خيـآل
12-04-2003, 09:45 AM
وفاء بريطانيا وصدق أمريكا - جريدة الوطن الكويتية
بريطانيا الوفية لعهودها
مقالة لنهار عامر المكراد - جريدة الوطن الكويتية
على ضوء ما يجري في المنطقة، وما ستقبل عليه من احداث ومتغيرات، تناولنا بايجاز مواقف بعض الدول الكبرى المعنية بأمن المنطقة واستقرارها، فكان لنا وقفة مع الموقف الفرنسي غير المرضي والسلبي بتهاونها وتهوينها وتخليها عن مسؤولياتها كعضو دائم بمجلس الامن الدولي الذي يوجب عليها ويلزمها بمسألة أمن المجتمع الدولي وحفظه من النزاعات ومنع تلاعب الطغاة والدكتاتوريات حتى لا تعم الفوضى كما يفعل النظام العراقي الذي تخلت امامه فرنسا عن دورها ليس العسكري فحسب بل الاخلاقي والانساني.
اما الموقف الامريكي فلا تكفي معه الاشادة ولا توفيه حقه فقد اثبتت الاحداث صدق وقدرة امريكا على تحمل مسؤولياتها، وريادتها في قيادة العالم نحو السلم والاستقرار والتطور والتقدم بنهجها الحازم والحاسم بحفظ امن المجتمع الدولي بدون تردد كما يحصل للموقف الفرنسي والروسي وشركاهما.
اما المملكة المتحدة فلها عندنا نحن الكويتيين مكانة خاصة وتقدير رفيع، فارتباطنا معها ممتد منذ اكثر من مائة عام مضت، طبعا نحن لا نعنى بالشكل الذي كان عليه العالم بين مستعمر ومستعمر فهذا وصف كان له خصوصيته وظروفه التاريخية والدولية التي حتمتها الاطماع والقوة والضعف انذاك، وقبل ان تحدث التحولات التي صاحبت العلاقات من تطور ورقي انتفت فيه الحاجة لتلك الاشكال من التدخل والاستعمار المباشر، وهذا ليس مجال حديثنا ولن نخوض فيه فالعصر اختلف وتسيدت العولمة.
في عام 1898 وقع الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت معاهدة حماية مع بريطانيا العظمى، لينأى بالكويت عن المخاطر التي تهدد حدودها من جهة الحكم العثماني الذي كان يحكم العراق، فقد كان المغفور له الشيخ مبارك حاكما فذا وذا نظرة ثاقبة، وسياسيا محنكا وشجاعا بقراراته وتصديه للغزاة والطامعين، لقد املت ظروف المنطقة وسياسة الاقوياء اللجوء لبريطانيا العظمى حتى يستفاد من قوتها لحفظ امن الكويت واستقرارها، ومنع لحاق الأذى بسيادتها ووحدة اراضيها، وهذا ما ساعد الكويت ومكنها على تجنب ما كان يوصف بدول المنطقة في ظل تلك الاطماع والفراغ السياسي والضعف الوطني السائد في تلك الحقبة التاريخية للمنطقة العربية والشرق اوسطية، لقد كانت علاقة الكويت مع الحكومة البريطانية مختلفة عن العلاقات القائمة بين الدول المحتلة او المستعمرة، حتى وقع المغفور له الشيخ عبد الله السالم وثيقة الاستقلال صيف 1961، لم يشعر المواطن الكويتي طوال سنوات المعاهدة بغبن سياسي او تسلط عسكري اجنبي، فقد كان الكويتيون يمارسون حياتهم السياسية ونشاطهم الاقتصادي والاجتماعي بارادتهم الوطنية الحرة ضمن سلطة الحاكم الكويتي صاحب القرار المطلق بادارة البلاد وشؤون العباد، لم تكن بنود الاتفاقية تعيق السلطة الكويتية عن ممارسة سلطاتها المحلية او تحد من نشاطها او تمنع تطلعاتها، كانت هذه نبذة مختصرة ومبسطة عمّـا كانت عليه العلاقة الكويتية البريطانية التي لم تخلف لها آثارا من العداء او الجفاء بين السلطتين او الشعبين، ولهذا فلم تنقطع اواصر الصداقة، بل ازدادت متانة وقوة بعد الاستقلال السلمي فتاريخنا مع بريطانيا لم يشهد صدامات او نزاعات ولم تحدث فيه اراقة دماء، عززت بريطانيا صداقتها وكبر تقديرها عندما هبت مسرعة لنجدة الكويت عام 1961، عندما كشر عن انيابه مجنون بغداد بأطماعه التي ماتت معه، فقد تراجع عبد الكريم قاسم وعاد يسحب ذيول الفشل والخيبة بتراجع الذليل الخائب امام صلابة الموقف الكويتي والخليجي والعربي، والتصدي البريطاني الشجاع.
