تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اختي الطالبة اليك هذا الرابط وامل منك الدعاء



moar741
22-04-2003, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كثرت أسباب القلق والأمراض النفسية في هذا العصر واليك اخي الطالب أختي الطالبة اخواني المسلمين عموماً اليكم هذه الروابط وأرجو منك دعوة لي بظهر الغيب ولكل من يعز علي ولمن جمع هذه الرسالة فأن دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كل ما دعا لأخيه يقول أمين ولك بمثل ما دعوت عسى أن تجدوا الفائدة ان شاء الله والله يشفينا وأياكم وجميع المسلمين أمين امين أمين

http://www.heartsactions.com/ref/bw.htm

http://www.sehha.com/ebooks/anx.htm

http://www.sehha.com/mentalhealth/anxiety-stress.shtml

http://www.heartsactions.com/speech2.htm

وأخيراً اليكم هذه الرسالة التي كتبتها احدى الأخوات جعلها الله في موازين أعمالها ووفقها لما يحب فهي جديرة بالقرأة
قلق الطالبات


شكاوى وحلول

إعداد/ نورة فرج علي السبيعي

ـــــــــــــــ



الحمد لله الرحيم التواب، الهادي إلى الصواب، غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.

فلا يخفى على أحد حالة القلق، التي أصبح يعيشها الفرد في هذا العصر، نتيجة لعدة عوامل نفسية أو ضغوط اجتماعية، أو غيرها من العوامل، فلفت انتباهي انتشار هذه الظاهرة في مدارسنا وبين طالباتنا، فكنت أرى بعض هؤلاء الطالبات والقلق باد عليهن فيثرن في نفسي حزناً شديداً، فبات لزاماً علي أن أقوم بواجبي التربوي نحو هذا الجيل بالنصح وتوضيح الأسباب، والمساعدة في الوصول إلى الحل.

لقد أردت أن أوجه رسالة إلى كل طالبة أرقها القلق، ولون الحزن نبرات صوتها، وترك آثاره على محياها.. أحدثها فيها عن الأسباب التي تجلب هذا الداء، وبحول الله آخذ بيدها نحو وسائل العلاج، وأوضح فيها أن القلق والحيرة من الظواهر التي تكثر في النفوس ضعيفة الإيمان، والبعيدة عن الله.

إنها رسالة متواضعة أعترف فيها بقلة علمي، وضعف خبرتي، أوجهها للطالبة المسلمة، أدعوها فيها إلى التقلب على كل مصاعب الحياة وتخطي الحواجز التي يضعها الشيطان أمام سلوك الجادة المستقيمة، والسير في ركاب الصالحات بخطى ثابتة، وعزم قوي وروح فرحة ووجوه مشرقة. سائلة الله تعالى أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يرزقنا الإخلاص وينفع به كل من اطلع عليه، ويجزل المثوبة لمن كان وراءه حتى خروجه إلى النور.

وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نورة السبيعي



القلق



هو الانزعاج، يقال: بات قلقاً وأقلقه غيره، وأقلق الشيء: حركه من مكانه .

والقلق مشاعر نفسية تكون مضطربة، وينتج عنها الكثير من الآثار السلبية.

وظاهرة القلق باتت من الأمور الملفتة للانتباه في وقتنا الحاضر، نتيجة الانقلاب الحضاري والذي طال معظم جوانب حياتنا. وإن كان للقلق أحياناً آثاراً مختفية، لكن آثاره تظهر بوضوح على التصرفات والنتائج، ففي عصر غلبت عليه السرعة، وأصبحت هي سمته المميزة أصبح الجميع- إلا من رحم الله- يسعى للوصول إلى هدفه وغايته، دونما اعتبار إلى من حوله.

فالتاجر قلق بسبب البيع والشراء والربح والخسارة، ورب الأسرة قلق على أبنائه والسهر على مستقبلهم وكسب قوتهم، و المرأة قلقة على بيتها وأبنائها والسهر على شؤونهم ورعايتهم، مع القيام بعملها إن كانت عاملة. وفي النهاية.. الجميع قلق، غير أن ما يهمنا في بحثنا هذا أن القلق اتجه إلى طائفة في عمر الزهور ليغتال أحلامها، ويحد من طموحها وتطلعاتها، وليضرب بكل وحشية وغدر في مشاعرها وعاطفتها، فإذا أضفنا إلى هذا أن هذه الطائفة جياشة العاطفة، رقيقة المشاعر، فإن القلق سيجد له أرضاً خصبة لينمو، ويترعرع فيها دونما سقاء، أو رعاء، هذه الطائفة هي بناتنا وأخواتنا من بنات المرحلة المتوسطة والثانوية، فالفتاة في هذه المرحلة لا تحتمل مشاعرها القسوة والغلظة.

والفتاة كائن رقيق بطبعها وخلقها، وقد أكدت الدراسات الحديثة أن النساء أكثر تعرضاً من الرجال للنزاعات النفسية، ومنها القلق، والاكتئاب على وجه الخصوص، ومرحلة الشباب هي أكثر مراحل العمر تعرضاً لصراعات القلق. والفتيات أكثر من الشباب في التعرض له والاكتئاب، فالفتيات في مرحلة المراهقة هن أكثر تعرضاً للقلق والاكتئاب والأمراض النفسية كما أوضحت ذلك الدراسات الحديثة.

من هنا تبرز أهمية هذا الموضوع، ومدى الحاجة إليه في مناقشة هذه الظاهرة، والتي نلمسها بوضوح، وتلمسها كل من تعمل في مجال التعليم على وجه الخصوص.



أقسام القلق



ينقسم القلق إلى نوعين رئيسيين:

أولاً: القلق الطبيعي:

هو ما كان في حدود المعقول، فهو يحافظ على اليقظة وحالة الوعي، ويساعد على تحمل المسؤولية، والنجاح في مجال العمل وإذكاء روح المنافسة الشريفة. فإذا قلت هذه المشاعر، والأحاسيس المولدة للقلق عن الحد الطبيعي أصبح الإنسان غير مبال، وغير قادر على تحمل مسؤوليته في الحياة مما يولد عنده حالة تبلد. والحياة لا تخلو من مواقف تحتم على الفرد بطبيعته وتكوينه أن يكون قلقاً، كقلق الأم على أبنائها وهو محمود ما لم يتجاوز الحد الطبيعي، فهناك مواقف طبيعية تصادف الفرد في حياته، كتجربة يمر بها لأول مرة فيتخوف من خوضها، أو الإقبال عليها أو قرب نهايتها ونتيجة للمشاعر النفسية المتغيرة يكون القلق، ويكثر في أوساطنا المدرسية، وبين الطالبات على وجه الخصوص

ويعتر القلق من أخطر الأمراض النفسية التي من الممكن أن تتعرض لها الطالبة، ويلعب دوراً كبيراً في اضطرابات وظائف الجسد لديها، ومن ثم إصابتها بالتوتر والضعف والتأزم، والخوف والغضب الشديد، والكآبة والارتباك الشديد.. حتى يصل بها إلى أن يحد من طاقتها وقدرتها على التحصيل، ومن هنا يخرج عن كونه طبيعياً إلى كونه مرضاً.

