المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: ياقلبي ابتعد وارحل :: ( الجزء الثاني )



السنيوره
01-04-2003, 10:54 PM
الجزء الثاني


سمع طارق صوت طرقات على باب غرفته .. ثم صوت شقيقته التي تكبره سنا تدعوه لتناول العشاء .. لكنه أجابها بصوت منخفض :
- أريد أن أنام ..
كان طارق مستلقيا فوق سريره منذ وقت مبكر .. ليس لأنه يرغب بالنوم .. ولكن لأنه يشعر بأن عقله قد أجهد من التفكير .. منذ أن علم بحقيقة الفتاة التي تخفت خلف شخصية البروفيسور وهو متردد بما يجب أن يفعل .. هل يستمر في محادثته معها ؟؟ أم هي نقطة نهاية هذا التواصل الذي كان بينهما ؟؟
لم يكن يجول في خاطر طارق منذ أن عرف الانترنت أن يستخدمه في محادثة الفتيات كهدف .. كان يؤمن في قرارة نفسه أن علاقة الفتى بالفتاة لا يمكن السيطرة عليها .. ولا يمكن وضع حدود لها .. لأن المشاعر هي التي تتحكم بالإنسان وليس العكس .. ولكن الذي حصل معه الآن لم يكن باختياره .. بل كانت مفاجأة لم تخطر حتى على باله ..
أطلق طارق تنهيدة قوية ثم أغمض عينيه وهو يقول بصوت هامس لا يكاد يسمع :
- أي حيرة صنعتيها لي يا منار !!

*** *** *** *** *** *** ***

ألقى نواف نظرة فاحصة على طاولة البلياردو قبل أن يمسك بالعصا ليضرب الكرة البيضاء التي تقف في منتصف الطاولة بعنف .. ثم التفت إلى طارق قائلا :
- أنا لا أفهمك يا طارق .. لماذا تفكر بأن تقطع علاقتك معها ؟؟
كان طارق ينقر بأصابعه سطح المنضدة في حركات سريعة وهو يرد على نواف :
- لقد كنت سابقا أتحدث مع عقل .. والآن أصبحت أتحدث مع أنثى ..
توقف نواف عن اللعب .. ثم وضع العصا جانبا واقترب من طارق ووضع كفه فوق كتفه قائلا له ببطء :
- هل تخشى على نفسك ؟؟ أم تخشى عليها من نفسك ؟؟
التفت طارق برأسه إلى نواف ونظر إلى عينيه برهة قبل أن يقول في حزم :
- بل أخشى أن يستسلم العقل أمام جبروت العاطفة ..
وكان الصمت هو سيد المكان بعد تلك العبارة ..

*** *** *** *** *** *** ***

لم يكن من الصعب على منار أن تلاحظ التغير الذي حدث في طريقة وأسلوب طارق في حواره معها .. لقد أصبح أكثر تحفظا .. شعرت بأن كبرياءها كأنثى يخدش .. وأخذت تلوم نفسها لأنها أخبرته بالحقيقة .. لم تستطع أن تتحمل هذا الأسلوب كثيرا .. فكتبت له :
- إذا كنت تشعر أني ضيفة ثقيلة عليك فأخبرني ؟؟ لماذا تغيرت يا طارق ؟؟
مضى وقت ليس بالقصير قبل أن يظهر رد طارق أمامها :
- أخشى أن ينطق لساني يا منار بكلمة تسبب لك ضيقا فأندم عليها إلى الأبد ..
حاولت أن يكون تعليقها واثقا وهادئا :
- طارق .. لقد عرفتك قبل أن تعرفني .. فلا تحذرني من نفسك ..
صمتت لحظة ثم أضافت عبارة أخرى :
- هل نسيت أنني البروفيسورة ؟
وشعرت منار بالسعادة وهي تشاهد ذلك الوجه الأصفر المبتسم يرتسم على شاشة الماسنجر .. لقد ابتسم لها طارق لأول مرة بعد أن عرف أنها فتاة ..

