المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا تلفظ أنفاسها الأخيرة



abdan
06-04-2003, 09:33 AM
ما يحدث الآن في العراق يؤكد أن العناية الإلهية تحفظ هذا البلد المظلوم في مواجهة مجرمي العصر. بإمكانيات بسيطة استطاع الشعب العراقي المسلم أن يلقن الغزاة دروسا قاسية وانهارت موجات الدمار الأمريكية والبريطانية علي صخرة الصمود العراقية.

رفع العراقيون راية الجهاد فأيدهم الله تعالي بنصره. فمنذ بداية الحرب شاهدنا إشارات ربانية و كرامات لا يعرفها غير المؤمنين. فالعواصف التي بدأت منذ بداية الحرب لعبت دورا كبيرا في إرباك الغزاة فأعمت أبصارهم و قلعت خيامهم وأوقفت تحركاتهم وجعلتهم يضربون بعضهم بعضا. وكم من طائرة سقطت بسبب هذه العواصف غير التي أسقطها المجاهدون.

الصواريخ التي تتساقط فوق المدن و فوق بغداد كفيلة بتدمير العراق و مسحه من الوجود فبغداد وحدها يصب فوقها نحو ألف صاروخ يوميا لكن الله يشتت معظم هذه الصواريخ.

الاطمئنان والسكينة علي قلوب الشعب العراقي المجاهد رحمة من الله تجعلهم غير هيابين للغزاة و تدفعهم إلي الدفاع عن وطنهم بما يملكون. و تظهر الإشارات الربانية في إسقاط الطائرة الأباتشي ببندقية قديمة علي يد فلاح تجاوز الستين عاما.

الله تعالي هدي الأخوة العراقيين لفكرة إشعال حفر النفط لتكوين سحابة سوداء فوق بغداد والتي ثبت أنها تضلل صواريخ كروز وتجعلها تصعد إلي السماء و تنفجر بعيداً.

أيضا حفظ الله تعالي لِلقادة العراقيين وتجهيزاتهم المؤثرة لِمواجهة العدو جديرة بلفت الانتباه. فها هي الفضائية العراقية و القنوات المحلية تعمل رغم الهجمات المتكررة من العدو لإسكاتها، و لم يعد خافيا أهمية الدور الإعلامي العراقي في هذه الحرب سواء لرفع الروح المعنوية للعراقيين والأمة العربية والإسلامية من ناحية وبث الرعب في نفوس العدو والتأثير علي معنويات الشعب الأمريكي والحلفاء من ناحية أخري. وكلنا شاهدنا الصدمة التي تعرضوا لها عقب بث فيلم عن بعض الأسري الأمريكيين و البريطانيين و كيف أنهم أمروا إعلامهم بعدم بث الفيلم خشية انقلاب الرأي العام علي قيادته. واحتموا باتفاقية جنيف رغم أنهم آخر من يتحدث عن حقوق الأسري بعد ما حدث في جوانتانامو ومع ذلك فإنهم قد بثوا ولا زالوا يبثوا صور الأسري المدنيين في جنوب العراق وأيديهم مقيدة يقفون طوابير وسط حراسة الجنود الغزاة. ورعبهم هذا يدفع العراقيين إلي بث المزيد لتحطيم معنويات العدو وألا يستجيبوا لِمطالب البعض. وكلنا يتذكر كيف انسحب الأمريكيون من الصومال بعد أن بثت شبكات التلفزة الأمريكية صورة أسير أمريكي يسحله المواطنون ويسحبونه بالحبال علي الأرض.

هناك أيضا خسائر جسيمة تعرض لها الأمريكيون خلال الحرب لم يعلن عنها العراقيون لأنها تقع بعيدا عن أعينهم {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} فهناك عشرات إن لم يكن المئات من المصابين الذين نراهم في القنوات الأجنبية منقولين إلي مستشفي القاعدة الأمريكية في ألمانيا و قاعدة عسكرية أخري في جزيرة بأسبانيا. وأعلنوا عن شروعهم في بناء مستشفي جديد في دولة أوربية لاستقبال المزيد.

