسالم. المعلومات التي جمعتها حكومتنا وحكومات أخرى, لا تترك أي مجال للشك بأن النظام العراقي لا يزال يملك ويخفي بعضا من أفتك الأسلحة. وقد سبق لهذا النظام أن استخدم أسلحة دمار شامل ضد جيران العراق وضد الشعب العراقي.
النظام له تاريخ من العدوان الأخرق في الشرق الأوسط. وهو يضمر حقدا عميقا لأميركا وأصدقائنا، وساعد ودرب وآوى إرهابيين بينهم عناصر من القاعدة. الخطر واضح, فعبر استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية وربما يوما ما أسلحة نووية يحصلون عليها بمساعدة العراق, يمكن للإرهابيين تحقيق طموحاتهم المعلنة وقتل آلاف أو حتى مئات الآلاف من الأشخاص الأبرياء في بلادنا وفي دول أخرى.
الولايات المتحدة والدول الأخرى لم تفعل شيئا لتستحق هذا التهديد, لكننا سنبذل قصارى جهدنا لهزمه. بدلا من الانجرار إلى المأساة, سنسلك الطريق نحو بر الأمان. وقبل أن تحل الفظاعة وقبل أن يفوت الأوان للتحرك, ستتم إزالة هذا الخطر. فالولايات المتحدة تتمتع بالصلاحية السيادية لاستخدام القوة لحماية أمنها القوي. وهذا الواجب يقع على عاتقي بصفتي القائد الأعلى من خلال القسم الذي أديته, هذا القسم الذي سأحترمه.
والكونغرس وعى التهديد الذي يحدق ببلادنا فصوت بغالبية كبرى العام الماضي لتأييد استخدام القوة ضد العراق. حاولت أميركا العمل مع الأمم المتحدة لمواجهة هذا التهديد لأنها أرادت حل هذه المسألة سلميا، ونؤمن بمهمة الأمم المتحدة.
أحد الأسباب التي أدت إلى تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية, كان لمواجهة الطغاة العدوانيين بنشاط مبكر, قبل أن يتمكنوا من مهاجمة الأبرياء وتدمير السلام.
في ما يتعلق بالعراق, تحرك مجلس الأمن الدولي في بداية التسعينيات. وبموجب القرارين 678 و687 اللذين لا يزالان ساريين, يسمح للولايات المتحدة وحلفائنا باستخدام القوة لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية.
إن الأمر لا يتعلق بالصلاحية بل يتعلق بالإرادة. في سبتمبر الماضي/أيلول, ذهبت إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوت أمم العالم إلى الاتحاد ووضع حد لهذا الخطر. في الثامن من نوفمبر /تشرين الثاني اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 1441 الذي نص على أن العراق ينتهك بشكل واضح التزاماته, وعلى عواقب وخيمة في حال لم ينزع العراق أسلحته فورا وبالكامل.
واليوم لا يمكن لأي دولة أن تدعي أن العراق نزع أسلحته. ولن ينزع أسلحته طالما أن صدام حسين يتمسك بالسلطة. خلال الأشهر الأربعة ونصف الشهر الأخير, عملت الولايات المتحدة وحلفاؤنا داخل مجلس الأمن للدفع إلى تطبيق مطالب المجلس. لكن بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أعلنت أنها ستستخدم الفيتو على أي مشروع قرار يلزم العراق بنزع أسلحته. هذه الدول تشاطرنا تقييمنا للخطر لكنها لا تشاطرنا عزمنا على مواجهته.
الكثير من الدول رغم ذلك, تمتلك العزم والقوة المعنوية للتحرك ضد التهديد الذي يحدق بالسلام. ويتشكل الآن تحالف واسع للعمل على تنفيذ مطالب العالم العادلة. لم يرتق مجلس الأمن الدولي إلى مستوى مسؤولياته, لذا سنرتقي إلى مستوى مسؤولياتنا.
في الأيام الأخيرة, كانت بعض حكومات الشرق الأوسط تقوم بالجزء العائد إليها. فقد وجهت رسائل علنية وشخصية تحض الديكتاتور على مغادرة العراق حتى يفسح المجال أمام عملية نزع أسلحة سلمية. بيد أنه رفض ذلك.
وصلت كل عقود المخادعة والشراسة إلى نهايتها. على صدام حسين وأبنائه أن يغادروا العراق في غضون 48 ساعة. وسيؤدي رفضهم إلى بدء نزاع عسكري في الوقت الذي نختاره. وبغية المحافظة على سلامتهم, على كل الرعايا بمن فيهم الصحفيون والمفتشون مغادرة العراق فورا.