ثانياً: القلق المرضي:

وهو الذي يتعدى المرحلة العادية، ويستدعي التدخل الطبي لعلاجه، ومن أعراضه كما ذكر الدكتور حمدي الأنصاري: أن يصبح المريض متوتراً متهيجاً قلقاً، ويشعر بالخوف ولا يقر له قرار، ويبحث دائماً عما يطمئنه. ومن الأعراض الجسمية للقلق الشد والتوتر العضلي العام، ورعشة اليدين وآلام عامة بالجسم، كخفقان القلب وزيادة سرعة ضرباته، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة سرعة التنفس، وسوء الهضم وجفاف الفم، والتعرق في راحة اليدين والجبين وتحت الذراعين .

وإذا وصل القلق إلى هذه المرحلة فلا بد من تدخل الطبيب، وحتى لا يتحول القلق العادي إلى مرض، لا بد من تفهم نفسية الطالبة في البداية، والمرونة في التعامل مع ظروفها النفسية الناتجة عن القلق، وكي لا تتحول الحالة- لا قدر الله- إلى شيء يصعب فيما بعد علاجه، مثل مرض الوسواس والخوف والكآبة. والكثيرون ممن وصلوا إلى مرحلة القلق المرضي ما كانوا ليصلوها لو توفرت لهم عوامل الرعاية، والوقاية في مرحلة مبكرة من حياتهم، خصوصاً في فترتي الطفولة والمراهقة، كما أن هناك نمط من الشخصيات يسمى بالشخصية العصابية لدى صاحبها قابلية للاستجابة للقلق، والعوامل التي تحدد هذه الشخصية تشمل: النواحي الوراثية والمؤثرات العائلية والتربوية والعاطفية، والاجتماعية والمصادفات الحياتية .



أسباب القلق

على الرغم بأنه يوجد الكثير من الأسباب التي لم أتعرض لهـا، إلا أنني بحثت عن أسباب القلق بين طالباتنا، فوجدتها أكثر من أن تعد أو تحصى، ولكنني سأقتصر على أسبابه الرئيسية، والتي منها الصعب العسير، والسهل اليسير، والقريبة من الطالبة، والمسببة لقلقها... ومن هذه الأسباب:

1- البعد عن الله:

وهو من أعظم الأمور المسببة للقلق، وضيق الصدور، فالنفس البعيدة عن الله دائما ما تكون قلقة ومضطربة؟ لأن المعصية شؤم على صاحبها، فيسكن بها الخوف، ويلعب بها القلق في متاهات الحياة، فهي فاقدة الأمان والاطمئنان، وهي لا تعرف ما تريد، وليس لها هدف معين غير تزجية الوقت بالتسلية، ثم القلق والحزن الملازم، وعقاب في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ))طه: 124،.

والكثير من حالات القلق في صفوف الطالبات التي نواجهها مردها إلى البعد عن الله، والتهاون في أداء الصلوات، وبالأخص صلاة الفجر، وانصراف بعض الطالبات إلى محبة غير الله، وإشراك أحد معه، فالطالبة التي ترتكب خطأ تكون قلقة، والتي تفعل مخالفة شرعية أو أخلاقية تكون مرتبكة، ومن ترتكب محرماً خارج المدرسة تصير هائمة ضائقة، لأنها تتخيل أن الجميع يعلم بما تفعل، وإن كل كلمة إليها موجهه وكل إشارة بها مقصودة. فهي في خوف دائم، وقلق مستمر، لأنها موقنة بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه سبحانه وتعالى بكل شيء محيط، ولا تخفى عليه المعصية خلف الجدران، ولا وراء الأبواب المغلقة.

إذا ما خلوت الدهر يوما بريبة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

ومن خلال استبانة قمنا بعملها لشريحتين من الطالبات، لفئة تستمع للأغاني، والثانية حفظت سمعها، وجدنا أن التي حفظت سمعها من سماع الغناء وغيره، هي الأسرع في الحفظ من غيرها، وهي المتوقدة الذهن الحاضرة الفكر، وهي الأقوى في التحصيل، بل أنها من المتفوقات، وأكثر حفظاً لكتاب الله من غيرها.

ويعتبر القلق من أخطر الأمراض النفسية التي من الممكن أن تتعرض لها الطالبة، ويلعب دوراً كبيراً في اضطرابات وظائف الجسد لديها، ومن ثم إصابتها بالتوتر والضيق، والتأزم والخوف، والغضب الشديد، والكآبة والارتباك الشديد، حتى يصل بها إلى أن يحد من طاقتها، وقدرتها على التحصيل. ومن هنا يخرج عن كونه طبيعياً إلى كونه مرضياً يجب علاجه.

2- ارتكاب المعاصي:

المعصية ضد الطاعة والتقوى. والمعصية لغة: يقال عصى العبد ربه، إذا خالف أمره. وعصى فلان أميره يعصيه عصياً وعصياناً ومعصية، إذا لم يطعه فهو عاص.

والمعاصي في الشرع: هي ترك المأمورات، وفعل المحظورات، قال تعالى: (( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ )) الحجرات: 17.

والمعصية شؤم على النفوس وضيق في الصدور، كيف لا وفيها مخالفة لرب السماوات والأرض، وعصيان مجاهر به لما أمر به، وارتكاب لكل محرم منهي عنه .

والنفس حينما ترتكب المعصية فهي تبعد عن الله، وتكون في كنف الشيطان، سامعة لأوامره منقادة له في كل الأحوال، لاهية غاوية ناسية قوله تعالى: ((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )) الجن: 23،. وحتى نتجنب القلق وأسبابه نذكر أسباب الوقوع في المعاصي فمنها:

ضعف الصلة بالله: هو الضعف الشديد بالإيمان لعدم مراقبة الله وإتباع أوامره، واجتناب نواهيه، وعدم خشيته. فلو كان العبد يخشاه حق خشيته لما ارتكب ما نهى عنه.

الفتنة: وهي تنشأ عن الجهل وقلة العلم وإتباع الهوى، قال الإمام ابن القيم- رحمه الله- ((والفتنة نوعان: فتنة الشبهات، وهي أعظم الفتنتين، وفتنة الشهوات، وقد يجتمعان لعبد وقد ينفرد بإحداهما)) .

* إتباع الشيطان الذي يدعو لكل ضلالة ومعصية لله سبحانه وتعالى، قال تعالى ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) فصلت: 36،.

فالنفس التي استحوذ عليها الشيطان قلقة، ضائقة في كل أحوالها، مذبذبة كلما ارتكبت معصية، زين لها الشيطان، تبحث عن سعادة زائفة، تعلو وجهها كآبة دائمة، وقلق مستمر وحزن مقيم.

