NEDVED11
03-04-2003, 11:02 PM
عندما جاء بافل نيدفد إلى اليوفنتوس قبل عامين قادما من لاتسيو حيث حقق نجاحات كبيرة مع تشكيلة المدرب السويدي زفن جوران أريكسون، تعالت في سماء الكالشيو الإيطالي أصوات المقارنة بين التشيكي نيدفد القادم الجديد والفرنسي زيدان النجم الكبير الراحل إلى العاصمة الاسبانية مدريد بعد مسيرة ناجحة ذكرت تورينو بإنجازات سلفه بلاتيني أول الملوك الفرنسيين المتألقين في سماء الكرة الإيطالية أيام جيل بونياك وزوف وشيريرا وروسي وغيرهم.
وبدون الدخول في مقارنات قد تدخلنا في متاهات لا فائدة منها وقد تشكل ظلما لكل من نيدفد وزيدان على السواء، فإن الواقع الكروي يفرض علينا أن نعترف للنجم التشيكي بإبداعاته وبلمساته التي أضافت الكثير لتشكيلة مدرب اليوفي مارشيللو ليبي، والتي كانت آخر حلقة فيها في مباراة القمة أمام الميلان، حيث فرض نفسه نجما مطلقا للقاء رغم خسارة اليوفي (1/2) بعد أن كان أدرك التعادل لهم بركلة حرة رائعة عجز عن ردها الحارس البرازيلي المتألق ديدا، والذي حرم وعارضة المرمى الميلاني نيدفيد من إكمال ثلاثية مبدعة في أواخر الشوط الثاني من نفس اللقاء في الأسبوع الماضي.
وقبل ذلك اللقاء بأسبوع، كان نيدفد حاضرا مجددا وكعادته في مباراة اليوفي ضد مودينا في اطار الجولة 25 من الكالشيو، حيث أمتع النجم التشيكي جماهير الكالشيو كافة بأداء رائع وبثنائية أروع فتحت أبواب النصر ال17 لليوفنتوس المتصدر، ليواصل فريق "السيدة العجوز" تربعه على قائمة الكالشيو الإيطالي.
وتزداد أهمية تألق نيدفد هذا الموسم، وفي الفترة الأخيرة تحديدا، في ظل غياب القائد المبدع دل بييرو للإصابة، وهو ما جعل الملاحظين يؤكدون بأن اليوفنتوس قد وجد ربانا جديدا لسفينته الكروية التي تواصل بثبات نحو السكوديتو السابع والعشرين في تاريخ النادي العريق، لكن بافل نيدفد يصر على القول بأن صفة القائد في اليوفنتوس يمكن أن تسند إلى دل بييرو وفيرارا ومونتيرو وكونتي فقط نظرا لخصالهم الكروية والشخصية، أما هو فقد وضع نفسه خارج القائمة بكل تواضع وذلك رغم مميزاته وخصاله الرائعة الكثيرة، وبرغم حقيقة كونه قائدا فذا ومبدعا لمنتخب بلاده التشيك!
لكن بعيدا عن هذه المسألة، فمما لا شك فيه هو أننا اليوم في حضرة الزئبقي المبدع الذي يعتبر من أصعب اللاعبين الذين يمكن مراقبتهم ومحاصرتهم على أرضية المستطيل الأخضر، ولكننا كذلك في حضرة نجم يعتبر اليوم أكثر اللاعبين استحقاقا للقب اللاعب المتكامل في الدوري الإيطالي الأصعب في العالم، وهو أيضا على الأرجح اللاعب الأفضل في العالم هذا الموسم.
ولتأكيد استحقاق النجم التشيكي لهذا اللقب، يكفي أن نعرف إمكانيات هذا اللاعب والدور الحيوي فوق العادة الذي يقوم به داخل الملعب طوال دقائق المباراة ال90 .
فهو يلعب بإمتياز تام بكلتا قدميه اليمنى واليسرى، وبالرأس أيضا، ويقوم بدوره كلاعب وسط هجومي (صانع ألعاب) على أكمل وجه، وهو الذي يعد حاليا ثالث أفضل لاعب في ترتيب التمريرات القاتلة المترجمة إلى أهداف - وما سواها أكثر من ذلك بكثير!- وذلك ب 8 تمريرات ذهبية حريرية مهدت طريق الشباك على طبق من ذهب لزملائه في الهجوم.