الكثير من العراقيين يستطيعون سماعي هذا المساء من خلال بث إذاعي مترجم ولدي رسالة أوجهها إليهم: إذا بدأنا حملة عسكرية فإنها ستكون موجهة ضد الرجال الخارجين على القانون الذين يحكمون بلادكم وليست ضدكم. وما أن يسحب التحالف السلطة منهم, سنوفر الأدوية والأغذية التي تحتاجونها. سنقضي على آلة الترهيب وسنساعدكم على بناء عراق مزدهر وحر. ولن يشهد العراق الحر حروبا عدوانية على جيرانكم ولا مصانع للسموم ولا عمليات إعدام للمنشقين ولا غرف تعذيب ولا غرف اغتصاب. سيرحل الطاغية قريبا. ويوم تحرركم قد اقترب.
لقد فات الأوان لبقاء صدام حسين في السلطة لكن الوقت لم يفت لكي يتصرف العسكريون العراقيون بشرف لحماية بلادكم عبر السماح بدخول قوات التحالف سلميا للقضاء على أسلحة الدمار الشامل. قواتنا ستعطي الوحدات العسكرية العراقية تعليمات واضحة حول التحركات التي يجب أن تقوم بها لتجنب تعرضها للهجوم والتدمير.
أحض كل عنصر في القوات العسكرية العراقية وفي أجهزة الاستخبارات: في حال وقوع الحرب لا تقاتلوا في سبيل نظام يحتضر لا يستحق أن تضحوا بحياتكم من أجله. وعلى كل العسكريين العراقيين والموظفين المدنيين أن يصغوا جيدا إلى هذا التحذير: في حال وقوع أي نزاع فإن مصيركم رهن بتصرفاتكم. لا تدمروا آبار النفط وهي ثروة يملكها الشعب العراقي. لا تذعنوا لأي أوامر باستخدام أسلحة دمار شامل ضد أي كان بمن فيهم الشعب العراقي. ستتم محاكمات بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ستتم معاقبة مجرمي الحرب ولن ينفع القول "لقد كنت أتبع الأوامر لا أكثر".
في حال اختار صدام حسين المواجهة يجب أن يعرف الشعب الأميركي أن كل الإجراءات اتخذت لتجنب الحرب وستتخذ كل الإجراءات للانتصار فيها. يعي الأميركيون كلفة النزاعات لأننا دفعنا الثمن في السابق. لا شيء أكيدا في الحرب سوى التضحية. لكن الطريق الوحيد لخفض الضرر ومدة الحرب هو في استخدام القوة المطلقة لقواتنا وعظمتها ونحن مستعدون لذلك.
في حال حاول صدام حسين التمسك بالسلطة سيبقى خصما مميتا حتى النهاية. ففي حالة اليأس قد يحاول هو ومجموعات إرهابية شن عمليات إرهابية ضد الشعب الأميركي وأصدقائنا. هذه الهجمات ليست حتمية لكنها ممكنة. وهذا الواقع يعزز سبب عدم تمكننا من العيش في ظل تهديد الابتزاز. التهديد الإرهابي لأميركا والعالم سيتراجع عندما تنزع أسلحة صدام حسين.
حكومتنا في حالة يقظة عالية ضد هذه المخاطر. ومع استعدادنا لضمان النصر في العراق, فإننا نتخذ إجراءات إضافية لحماية بلادنا. في الأيام الأخيرة طردت السلطات الأميركية من البلاد بعض الأفراد الذين لهم روابط مع أجهزة الاستخبارات العراقية. ومن الإجراءات الأخرى أمرت بإجراءات أمنية إضافية في مطاراتنا وزيادة الدوريات لخفر السواحل في المرافئ الرئيسية. وتعمل وزارة الأمن الداخلي بشكل وثيق مع حكام الولايات لزيادة الأمن في مرافق حساسة في كل أنحاء الولايات المتحدة.
في حال ضرب الأعداء بلادنا, فإنهم بذلك يحاولون تحويل انتباهنا من خلال زرع الذعر, وسيحاولون إضعاف معنوياتنا بالخوف. لكنهم سيفشلون في ذلك. فما من عمل يقومون به سيؤثر على عزم هذا البلد. نحن شعب مسالم لكننا لسنا شعبا هشا. ولن تخفينا الوحوش والقتلة.