عادت بريطانيا مرة اخرى لتعلن عن عمق جذور صداقتها للكويت برفض سياسات الاطماع والهيمنة عام 1990 ابان الغزو الغادر من طاغية بغداد، فكانت الممكلة المتحدة المبادرة بالمواجهة والتصدي، وفي ذات الساعات الاولى من صباح الثاني من اغسطس، من خلال التحذير الواضح والصادق الذي اعلنته رئيسة الوزراء وقت ذاك مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، وقد ترجمت بريطانيا اقوالها الى افعال لن ينساها الطاغية وازلامه من حثالة القتلة واللصوص ومن يرعاهم من الرعاع والغوغاء.
ان ما نشهده هذه الايام ليس بغريب ولا كبير على بريطانيا التي ألمها ما يعانيه الشعب العراقي، واوجعها عربدة الدكتاتور ضد شعبه وتهديده جيرانه، والذي فشلت معه جميع السبل من ان يكف عن جرائمه ويعود لرشده، الامر الذي جعل بريطانيا تعلن التصدي له بالتحالف والتنسيق مع امريكا واصدقائهما من قوى السلام والتحضر والخير بلغة القوة والسلاح التي لا يفهم غيرها.
ادخل وشوف (http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?page=5&topic=159663)
منقوول
بريطانيا الوفية لعهودها
مقالة لنهار عامر المكراد - جريدة الوطن الكويتية
على ضوء ما يجري في المنطقة، وما ستقبل عليه من احداث ومتغيرات، تناولنا بايجاز مواقف بعض الدول الكبرى المعنية بأمن المنطقة واستقرارها، فكان لنا وقفة مع الموقف الفرنسي غير المرضي والسلبي بتهاونها وتهوينها وتخليها عن مسؤولياتها كعضو دائم بمجلس الامن الدولي الذي يوجب عليها ويلزمها بمسألة أمن المجتمع الدولي وحفظه من النزاعات ومنع تلاعب الطغاة والدكتاتوريات حتى لا تعم الفوضى كما يفعل النظام العراقي الذي تخلت امامه فرنسا عن دورها ليس العسكري فحسب بل الاخلاقي والانساني.
اما الموقف الامريكي فلا تكفي معه الاشادة ولا توفيه حقه فقد اثبتت الاحداث صدق وقدرة امريكا على تحمل مسؤولياتها، وريادتها في قيادة العالم نحو السلم والاستقرار والتطور والتقدم بنهجها الحازم والحاسم بحفظ امن المجتمع الدولي بدون تردد كما يحصل للموقف الفرنسي والروسي وشركاهما.
اما المملكة المتحدة فلها عندنا نحن الكويتيين مكانة خاصة وتقدير رفيع، فارتباطنا معها ممتد منذ اكثر من مائة عام مضت، طبعا نحن لا نعنى بالشكل الذي كان عليه العالم بين مستعمر ومستعمر فهذا وصف كان له خصوصيته وظروفه التاريخية والدولية التي حتمتها الاطماع والقوة والضعف انذاك، وقبل ان تحدث التحولات التي صاحبت العلاقات من تطور ورقي انتفت فيه الحاجة لتلك الاشكال من التدخل والاستعمار المباشر، وهذا ليس مجال حديثنا ولن نخوض فيه فالعصر اختلف وتسيدت العولمة.
