روح فلسطين
21-04-2003, 05:19 PM
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في هدا السياق : إن الاسباب المنجية من عداب القبر من وجهين: مجمل ، ومفصَّل . ونحن ننقل كلامه هنا مع شيء من التصرف .
* أما المجمل فهو : تجنب الاسباب التي تقتضي عداب القبر ، و من أنفع أسباب تجنب عداب القبر : أن يجلس الانسان عندما يريد النوم ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين نفسه فينام على تلك التوبة و يعزم على ان لا يعاود الدنب إدا استيقظ فإن مات من ليلته مات على توبة، و إن استيقظ استيقظ للعمل مسرورا بتاخير اجله، حتى يستقبل ربه و يستدرك ما فاته ، و ليس للعبد انفع من هده النومة ، و لا سيما إدا عقَّب دلك بدكر الله و استعمل السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه و سلم عند النوم حتى يغلبه النوم فمن أراد الله به خيرا وفقه لدلك و لا حول ولا قوة الا بالله.
* أما الجواب المفصل فندكر أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما ينجي من عداب القبر :
* فمن دلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر و قيامه، و إن مات أجري عمله الدي كان يعمل ، و أجري عليه رزقه و امن الفتَّان" و معنى الرباط الاقامة بالثغر مقويا للمسلمين على الكفار ، و الثغر: كل مكان يخيف أهله العدو و يخيفهم ، و الرباط فضله عظيم و اجره كبير ، و أفضله ماكان في أشد الثغور خوفا .
* و مما ينجي من عداب القبر مادل عليه وما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : " كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة"
* و روى الترمدي وابن ماجة و غيرهما بسند صحيح على المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : " للشهيد عند الله ست خصال ، يغفر له في أول دفعة من دمه، و يرى مقعده من الجنة ، و يجار من عداب القبر و يأمن من الفزع الأكبر ،و يحلى حلة الإيمان، و يزوج من الحور العين، و يشفَّع في سبعين انسانا من أقاربه". وهدا لفظ ابن ماجة ، و عند الترمدي: " و يوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدينا و ما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين و يشفع في سبعين من أقاربه " و هدا بعض فضل الجهاد في سبيل الله و الاستشهاد فيه .
* و مما جاء مما ينجي من عداب القبر : ما تبث عن أبي داود و الترمدي و ابن ماجه و النسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له " . فدل على هدا الحديث و مما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على دلك و عمل بما دلت عليه فإنها تنجيه من عداب القبر
* و مما جاء فيما ينجي من عداب القبر : ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من يقتله بطنه فلن يعدب في قبره" { رواه الترمدي } وهدا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر و لا يجزع و يحتسب الاجر عند الله و أن يحتسبه أهله كدلك .
*و مما جاء فيما ينجي من عداب القبر ما رواه الامام أحمد و غيره أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر ". و هدا محض فضل الله و توفيقه لحسن الخاتمة.
* و مما يسانس به في هدا الباب : ما رواه ابن حبان في صحيحه و غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الميت إدا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه و كان الصيام عن يمينه ، و كانت الزكاة عن شماله ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف و الاحسان الى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ماقبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يأتي من قبل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة و الصلة و المعروف و الاحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس فيجلس و قد مثلت له شمس و قد ادنيت للغروب ، فيقال له أرأيتك هدا الرجل الدي كان فيكم ما تقول فيه ؟ و ما تشهد به عليه ؟ فيقول : دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل ، أخبرني عما نسألك عنه ، أرأيتك هدا الرجل الدي كان فيكم ، ما تقول فيه ؟ و مادا تشهد عليه؟ قال : فيقول : محمد ، أشهد أنه رسول الله ، أنه جاء بالحق من عند الله . فيقال له : على دلك حييت ، و على دلك مت ، و على دلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له: هدا مقعدك منها و ما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفسح له في قبره سبعون دراعا ،و ينور له فيه .و يعاد جسده لما بدأمنه فتجعل نسمته في النسم الطيب . و هي طير يعلق في شجر الجنة، قال : فدلك قوله تعالى:
{ يتبث الله الدين آمنوا بالقول التابث في الحياة الدنيا وفي الآخرة....} إلى آخر الآية ثم دكر تمام الحديث.
* و قد دل على تلك الاعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من أسباب النجاة من عداب القبر و كربه و فتنه
*و الجامع في دلك تحقيق التقوى لله تعالى كما قال سبحانه{ إن الدين قالوا ربنا الله ثماستقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم اجعل قبورنا و اخواننا المسلمين رياضا من رياض الجنة, وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,يا كريم . وصل وسلم على غبدك ورسولك محمد وعلى أله وصحبه اجمعين.