في حال تجرأ أعداؤنا على ضربنا سيواجهون وكل من ساعدهم عواقب وخيمة. نحن نتحرك الآن, لأن مخاطر عدم التحرك ستكون أكبر بكثير. فبعد سنة أو خمس سنوات ستتضاعف قدرة العراق على إلحاق الضرر على كل الأمم الحرة مرات كثيرة.
ومع هذه القدرات يمكن لصدام حسين وحلفائه أن يختاروا متى يشنون نزاعا قاتلا عندما يكونون في موقع أقوى. ونحن نختار أن نواجه هذا التهديد الآن في مكان ظهوره قبل أن يظهر فجأة في سمائنا ومدننا.
قضية السلام تقتضي من كل دول العالم الحرة أن تعترف بالوقائع الجديدة التي لا تدحض. في القرن العشرين البعض قرر تهدئة طغاة قتلة مما سمح لتهديداتهم بالتحول إلى مجازر إبادة وإلى حرب شاملة.
في القرن الحالي, في وقت يخطط فيه الرجال الأشرار لإرهاب كيميائي وبيولوجي ونووي, فإن سياسة التهدئة قد تخلف دمارا لم تعرف الأرض بحجمه قبل الآن. والإرهابيون والدول الإرهابية لا يكشفون عن هذه التهديدات مسبقا وفي تصريحات رسمية. والرد على هؤلاء الأعداء فقط بعد توجيههم الضربات لا يعتبر دفاعا عن النفس. إنه انتحار. أمن العالم يتطلب نزع أسلحة صدام حسين الآن. وفي سعينا إلى تحقيق مطالب العالم المحقة فإننا سنحقق أيضا التزامات بلادنا العميقة".
المصدر :وكالات
"وصلت الأحداث في العراق إلى آخر أيام القرار. لأكثر من عقد من الزمن, بذلت الولايات المتحدة ودول أخرى جهودا صبورة ومشرفة لنزع أسلحة النظام العراقي من دون حرب. وتعهد هذا النظام بالكشف عن كل أسلحة الدمار الشامل التي يملكها وتدميرها كشرط لوقف حرب الخليج العام 1991. ومنذ ذلك التاريخ, باشر العالم 12 عاما من الدبلوماسية. واعتمدنا أكثر من 12 قرارا في مجلس الأمن الدولي. وأرسلنا مئات المفتشين للإشراف على نزع أسلحة العراق. لكن نيتنا الحسنة لم تقابل بالشيء نفسه. فقد استغل النظام العراقي الدبلوماسية كحجة لكسب الوقت. وقد تحدى قرارات مجلس الأمن التي تطالب بنزع أسلحته بالكامل.
وعبر السنين, تعرض مفتشو الأمم المتحدة لتهديدات من مسؤولين عراقيين, وتم التنصت عليهم إلكترونيا وخداعهم بشكل منهجي. وفشلت الجهود السلمية لنزع أسلحة العراق مرة بعد أخرى لأننا لا نتعامل مع رجل مسالم. المعلومات التي جمعتها حكومتنا وحكومات أخرى, لا تترك أي مجال للشك بأن النظام العراقي لا يزال يملك ويخفي بعضا من أفتك الأسلحة. وقد سبق لهذا النظام أن استخدم أسلحة دمار شامل ضد جيران العراق وضد الشعب العراقي.
النظام له تاريخ من العدوان الأخرق في الشرق الأوسط. وهو يضمر حقدا عميقا لأميركا وأصدقائنا، وساعد ودرب وآوى إرهابيين بينهم عناصر من القاعدة. الخطر واضح, فعبر استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية وربما يوما ما أسلحة نووية يحصلون عليها بمساعدة العراق, يمكن للإرهابيين تحقيق طموحاتهم المعلنة وقتل آلاف أو حتى مئات الآلاف من الأشخاص الأبرياء في بلادنا وفي دول أخرى.
الولايات المتحدة والدول الأخرى لم تفعل شيئا لتستحق هذا التهديد, لكننا سنبذل قصارى جهدنا لهزمه. بدلا من الانجرار إلى المأساة, سنسلك الطريق نحو بر الأمان. وقبل أن تحل الفظاعة وقبل أن يفوت الأوان للتحرك, ستتم إزالة هذا الخطر. فالولايات المتحدة تتمتع بالصلاحية السيادية لاستخدام القوة لحماية أمنها القوي. وهذا الواجب يقع على عاتقي بصفتي القائد الأعلى من خلال القسم الذي أديته, هذا القسم الذي سأحترمه.