ويمتاز نيدفد بسرعته في الأداء، وهو الذي يشكل نقطة مهمة في وسط ميدان اليوفي لتغيير نسق اللعب ولإضفاء الحركية اللازمة على هجمات فريقه، وهو الذي تفيد الأرقام - قبل لقاء القمة الأخير ضد الميلان- أنه قد خلق الخطر 36 مرة بتوغلاته السريعة والخطرة أمام الدفاعات المنافسة مما يمنحه المركز الرابع في ترتيب أخطر المتوغلين والمحاورين في الكالشيو.
ولا تقف مواهب ومهارات نيدفد عند التمرير الناجح والتوغل السريع، بل إن النجم التشيكي الأشقر صاحب تمريرات عرضية ثابتة الخطورة على دفاعات الخصم، وهو يحتل حاليا المركز العاشر في هذا المجال - رغم أن مركزه أساسا ليس على الجناحين!- وذلك ب39 توزيعة عرضية ناجحة منذ بداية الموسم.
وإذا كانت كل هذه الخصال والمهارات تؤكد بأن نيدفد لاعب وسط مهاجم ممتاز على مستوى تمهيد وصناعة الأهداف، إلا أن المبدع الزئبقي يبقى خطرا على كل الفرق المنافسة لأنه أيضا يعرف طريق الشباك جيدا، وهو صاحب التصويبات القوية المركزة، وقد نجح حتى الآن في تسجيل 8 أهداف ، وصارت حصيلته من الأهداف تسعا بعد اللقاء الأخير ضد الميلان متقدما بذلك على مهاجمي اليوفي القناصين كتريزيغيه وسالاس وزالاييتا وغير بعيد أيضا عن دل بييرو هداف الفريق الأول ب12 هدفا..
أما أجمل أهداف نيدفد على الإطلاق فهي بالتأكيد ثنائيته الرائعة للغاية ضد مودينا، أولهما عندما تخطى قلبي دفاع الخصم ثم راوغ الحارس بعد أن أوهمه بالتسديد وليضع الكرة بهدوء في مرمى الخصم، وبطريقة بارعة يحسده عليها كبار المهاجمين.
أما الثاني، وهو ربما أروع أهداف الكالشيو هذا الموسم، وقطعا أجمل أهداف مارادونا التشيك بافل نيدفد، فهو عندما قطع هذا النجم الرائع الكرة من منتصف الملعب، وراوغ لاعبين من مودينا، وتفادى آخرا بسرعته الرهيبة ليضعه عاجزا خلف ظهره، ثم وجد الوقت والوضع المناسب للتسديد، ليطلق قذيفة يسارية هائلة مرت من خلف مدافعي مودينا متجاوزة الحارس الكبير العجوز بالوتا، لتسكن الزاوية التسعين، ولتسكن في عيون الإبداع.
ورغم كل هذه المميزات هجومية التوجه وهي مطلوبة عند لاعب الوسط المهاجم وهو الدور الذي يضطلع به النجم نيدفد، والذي منحه المدب الكبير ليبي كل ثقته، واستعمله على كل الجبهات سواء على الرواق الأيمن أو على الرواق الأيسر أو خلف المهاجمين، إلا أن نيدفد يعلم جيدا لأن الدفاع وقطع الكرة واستعادتها من المنافس هو في الكرة الحديثة اليوم من أهم الأمور، ولذا تبرز إحصائيات الكالشيو أن النجم التشيكي هو حاليا أفضل لاعب في كل الدوري الإيطالي من ناحية افتكاك الكرة واستعادتها من المنافس حيث نجح في المهمة 63 مرة منذ بداية الموسم مما يجعله أول مدافع في حالة فقدان اليوفنتوس للكرة، وبرصيد ضخم يعجز عنه حتى كبار مدافعي الكالشيو كنستا وستام وكانافارو و..، وهذا وجه من وجوه نيدفد التي قد لا يعلم عنها الكثير من الجماهير، وسط اهتمامهم بالمراوزغة الجميلة والهدف الحاسم في أغلب الأحيان، ومروره مرور الكرام على هذه الميزات الخفيفة والمهمة.
