المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أمريكا لن تضرب إيران مقابل امتناعها عن السعي لإقامة جمهورية إسلامية بالعراق



ابو فيصل احمد
23-04-2003, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

أمريكا لن تضرب إيران مقابل امتناعها عن السعي لإقامة جمهورية إسلامية بالعراق
نيوز أرشيف : تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بعد محادثات سرية مباشرة وغير مباشرة شاركت فيها أطراف أوروبية لتسهيل عملية سقوط نظام صدام حسين ولتبادل التعهدات والضمانات حول عدد من الأمور. وقالت صحيفة "الوطن" السعودية إنه في إطار هذه المحادثات السرية تعهدت أمريكا بعدم توجيه أي ضربات عسكرية وقائية ضد إيران وتعهد الطرف الإيراني بالامتناع عن العمل لإقامة جمهورية إسلامية في العراق على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأوضحت الصحيفة أن إدارة الرئيس بوش علقت منذ البداية أهمية على الدور الإيراني وعلى قيام تعاون أمريكي - إيراني ما حول العراق أكثر مما علقت أهمية على الدور السوري في هذا المجال وعلى هذا الأساس جرت محادثات واتصالات سرية بين الأمريكيين والإيرانيين, مباشرة بين دبلوماسيين من البلدين في عاصمتين أوروبيتين على الأقل وغير مباشرة عن طريق بريطانيا وكندا وسويسرا وجهات عربية تربطها علاقات جيدة بكل من طهران وواشنطن. وما تزال الاتصالات السرية غير المباشرة حول العراق مستمرة إلى الآن بين هذين الطرفين. وكشفت الصحيفة أنه تم التوصل خلال هذه المحادثات والاتصالات السرية إلى اتفاق أمريكي - إيراني حول تسعة أمور أساسية هي الآتية: أولا: وافقت إيران على طلب واشنطن بترك القوات الأمريكية والبريطانية تنفذ عملية إسقاط نظام صدام حسين كما وافقت على أن "تسهل" هذه المهمة من خلال عدم السماح للقوات العراقية المعارضة المسلحة المقيمة في أراضيها وخصوصا تلك التابعة لـ"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" بدخول الأراضي العراقية إما للمشاركة في العمليات الحربية أو لمحاولة السيطرة على مناطق معينة مما يعرقل عمل القوات الأمريكية - البريطانية. كما أعطت إيران "تعليمات" إلى مؤيديها في العراق بعدم التعرض للقوات الأمريكية والبريطانية أو شن هجمات عليها. ثانيا: وافقت إيران على اتخاذ "الإجراءات الملائمة" لعدم حدوث انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين في الجنوب العراقي خصوصا لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صدامات بين القوات الأمريكية - البريطانية والمعارضين العراقيين. ثالثا: تعهدت إيران بعدم السماح لأي قيادي أو مسؤول مرتبط بنظام صدام حسين باللجوء إلى أراضيها كما تعهدت بعدم تحول الساحة الإيرانية إلى "قاعدة خلفية" تنطلق منها العمليات والنشاطات المعادية للأمريكيين والبريطانيين وللنظام الجديد في العراق. رابعا: أكدت إيران أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق الجديد وأنها بشكل محدد لن تقوم بأية أعمال أو نشاطات لإقامة جمهورية إسلامية عراقية على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية, بل إنها ستؤيد وتدعم أي نظام حكم يختاره العراقيون بأنفسهم سواء من خلال انتخابات ديمقراطية أو من خلال استفتاء شعبي. كما تعهدت إيران بالحرص على وحدة العراق وسلامته الإقليمية ومعارضة أي توجه لتفكيكه. خامسا: أكدت إيران أنها ستتعامل "بواقعية" مع وجود القوات الأمريكية والبريطانية في العراق مما يعني ضمنا أنها ستقبل وجود هذه القوات لفترة محددة قصيرة لضبط الأمن وتأمين الاستقرار في هذا البلد. سادسا: في المقابل تعهدت إدارة الرئيس بوش للجانب الإيراني بالامتناع عن توجيه ضربات عسكرية وقائية ضد إيران أو بالقيام بأعمال عدائية ضدها كما تعهدت بعدم التدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية وبعدم الانحياز لتيار دون آخر, لكنها أوضحت أنها تحتفظ لنفسها بحق إبداء "آرائها الصريحة" حول مواقف النظام الإيراني وتوجهاته وحول قضية امتلاك إيران أسلحة دمار شامل وسعي هذا البلد إلى امتلاك السلاح النووي وهو ما تعارضه واشنطن بشدة. سابعا: تعهدت إدارة بوش للإيرانيين بأن الساحة العراقية لن تتحول إلى نقطة انطلاق لأي أعمال أو نشاطات عراقية أو إيرانية معادية للنظام في طهران كما تعهدت بالقضاء كليا و"بالوسائل الملائمة" على وجود منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة لطهران في الأراضي العراقية وعلى وجود أي منظمة مماثلة لها بأهدافها. ثامنا: أبدت إدارة بوش استعدادها للتشاور مع إيران حول مستقبل الأوضاع في العراق وتركيبة الحكم الجديد في هذا البلد كما أبدت ترحيبها بتعاون الإيرانيين مع واشنطن لتأمين قيام نظام عراقي جديد "بأفضل الوسائل الممكنة" دون أن يعني ذلك موافقة الإدارة الأمريكية على المطالب الإيرانية في هذا المجال. تاسعا: أعربت إدارة بوش عن رغبتها في فتح حوار رسمي علني مع النظام الإيراني وتسوية المشكلات العالقة بين البلدين بالوسائل السلمية وصولا إلى تطبيع العلاقات بينهما إذا كان لدى القيادة الإيرانية الاستعداد المماثل للحوار والتفاهم والتطبيع مع واشنطن. وفي مقابل التفاهم حول هذه الأمور أكدت المصادر المطلعة لـ"الوطن" أن هناك خلافات كبيرة وجوهرية بين أمريكا وإيران حول قضيتين أساسيتين الأولى: تتعلق بتركيبة الحكم الجديد في العراق فالإدارة الأمريكية ترفض تقاسم السلطة والنفوذ في الساحة العراقية مع إيران وترفض أن تكون القيادة الإيرانية هي "الوصي" على الشيعة العراقيين وأن تختار بالتالي الممثلين الشيعة الذين سيشاركون في حكم العراق سواء في المرحلة الانتقالية أو في المرحلة اللاحقة أو أن تضع "فيتو" على ممثلين شيعة تختارهم واشنطن. وقالت "الوطن" إن المسؤولين الأمريكيين تعهدوا للإيرانيين بإعطاء شيعة العراق حصة في الحكم الجديد "أكبر مما حصلوا عليها في أي وقت في تاريخ هذا البلد منذ الاستقلال" لكنهم رفضوا في المقابل تحديد حجم هذه الحصة أو التفاهم مع طهران حول حجم هذه الحصة بالمقارنة مع الحصص التي ستحصل عليها الطوائف والفئات العراقية الأخرى لكن القيادة الإيرانية وفقا للمصادر المطلعة تريد أن تلعب "دور رئيس" ولو بصورة غير معلنة في اختيار ممثلي الشيعة وتريد أن يكون للسيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" والمقيم في طهران منذ عشرين سنة دورا أساسيا في التركيبة الحاكمة المقبلة وأكبر من دور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي المدعوم من واشنطن. ويبدي المسؤولون الإيرانيون "حذرا" شديدا إزاء من يسمونهم "الشيعة العراقيين العلمانيين" المؤيدين لأمريكا والغرب عموما والذين تريد إدارة بوش أن يلعبوا أدوارا رئيسة في المرحلة المقبلة. أما القضية الثانية والتي هي موضع الخلاف بين واشنطن وطهران هي قضية الحكم العسكري الأمريكي للعراق. فإدارة بوش ترى أن "مصلحة العراق والمنطقة" تتطلب إخضاع هذا البلد للحكم العسكري الأمريكي فترة من الزمان لضمان أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وأن القوات الأجنبية سترحل حين يصبح العراقيون جاهزين فعلا لأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم ويؤمنوا الحماية الكافية لبلدهم. لكن القيادة الإيرانية ترى في المقابل أن الوجود العسكري الأمريكي والأجنبي في العراق هو الذي سيشكل "المصدر الأساسي لعدم الاستقرار وللفتنة" في هذا البلد لذلك يجب أن ترحل القوات الأجنبية بسرعة وأن تترك العراقيين يختارون حكامهم بأنفسهم, سواء عبر الانتخابات أو عبر التفاهمات بين قياداتهم وممثلي طوائفهم وفئاتهم المختلفة. ويبدي المسؤولون الإيرانيون معارضتهم الشديدة "لاستبدال الديكتاتور العراقي بديكتاتور أجنبي".لكن هذه الخلافات لم تمنع استمرار الاتصالات السرية الأمريكية - الإيرانية حول مستقبل الوضع في العراق.
مصدر الخبر : نيوز أرشيف