والكونغرس وعى التهديد الذي يحدق ببلادنا فصوت بغالبية كبرى العام الماضي لتأييد استخدام القوة ضد العراق. حاولت أميركا العمل مع الأمم المتحدة لمواجهة هذا التهديد لأنها أرادت حل هذه المسألة سلميا، ونؤمن بمهمة الأمم المتحدة.
أحد الأسباب التي أدت إلى تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية, كان لمواجهة الطغاة العدوانيين بنشاط مبكر, قبل أن يتمكنوا من مهاجمة الأبرياء وتدمير السلام.
في ما يتعلق بالعراق, تحرك مجلس الأمن الدولي في بداية التسعينيات. وبموجب القرارين 678 و687 اللذين لا يزالان ساريين, يسمح للولايات المتحدة وحلفائنا باستخدام القوة لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية.
إن الأمر لا يتعلق بالصلاحية بل يتعلق بالإرادة. في سبتمبر الماضي/أيلول, ذهبت إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوت أمم العالم إلى الاتحاد ووضع حد لهذا الخطر. في الثامن من نوفمبر /تشرين الثاني اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 1441 الذي نص على أن العراق ينتهك بشكل واضح التزاماته, وعلى عواقب وخيمة في حال لم ينزع العراق أسلحته فورا وبالكامل.
واليوم لا يمكن لأي دولة أن تدعي أن العراق نزع أسلحته. ولن ينزع أسلحته طالما أن صدام حسين يتمسك بالسلطة. خلال الأشهر الأربعة ونصف الشهر الأخير, عملت الولايات المتحدة وحلفاؤنا داخل مجلس الأمن للدفع إلى تطبيق مطالب المجلس. لكن بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أعلنت أنها ستستخدم الفيتو على أي مشروع قرار يلزم العراق بنزع أسلحته. هذه الدول تشاطرنا تقييمنا للخطر لكنها لا تشاطرنا عزمنا على مواجهته.
الكثير من الدول رغم ذلك, تمتلك العزم والقوة المعنوية للتحرك ضد التهديد الذي يحدق بالسلام. ويتشكل الآن تحالف واسع للعمل على تنفيذ مطالب العالم العادلة. لم يرتق مجلس الأمن الدولي إلى مستوى مسؤولياته, لذا سنرتقي إلى مستوى مسؤولياتنا.
في الأيام الأخيرة, كانت بعض حكومات الشرق الأوسط تقوم بالجزء العائد إليها. فقد وجهت رسائل علنية وشخصية تحض الديكتاتور على مغادرة العراق حتى يفسح المجال أمام عملية نزع أسلحة سلمية. بيد أنه رفض ذلك.
وصلت كل عقود المخادعة والشراسة إلى نهايتها. على صدام حسين وأبنائه أن يغادروا العراق في غضون 48 ساعة. وسيؤدي رفضهم إلى بدء نزاع عسكري في الوقت الذي نختاره. وبغية المحافظة على سلامتهم, على كل الرعايا بمن فيهم الصحفيون والمفتشون مغادرة العراق فورا.
الكثير من العراقيين يستطيعون سماعي هذا المساء من خلال بث إذاعي مترجم ولدي رسالة أوجهها إليهم: إذا بدأنا حملة عسكرية فإنها ستكون موجهة ضد الرجال الخارجين على القانون الذين يحكمون بلادكم وليست ضدكم. وما أن يسحب التحالف السلطة منهم, سنوفر الأدوية والأغذية التي تحتاجونها. سنقضي على آلة الترهيب وسنساعدكم على بناء عراق مزدهر وحر. ولن يشهد العراق الحر حروبا عدوانية على جيرانكم ولا مصانع للسموم ولا عمليات إعدام للمنشقين ولا غرف تعذيب ولا غرف اغتصاب. سيرحل الطاغية قريبا. ويوم تحرركم قد اقترب.
لقد فات الأوان لبقاء صدام حسين في السلطة لكن الوقت لم يفت لكي يتصرف العسكريون العراقيون بشرف لحماية بلادكم عبر السماح بدخول قوات التحالف سلميا للقضاء على أسلحة الدمار الشامل. قواتنا ستعطي الوحدات العسكرية العراقية تعليمات واضحة حول التحركات التي يجب أن تقوم بها لتجنب تعرضها للهجوم والتدمير.
