Angel whisper
23-03-2003, 01:07 AM
هذه قصة .. طفل عراقي .. لم يتجاوز العاشرة من عمره ..
لربما حدثت هذه القصة .. وقد تحدث .. وكل ما أتمناه .. أن تصل إلى ضمائر الكل ..
ليحس .. من مات قلبه .. بفداحة ما يحدث ..
-----------------------------------------------------------------------------------
نام وهو يحلم .. برؤيةفجر جديد ..
نام وهو يحلم .. برؤية ابتسامة والدته .. بعد أن تقبله ..وتودعه ليذهب إلى مدرسته ..
لكنه استيقظ .. على صراخ والدته .. وبكاء اخوته ..
ما الذي يحدث ؟؟
لم يعي الذي يحدث ..
صمت أصوات الانفجارات .. أذنيه .. وأعمت الأدخنة عينيه .. وتوقف قلبه هلعا .. فما الذي يحدث ؟!
جرته والدته إلى خارج المنزل .. ولم يجد ما يحتمي به .. سوى شجرة صغيرة ..
جلس تحتها .. وهو يرتعد خوفا ..
رأى ذلك الحديد الأصم .. وهو يقتل الحي والميت .. مرة بعد مرة ..
رأى النيران وهي تحرق .. الشجر والكلأ .. وحتى العابه الصغيرة ..
تركته أمه لتذهب لاحضار اخوته ..
تمسك بها .. رافضا ان تتركه ..
فودعته .. بقبلة ..وابتسامة .. ووعدته بأن تعود ..
ولم تمر سوى لحظات .. حتى رأى بعينيه .. تلك الطائرة تلقي بشيء فوق منزله ..
صرخ .. لعل ذلك الجماد .. يحس بما يحدث .. وبأن طفلا خائفا وأما تنقذ أطفالها هنا .. لكنه جماد .. ولن يحس بشيء ..
أغمض عينيه .. واستسلم لقدره ..
لكن قدره كان .. بأن يفتح عينيه في ذلك المشفى ..
بالكاد استطاع أن يتحرك من مكانه ..
لم يعلم من أحضره هنا .. لكن ما تأكد منه .. هو أنه ما زال حيا ..
استغرب من رائحة هذا المكان ..
كان المكان عابقا برائحة الدمار .. برائحة الدم .. برائحة الموت ..
جال في المشفى .. باحثا عن أمه ..
ولم يرى سوى جثث في أكفان بيضاء ..
سأل الناس .. أين أمي ؟! أين اخوتي ؟!
ولكن من سيجيبه ....
خرج من المشفى .. ليبحث عنها بنفسه ..
ولكنه رأى بغدادا جديدة .. ليست بغداد التي عهدها من قبل ..
فقد دمرت المدينة عن بكرة أبيها .. ولم تبقى سوى انقاض مدينة .. وبقايا جثث تناثرت هنا وهناك ..
لم يعرف كيف استطاع أن يحتمل ما رآه .. لكن احتمل ..
وبعد مشي طويل .. وصل .. إلى بقايا منزله ..
ارتاع لما رآه ..
أهذا هو المنزل الذي عشت فيه أجمل ساعاتي ؟؟؟
ركض باكيا إليه ..
وأخذ يرمي الطوب وبقاياه .. لعله يجد شيئا .. ما زال سليما .. !!
وليته ما فعل ..
كان ما رآه ..
يد تلك الأم الحبيبة ..
نعم .. يدها ..
فقد سقط المنزل عليها .. وهي تحاول تلك المحاولة اليائسة .. لانقاذ أطفالها ..
وكانت النتيجة .. وفاتها ..
صرخ باكيا ..
أمي .. كلا .. مستحيل أن يحدث هذا ..
لقد .. لقد وعدتيني بأن تعودي إلي .. !!
أمي .. هيا قومي .. أنا أعلم .. بأنك فقط تمازحينني ..
أمي ارجوك .. ان هذه اللعبة ليست جميلة ..
أمي .. أمي ..
وبعدها .. أدرك .. بأنه فقدها .. وأنها ليست لعبة .. وأنها لن تعود إليه ..
جلس بجانبها .. ممسكا بيدها .. التي كانت الشيء الوحيد الذي استطاع رؤيته منها ..
واجهش في البكاء ..
بكاء .. لن يحتمل رؤيته أقسى قلب ..
---------------------------------------------------------------------------------
ها قد تفتح جرح جديد .. ونحن نطالعه من بعيد ..
جرح ينادي .. هل من مجيب .. قريب كان أو بعيد ؟؟
جرح كبير يحاول أن يلتئم .. ينتظر منا دفعة صغيرة .. صغيرة فقط !!
ولكنا هنا .. لا نستطيع الحراك .. نطالع أذيال السراب .. ونلمح القمم الحمراء من بعيد .. والتي تخلط بالرمادي حينا .. وحينا يأتي السواد
..
ندندن .. آآآه من الزمن البغيض .. جعلنا نملأ أفواهنا بالتراب .. ونغلق آذاننا بارتياب .. ونعرض عن كل شيء صريح .. يرينا ..كم صرنا
أغبياء .. !!
فهل يا ترى .. تزاح تلك الغمامة .. وتقشع أعيننا الاستقامة ؟!
أم نستمر في هذه الحال .. مغروسة اقدامنا في التراب ... مغروسة بثبات .. !!
مربوطة أيدينا بالسلاسل .. تصلصل .. تسمعنا صوت العقاب .. عقاب السكوت ... عقاب التجاهل والانسحاب .. عقاب الخوف من غدر
المصير .. وكيف اختبأنا خلف الأبواب ..
نسمع عويل السحاب في السماء .. نطالع ومضاته بارتباك .. فهل سنقاوم عدو الزمان ؟؟ أم نأخذ مكاننا معا .. نبكي على درج الأحزان ؟!