*** *** *** *** *** *** ***

تدافعت الطالبات للخروج من قاعة المحاضرات في الكلية بعد أن انتهت المحاضرة .. إلا أن منار لزمت مقعدها وهي تمسك بقلمها بين اصبعيها في حين كانت تضع ذقنها على راحة يدها الأخرى .. انتظرتها صديقتها لتخرج معها .. إلا أن منار اعتذرت منها متعللة بأنها تشعر بصداع خفيف وتريد أن تأخذ قسطا من الراحة ..
لقد كانت في حقيقة الأمر تفكر بذلك الشخص المدعو طارق .. شخص آخر مكانه سيكون سعيدا لأن فتاة تتحدث معه .. فلماذا تعتقد أنه شعر بالضيق عندما عرف أنها فتاة ؟ كانت هذه النقطة تحيرها كثيرا .. أحيانا تتمنى لو أنها لم تخبره .. وأحيانا أخرى تظن أن الذي فعلته هو الأمر الصحيح ..
كانت منار مثالا للفتاة المجتهدة الذكية صاحب العقل الراجح .. تتميز بقدرتها الرائعة على الرؤية الثاقبة و تحليل الأمور .. تثق كثيرا في نفسها .. لكنها أيضا تملك قلبا رقيقا يجعلها تشعر أنها ضعيفة أمام نفسها وكذلك أمام الآخرين .. ودون وعي منها .. انتبهت منار أنها كانت تكتب اسم طارق على كتابها بالقلم الذي تحمله .. أغلقت الكتاب ثم نهضت مغادرة القاعة ..

*** *** *** *** *** *** ***

وقف طارق أمام منار ينظر إلى عينيها بشوق .. ابتسمت له وقد احمرت وجنتاها من الخجل قبل أن تخفض عينيها إلى الأرض .. أمسك يدها برفق وسار معها في خطوات بطيئة نحو أمواج البحر المتلاطمة بعنف .. كان نسيم البحر يداعب خصلات شعرها فيشعر طارق أن التي معه طفلة صغيرة ..
الشمس تشرف نحو المغيب .. والعصافير من حولهما تغرد بأصوات عذبة اختلطت مع أصوات الموج .. وغاب كل شيء مع حلول الظلام .. لكن ضوء القمر المنعكس على سطح البحر يبعث في النفس الطمأنينة .. ما أجملها من لحظات .. هكذا كان طارق يهتف لنفسه بصوت ليس له صدى ..
وعندما اقتربت الغيوم تعانق ضوء القمر .. لمع ضوء البرق في السماء .. وبدأت السماء تمطر ماءها العذب .. خلع طارق معطفه ليحمي منار من ذلك البرد الذي بدأ يقتحم صمتهما الذي يزخر بكل أنواع المعاني .. تزايد هطول المطر .. ووجد طارق نفسه يركض مع منار نحو الأفق .. حتى اختفيا عن العيون ..
وهنا استيقظ طارق من نومه .. لقد كان يحلم .. إنه يشعر بقلبه ينبض بعنف .. نظر إلى النافذة ليتأكد من أن السماء تمطر .. لكنها لم تكن كذلك .. حاول أن يتذكر ملامح منار التي رآها في منامه .. لكنه عجز عن ذلك ..

*** *** *** *** *** *** ***

عندما فتحت منار بريدها الالكتروني وجدت رسالة من طارق .. وكعادتها بدأت بقراءة الرسائل الأخرى وجعلت رسالة طارق هي الأخيرة .. كان تفعل ذلك لأنها تعتقد أن قراءتها لرسالة طارق تأخذ زمنا طويلا .. ولأنها أيضا كانت ترغب أن تكون كلمات طارق هي آخر ما تقرأ فلا تنساها .. ولكنها تفاجأت كثيرا عندما فتحت رسالة طارق ولم تجد فيها إلا سطرا واحدا فقط .. كان يقول :
" سأنتظرك عند الساعة العاشرة .. هناك شيء هام أريد أن أقوله "
لم تدري منار لم شعرت بقلبها ينقبض عندما قرأت هذه الرسالة .. قرأت العبارة أكثر من مرة محاولة أن تصل إلى ذلك الشيء الهام الذي يتحدث عنه طارق .. كانت هناك فكرة واحدة تقلقها لكنها تلح عليها كثيرا .. واعترفت منار لنفسها .. إنها تخشى أن تفقده ..
كانت فكرة أن يقول لها :" وداعا " أمر مؤلم بالنسبة لها .. إنها لا تعرف هل هو الذي وجدها أم هي التي وجدته .. لكنه متأكدة من شيء واحد .. إنها لا تريد أن تفقده .. لذلك كانت تحاول قدر الإمكان ألا تثير ضيقه .. وشعرت منار أن الوقت الذي يفصلها عن الساعة العاشرة طويل جدا رغم أنه لا يتجاوز الخمس ساعات ..