في عام 1898 وقع الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت معاهدة حماية مع بريطانيا العظمى، لينأى بالكويت عن المخاطر التي تهدد حدودها من جهة الحكم العثماني الذي كان يحكم العراق، فقد كان المغفور له الشيخ مبارك حاكما فذا وذا نظرة ثاقبة، وسياسيا محنكا وشجاعا بقراراته وتصديه للغزاة والطامعين، لقد املت ظروف المنطقة وسياسة الاقوياء اللجوء لبريطانيا العظمى حتى يستفاد من قوتها لحفظ امن الكويت واستقرارها، ومنع لحاق الأذى بسيادتها ووحدة اراضيها، وهذا ما ساعد الكويت ومكنها على تجنب ما كان يوصف بدول المنطقة في ظل تلك الاطماع والفراغ السياسي والضعف الوطني السائد في تلك الحقبة التاريخية للمنطقة العربية والشرق اوسطية، لقد كانت علاقة الكويت مع الحكومة البريطانية مختلفة عن العلاقات القائمة بين الدول المحتلة او المستعمرة، حتى وقع المغفور له الشيخ عبد الله السالم وثيقة الاستقلال صيف 1961، لم يشعر المواطن الكويتي طوال سنوات المعاهدة بغبن سياسي او تسلط عسكري اجنبي، فقد كان الكويتيون يمارسون حياتهم السياسية ونشاطهم الاقتصادي والاجتماعي بارادتهم الوطنية الحرة ضمن سلطة الحاكم الكويتي صاحب القرار المطلق بادارة البلاد وشؤون العباد، لم تكن بنود الاتفاقية تعيق السلطة الكويتية عن ممارسة سلطاتها المحلية او تحد من نشاطها او تمنع تطلعاتها، كانت هذه نبذة مختصرة ومبسطة عمّـا كانت عليه العلاقة الكويتية البريطانية التي لم تخلف لها آثارا من العداء او الجفاء بين السلطتين او الشعبين، ولهذا فلم تنقطع اواصر الصداقة، بل ازدادت متانة وقوة بعد الاستقلال السلمي فتاريخنا مع بريطانيا لم يشهد صدامات او نزاعات ولم تحدث فيه اراقة دماء، عززت بريطانيا صداقتها وكبر تقديرها عندما هبت مسرعة لنجدة الكويت عام 1961، عندما كشر عن انيابه مجنون بغداد بأطماعه التي ماتت معه، فقد تراجع عبد الكريم قاسم وعاد يسحب ذيول الفشل والخيبة بتراجع الذليل الخائب امام صلابة الموقف الكويتي والخليجي والعربي، والتصدي البريطاني الشجاع.
عادت بريطانيا مرة اخرى لتعلن عن عمق جذور صداقتها للكويت برفض سياسات الاطماع والهيمنة عام 1990 ابان الغزو الغادر من طاغية بغداد، فكانت الممكلة المتحدة المبادرة بالمواجهة والتصدي، وفي ذات الساعات الاولى من صباح الثاني من اغسطس، من خلال التحذير الواضح والصادق الذي اعلنته رئيسة الوزراء وقت ذاك مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، وقد ترجمت بريطانيا اقوالها الى افعال لن ينساها الطاغية وازلامه من حثالة القتلة واللصوص ومن يرعاهم من الرعاع والغوغاء.
ان ما نشهده هذه الايام ليس بغريب ولا كبير على بريطانيا التي ألمها ما يعانيه الشعب العراقي، واوجعها عربدة الدكتاتور ضد شعبه وتهديده جيرانه، والذي فشلت معه جميع السبل من ان يكف عن جرائمه ويعود لرشده، الامر الذي جعل بريطانيا تعلن التصدي له بالتحالف والتنسيق مع امريكا واصدقائهما من قوى السلام والتحضر والخير بلغة القوة والسلاح التي لا يفهم غيرها.
ادخل وشوف (http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?page=5&topic=159663)
منقوول