والمعصية تميت القلب، وتزيد الهم وتقلق النفس.

قال عبد الله بن المبارك- رحمه الله-:

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

ومن عقوبات المعصية كما ذكر أهل العلم: حرمان العلم، لأنه نور يضيء في القلوب، والمعصية تذهب هذا النور، قال تعالى: (( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) الحج: 46،.

والمعصية لها وحشة بالنفس، وضيق بالصدر قال تعالى: ((فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ )) الأنعام: 125،. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن بقوله: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال " (رواه البخاري).

فهلا اتبعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعذنا مما استعاذ منه؟!

3- الإعجاب:

من المعاصي التي وقعت بها بعض الطالبات، وأسهمت بدور كبير في حصول حالات القلق بينهن العشق الشيطاني، الذي ملأ كثيراً من القلوب الفارغة من ذكر الله- عز وجل-، بل نراه قد تعدى أحياناً درجة العشق إلى العبودية لغير الله، عياذاً بالله من ذلك.

ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار الإعجاب بصورة ملحوظة بين الفتيات ضعف الإيمان بالله تعالى: وهو عدم تعلق القلب بالله، وإشراك غيره معه في المحبة، فالمحبة الكاملة يجب أن تكون لله- عز وجل-، قال تعالى:(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ )) البقرة: 165،، فلا بد من صرف المحبة الكاملة لله تعالى، فهي عبادة القلوب وأنسها، وبها سعادتها وحياتها. كما إن افتقاد الدفء الأسري من حنان الأم، وعطف الأب، يجعل الطالبة تبحث عن شيء يملأ هذه العاطفة القوية لديها في هذا العمر.

ولعل الفراغ أيضاً هو المولد الحقيقي لوجود ظاهرة الإعجاب، فنشاهد علامات القلق والشكوى، وقد اعتلت هذه الوجوه، والذبول قد أجتاح هذه الورود. إذ يصبح لا هم سوى التفكير بها، والنظر إلى من تعلقت بها، وملاحقتها في كل مكان، فينشغل القلب عما خلق له، وتفتر النفس عن العبادة، ويقل الخشوع في الصلاة وتضعف الصلة بالله، وكل ذلك نتيجة هذه الأفكار التي قد تداهم النفس، ومتى ما ابتعدت الطالبة عن الله سبحانه وتعالى، أصيبت باضطرابات نفسية شديدة.

وتعظم البلوى حينما تتعلق الطالبة بمعلمتها، والتي هي القدوة لها، ودور المعلمة لا يخفى على أحد من الإصلاح والتربية والتهذيب، فلا ينبغي لها أن تكسر الحواجز التي بينها وبين الطالبة، حتى لا تزيد من تعلقها بها، كما لا ينبغي لها أن تصعد إلى برج عاجي، فلا تهتم بمشاكل الطالبات، وعليها أن تعرف متى تكون معلمة مهمتها داخل الفصل، ومتى تكون مرشدة ومصلحة من أحوال طالباتها.

ومن الظواهر السلبية الشاذة، أن بعض المعلمات وللأسف الشديد تتمادى في جعل الطالبة تتعلق بها، وهي تتغافل، وهذا سلوك لا ينبغي لها حتى لا تشغلها وتصبح قلقة لا هدف لها إلا البحث عنها والنظر إليها، فتكون النتيجة إهمال كثير من الواجبات المترتبة عليها سواء في مجال دراستها، أو في حياتها الأسرية.

((وقد سئل الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- هذا السؤال: انتشر عندنا عادة قبيحة بين الفتيات، وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض، بحيث تعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها، بل لجمالها، فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقوم بتقليدها في جميع شؤونها، بل يصل الأمر إلى، أن تنام عندها أحياناً، وتقبلها في وجهها وصدرها! فهل من نصيحة لمن ابتلين بهذا الداء؟ فأجاب فضيلته:

((هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله- عز وجل- إما فراغاً كلياً وإما فراغاً كبيراً. والواجب على من ابتليت بهذا الشيء، أن تبتعد عمن

فتنت بها، فلا تجالسها ولا تكلمها، ولا تتودد إليها، حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة، وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله- عز وجل- معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس، وربما أهلكه، نسأل الله العافية)) .

4- مرحلة المراهقة:

هذه الفترة تعيشها الطالبة، وهي- غالباً- في المرحلة المتوسطة، أو الثانوية، وتعتبر من أخطر المراحل التي تمر بها الفتاة، وذلك لأنه يبدأ فيها النضج البدني، والعقلي، والانفعالي، والاجتماعي وغيره، وفيها يتم الانتقال من مرحلة عمرية، إلى مرحلة أخرى، فتتحول فيها الفتاة إلى امرأة بالغة اكتمل نموها وفكرها.

((وتقع فترة المراهقة ما بين سن الثانية عشرة، والسادسة عشرة عند البنات، وتختلف مظاهر المراهقة من مجتمع لآخر، فيلعب الفقر والغنى، والثقافة والتعليم، والعوامل الوراثية البيولوجية دوراً هاماً في توجيه المراهقة ا لاتجاه السليم، وتعتبر مرحلة حرجة وخطيرة من منعطفات العمر، وهي من المراحل المصحوبة بالقلق والضيق)) .

بل هي سبب رئيسي من أسباب القلق، كما أن من مسبباته الضغوط النفسية، والاضطرابات الشخصية التي تصاب بها الفتاة في هذه السن . وذلك نتيجة القصور الحاصل في معرفة التغيرات المصاحبة لتلك الفترة، سواء من البيت أو من المدرسة، كما أن من مسببات القلق سوء التوافق بين الطالبات، فنجد طالبة منطوية، لأنها لم تجد من تتوافق معها في الميول والاهتمام، أو أن تجدها ولكن لا يمكنها مصادقتها لأي سبب، فهي دائمة النظر إليها، فتقلق لفقدها، أو عدم مصادقتها، وهي موجودة أمامها.

وفي أحيان كثيرة يحدث ارتياح روحي بين الطالبة ومعلمتها، ولكنها لا تستطيع أن تصل إليها، أو أن تتجاوز الحواجز، فتصبح قلقة، ينتابها شعور بالملل، وفقد الثقة بالنفس، واضطربات الكلام، وسهولة الانفعال، والحساسية الزائدة، والخجل وتحقير الذات، وفي بعض الأحيان الشعور بالإثم والضجر.

ومن المسببات للضغوط النفسية مشكلات السلوك العامة، وهي تكون عادة اضطرابات سلوكية، أو أعراضاً لأمراض نفسية.

