المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحكيم الشريعه



النائب
03-04-2003, 09:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

طبيعة الناس في الاجتماع مع اختلاف اطباعهم ونزعاتهم وحجياتهم تحتاج الى نظام يحكمهم ويسير حياتهم وليس ا فضل
من نظام سماوي فرضه الله على خلقه ليتحاكمو اليه ويسيرو على نهجه وهذه نعمة منه سبحانه فارسالة الرسل وانزالة الكتب هو لتحقيق مصالح العبادفي الدنيا والاخره

والتحاكم الى الشريعه الاسلاميه كونها اخر الشرائع واتمها وناسخة لما قبلها واجب في جميع الشؤون قليلها وكثيرها
قال تعالى (فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذالك خيرا واحسن تأويلا)


و اعلم أن التحاكم إلى شرع الله من مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فإن التحاكم إلى الطواغيت والرؤساء والعرافين ونحوهم ينافي الإيمان بالله عز وجل، وهو كفر وظلم وفسق، يقول الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ويقول(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ويقول (َلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

وبين تعالى أن الحكم بغير ما أنزل الله حكم الجاهلين، وأن الإعراض عن حكم الله تعالى سبب لحلول عقابه وبأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين، يقول سبحانه(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

وإن القارئ لهذه الآية والمتدبر لها يتبين له أن الأمر بالتحاكم إلى ما أنزل الله أكد بمؤكدات ثمانية:

الأول: الأمر به في قوله تعالى(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ )

الثاني: أن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم مانعة من الحكم به بأي حال من الأحوال، وذلك في قوله: وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ


الثالث: التحذير من عدم تحكيم شرع الله في القليل والكثير، والصغير والكبير، بقوله سبحانه(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ )

الرابع: أن التولي عن حكم الله وعدم قبول شيء منه ذنب عظيم، موجب للعقاب الأليم، قال تعالى(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ )

الخامس: التحذير من الاغترار بكثرة المعرضين عن حكم الله، فإن الشكور من عباد الله قليل، يقول تعالى (َإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ )

السادس: وصف الحكم بغير ما أنزل الله بأنه حكم الجاهلية، يقول سبحانه: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ )

السابع: تقرير المعنى العظيم بأن حكم الله أحسن الأحكام وأعدلها، يقول عز وجل: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا )

الثامن: أن مقتضى اليقين هو العلم بأن حكم الله هو خير الأحكام وأكمله ا، وأتمها وأعدلها، وأن الواجب الانقياد له، مع الرضا والتسليم، يقول سبحانه (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

وهذه المعاني موجودة في آيات كثيرة في القرآن، وتدل عليها أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله، فمن ذلك: قوله سبحانه (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )وقوله (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ .الآية وقوله(اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ )وقوله(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )

وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به


وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم: أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟" قال بلى قال "فتلك عبادتهم

وقال ابن عباس رضي الله عنه لبعض من جادله في بعض المسائل: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر

وحذر الله تعالى كما في الايات السابقه من عدم تحكيم امره المتمثل في شريعة وتوعد بالعقاب في الدنيا والاخره

ويرى اليوم دول تنسب نفسها للاسلام وهي ابعد مايكون عنه فلاتحكيم شرع ولا اقامة لامور الدين بل تعارض ذالك
وتحاربه وتصف ذالك بالتشدد ويرى في هذه الدول التفكك والذله وتسلط الاعداء عليها وانواع العقوبات من محن وزلازل
وحروب فهذا جزاء من بدل غير كم الحكيم العليم بحكام وضعيه قال تعالى(وما ظلمهم الله ولاكن كانو انفسهم يظلمون)
ولن يرفع الله مابهم من بلاء وشر حتى يرجعو لشريعته والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين