المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن نقرأ المقال ......اليورانيوم



aseer_plastine
24-04-2003, 08:39 PM
قبل أن نقرأ المقال ......

مرة أخرى نتحدث عن قذائف "الموت الآجل " كما أسماها الأستاذ هشام سليمان.
و مرة أخرى تلو الأخرى، و نحن نستقبل هذه السموم، بهتافاتنا من جهة، و صياحنا و مظاهراتنا من جهة أخرى!
و مع ذلك .. ها نحن مرة أخرى نقتسم و نجتر الألم، و الحسرة، و الحيرة تتبعهما، و تمضي بنا إلى حيث المجهول!

لا أعلم على وجه التحديد ماذا يتوجب علينا أن نفعل في مثل هذه الظروف بعد أن نقرأ المقال أدناه..
و لا أعتقد أن إدارات الدفاع المدني و وزارات الصحة في عالمنا العربي بأكمله تعرف ماذا ينبغي علينا فعله!
فباعتقادي، كل ما يعرفونه هو أنهم بعد كل عشرة أعوام تقريبا يطلبون منا وضع اللصاقات على نوافذنا و الكمامات على وجوهنا .. و تحضير الماء الإحتياطي .. و لا تنسوا علب البسكويت !!

أما لماذا يحصل لنا ما يحصل ..
و كيف نستقي الدروس مما حصل ..
و كيف نتيقن من عدم تكرارها و بمأساوية أكثر مما سبق ..
فكلها دروس، و للأسف الشديد، خارج مقررات و مناهج حكوماتنا العربية!

ألم تطالبنا أمريكا بوجوب تطوير مناهجنا الدراسية ؟!!
و تصايحنا عندها بضرورة المحافظة على مناهجنا المستقاة من قيمنا الخاصة بأوضاعنا الخاصة ، الملائمة لظروفنا الخاصة، المناسبة لبلداننا و شعوبنا الخاصة .. ألا تلاحظون أن كل أمر يخصنا هو "خاص" "خاص" "خاص" ؟!!
الآن فقط فهمت السبب!
و عذرت أمريكا و حلفاءها.
أتمنى أن تكونوا أنتم أيضا قد فهمتموه، خصوصا و أن هذا الدرس يأتي في وقت بالرغم من كل ما جرى فيه، نجد أن كل ما يشغلنا هو .. أين ذهب صدام حسين و وزير إعلامه؟!!!

أعزائي ..
كل حرب .. و غزو .. و "تحرير" ..
و أنتم .. و عالمنا العربي .. و الإسلامي .. بخير!!!
أتمنى أن نلتقي على خير .. و إلى ذلك الوقت لا أقول إلا .. و أفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد.

خالد الخياط
الحد - مملكة البحرين
ملاحظة: يوجد أدناه رابطان .. أولهما للمقال الأصلي في موقع إسلام أون لاين ، أما الآخر فهو مختص بالآثار الناتجة عن اليورانيوم المستنفد.. لا أنصح بمشاهدته لذوي القلوب الضعيفة. و لكن .. من منا يملك قلبا قويا ليشاهد هؤلاء الضحايا؟!!

قذائف "الموت الآجل" بالعراق
17/04/2003
هشام سليمان **محرر بموقع إسلام أون لاين.نت

هذا جناه اليورانيوم المستنفد على أطفال العراق
أعرف أن الحديث سيكون موجعًا للقلب، لكن ما من بد.. لن أفرض عليك أرقامًا، فقط أحضر آلة حاسبة، واحسب بالطريقة التي تستريح لها، إن كانت هناك راحة.
تعترف البنتاجون بإسقاط 320 طنًا من اليورانيوم المستنفد على العراق عام 1991 فقط؛ أعني في عملية "عاصفة الصحراء"، وجماعات السلام الأخضر تقول لا، بل 800 طن على الأقل، بينما يؤكد خبير عسكري روسي مطلع على بواطن الأمور أن 1000 طن من اليورانيوم المستنفد هي الكمية الحقيقية والأقرب للصواب، وما عداها محض بهتان.

وقبل أن ندخل في تفاصيل علمية مؤلمة، فقط تأكد أن هذا اليورانيوم المستنفد مشعّ لجسيمات ألفا.. والحمض النووي للخلية الحية "DNA" لا يحتاج إلا 10 إلكترون فولت على الأكثر ليتكسر، بينما جسيم الشؤم "ألفا" هذا لديه طاقة تساوي 4.2 ملايين إلكترون فولت.
وأيا كان اختيارك من الأرقام السالف ذكرها حول حقيقة كمية اليورانيوم المستنفد التي رجم بها شعب العراق، لتنطلق منها حساباتك، عليك أن تعرف أن البنتاجون تقول بأن مجموع أوزان المواد المتفجرة التي أسقطت على العراق عام 1991 حوالي 177 مليون رطل، وبرغم عدم انتهاء عمليات العدوان الجاري والمتجدد على ذاك الشعب المبتلى، فإن وزارة الدفاع تقول بأنها أسقطت ما يصل لـ 200 مليون رطل من المتفجرات في عملية "تحرير العراق" عام 2003.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن رواية الـ 177 مليون رطل متفجرات هذه لا يصدقها أحد، وأصبح معلوما من الشك والحساب بالضرورة أن الرقم الحقيقي هو 140 ألف طن أي ما يقترب من 310 ملايين رطل، وهي تنتج دمارًا تخلفه 7 قنابل نووية مجتمعة.
لكن العراق لم يسلم من بطش آلات الجحيم الأمريكية بعد ذلك، ولكنه ظل طوال 10 سنوات هي سنوات الحصار يتلقى حمم قاذفات أمريكا وبريطانيا، ومنذ ديسمبر 1998، وحتى سبتمبر 1999 قصفت أمريكا المتحضرة العراق بحوالي 20 مليون رطل أخرى، فضلا عن 400 صاروخ توماهوك رجمته في عملية "ثعلب الصحراء".

قصة اليورانيوم المستنفد
نعود لليورانيوم المستنفد، فاليورانيوم يتواجد بالطبيعة في نوعين، أو بالتعبير العلمي الصحيح "نظيرين": نظير خفيف انشطاري هو "يورانيوم 234"، وآخر ثقيل هو "يورانيوم 238". واليورانيوم الطبيعي عبارة عن خليط من الاثنين معا بنسبة 0.7% للخفيف، و99.3% للثقيل.
وباستخلاص معظم النظير الأخف الانشطاري ليستخدم في تصنيع القنابل النووية أو تجهيز وقود المفاعلات النووية، يرتفع تركيز النظير الأثقل إلى ما يقرب من 100%، ويسمى حينئذ بـ "يورانيوم مستنفد".

هذا اليورانيوم المستنفد يعد أيضًا الأثقل بين العناصر الطبيعية حيث تبلغ كثافته 9جرام/سم3 أي حوالي 2.5 ضعف كثافة الحديد؛ وفي السنوات الأخيرة أثار ارتفاع كثافة عنصر اليورانيوم وكذلك ازدياد مخزونه انتباه مصانع السلاح؛ حيث إن كثافته العالية ترفع القدرة الاختراقية للقذائف المغلفة به، فضلاً عن رفع سرعة القذيفة في بعض الأحيان لحوالي 5 ماخ أي 5 أضعاف سرعة الصوت، ذلك بالإضافة إلى خصائص اليورانيوم الحرارية التي ترفع من كمية الحرارة المتولدة عند احتكاك القذيفة المغلفة به أثناء اختراقها للطبقات المتحطمة؛ وهو ما يسهم إيجابًا في قدرتها الاختراقية.. بما يعني قذائف خارقة حارقة.

ليس هذا فحسب، بل انتشر استخدام اليورانيوم المستنفد لتدريع الدبابات والمركبات الحربية الأخرى مع تغليف الدروع بشرائح معدنية تقي المقاتل المتواجد فيها من إشعاعات اليورانيوم. (لاحظوا أننا نتكلم هنا عن شرائح وليس عن تغليف لقذيفة أو طلاء لها).
واليورانيوم المستنفد ذو نشاط إشعاعي يصل لحوالي ثلث مللي كيوري للكيلوجرام الواحد منه، وعندما يقال بأن نشاط المصدر المشع واحد كيوري فيعني ذلك أنه يبعث 37 مليار شعاع في الثانية، والشعاع هنا بمعنى جسيم ألفا أو بيتا أو فوتون جاما.

وكما سبق أن ذكرنا، فإن اليورانيوم مشع لجسيمات "ألفا" المخربة، ويقل نشاطه الإشعاعي (أي كمية الأشعة الخارجة منه) بحوالي 40% عن الأشعة الناتجة عن اليورانيوم الطبيعي. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فما إن يمضي 24 يومًا على انطلاق القذيفة حتى يبدأ بعضه في التحلل –ضمن سلسلة طويلة– لعنصر مشع آخر هو "ثوريوم 234" والذي ينتج بدوره جسيمات "بيتا"، وفوتونات "جاما" وهي أشعات مهلكة هي الأخرى، لتكون محصلة النشاط الإشعاعي لليورانيوم المستنفد كل أنواع الجسيمات الضارة.

ملايين القرون .. لتزول اللعنة
إلا أن خطورة مصدر الإشعاع لا تعتمد فقط على قيمة النشاط الإشعاعي بل على فترة انبعاث الأشعة، وتقدر الأخيرة بمفهوم "عمر النصف"، أي الفترة الزمنية اللازمة لانخفاض النشاط الإشعاعي لنصف قيمته. وتساوي هذه الفترة بالنسبة لليورانيوم المستنفد 4.5 مليارات سنة، بعبارة أخرى ينخفض النشاط الإشعاعي لليورانيوم المستنفد إلى نصف قيمته بعد 45 مليون قرن، ثم يحتاج النصف المتبقي إلى 45 مليون قرن أخرى لينخفض إلى نصفه، وهكذا.

وليس هذا كل شيء بل يقع اليورانيوم 238 على رأس سلسلة إشعاعية تتكون من 15 عنصرًا كلها مشعة ما عدا آخر حلقات هذه السلسلة وهي أحد نظائر الرصاص.
ويبعث اليورانيوم مع أعضاء السلسلة النشطة أشعة نووية مؤينة بأنواعها ألفا وبيتا وجاما، علمًا بأن الأخيرة هي الأخطر في التعرض الخارجي بعيد المدى، والأولى هي الأخطر في التعرض الداخلي المباشر، وبيتا تمثل الوضع الأوسط.

وكل هذه الأشعات تؤين الذرات، مخرّبة للجزيئات المكونة للخلايا الحية، مصيبة إياها بمختلف درجات العطب، بدءًا بسوء الأداء وانتهاء بإصابة الخلية بالسرطان، وما بين هذا وذاك حدّث عن الفشل الكلوي وتدمير الكبد والجهاز المناعي للجسم، خاصة العقد اللمفاوية ومختلف السرطانات،خاصة سرطان الدم وسرطان الرئة... والقائمة تطول؛ بما يعني موتا مؤكدا، ولكنه آجل أو الموت العاجل إن أراد الله للمبتلى بهذا القاتل موتًا سريعًا.. هي كلها مخاطر أكدتها مختلف الهيئات الصحية المعتبرة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية.