هذا ما يتعلق بالطالبة داخل المدرسة، أما خارج المدرسة فهناك بعض السلبيات في التعامل في المنزل، والذي يعتبر المحور الأساسي لمعظم الضغوط النفسية، التي تعاني منها الطالبة ومن ذلك:

1- استخدام العنف والضرب والسب والشتم وغيره، حيث يتسبب في إيجاد عقد نفسية في نفوس النشء، فقد أثبتت الدراسات أن استخدام مثل تلك الأساليب ينعكس انعكاسا سلبيا على شخصية النشء.

2- التفرقة بين الأبناء: إن إيثار الآباء بعض الأبناء على بعض له آثار سلوكية تتسبب في قلق نفسي كبير قد يصل بالبعض إلى الأزمات النفسية، وقد تغلب الغيرة والكراهية على البعض، وقد غلبت قبل ذلك في قصة سيدنا يوسف- عليه السلام- على الجو الروحاني، والنبوي الذي تربوا فيه، عندما ظنوا أن يوسف هو الأحب والأفضل عند أبيه، حتى قرر البعض منهم التخلص منه، قال تعالى: (( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً.)) يوسف :9

وهكذا تحدث الغيرة نتيجة التفرقة بين الأبناء، وخصوصا في فترة الطفولة والمراهقة، فهي أكثر فترات العمر تأثراً بالقلق النفسي، حيث يكون للألم وقعه وللجراح نزفها، مما ينتج عقدة نفسية جذورها عميقة، تسبب اضطرابات في التفكير، تسكن في أغوار النفوس زمناً طويلاً.

والتفرقة بين الأولاد لها أعظم الأثر في نفسية الطالبة. عن النعمان بن بشير- رضي الله عنهما- أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفعلت هذا بولدك كلهم ؟ " قال: لا، قال:" اتقوا الله واعدلوا في أولادكم "، فرجع أبي فرد تلك الصدقة .

هذا هو التوجيه النبوي في كيفية التعامل مع الأبناء، ووجوب العدل بينهم، فالتفرقة هي طريق سهل، وميسر للغيرة والحقد والكراهية بين الأبناء، لذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العدل والمساواة، ولنا في قصة النبي يوسف- عليه السلام- وإخوته خير دليل.

5- المشكلات الأسرية:

الفتاة أكثر تأثراً بالأجواء الأسرية، ومن هذه الأجواء تتكون طبيعة وشخصية الطالبة، فإن كانت الأجواء إيمانية، كان إيمان الطالبة قوياً، وإن كانت هادئة مستقرة، انعكس على وضعها داخل المدرسة، ولكن حينما تكون مليئة بالصراعات، والمشكلات الأسرية تكون الكارثة، لأنها تكون قلقة لما يحدث داخل المنزل، وللمشكلات الأسرية عدة أسباب منها:

* وفاة أحد الوالدين: وهذا يسبب أزمة نفسية كبيرة، إذا لم يحسن التعامل معها، وخصوصاً إذا كانت الطالبة تمر بمرحلة عمرية مبكرة.

* انفصال الوالدين بالطلاق: وهذا يحدث عادة صراعاً ينعكس على نفسية الطالبة، لأنها تعيش وضعاً أسرياً متأزماً، وخصوصاً إذا سبق الطلاق صراعات وخلافات تسبب القلق والاضطراب وصعوبة تحديد موقف مع أحد والديها.

* عدم مراقبة الأهل، والحرية المفرطة: فهما سببان في ضياع الأبناء، وخصوصاً إذا تركوا فترة طويلة دون مراقبة.

6- المشكلات المدرسية:

التدريس موهبة وبراعة، وحنكة وأسلوب تعامل مع الآخرين. غير أن هناك بعضاً من أخواتنا المعلمات لا يجدن التعامل مع الطالبات. فنجد منهن من توبخ وتسب مما يكون سبباً رئيسياً لكثير من الاضطرابات النفسية لدى الطالبات، فلبعض المعلمات مشاكل وضغوط خاصة، تنعكس على الطالبات، مما يؤدي إلى قلق نفسي سببه بعض المعلمات، علماً بأن الطالبة ليس لها ذنب في ذلك.

ومن جهة أخرى فالتعاون بين البيت والمدرسة مطلوب، فلا يكتفي البيت، بأن يعلم أن الطالبة تذهب كل يوم للمدرسة، ولا تكتفي المدرسة بعقاب الطالبة عند تقصيرها في واجبها دون معرفة ما تعانيه في المنزل.

ومن المشكلات المدرسية: ضعف التحصيل الدراسي، والتقصير في أداء الواجبات المدرسية، مما يجعل الطالبة تتعرض للعقاب، فتكره الذهاب للمدرسة، ويرفض البيت تغيبها، فتصبح في وضع قلق للغاية.

إن المعلمة الناجحة هي أم وأخت وصديقة، لم تأت من عالم آخر، ولا ينبغي النظر إليها على إنها متوحشة، فتبالغ الطالبة في الخوف والقلق منها. فاسألي أيتها الطالبة معلمتك على ما جهلت، واستفسري عما صعب عليك، واستشيريها فيما أشكل عليك، واشك لها ما أقلقك، وسوف تجدينها نعم الصديقة والأم الحنون، التي تأخذ بيدك نحو شاطئ الأمان، وتحتويك وتسمع شكواك.

7- الحالة الصحية للطالبة:

الحالة النفسية أضعف ما تكون في حالة المرض، فحين تصاب الطالبة بمرض ما تصبح قلقة لأنه ينتابها شيء من الوهم والوساوس، فيصيبها الضعف إذا لم تكن محصنة بالإيمان ولديها قوة إرادية. والطالبة في المرحلة المتوسطة والثانوية أكثر عرضة للمرض، وذلك لما يستحوذ على اهتماماتها من أشياء أخرى غير الاهتمام بصحتها، فتتعرض لكثير من الأمراض وتزداد المشكلة تعقيداً حينما تعاني الطالبة من مرض أو عاهة بسيطة، فتصبح قلقة لإحساسها بالعجز والدونية عن زميلاتها، فينتابها الكثير من الأعراض، كالأرق والنعاس في الفصل، نتيجة للإرهاق الشديد، وعدم أخذ الجسم كفايته من الراحة، وفقدان الشهية والنحول والضعف الشديد، والدوار والشرود وعدم التركيز، ونتيجة لذلك يسيطر القلق على الطالبة، فهي قلقة على صحتها وعلى مستواها.

ومن ناحية التحصيل الدراسي نجد أن الطالبة التي تتمتع بحالة صحية جيدة هي الأقوى، والأكثر تفوقاً، والأوفر حركة ونشاطاً، وحينما تتطور حالة القلق عند الطالبة دون أن يكون هناك أي نوع من التدخل لتخفيف وطأته قد يؤدي إلى إصابة الطالبة بالعديد من الأمراض العضوية، كمرض القلب وضغط الدم، وقرحة المعدة والأمعاء، والتهاب القولون، وهذا قليل من كثير .