وفي كل الحالات، فإن ما يقدمه الزئبقي المبدع اليوم لا يمكنه أن يمر مرور الكرام، حتى وإن كان صاحبه لا يهوى الأضواء كثيرا.
ويبقي أن نيدفد لا زال يخفي في رأينا أكثر من مفاجأة مذهلة وأكثر من إبداع جميل آخر، والقادم أحلى.
بتصرف مني نقلا عن الاتحاد الرياضي
أخوكم
NEDVED11
وبدون الدخول في مقارنات قد تدخلنا في متاهات لا فائدة منها وقد تشكل ظلما لكل من نيدفد وزيدان على السواء، فإن الواقع الكروي يفرض علينا أن نعترف للنجم التشيكي بإبداعاته وبلمساته التي أضافت الكثير لتشكيلة مدرب اليوفي مارشيللو ليبي، والتي كانت آخر حلقة فيها في مباراة القمة أمام الميلان، حيث فرض نفسه نجما مطلقا للقاء رغم خسارة اليوفي (1/2) بعد أن كان أدرك التعادل لهم بركلة حرة رائعة عجز عن ردها الحارس البرازيلي المتألق ديدا، والذي حرم وعارضة المرمى الميلاني نيدفيد من إكمال ثلاثية مبدعة في أواخر الشوط الثاني من نفس اللقاء في الأسبوع الماضي.
وقبل ذلك اللقاء بأسبوع، كان نيدفد حاضرا مجددا وكعادته في مباراة اليوفي ضد مودينا في اطار الجولة 25 من الكالشيو، حيث أمتع النجم التشيكي جماهير الكالشيو كافة بأداء رائع وبثنائية أروع فتحت أبواب النصر ال17 لليوفنتوس المتصدر، ليواصل فريق "السيدة العجوز" تربعه على قائمة الكالشيو الإيطالي.
وتزداد أهمية تألق نيدفد هذا الموسم، وفي الفترة الأخيرة تحديدا، في ظل غياب القائد المبدع دل بييرو للإصابة، وهو ما جعل الملاحظين يؤكدون بأن اليوفنتوس قد وجد ربانا جديدا لسفينته الكروية التي تواصل بثبات نحو السكوديتو السابع والعشرين في تاريخ النادي العريق، لكن بافل نيدفد يصر على القول بأن صفة القائد في اليوفنتوس يمكن أن تسند إلى دل بييرو وفيرارا ومونتيرو وكونتي فقط نظرا لخصالهم الكروية والشخصية، أما هو فقد وضع نفسه خارج القائمة بكل تواضع وذلك رغم مميزاته وخصاله الرائعة الكثيرة، وبرغم حقيقة كونه قائدا فذا ومبدعا لمنتخب بلاده التشيك!
لكن بعيدا عن هذه المسألة، فمما لا شك فيه هو أننا اليوم في حضرة الزئبقي المبدع الذي يعتبر من أصعب اللاعبين الذين يمكن مراقبتهم ومحاصرتهم على أرضية المستطيل الأخضر، ولكننا كذلك في حضرة نجم يعتبر اليوم أكثر اللاعبين استحقاقا للقب اللاعب المتكامل في الدوري الإيطالي الأصعب في العالم، وهو أيضا على الأرجح اللاعب الأفضل في العالم هذا الموسم.
ولتأكيد استحقاق النجم التشيكي لهذا اللقب، يكفي أن نعرف إمكانيات هذا اللاعب والدور الحيوي فوق العادة الذي يقوم به داخل الملعب طوال دقائق المباراة ال90 .
فهو يلعب بإمتياز تام بكلتا قدميه اليمنى واليسرى، وبالرأس أيضا، ويقوم بدوره كلاعب وسط هجومي (صانع ألعاب) على أكمل وجه، وهو الذي يعد حاليا ثالث أفضل لاعب في ترتيب التمريرات القاتلة المترجمة إلى أهداف - وما سواها أكثر من ذلك بكثير!- وذلك ب 8 تمريرات ذهبية حريرية مهدت طريق الشباك على طبق من ذهب لزملائه في الهجوم.
ويمتاز نيدفد بسرعته في الأداء، وهو الذي يشكل نقطة مهمة في وسط ميدان اليوفي لتغيير نسق اللعب ولإضفاء الحركية اللازمة على هجمات فريقه، وهو الذي تفيد الأرقام - قبل لقاء القمة الأخير ضد الميلان- أنه قد خلق الخطر 36 مرة بتوغلاته السريعة والخطرة أمام الدفاعات المنافسة مما يمنحه المركز الرابع في ترتيب أخطر المتوغلين والمحاورين في الكالشيو.