منقول
* أما المجمل فهو : تجنب الاسباب التي تقتضي عداب القبر ، و من أنفع أسباب تجنب عداب القبر : أن يجلس الانسان عندما يريد النوم ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين نفسه فينام على تلك التوبة و يعزم على ان لا يعاود الدنب إدا استيقظ فإن مات من ليلته مات على توبة، و إن استيقظ استيقظ للعمل مسرورا بتاخير اجله، حتى يستقبل ربه و يستدرك ما فاته ، و ليس للعبد انفع من هده النومة ، و لا سيما إدا عقَّب دلك بدكر الله و استعمل السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه و سلم عند النوم حتى يغلبه النوم فمن أراد الله به خيرا وفقه لدلك و لا حول ولا قوة الا بالله.
* أما الجواب المفصل فندكر أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما ينجي من عداب القبر :
* فمن دلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر و قيامه، و إن مات أجري عمله الدي كان يعمل ، و أجري عليه رزقه و امن الفتَّان" و معنى الرباط الاقامة بالثغر مقويا للمسلمين على الكفار ، و الثغر: كل مكان يخيف أهله العدو و يخيفهم ، و الرباط فضله عظيم و اجره كبير ، و أفضله ماكان في أشد الثغور خوفا .
* و مما ينجي من عداب القبر مادل عليه وما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : " كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة"
* و روى الترمدي وابن ماجة و غيرهما بسند صحيح على المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : " للشهيد عند الله ست خصال ، يغفر له في أول دفعة من دمه، و يرى مقعده من الجنة ، و يجار من عداب القبر و يأمن من الفزع الأكبر ،و يحلى حلة الإيمان، و يزوج من الحور العين، و يشفَّع في سبعين انسانا من أقاربه". وهدا لفظ ابن ماجة ، و عند الترمدي: " و يوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدينا و ما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين و يشفع في سبعين من أقاربه " و هدا بعض فضل الجهاد في سبيل الله و الاستشهاد فيه .
* و مما جاء مما ينجي من عداب القبر : ما تبث عن أبي داود و الترمدي و ابن ماجه و النسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له " . فدل على هدا الحديث و مما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على دلك و عمل بما دلت عليه فإنها تنجيه من عداب القبر
* و مما جاء فيما ينجي من عداب القبر : ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من يقتله بطنه فلن يعدب في قبره" { رواه الترمدي } وهدا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر و لا يجزع و يحتسب الاجر عند الله و أن يحتسبه أهله كدلك .
*و مما جاء فيما ينجي من عداب القبر ما رواه الامام أحمد و غيره أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة ، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر ". و هدا محض فضل الله و توفيقه لحسن الخاتمة.
* و مما يسانس به في هدا الباب : ما رواه ابن حبان في صحيحه و غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الميت إدا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه و كان الصيام عن يمينه ، و كانت الزكاة عن شماله ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف و الاحسان الى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ماقبلي مدخل ، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يأتي من قبل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة و الصلة و المعروف و الاحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس فيجلس و قد مثلت له شمس و قد ادنيت للغروب ، فيقال له أرأيتك هدا الرجل الدي كان فيكم ما تقول فيه ؟ و ما تشهد به عليه ؟ فيقول : دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل ، أخبرني عما نسألك عنه ، أرأيتك هدا الرجل الدي كان فيكم ، ما تقول فيه ؟ و مادا تشهد عليه؟ قال : فيقول : محمد ، أشهد أنه رسول الله ، أنه جاء بالحق من عند الله . فيقال له : على دلك حييت ، و على دلك مت ، و على دلك تبعث إن شاء الله ، ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له: هدا مقعدك منها و ما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ، ثم يفسح له في قبره سبعون دراعا ،و ينور له فيه .و يعاد جسده لما بدأمنه فتجعل نسمته في النسم الطيب . و هي طير يعلق في شجر الجنة، قال : فدلك قوله تعالى:
{ يتبث الله الدين آمنوا بالقول التابث في الحياة الدنيا وفي الآخرة....} إلى آخر الآية ثم دكر تمام الحديث.
* و قد دل على تلك الاعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من أسباب النجاة من عداب القبر و كربه و فتنه
*و الجامع في دلك تحقيق التقوى لله تعالى كما قال سبحانه{ إن الدين قالوا ربنا الله ثماستقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم اجعل قبورنا و اخواننا المسلمين رياضا من رياض الجنة, وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ,يا كريم . وصل وسلم على غبدك ورسولك محمد وعلى أله وصحبه اجمعين.
منقول