8- العمر والثقافة:

الفتاة إنسانة شفافة في طباعها، رقيقة في تعاملها، لينة في حديثها، سهلة في إقناعها، عظيمة في عاطفتها وطبيعتها، فإذا رأت عكس ذلك تبادر إليها القلق مما حولها.

فطالبة المرحلة المتوسطة تقرب إلى مرحلة الطفولة منها إلى مرحلة المراهقة، وطالبة المرحلة الثانوية تقترب من مرحلة المراهقة منها إلى مرحلة النضج، وكلاهما في هذه السن تتقاذفهما تيارات متعددة، بل وجارفة من اتجاهات متضادة، وتتعرضان للعديد من الضغوط النفسية الكبيرة، وبحكم حداثة السن وقلة التجربة، وطغيان العاطفة، تتعرض الطالبة لمواقف قلق واضطراب، فهي تريد كل ما تتمنى، وتصطدم بواقع يرفض ذلك، والفتاة عديمة الثقافة تكون سهلة الانقياد وراء المغريات، تجهل عاقبة الأمور، وخطورة الموقف، ومن ثم تتقاذفها الوساوس والقلق والاكتئاب.

أما الفتاة المثقفة، والتي ثقافتها تنبع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي محافظة، ومعتزة بقيمها وتقاليدها، ولا يجد الاضطراب طريقاً إليها؟ لأنها واثقة من نفسها، وتعرف أن ثقتها بربها هي طريق النجاح، فتردد قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )) فصلت: 30،.



الوقاية والعلاج من القلق

مهما كانت ضغوط العصر، وسرعة الحياة، وتفكك الأسرة، وأنظمة المدرسة، فإن ذلك ليس بالقلق، وإنما القلق الحقيقي هو البعد عن الله وارتكاب المعاصي، فكل سبب سرعان ما يزول إلا الوحشة الباقية في النفس من أثر المعصية، وإذا كان الطب الحديث قد عالج حالات القلق عن طريق الأدوية، فأنه لا بد أن يكون لهذه الأدوية أضراراً جانبية. فالقرآن الكريم هو العلاج الروحي الذي ليس له أدنى شيء من الأضرار، بل له فوائد نفسية، وروحية عظيمة، فهو وسيلة العلاج الأولى بالإضافة إلى ذكر الله الذي يجلي ما بالنفوس، ثم أن الصلاة هي راحة القلوب، كما أن رفع أكف الضراعة لله بالدعاء مع اتخاذ رفقة صالحة تعين على الخير. وفيما يلي بعض وسائل العلاج التي تعين بإذن الله على التخلص من القلق:

1- التوبة الصادقة بشروطها:

إلى من أقلقتها الذنوب، وحاصرتها المعاصي، وأثقلتها الآثام، وأكثرت من ارتكاب المنكرات، فأظلمت الدنيا في وجهها وضاقت عليها الأرض بما رحبت، ثم نظرت إلى من حولها فوجدت نفسها وحيدة لا يرافقها إلا الحزن والقلق. إليك أخيتي أقول:

إن باب التوبة مفتوح، فتوبي إلى الله توبة صادقة تغسل خطاياك، وتطهر قلبك، وتزيل أدرانك، وتصفي نفسك، واسأليه القبول، والله سبحانه وتعالى يقول: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) الزمر: 53،، وهو سبحانه وتعالى وسعت رحمته كل شيء.

"إن للتوبة باباً عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب،، وفي رواية:" عرضه مسيرة سبعين عاماً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها" .

ونادى الله- سبحانه وتعالى- عباده: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، (رواه مسلم).

واندمي أشد الندم على كل ما ارتكبته، واعزمي على عدم العودة إلى الذنب، وارجعي إلى الله بصدق وادعيه بخشوع أن يقبل توبتك واستشعري قبح ما تفعلين من المعاصي، قال تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ )) آل عمران: 135،. وإياك والتسويف والأماني، فنحن لا ندري متى آجالنا تنتهي. ولا تقنطي من رحمة الله تعالى مهما كانت الذنوب، اقرئي هذا الحديث القدسي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني كفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة، .

ولكي تكون التوبة صادقة مقبولة إن شاء الله، لا بد من مراعاة شروطها، وهي:

أولاً: أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى.

ثانياً: الابتعاد عن المعصية.

ثالثاً: الندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه.

رابعاً: عدم الإصرار على المعصية. قال تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) )) آل عمران: 135- 136،.

خامساً: أن تكون التوبة في زمن قبولها، أي قبل حضور الأجل، أو طلوع الشمس من مغربها.

أخية! أعلني من الآن التوبة الصادقة، واطردي القلق والأحزان، وستجدين نفسك وقد عادت إليها طمأنينتها، وعاد إليها رشدها، وسكنها الإيمان، وعلت محياك تباشير السعادة والفرح.

2- القرآن الكريم:

قراءته تزيل الهموم، وتطرد الوحشة، وتبعد القلق، وتشرح الصدور، وينير العقول، وتنزل البركة، عند تلاوته تخشع القلوب، ويقوي الإيمان، وتنزل السكينة في نفسك والأمان.. كيف لا يكون والله سبحانه و تعالى جعله شفاء لنفوسنا، قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )) الإسراء: 82،.

ويصفه جل وعلا بقوله: (( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ))فصلت: 44،.

فما أحوجنا لهذا الشفاء.

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمعون لتلاوة القرآن الكريم، فلا يتجاوزون آية من آياته إلى الأخرى، حتى يستشعروا معانيها، ويعيشوا روحانيتها، ويعملوا بها. ذكر سيد قطب في ظلال القرآن:

" لقد جاء هذا القرآن ليبني أمة، ويقيم لها نظاماً، فتحمله هذه الأمة إلى مشارق الأرض ومغاربها. وتعلم به البشرية. هذا النظام وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة وفق الملابسات التي صاحبت فترة التربية الأولى. والتربية تتم في الزمن الطويل بالتجربة العملية، في الزمن الطويل. جاء ليكون منهجاً عمليا، يحقق جزاءا من مرحلة الإعداد لا فقها نظرياً ولا فكرة تجريدية لتعرض للقراءة والاستمتاع الذهني)). ولا يوجد منهج من مناهج الحياة إلا وتطرق إليه القرآن الكريم، أو مشكلة إلا وعرض حلها، وإذا أشكل عليك استخراجه من القرآن فالجئي إلى كتب التفسير، حتى تربطك بأسباب النزول، وتوضح لك الكثير من أسراره، وعظمة إعجازه، والتي شهد بها حتى أعداؤه إذ قال هيرشفنلر: ((وليس للقرآن مثل في قوة إقناعه، وبلاغته وتركيبه، وإليه يرجع الفضل في ازدهار العلوم بكافة نواحيها، في العالم الإسلامي)).