أحض كل عنصر في القوات العسكرية العراقية وفي أجهزة الاستخبارات: في حال وقوع الحرب لا تقاتلوا في سبيل نظام يحتضر لا يستحق أن تضحوا بحياتكم من أجله. وعلى كل العسكريين العراقيين والموظفين المدنيين أن يصغوا جيدا إلى هذا التحذير: في حال وقوع أي نزاع فإن مصيركم رهن بتصرفاتكم. لا تدمروا آبار النفط وهي ثروة يملكها الشعب العراقي. لا تذعنوا لأي أوامر باستخدام أسلحة دمار شامل ضد أي كان بمن فيهم الشعب العراقي. ستتم محاكمات بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ستتم معاقبة مجرمي الحرب ولن ينفع القول "لقد كنت أتبع الأوامر لا أكثر".
في حال اختار صدام حسين المواجهة يجب أن يعرف الشعب الأميركي أن كل الإجراءات اتخذت لتجنب الحرب وستتخذ كل الإجراءات للانتصار فيها. يعي الأميركيون كلفة النزاعات لأننا دفعنا الثمن في السابق. لا شيء أكيدا في الحرب سوى التضحية. لكن الطريق الوحيد لخفض الضرر ومدة الحرب هو في استخدام القوة المطلقة لقواتنا وعظمتها ونحن مستعدون لذلك.
في حال حاول صدام حسين التمسك بالسلطة سيبقى خصما مميتا حتى النهاية. ففي حالة اليأس قد يحاول هو ومجموعات إرهابية شن عمليات إرهابية ضد الشعب الأميركي وأصدقائنا. هذه الهجمات ليست حتمية لكنها ممكنة. وهذا الواقع يعزز سبب عدم تمكننا من العيش في ظل تهديد الابتزاز. التهديد الإرهابي لأميركا والعالم سيتراجع عندما تنزع أسلحة صدام حسين.
حكومتنا في حالة يقظة عالية ضد هذه المخاطر. ومع استعدادنا لضمان النصر في العراق, فإننا نتخذ إجراءات إضافية لحماية بلادنا. في الأيام الأخيرة طردت السلطات الأميركية من البلاد بعض الأفراد الذين لهم روابط مع أجهزة الاستخبارات العراقية. ومن الإجراءات الأخرى أمرت بإجراءات أمنية إضافية في مطاراتنا وزيادة الدوريات لخفر السواحل في المرافئ الرئيسية. وتعمل وزارة الأمن الداخلي بشكل وثيق مع حكام الولايات لزيادة الأمن في مرافق حساسة في كل أنحاء الولايات المتحدة.
في حال ضرب الأعداء بلادنا, فإنهم بذلك يحاولون تحويل انتباهنا من خلال زرع الذعر, وسيحاولون إضعاف معنوياتنا بالخوف. لكنهم سيفشلون في ذلك. فما من عمل يقومون به سيؤثر على عزم هذا البلد. نحن شعب مسالم لكننا لسنا شعبا هشا. ولن تخفينا الوحوش والقتلة.
في حال تجرأ أعداؤنا على ضربنا سيواجهون وكل من ساعدهم عواقب وخيمة. نحن نتحرك الآن, لأن مخاطر عدم التحرك ستكون أكبر بكثير. فبعد سنة أو خمس سنوات ستتضاعف قدرة العراق على إلحاق الضرر على كل الأمم الحرة مرات كثيرة.
ومع هذه القدرات يمكن لصدام حسين وحلفائه أن يختاروا متى يشنون نزاعا قاتلا عندما يكونون في موقع أقوى. ونحن نختار أن نواجه هذا التهديد الآن في مكان ظهوره قبل أن يظهر فجأة في سمائنا ومدننا.
قضية السلام تقتضي من كل دول العالم الحرة أن تعترف بالوقائع الجديدة التي لا تدحض. في القرن العشرين البعض قرر تهدئة طغاة قتلة مما سمح لتهديداتهم بالتحول إلى مجازر إبادة وإلى حرب شاملة.
في القرن الحالي, في وقت يخطط فيه الرجال الأشرار لإرهاب كيميائي وبيولوجي ونووي, فإن سياسة التهدئة قد تخلف دمارا لم تعرف الأرض بحجمه قبل الآن. والإرهابيون والدول الإرهابية لا يكشفون عن هذه التهديدات مسبقا وفي تصريحات رسمية. والرد على هؤلاء الأعداء فقط بعد توجيههم الضربات لا يعتبر دفاعا عن النفس. إنه انتحار. أمن العالم يتطلب نزع أسلحة صدام حسين الآن. وفي سعينا إلى تحقيق مطالب العالم المحقة فإننا سنحقق أيضا التزامات بلادنا العميقة".
المصدر :وكالات