لربما حدثت هذه القصة .. وقد تحدث .. وكل ما أتمناه .. أن تصل إلى ضمائر الكل ..
ليحس .. من مات قلبه .. بفداحة ما يحدث ..
-----------------------------------------------------------------------------------
نام وهو يحلم .. برؤيةفجر جديد ..
نام وهو يحلم .. برؤية ابتسامة والدته .. بعد أن تقبله ..وتودعه ليذهب إلى مدرسته ..
لكنه استيقظ .. على صراخ والدته .. وبكاء اخوته ..
ما الذي يحدث ؟؟
لم يعي الذي يحدث ..
صمت أصوات الانفجارات .. أذنيه .. وأعمت الأدخنة عينيه .. وتوقف قلبه هلعا .. فما الذي يحدث ؟!
جرته والدته إلى خارج المنزل .. ولم يجد ما يحتمي به .. سوى شجرة صغيرة ..
جلس تحتها .. وهو يرتعد خوفا ..
رأى ذلك الحديد الأصم .. وهو يقتل الحي والميت .. مرة بعد مرة ..
رأى النيران وهي تحرق .. الشجر والكلأ .. وحتى العابه الصغيرة ..
تركته أمه لتذهب لاحضار اخوته ..
تمسك بها .. رافضا ان تتركه ..
فودعته .. بقبلة ..وابتسامة .. ووعدته بأن تعود ..
ولم تمر سوى لحظات .. حتى رأى بعينيه .. تلك الطائرة تلقي بشيء فوق منزله ..
صرخ .. لعل ذلك الجماد .. يحس بما يحدث .. وبأن طفلا خائفا وأما تنقذ أطفالها هنا .. لكنه جماد .. ولن يحس بشيء ..
أغمض عينيه .. واستسلم لقدره ..
لكن قدره كان .. بأن يفتح عينيه في ذلك المشفى ..
بالكاد استطاع أن يتحرك من مكانه ..
لم يعلم من أحضره هنا .. لكن ما تأكد منه .. هو أنه ما زال حيا ..
استغرب من رائحة هذا المكان ..
كان المكان عابقا برائحة الدمار .. برائحة الدم .. برائحة الموت ..
جال في المشفى .. باحثا عن أمه ..
ولم يرى سوى جثث في أكفان بيضاء ..
سأل الناس .. أين أمي ؟! أين اخوتي ؟!
ولكن من سيجيبه ....
خرج من المشفى .. ليبحث عنها بنفسه ..
ولكنه رأى بغدادا جديدة .. ليست بغداد التي عهدها من قبل ..
فقد دمرت المدينة عن بكرة أبيها .. ولم تبقى سوى انقاض مدينة .. وبقايا جثث تناثرت هنا وهناك ..
لم يعرف كيف استطاع أن يحتمل ما رآه .. لكن احتمل ..
وبعد مشي طويل .. وصل .. إلى بقايا منزله ..
ارتاع لما رآه ..
أهذا هو المنزل الذي عشت فيه أجمل ساعاتي ؟؟؟
ركض باكيا إليه ..
وأخذ يرمي الطوب وبقاياه .. لعله يجد شيئا .. ما زال سليما .. !!
وليته ما فعل ..
كان ما رآه ..
يد تلك الأم الحبيبة ..
نعم .. يدها ..
فقد سقط المنزل عليها .. وهي تحاول تلك المحاولة اليائسة .. لانقاذ أطفالها ..
وكانت النتيجة .. وفاتها ..
صرخ باكيا ..
أمي .. كلا .. مستحيل أن يحدث هذا ..
لقد .. لقد وعدتيني بأن تعودي إلي .. !!
أمي .. هيا قومي .. أنا أعلم .. بأنك فقط تمازحينني ..
أمي ارجوك .. ان هذه اللعبة ليست جميلة ..
أمي .. أمي ..
وبعدها .. أدرك .. بأنه فقدها .. وأنها ليست لعبة .. وأنها لن تعود إليه ..
جلس بجانبها .. ممسكا بيدها .. التي كانت الشيء الوحيد الذي استطاع رؤيته منها ..
واجهش في البكاء ..
بكاء .. لن يحتمل رؤيته أقسى قلب ..
---------------------------------------------------------------------------------
ها قد تفتح جرح جديد .. ونحن نطالعه من بعيد ..
جرح ينادي .. هل من مجيب .. قريب كان أو بعيد ؟؟
جرح كبير يحاول أن يلتئم .. ينتظر منا دفعة صغيرة .. صغيرة فقط !!
ولكنا هنا .. لا نستطيع الحراك .. نطالع أذيال السراب .. ونلمح القمم الحمراء من بعيد .. والتي تخلط بالرمادي حينا .. وحينا يأتي السواد
..
ندندن .. آآآه من الزمن البغيض .. جعلنا نملأ أفواهنا بالتراب .. ونغلق آذاننا بارتياب .. ونعرض عن كل شيء صريح .. يرينا ..كم صرنا
أغبياء .. !!
فهل يا ترى .. تزاح تلك الغمامة .. وتقشع أعيننا الاستقامة ؟!
أم نستمر في هذه الحال .. مغروسة اقدامنا في التراب ... مغروسة بثبات .. !!
مربوطة أيدينا بالسلاسل .. تصلصل .. تسمعنا صوت العقاب .. عقاب السكوت ... عقاب التجاهل والانسحاب .. عقاب الخوف من غدر
المصير .. وكيف اختبأنا خلف الأبواب ..
نسمع عويل السحاب في السماء .. نطالع ومضاته بارتباك .. فهل سنقاوم عدو الزمان ؟؟ أم نأخذ مكاننا معا .. نبكي على درج الأحزان ؟!