وقال المؤرخ ا لإنجليزي الشهير ويلزان:

((إن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت، هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد إنسان أن يعرف شيئاً من هذا فليقرأ القرآن، وما فيه من نظرات علمية، وقوانين وأنظمة تربط المجتمع. فهو كتاب علمي، ديني، اجتماعي تهذيبي، خلقي تاريخي، وأكثر قوانينه وأنظمته تستعمل حتى وقتنا الحالي، وستبقى مستعملة حتى قيام الساعة)) .

وعليك أخية بحفظ حقوق القرآن الكريم، ومنها الإيمان، والتعريف به، وبكل ما جاء فيه، فهو كلام الله المنزل على رسوله الكريم.

قال تعالى )): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ))النساء: 136

وعليك عدم هجره، والخشوع عند تلاوته، وحفظ ما تيسر منه، ليبعد عنك القلق والضيق، ووساوس الشيطان. وللقرآن فضل عظيم في الدنيا والآخرة. قال صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (رواه مسلم).

ولا بد من التأدب مع القرآن، فلا يمسه إلا الطاهر، ولا يقرؤه من عليه حدث أكبر حتى يغتسل، وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- عن حكم مس الطالبة للمصحف وهي حائض، فقال: " لا حرج على المرأة الحائض، والنفساء، في قراءة القرآن إذا كان لحاجة، كالمرأة المعلمة أو الدارسة أو التي تقرأ أورادها في ليل أو نهار، وأما قراءة القرآن لطلب الأجر وثواب التلاوة، فالأفضل ألا تفعل، لأن كثيراً من أهل العلم أو أكثرهم يرون الحائض لا يحل لها قراءة القرآن)) . واحذري من أهانته، أو وضعه في مكان غير لائق، أو الكتابة عليه، فحقه عظيم وفضله كبير. فإذا ضاقت نفسك وزاد همك، فالجئي لرب السماوات والأرض، واقرئي ما تيسر من كلامه فلا يلبث الهم أن يذهب والنفس أن تنشرح.

3- الصلاة:

الصلاة تعد أهم العبادات على الإطلاق بعد التوحيد، ويتجلى دورها المهم في النفس، كونها العبادة الأكثر ممارسة، فالمسلم يصلي خمس صلوات في اليوم والليلة، عدا النوافل، ويستطيع المرء أن يلمح بوضوح أثر الصلاة على وجه المحافظ عليها. قال تعالى ((سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ )) الفتح: 29،.

فتراه ساكن النفس، مطمئن القلب، منشرح الصدر، هذا حال المحافظ على صلاته. يقول الطبيب طوماس هايسلوب: ((إن أهم مقومات النوم التي عرفتها من خلال سنتين قضيتهما في الخبرة، والتجارب، هي (الصلاة)، وأنا ألقى هذا القول بصفتي طبيباً، إن الصلاة أهم أداة عرفت حتى الآن، لبعث الطمأنينة في النفوس، وبث الهدوء في الأعصاب)) . ويقول الدكتور بعنبود: ((عندما تصير الصلاة والدعاء والذكر مسألة عادية وعندما يكون ذلك بخشوع، فإن المفعول يصبح واضحاً، غاية الوضوح، وتأثيره هذا يشبه نوعاً من تأثير غدة صماء، مثل الغدة الدرقية أو الكظرية، فيفضي إلى تحول ذهني وعضوي، وهذا التحول يتم بكيفية تدريجية، وكأن نوراً يوقد داخل النفس الشاعرة الواعية.. وتدريجياً يدخل الهدوء في خلده، وينسجم لديه النشاط العصبي والخلقي، وتنمو قدرته على تحمل الفاقة، والتهم والكروب، وتزيد طاقته على الصبر لموت الأقارب، دون ضعف ويرتفع الجلد للألم والمرض والموت.. إن الهدوء الناتج عن ذلك ليساعده مساعدة قوية على العلاج)) .

لقد كانت الصلاة قرة عين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (حبب إلي ثلاث، الطيب والنساء وجعلت قرة عيني الصلاة،.

فهي لم تحبب إليه فقط كما في الطيب والنساء، بل هي تتعدى هذا الحب بمراحل، إلى أن تصل وتكون قرة لعينه، صلوات ربي وسلامه عليه، بل ورد أنه كان إذا تداعت عليه مشاكل الدعوة وهموم الإسلام والمسلمين، وحزبته الأمور كان يفزع إلى الصلاة قائلاً: " قم يا بلال فأرحنا بالصلاة، .

فأثر الصلاة ملحوظ في راحة البال، وذهاب الهم والغم والقلق، ويزداد هذا الأثر كلما ازداد خشوع المصلي واستحضار وقوفه بين يدي خالقه ومولاه جل وعلا، وأنه قريب منه يجيب سؤاله ففي الحديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء،" ففقمن أن يستجاب لكم، .

ويقل هذا الأثر وربما ينعدم بالكلية حينما تكون الصلاة حركات تؤدى، لا روح فيها ولا خشوع ولا طمأنينة. والصلاة عماد الدين، ونور اليقين، وهي نور للوجه وسعة للرزق، ونجاح في الدنيا والآخرة، ومن صلحت صلاته صلح سائر عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، قال تعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) المؤمنون: 1- 2،.

ونحن محاسبون وموقوفون ليوم عظيم، وستشهد علينا أعضاؤنا، وتشتكي قلوبنا مما شغلناها به، فلا وسيلة للنجاة إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها بأركانها، وواجباتها، ولا بد لمؤديها من الخشوع والطمأنينة، فالطمأنينة تذهب الهواجس والمخاوف وتربطه بربه، ومن تركها فهو ينتقل من قلق إلى قلق ومن حزن إلى حزن.

4- ذكر الله:

هو جلاء الهم والأحزان، وشارح الصدور والقلوب، مبعد عن الأحقاد والأدران، فيه حلاوة الإيمان، ويجعلك على صلة دائمة بالرحمن.

ذكر الله سهل وخفيف، وحبيب على النفس، وله فضل عظيم وثواب جزيل قال تعالى: (( والذكرين الله كثيراً والذاكرات))الأحزاب: 35،.

إن ذكر الله في كل وقت وفي كل لحظة واستغفاره وتسبيحه وتهليله حصن من الوقوع في المعاصي.

وذكر الله: طارد للقلق، لأنه لا يجتمع إيمان صادق ولسان بذكر الله ناطق مع القلق والانشغال بالأمور الدنيوية المفسدة على المرء دينه.

فتذكري أخية! أن الله يراك في كل وقت، ومطلع عليك ولا تخفي عليه منك خافية، في المنزل، في المدرسة، في الفصل أثناء الحصص وبينها، وأنت واقفة وأنت جالسة، وأنت تروحين وتجيئين ليذهب قلقك وينشرح صدرك،

ويضيء وجهك، الجئي إلى ذكر الله يحفظك، ويفرج همك، وتذكريه في الرخاء يوسع لك ضيقك.