ولا تقف مواهب ومهارات نيدفد عند التمرير الناجح والتوغل السريع، بل إن النجم التشيكي الأشقر صاحب تمريرات عرضية ثابتة الخطورة على دفاعات الخصم، وهو يحتل حاليا المركز العاشر في هذا المجال - رغم أن مركزه أساسا ليس على الجناحين!- وذلك ب39 توزيعة عرضية ناجحة منذ بداية الموسم.
وإذا كانت كل هذه الخصال والمهارات تؤكد بأن نيدفد لاعب وسط مهاجم ممتاز على مستوى تمهيد وصناعة الأهداف، إلا أن المبدع الزئبقي يبقى خطرا على كل الفرق المنافسة لأنه أيضا يعرف طريق الشباك جيدا، وهو صاحب التصويبات القوية المركزة، وقد نجح حتى الآن في تسجيل 8 أهداف ، وصارت حصيلته من الأهداف تسعا بعد اللقاء الأخير ضد الميلان متقدما بذلك على مهاجمي اليوفي القناصين كتريزيغيه وسالاس وزالاييتا وغير بعيد أيضا عن دل بييرو هداف الفريق الأول ب12 هدفا..
أما أجمل أهداف نيدفد على الإطلاق فهي بالتأكيد ثنائيته الرائعة للغاية ضد مودينا، أولهما عندما تخطى قلبي دفاع الخصم ثم راوغ الحارس بعد أن أوهمه بالتسديد وليضع الكرة بهدوء في مرمى الخصم، وبطريقة بارعة يحسده عليها كبار المهاجمين.
أما الثاني، وهو ربما أروع أهداف الكالشيو هذا الموسم، وقطعا أجمل أهداف مارادونا التشيك بافل نيدفد، فهو عندما قطع هذا النجم الرائع الكرة من منتصف الملعب، وراوغ لاعبين من مودينا، وتفادى آخرا بسرعته الرهيبة ليضعه عاجزا خلف ظهره، ثم وجد الوقت والوضع المناسب للتسديد، ليطلق قذيفة يسارية هائلة مرت من خلف مدافعي مودينا متجاوزة الحارس الكبير العجوز بالوتا، لتسكن الزاوية التسعين، ولتسكن في عيون الإبداع.
ورغم كل هذه المميزات هجومية التوجه وهي مطلوبة عند لاعب الوسط المهاجم وهو الدور الذي يضطلع به النجم نيدفد، والذي منحه المدب الكبير ليبي كل ثقته، واستعمله على كل الجبهات سواء على الرواق الأيمن أو على الرواق الأيسر أو خلف المهاجمين، إلا أن نيدفد يعلم جيدا لأن الدفاع وقطع الكرة واستعادتها من المنافس هو في الكرة الحديثة اليوم من أهم الأمور، ولذا تبرز إحصائيات الكالشيو أن النجم التشيكي هو حاليا أفضل لاعب في كل الدوري الإيطالي من ناحية افتكاك الكرة واستعادتها من المنافس حيث نجح في المهمة 63 مرة منذ بداية الموسم مما يجعله أول مدافع في حالة فقدان اليوفنتوس للكرة، وبرصيد ضخم يعجز عنه حتى كبار مدافعي الكالشيو كنستا وستام وكانافارو و..، وهذا وجه من وجوه نيدفد التي قد لا يعلم عنها الكثير من الجماهير، وسط اهتمامهم بالمراوزغة الجميلة والهدف الحاسم في أغلب الأحيان، ومروره مرور الكرام على هذه الميزات الخفيفة والمهمة.
وفي كل الحالات، فإن ما يقدمه الزئبقي المبدع اليوم لا يمكنه أن يمر مرور الكرام، حتى وإن كان صاحبه لا يهوى الأضواء كثيرا.
ويبقي أن نيدفد لا زال يخفي في رأينا أكثر من مفاجأة مذهلة وأكثر من إبداع جميل آخر، والقادم أحلى.
بتصرف مني نقلا عن الاتحاد الرياضي
أخوكم
NEDVED11