هناك أيضا صور الدبابات المدمرة وسط تجهيزات قوات الغزو التي نشاهدها أثناء الرسائل التي يبثها الإعلام الغربي عبر مراسليه الذين يصاحبون الوحدات الأمريكية و البريطانية في الصحراء.

ومن الإشارات الربانية تفكيك جبهة العدو بالخلاف الذي عطل الجبهة الشمالية حتى الآن سواء بين الأتراك والأمريكيين أو بين الأتراك و الأكراد أو بين الأكراد بعضهم بعضا. فتعطيل هذه الجبهة أربك التخطيط الأمريكي وأخر تطويق بغداد مما أعطي فترة أطول أمام العراقيين لاستنزاف القوات الغازية في الجنوب وتكبيدها خسائر في المعدات والأرواح وتشتيت فلول هذه القوات في الصحراء. ولا يفوتني هنا تراجع ما يسمي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عن تورطه مع الغزاة مضطرا بعد دحر العدو وبعد فتوى المراجع الشيعية بالعراق بإعلان الجهاد ضد العدو.

أيضا لا ننسي كيف أن الله تعالي جعل الأمريكيين يبدأون الحرب قبل موعدها و قبل اكتمال استعداداتها. ولا شك أن هذا الأمر أعطي العراقيين فرصة جيدة لِتطويق هذه القوات ومطاردتها وجعل الغزاة في موقف الدفاع وليس الهجوم الأمر الذي أفشل الخطط التي وضعت مسبقا، وهذا ما كشف عنه تضارب تصريحات القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين وأكدوا عدم وجود خطة وزعم بعضهم أن هناك خطط حسب الأحوال وظروف المعركة.

***

حقائق كشفت عنها المعركة.

لأول مرة في التاريخ يشاهد العالم لحظة بلحظة حربا عالمية علي شاشات الفضائيات. ولأول مرة يتم فضح أمريكا تلك الدولة المجرمة علي رؤوس الأشهاد، ويري العالم انكسارها وهزيمة جيوشها علي أيدي المسلمين الأبطال في العراق يوما بيوم وساعة بساعة.

لم يعد الرأي العام العربي والإسلامي يحتاج إلى محللين ومعلقين لِيشرحوا له تطورات المعارك. فالفضائيات العربية خاصة الجزيرة ثم " أبو ظبي " وغيرها بنسب متفاوتة، تقدم متابعة دقيقة لما يحدث علي أرض المعركة. والمراسلون العرب [ المقاتلون ] المتواجدين في العراق أصبحوا نجوما من جسارتهم و نقلهم تطورات الحرب غير مبالين بالصواريخ و القذائف.

لقد انكشف الأمريكيون وثبت أنهم نمرا من ورق، جبناء لا يقاتلون إلا داخل الدبابات والطائرات، ويقذفون بالصواريخ الجبانة علي المدن من البحر.. لا يقدرون علي خوض القتال وجها لوجه {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ}[الحشر:14].

وكلما اقتربوا من مدينة عراقية تكبدوا خسائر جسيمة تضطرهم إلى الفرار إلى الصحراء بعيدا عن مرمي المدفعية العراقية. ويكفي أنهم حتى الآن بعد مرور 10 أيام من الحرب عاجزين عن السيطرة علي أم قصر هذه المدينة الصحراوية الصغيرة. و هذا يذكرنا بمخيم جنين في فلسطين كرمز لِلصمود إذا تقتحمه قوات الاحتلال بشكل دائم دون أن يستسلم.

وثبت أيضا أنهم كذابون، هم وإعلامهم الضال المُضلل. ولم تعد تنطلي أكاذيبهم علينا. فرغم أن هناك 600 مراسل أجنبي يصاحبون القوات الغازية في كل الوحدات لم يستطيعوا إبراز أي نصر علي المجاهدين العراقيين. ورغم مساندة الإعلام العالمي لهم لا يستطيعوا أن يبثوا ولو فيلما واحدا يظهر أنهم انتصروا. ولا يجدوا غير اللقطات الاستعراضية في مناطقهم الآمنة خارج أرض القتال، التي تؤكد جبنهم وأنهم ليسوا رجالا وليسوا مقاتلين.