واعملي بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له أحد الأعراب: إن شرائع الإسلام كثرت علي فأوصني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال لسانك رطباً بذكر الله،.

واعلمي أنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعون قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله تعالى " .

ولذكر الله فوائد كثيرة، ومنافع عظيمة، ذكر منها الإمام العلامة ابن القيم- رحمه الله- في كتابه: ((الوابل الصيب)) ما يلي:

1- أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

2- أنه يرضي الرحمن عز وجل.

3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب.

4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

5- أنه يقوي القلب والبدن.

6- أنه ينور الوجه والقلب.

7- أنه يجلب الرزق.

8- أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

9- أنه يورث المحبة التي هي روح الإسلام.

10- أنه يورث المراقبة حتى يدخله باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه.

11- أنه يورث الإنابة وهي الرجوع إلى الله- عز وجل-، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله.

12- أنه يورثه القرب منه، فعلي قدر ذكر الله عز وجل قربه منه.

13- أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.

14- أنه يورثه الهيبة لربه- عز وجل- وإجلاله.

15- أنه يورثه ذكر الله- تعالى- له، كما قال تعالى: (( فاذكروني أذكركم )) البقرة: 152،.

16- أنه يورثه حياة القلب.

17- أنه قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته.

18- أنه يورث جلاء القلب من صدأ الغفلة والهوى.

19- أنه يحط الخطايا ويذهبها.

20- أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه، فإن الغافل بينه وبين الله- عز وجل- وحشة لا تزول إلا بالذكر.

21- أن العبد إذا تعرف إلى الله بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة.

22- أنه منجاة من عذاب الله تعالى.

23- أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

24- أنه سبب انشغال اللسان عن الغيبة، والكذب، والفحش والباطل.

25- أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشيطان.

26- أنه يسعد الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه، وهذا هو المبارك أينما كان.

27- أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.

28- أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى يوم الحر الأكبر، في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم المواقف، وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل.

29- أن الانشغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطى السائلين.

30- أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.

31- أنه غراس الجنة.

32- أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.

33- أن في القلب خلة وفاقة لا يسرهما شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.

34- أن الذكر ينبه القلب من نومه ويوقظه من سباته.

35- أن الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الأموال.

36- أن الذكر رأس الشكر.

37- أن أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكر الله.

38- أن في القلب قسوة لا ينبهها إلا ذكر الله فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله- تعالى-.

39- أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.

40- أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن في مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.

41- أن مجالس الذكر مجالس الملائكة.

42- أن ذكر الله- عز وجل- يسهل الصعب وييسر العسير، ويخفف المشاق، فما ذكر الله- عز وجل- على صعب إلا هان، ولا على عسير إلا تيسر، ولا على مشقة إلا خفت، ولا كربة إلا انفرجت.

43- أن ذكر الله يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن .

5- الدعاء:

من النعم العظيمة أن للمسلم ربا يدعوه، ويرجوه في الملمات كلما عصفت به الحياة، وأغلقت في وجهه الدروب، وأصبح الحزن له رفيقاً والأسى له صديقاً، وتخلى عنه أهل الأرض وجد أن له ربا يجبر الكسير، ويغني الفقير، ويسمع النداء، ويجيب الدعاء فإذا دعوته أجابك وإذا استغثت به أغاثك فهل بعد هذه النعمة من نعمة، وبعد هذا الفضل من فضل؟! أخية: إذا ضاقت الدنيا عليك بما رحبت فلا تقنطي من رحمة الله مهما عظم الذنب، وكبرت المعصية.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أهميته: "الدعاء هو العبادة،. أختاه: إذا أرقك القلق ولفك الحزن والأسى، لا تنسي الدعاء لله بكل أسمائه وصفاته، وستجدينه أمامك ومن الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال،.

واعلمي أن الدعاء من العبادات التي يستشعر فيها الإنسان بضعفه وحاجته لخالقه، وفيه تسكن النفس ويعتريها الخشوع لله، وهو ذكر باللسان، وخضوع بالقلب وإخلاص في القول. وعليك تحري أوقات الاستجابة، ومنها: الثلث الأخير من الليل، وعند ا لأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وآخر ساعة بعد عصر يوم الجمعة، وأحضري قلبك واخشعي بصدق، تضرع لله وقفي بين يديه ذليلة واسأليه من فضله وكرمه وألحي في الدعاء بشدة فهو كريم لا يرد من طرق بابه، وأرسلي سهاماً صادقة في جوف الليل أن يفرج همك، ويبعد قلقك.

وهناك أسباب تعين على قبول الدعاء:

1- أن يكون المطعم حلالاً.

2- أن يكون المشرب حلالاً.

3- أن يكون الملبس حلالاً.

4- ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.

5- أن يلح على الله في الدعاء.

6- أن يحسن الظن بالله تعالى.

7- أن يكون الداعي باراً بوالديه.

8- أن يكون دعاؤه خفياً وسراً.

9- أن يمجد الله تعالى، ويثني عليه قبل الدعاء.

10- أن يكون متذللاً خاشعاً أثناء الدعاء.

11- أن يدعو ربه بقلب صادق.

12- أن يحذر من اليأس والقنوط.

ومن ثمرات الدعاء:

1- إما أن تجاب دعوته.

2- أو تدخر له في الآخرة.

3- أو يصرف عنه من السوء مثل دعائه .

الدعاء يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويبعد القلق والحزن والهم عنك، فتوكلي على الحي القيوم وثقي أنه ما لجأ إليه أحد وخذله.

6- الرفقة الصالحة:

من وسائل العلاج الناجحة لطرد القلق والضيق، الرفقة الصالحة، تذكرك إذا غفلت أو نسيت، تساندك إذا ضاقت بك الدنيا، وتسدي لك النصيحة، وتبعدك عن مزالق الرذيلة.

إذا رأت منك عيباً سترته، وإذا أغلقت الأبواب في وجهك لم تغلق باب قلبها لك. تطرد عنك الهموم وتقربك للرحمن، وتبعدك عن كل طريق يوصلك للشيطان قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

(إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة،.

أما رفقة السوء التي تعين على كل باطل، وتحرض على كل رديء، ولا يشغل بالهم سوى الهاتف والمجلة. ابتعدوا عن الله فأنساهم أنفسهم، فهي تزيد القلق مما تضطرب معه الأفكار، وتتشتت الأذهان.

الرفقة الصالحة تعلي الهمة وترفع القدر، وتجعلك على ؟ اتصال بربك. قال الشاعر:

أنت في الناس تقـاس بالذي اخترت خليلا

فاصحب الأخيار تعل وتنل ذكراً جميــلا

تحري أخية وتثبتي حتى تبني أخوة صالحة، صادقة، خالصة لوجه الله، واعلمي أنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ".