*** *** *** *** *** *** ***

رغم أن طارق دخل الانترنت قبل أكثر من عشر دقائق من موعده مع منار .. إلا أنه تفاجأ بوجودها ضمن قائمة المتصلين .. كانت هي المبادرة بالتحية .. ولم تنتظر إجابته .. بل أسرعت تسأله دون شعور :
- خيرا يا طارق ؟؟ ماذا تريد أن تقول ؟؟
شعر طارق بأن الكلام الذي رتبه في ذهنه واستعد لقوله يضيع منه .. مشاعر شتى كانت تعصف به في ذلك الوقت .. حاول أن يسترد أنفاسه وهو يقول :
- هل أنت هنا منذ فترة طويلة ؟
أدركت منار أن طارق يحاول أن يتهرب من سؤالها .. وبدأت كلمة واحدة تتردد في ذهنها .. وداعا يا منار .. كتبت له بعد لحظات من الصمت :
- ليس مهما متى أتيت .. المهم أني أتيت لأسمع منك ماذا تريد أن تقول ..
تنهد طارق بقوة .. ثم استجمع شجاعته وقال :
- لي رجاء واحد .. ألا تغضبي مني أو تغيري نظرتك عني ..
أجابته وقد شعرت بأن صبرها يكاد ينفد :
- لا تقلق يا طارق .. هيا قل أرجوك ؟؟
شعر طارق بأن يده أصبحت ثقيلة فوق لوحة المفاتيح وأنفاسه بدأت تتسارع وهو يكتب لها :
- منار .. أنا أحبك ..
وعاد الصمت يسيطر على الموقف من جديد ..

*** *** *** *** *** *** ***


( لا تنسووووووووووووووون تراني قايله انه منقوول ):cool:

DE NILSON
01-04-2003, 10:59 PM
مشكووورة على القصة ومتى بينزل الجزء التالت

الشاب خالد
01-04-2003, 11:08 PM
وااااااااو:" مشكوورة على القصه رووعه:(
انشالله تستمرين فيها الين اخر جزء:)

snow river
01-04-2003, 11:12 PM
لاتعليــــــق ياناس ارحموووووووني :" :" :" :" :" :"



متى يجي بكره عشان اقرا الجزء الثالث :"

السنيوره
01-04-2003, 11:20 PM
العفووووووووووو .....

الجزء الثالث بنزله الاسبوع الجاي :cool:

<<<<<<<<<<تقهر صح :cool:

MandN
02-04-2003, 01:38 AM
مشكوووووووووورة

الشاب خالد
03-04-2003, 12:03 AM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة السنيوره
العفووووووووووو .....

الجزء الثالث بنزله الاسبوع الجاي :cool:

<<<<<<<<<<تقهر صح :cool:

:! :!
يمديني اقهرك اكثر لو انزل الجزء الثالث والرابع اليوم:cool:
اعرف من وين جبتيها:D :D

نذلhttp://smilies.sofrayt.com/1/r/sgrin.gif

حلوة ودلوعة
03-04-2003, 01:35 AM
القصة مرررة تجنن ...

مشكوووورة يالسنيورة ..

وننتظر الجزء الثالث بأقرب وقت ... :)

remo
16-04-2003, 04:01 AM
مشكوووووووووووووره..

why me
16-04-2003, 04:42 AM
:) :) :)

مشكووورة على القصة

BLACK TIGER
16-04-2003, 02:51 PM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة remo
مشكوووووووووووووره..