ثبت أيضا أنهم سذج و أغبياء، فقد بنوا خطتهم العسكرية علي أن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود وسينتفض علي حكم الرئيس الصامد صدام حسين. فلم يجدوا غير الموت و المجاهدين يمطرونهم بالقذائف و الصواريخ. فهم يرفعون راية الصليب في بلادهم و يقولون أن ضمائرهم المسيحية مرتاحة لِخوض الحرب ثم يأتون الينا في مظاهرات إعلامية بالمساعدات وبالماء والغذاء ظنا منهم أننا شعوب "عبيطة " من الجياع ننتظر إحساناتهم. و يكفي أن أشير هنا إلى أن العراقيين في مدينة صفوان الحدودية هجموا علي المساعدات وهم يهتفون لصدام حسين لِيؤكدوا أنهم يتحملون الأمانة.

***

التوصيف الحقيقي لِلحرب.

تطورات الحرب أضعفت التضليل المعادي في الإعلام العربي لكن لازال البعض يسعى لتشويه الحقائق بقصد و سوء نية. فهناك طابورا خامسا من حكامنا وإعلامهم يتمني أن تنتصر أمريكا ولا يريدون أن يستسلمون رغم ما يحدث حتى الآن ويراهنون علي ما هو آت، ولا زالوا يرددون ذات الأكاذيب التي دأبوا عليها خدمة لأسيادهم في أمريكا. وهؤلاء الخونة يجب أن نكشفهم ونفضحهم بذات القوة التي نفضح بها إعلام العدو. ومن هنا فان الإصرار علي الهجوم علي صدام حسين و تحميله بكل الشرور أصبح أمرا مكشوفا يفضح خيانتهم. فالفصل بين القيادة العراقية و بين الشعب بينما الحرب دائرة و تصوير الغزاة علي أنهم جاؤا لِلتحرير هو نوع من التضليل والخيانة لله ولِلرسول.

فالأمريكيون لم يأتوا لإسقاط صدام فقط ولا لنزع أسلحته فقط و إنما جاءوا لنزع أسلحة كل الجيوش العربية الدفاعية من صواريخ وأسلحة بيولوجية وكيماوية ونووية. و هذا كلام معلن. فمنذ أحداث سبتمبر وهم في رعب من تقاطع هذه الأسلحة مع إسلاميين في أي دولة، وبالتالي قرروا تجريد كل الدول العربية والإسلامية من هذه الأسلحة. وبدأوا بالعراق ووضعوا إيران فيما أسموه محور الشر مع كوريا التي ضموها لأنها متمردة وتبيع هذه التكنولوجيا إلى المسلمين.

وإذا كان صدام لم يستسلم ولم يفكك أسلحته رغم الحصار فان الدول العربية استسلمت وفككت برامجها بدون حصار وحرب، خشية من الضرب وأما لِعمالة الحكام. وهذا التخطيط الأمريكي معاناة تجريد جيوشنا الإسلامية من أسلحتها لتقوم إسرائيل الكبرى بدون مقاومة. ويكفي أن أقول أن المقاومة الفلسطينية لا تعاني من الحصار الصهيوني فقط وإنما تعاني من حصار الدول العربية المحكم. فالمقاومة الفلسطينية لا تريد طائرات ولا تريد مدافع وإنما تحتاج إلى بضعة مئات من صواريخ الار بي جي المضادة للدروع لمنع المدرعات الإسرائيلية من دخول المدن. وهذه الصورايخ لا تكلف كثيرا وقد لا يزيد ثمنها عن مليون دولار وهي ستقلب المعركة في الأراضي المحتلة لصالح الشعب الفلسطيني. لكن دول الجوار هي التي تحرس الحدود الممتدة آلاف الأميال مع العدو وتمنع تهريب هذه الصواريخ. ثم يتحدثون عن التفاوض و يتسولون من المجرمين بضع كلمات ويزعمون أنهم يعملون بـ" الاتصالات " لإقامة دولة فلسطينية في خيانة واضحة لِلقضية ولِلإسلام والمسلمين.

إذن معركة بغداد ليست معركة صدام ولا الشعب العراقي فقط مع أمريكا. أنها معركة الإسلام مع أمريكا حاملة الصليب. إنها معركة الأمة ضد العدو.