فاحرصي على الأخوة في الله، فكلها خير، وعليك بمكان الخير الذي تجتمع فيه الأخوات الصالحات، صاحبات القلوب النقية، البعيدة عن كل درن جمعتهن محبة الله، حديثهن قال

الله وقال رسوله، ومنهجهن اتباع السلف، ومجلسهن في حلق الذكر.

ابتعدي عمن أعانتك على المعصية واهجريها، واعلمي أنه إذا كانت رفقتك غير صالحة، فلن ينظر لك أبداً باحترام وستقاسين بمن تماشين.

قال تعالى: (( الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) الزخرف: 67،.

فأصدقاء المعصية والضلال يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة، لذلك عليك سرعة مفارقتهم، لأنه قد ثبت في تفسر الآية: إن أصدقاء المعاصي يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة. أما الذين تصادقوا على تقوى الله فإن صداقتهم دائمة في الدنيا والآخرة. ابتعدي عن رفقة السوء التي تبعدك عن الطاعة والعمل الجاد البناء وتقربك من المعاصي وتجعل الهم رفيقاً والقلق صديقاً.

7- تفاعل دور المدرسة والبيت:

لا بد في كل الأحوال من تفاعل دور المدرسة والمنـزل، فالمدرسة ما هي إلا امتداد للمنزل، ولا يمكن أن نفرق أحدهما عن الآخر، فإذا كانت الطالبة تعاني من شيء في المنزل، فلا بد أن ينعكس على وضعها الدراسي، والعكس يحدث أيضاً في حالة مرورها بأي مشكلة دراسية، فهو ينقلب على وضعها النفسي داخل البيت.

وهنا يبرز دور الأم في مراعاة نفسية ابنتها، وأن تدرك حينما تراها قلقة أنها تعاني من شيء ما. كما المدرسة عليها أن تقوم بدورها التربوي المعهود بها، وتعمل على استئصال ما يجول بنفسية طالباتها من عوامل سلبية مقلقة، والعمل على إيجاد حلول مناسبة لما قد تعانيه الطالبة من آلام واضطرابات " نفسية نتيجة مشكلة معينة.

ويقع عليك أيتها الطالبة الدور الأكبر، فحاولي أن تجعلي للبيت وضعه، وللمدرسة وضعها، وإذا عجزت عن ذلك فاسعي لحل هذه المشاكل بمساعدة معلماتك، ولابد أن تشركي وتفعلي دور المنزل مع المدرسة، فهذا خير من أن يرتسم القلق عليك دون أن يوصلك لحل، أو تصلي لأي فائدة تذكر.

8- الإرشاد و التوجيه بمسببات القلق:

وحتى نجتاز عائق القلق أو الداعي الأول له، فلابد من توعية الطالبات توعيه دينية كافية، بما سيواجهنه من مسببات الضيق والقلق، بداية بالقلق الطبيعي. ويقع على المعلمة مسؤولية كبيرة في توعية الطالبة، وأيضاً بث الثقة بالنفس فيها. ومعلمة المرحلة المتوسطة ينبغي أن تكون البلسم الشافي لكل الحالات التي تواجهها الطالبة، لأنها قريبة منها، وتستطيع أن تستأصل ما يجول بخاطر طالبتها، وتساعدها في أن تستعيد ثقتها بنفسها، وتبدأ مشوارها الطويل بخطوات واعدة نحو المستقبل.

فأخيتي: ما خفي أمر إلا وصعب حله، وما ظهر واتضح إلا سهل وتيسر إيجاد حل له. فلا تخفي ما يؤلم نفسك، ولا تخملي همك لوحدك. أشركي واستشيري غيرك من الصديقات المخلصات، والأخوات الصالحات اللاتي ترجين من ورائهن نفعاً ولا يلحقك منهن ضراً.

ولا بد أن يكون لديك حصانة من عوارض الحياة، فالعاقل يعلم أن القلق في الحدود الطبيعية أمر لابد منه، بل ضرورة لتجنب الأخطار والوقوع في المزالق.

فعلى المنزل أولاً، والمدرسة ثانياً تقع مسؤولية التوعية، والإرشاد، بمسببات القلق وتوضيحها، ومساعدة الطالبة على اجتيازها.



نصائح مهمة

لطرد القلق وجلب السعادة

في وهذه بعض النصائح لطرد القلق والحزن، وجلب السعادة لمن طبقها وحافظ عليها:

* - احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وفي رواية: احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك...

واعلم "أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، .

* الاطمئنان وذكر الله: (( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) الرعد: 28،.

* تفويض الأمر إلى الله: إذا أصبحت فلا تنتظري المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظري الصباح.

* التوكل على الله: أحسني التوكل، وفوضي الأمر إليه وارضي بحكمه، وألجئي إليه، واعتمدي عليه فهو حسبك وكافيك، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره، جعل الله لكل شيء قدرا.

* لا تؤخري عمل اليوم إلى الغد: فأنهي واجباتك أولاً بأول.

* احذري الذنوب: فهي مصدر الهموم والأحزان، وهي سبب النكبات وباب المصائب.

* اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

* استشعري قول الله تعالى: (( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرى )) الشرح: 5، 6، ، ولن يغلب عسر يسيرين.

* كوني شجاعة قوية القلب ثابتة النفس، ذات همة عالية، وعزيمة مضيئة.

رددي قول الله تعالى: ((وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ )) المؤمنون: 97- 98.

* احرصي على بر الوالدين، فهو من أعظم أبواب السعادة، فاغتنميه تفلحي.

* اعلمي أن التردد والتذبذب من أعظم أسباب القلق، فبعد الاستخارة والاستشارة اجزمي وأعزمي وتقدمي.

* العشق والغرام عذاب للروح، ومرض للقلب فاحذريها.

* احفظي دعاء الكرب: " لا اله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم ".

* اعلمي أن السعادة ليست في الحسب، وليست في النسب، ولا في الأموال والذهب، وإنما في الدين والعلم والأدب.

* كوني قارئة للقرآن فقارئة القرآن لا تشكو قلقاً، ولا مللاً ولا فراغاً ولا ضجراً.

* من جوالب القلق ضياع الوقت وتأخير التوبة، واستعداء الناس، وعقوق الوالدين، وإفشاء الأسرار.

* أرسلي رسائل السحر مدادها الدمع، وقراطيسها الخدود، وبريدها القبول، وجهتها العرش وانتظري الجواب.

* الاستغفار طارد الهم، والقلق ويفتح الأقفال ويشرح البال.

* اعلمي أن مع الدمعة بسمة، ومع الترحة فرحة، ومع المحنة منحة تلك سنة الحياة وخلتها مع بني آدم.

* أخية تذكري أن ((البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ((افعلي)) ما شئت فكما تدين تدان)).

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الرسالة أعلاه منقوله

ناقلها اخوكم محمد