وهكذا فإن آلاف الكيلوجرامات من اليورانيوم المستنفد الذي قد يغلف القذائف سيتناثر مع شظايا أغلفة القذائف، أو مع شظايا دروع المركبات المصابة أو المحطمة وسيبقى ضيفا ثقيلا دائما.
وقبل أن يعترض البعض باعتبار أن الشرائح موجودة في الدبابات الأمريكية والبريطانية، ولم تطولها نيران عراقية في العملية الأولى، فإننا نذكر بمسألة "النيران الصديقة" التي حطمت وحدها 39 مدرعة من مدرعات قوات ما يسمى بـ "التحالف"، ومرة أخرى نذكر بأننا نتكلم عن شرائح وليس أغلفة أو طلاء.. تصوروا الوزن في هذه الحالة، أما في العملية الثانية فقد تابعنا بعض مشاهد المقاومة الباسلة للعراقيين، وعرفنا كيف دمروا بعض دبابات ومدرعات العدوان.

غبار الموت .. ينتشر
غبار اليورانيوم سيحصد براءة الأطفال
لكن الأخطر في هذا السياق هو أن جزءا كبيرا من هذا اليورانيوم نتيجة لارتفاع درجات الحرارة أثناء القذف والاختراق والاحتراق سيتناثر على شكل غبار أكاسيد اليورانيوم (40% أكاسيد، 60% تبقى في شكلها الصلب) وعادة يقدر وزن كل من دقائق "ذرات" الغبار بالميكروجرامات، والميكروجرام الواحد يحتوي من اليورانيوم المستنفد على 2.5 ألف مليون مليون ذرة يورانيوم (25 وعلى يمينها 14 صفرًا).

وللأسف فإن العراق يتميز في فترات طويلة من العام بنوعين من العواصف الرملية تسمى الطوز جنوبا وراشابا شمالا، أما المياه -والعراق كثير الأنهار- فحدث عنها ولا فخر، وهي تغذي المياه الجوفية بنسبة.
وإذا دخلت دقائق هذا الغبار إلى جسم الإنسان مع الهواء المستنشق أو الماء أو الطعام فإن هذه الذرات مع أفراد السلسلة الـ14 وكلها مشعة سوف تتجول في أعضاء الجسم مزودة خلاياه بالإشعاع.

لكن ما الذي يحدث في حالة استنشاق غبار اليورانيوم المستنفد بشيء من التفصيل؟
الذي يحدث أن الجسم لا يمكنه التخلص منه إلا بعد دخوله للدم لينتهي به المطاف إلى الكليتين قبل أن يخرج خارج الجسم، وللأسف فإن اليورانيوم غير قابل للذوبان وتستغرق هذه الرحلة بسبب عناده وعدم ذوبانه 7000 يوم؛ أي 19 عاما.
وخلال هذه الفترة سيكون بقاء جزيء واحد من اليورانيوم في الرئتين معناه إشعاعه لكمية من الجسيمات المؤينة تزيد 800 مرة عن المستوى المسموح به للإنسان في السنة.

تذكر.. فترة عمر النصف لليورانيوم المستنفد 45 مليون قرن، يعني جريمة باقية إلى يوم الدين، لن تحرق وتقتل 300 ألف عراقي كما نتج عن عملية 1991، ولا المليون ونصف عراقي الذين ماتوا في فترة الحصار ونصفهم من الأطفال (750 ألفا تحت سن الخامسة بمعدل 4500 طفل كل شهر)، والمليونين ونصف طفل المرشحين للقاء ربهم بسبب الإشعاع القاتل الناتج عن هذه العملية وحدها.

احسب الآن الكمية المضافة بعد العدوان الأخير .. وفي النهاية الأمر كله راجع لك، المعطيات من اختيارك، صحيح قد تغلب العبثية على ذلك، لكن في كل الأحوال، وحتى الأخف منها مفزع ومرعب.

ابدأ بالحساب مع ملاحظة أن شهية البنتاجون انفتحت لمزيد من استخدام اليورانيوم المستنفد بعد النجاحات التي حققها في حرب الخليج الثانية، وكوسوفا وأفغانستان، فاليورانيوم المستنفد مفيد جدا في التحصينات تحت الأرضية الموجودة فقط في العالم الإسلامي