وبالتالي فان هزيمة أمريكا وهذا سيتم بإذن الله انتصار لِلإسلام وأمة الإسلام. و تكسير عظام الأمريكان والبريطانيين هدف يجب أن تقدم عليه الأمة كلها وألا نترك العراقيين وحدهم كي ندحرهم لِيعود هؤلاء الغواة إلى شواطئ الأطلسي.

كل مسلم قادر علي المشاركة في هذه الحرب بأي وسيلة، عليه أن يتقدم ولا ينتظر أحدا. فالأمة ليس لها خليفة يقودها ولا دولة تعلن الجهاد ضد الغزاة، وكل منا قائد نفسه حتى يأتي التمكين.

الذين يرفعون أصواتهم بفتح باب الجهاد، ها هو الباب مفتوح الآن. لم يعد الجهاد مقصور علي أفغانستان فها هي العراق أفغانستان أخري علي حدود بلادنا. فإذا كانت أفغانستان أفقر دولة إسلامية هدمت الاتحاد السوفيتي فإننا نري الآن العراق التي تخرج من أبشع حصار عسكري واقتصادي في التاريخ تكسر أنف أمريكا و تذيقها الهوان و تكسر هيبتها تماما ويطارد مجاهدوها قوات العدو في أرض الخلافة الإسلامية.

وها هي القواعد العسكرية لِلعدو منتشرة في بلاد الإسلام. لم يعد هناك عذر لأحد أمام الله.. حكاما ومحكومين. وعلي الحاكم الذي يخشى الله أن لا يمنع شعبه من التصدي للعدو طالما أنه عاجز عن ذلك.

ونحذرهم أن يستمروا في مسلكهم الشائن وندعوهم إلي دخول الحرب بجانب العراق ولا يكونوا كأمراء الطوائف الذين ضيعوا الأندلس عندما فعلوا نفس ما يفعله حكامنا اليوم حتى لم يبق مسلم في أسبانيا والبرتغال بعد أن كانت بلادا إسلامية 800 عاما.

إن حال حكامنا مع العراق اليوم كأخوة يرون أخ لهم يقتل أمامهم فلا يريدون الدفاع عنه ويمنعون الناس من التدخل لإنقاذه.

أي عار هذا؟ و بأي شرعية يستمرون علي كراسيهم.

ألا يخافون من الله ؟أليسوا مسلمين ؟ أليسوا بشر ؟ أين حميتهم وأين نخوتهم؟

عرب الجاهلية كانوا أشرف منهم. كانوا ينصفون المظلوم وشكلوا حلف الفضول للتصدي للظالم وحماية الضعيف.

هل ينتظرون حتى تأتي أمريكا والغرب بكل جيوشهم؟ يومها ستدور الدائرة عليهم جميعا.

من الأشرف لهم أن يتحركوا الآن حتي لا يكونوا من الملعونين. أما أن أصروا فليذهبوا إلى الجحيم و نثق في أن الله سيأتي بقوم آخرين غيرهم يدافعون عن دينه.

كفانا شركاً بالله.

كفانا هروبا منه إلى عبادة غيره من حملة الصليب.

كفانا تفريطا في حماية الأرض والعرض و المقدسات.

ها هي ساعة الحقيقة تدق وها هي أمريكا تنهار وها هي أسلحة الدمار تفشل في كسر صلابة المسلمين.

لنتذكر بطولات الصحابة ومن سار خلفهم صلاح الدين وقطز.

وبالعودة إلى الإسلام ستستعيد الأمة قوتها و ترفع راياتها علي القلاع التي فقدناها وسنسترد قبل كل شيء إيماننا بالله تعالي.

ها هي رايات الجهاد مرفوعة في كل العالم، وفي بلاد العرب حيث خير الجند وموطن الاستشهاديين الأبطال الذين جاء دورهم ليعيدوا مجد الأمة بعد 100 عاما من الذل و العار منذ سقوط الخلافة.

إن المجاهدين والاستشهاديين هم أصحاب الكلمة الآن.

وها هي البشارات نراها أمام أعيننا. يرينا الله إياها لتثبيتنا و تشجيعنا.

فلم يعد لنا عذر أمام الله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الصف 10 :11].

منقول عن الكاتب حنظلة المكي في منتدى القلعة