المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكشرت أمريكا عن انيابها( خطبة القاها الفضيلة الشيخ عبدالله الوطبان)



ابواسامة
26-04-2003, 01:07 AM
وكشرت أمريكا عن أنيابها هذه خطبة ألقاها فضيلة الشيخ عبد الله الوطبان في خضم الأحداث في المنطقة وفيها وقفات رائعة يحتاجها المسلم ..:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نصره الله بالرعب مسيرة شهر وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد : فإنا لله وإنا إليه راجعون ، لا إله إلا الله العليم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم .. وانكشف الغطاء وكشر العدو عن أنيابه ، وامتدت الحرب الصليبية واتسع نطاقها ، فبالأمس أفغانستان ، واليوم العراق وغداً باقي الجزيرة خيب الله آمالهم ودمر مكرهم بعزته وقوته .. أيها الإخوة في الله ومع هذه النازلة العظيمة والخطب الجلل نقف هذه الوقفات : أولاً : إن ما وقع للمسلمين في العراق من أعداء الملة والدين من عباد الصليب وأوليائها اليهود ومن هذه الدولة الملعونة الظالمة الغاشمة ، يؤكد عقيدة راسخة لدى المؤمن قد تغيب عنه في زمن الرخاء وخداع الأعداء باسم السلام .. إنها عقيدة الولاء والبراء واعتقاد أن الكفار من اليهود والنصارى هم أعداؤنا ، وكل دعوة لموالاتهم ومحبتهم والاندماج معهم كلها دعوات مخدوعة فكفار اليوم هم كفار الأمس ، وقد أبان الله حقيقتهم بقوله : (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )) وقوله : (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) . ثانياً : ومع أن المصيبة عظيمة والحادث جلل فلعل في المحن منحا ، وما يقضيه الله ليس شراً محضاً (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم )) ، ولعل من أعظمها انكشاف أهداف الكفار وتكريس بغض الكافرين في عصر تعلق فيه المسلمون بالكفار وخصوصاً ما وقع من تعلق أهل الجزيرة بالأمريكان بعد حرب الخليج الثانية .. أضف إلى ذلك إفلاس الشعارات المرفوعة وأن كل شعار غير الإسلام فهو إلى زوال واضمحلال ، (( ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض )) ... ثالثاً : إن ما يجري اليوم هو امتداد للحروب الصليبية لاجتياح بلاد الإسلام ، بدأت من أفغانستان ثم العراق ... إن أمريكا وحلفائها أعلنوا بذلك الحرب على المسلمين تحت مظلة حرب الإرهاب وهي ترجمة حرفية لحرب الإسلام ... لأنهم وحتى يستمروا في الخديعة لن يعلنوها على الإسلام .. فالمسلمون إرهابيون والفكر الإسلامي فكر إرهابي والمناهج الإسلامية بيئة الإرهاب... فأمريكا إذن دولة محاربة وهي قائدة الحرب على المسلمين .. بل إنهم لم يتركوا الأمر للتحليل والتوقع بل أعلنوها على المكشوف .. فقد عبر طاغوتهم إبّان حملته على أفغانستان أنها حرباّ صليبية ، وهذا أحد وزرائهم يقول أنا أحارب العراق بمسيحيتي .. رابعاً : في أحوال الفتن والشدة والبلاء يظهر الله معادن الناس وأحوال القلوب ومن حكمة الله في المحن والابتلاء أنه يميز الخبيث من الطيب ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.. فالمؤمنون الصادقون قالوا في زمن محنة الأحزاب وما أشبه الليلة بالبارحة : (( فلما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليما )) ... وقال المنافقون : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً )) فهم يقولون كيف لكم بقوة أمريكا وحلفائها فاستسلموا لهم واستجيبوا لضغوطهم .. (( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين )) .. أهل النفاق والجبن والخوف يتجهون إلى المعاذير والأساليب الملتوية لتبرير عجزهم وعدم صدق إيمانهم وخذلانهم للمؤمنين .. كما قال تعالى عنهم : (( ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا )) .. فهمُ أحدهم حفظ ماله وعياله أما الإسلام فليس له عنده مكان ولا أمر المسلمين عنده ذو بال .. ثم قال تعالى عنهم : (( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا قليلا )) أي لو حصل دخول من العدو على بلدهم وطلب هذا العدو منهم الرجوع عن دينهم والكفر بالله وموالاتهم لأسرعوا إليهم وتعجلوا فيهم .. بل قد بلغ بالمنافقين المخذولين أنهم مع خذلانهم يُخذِّلون غيرهم ويدعون غيرهم للقعود معهم والشح بأنفسهم ، كما قال تعالى : (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً أشحة عليكم فإذا جاء الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير )) . خامساً : إن هذه الأزمة وما سبقها أبانت وأظهرت في جسد الأمة أفراداً وجماعات عللا وأمراضا وهذا هو شان الجسد في الأمراض الحسية فإنه في انتشار الأوبئة وتقلب الأجواء يكشف قدرات الأجساد والمناعة من المرض .. إن تفكك الأمة وتشرذمها وصراعها فيما بينها مرض يفتك بالأمة ويجعل قوتها سراب (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) .. إن الأنانية والأثرة وحب الذات مرض آخر يبرز في الأحداث فأين جسد الأمة الواحد وأين مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ... الحديث . لقد جنينا عاقبة الترف وحب الدنيا والتعلق بها وكان نتيجتها خوف وهلع وإحباط ويأس ... الأمة تشكوا عجز الثقة وجلد الفاجر تشكو انحسار المرجعية والقيادة الراشدة ... فاللهم هيئ لهذه الأمة قائداً ربانيا يقودها بشرعك ويحكم فيها كتابك ويجاهد بها عدوك .. سادساً : أتوجه إلى نفسي وإليكم في هذه الأزمة أدعوها بدعوة الله : (( يا أيها الذين آمنو اتقو الله )) .. أدعوها إلى التوبة من الذنوب والمعاصي وأدعوها أن تتوب من حياة اللهو والعبث وأن ذلك لا يورث إلا الذل والهوان .. أدعوها أن تقوم بما أوجب الله عليها من الواجبات وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. أيها الإخوة في الله إنه في مثل هذه الأزمات أوصي نفسي وإياكم بالحذر من الشائعات ورواية المجاهيل وعليك بالإسناد العالي وخصوصاً ما ينقل عن أهل العلم والدعاة .. السكينة السكينة والحذر من المواقف الغير مدروسة أو أن نجر إلى مواقف وصراعات أعدها لنا خصمنا ... ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، فالحذر الحذر من الاستجابة إلى الاستفزازات بأساليب مفاسدها أرجح من مصالحها فلا تكفي العاطفة وحدها ، وهذا لايعني أن نكون في موقف المتفرج ولكن بالطرائق الشرعية المناسبة المحققة للمصالح الراجحة .. سابعاً : إن الخيار الغربي من عباد الصليب في المنطقة هو السعي الجاد الذي لا يكل لتغيير بيئة التدين في البلاد بتعبيرهم ( بيئة التطرف ) من خلال نشر أسباب الفساد وتحرير المرأة كما زعموا والتضييق على أسباب الهدى وتجفيف منابع الصحوة 0 إنهم وأعوانهم في الداخل من المنافقين قد أعدوا عدتهم مستغلين الأحداث لتمرير مشاريعهم الإفساديه في مجال المرأة ومناهج التعليم والهجمة على الجامعات الإسلامية والقضاء الشرعي ومبادئ الأمة وثوابتها تحت شعار الإصلاح وطبيعة المرحلة (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) فترقبوا مكرهم وتفطنوا إلي خططهم ولايعني الاهتمام بقضية الأمة المضطهدة هنا أو هناك وهو ولاشك واجب محتم لايعني الانشغال عن الجبهة الداخلية وأن جهاد المنافقين هو من أعظم الجهاد وهو جهاد الكلمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما حادثة مظاهرة النساء إبان الأزمة السابقة قبل أكثر من عشر سنين خافية عليكم 0 وهكذا هو شأن المنافقين يطعنون الأمة من الخلف 0 فالأمة مشغولة بالأزمة قائمة بواجبها لحفظ أمن البلد وإغاثة المحتاجين 0 وإذا بهم يفعلون فعلتهم النكراء 0 وما قضية دمج تعليم البنات إلا شاهد على دور الضغوط الأمريكية 0 أحبتي في الله : احذروا القنوط واليأس وسقوط المعنويات فهذا دين الله وهذه جزيرة الإسلام وحقيقة الانتصار القيام بما أوجب الله وإن النتائج إلى الله . ثامناً : أنه ومع حلول الأزمة وهذا التسلط من أعداء الأمة واجب علينا نحن معاشر المسلمين أن نقوم بواجبنا نحو إخواننا في كل مكان 0 والمسلمين في العراق على وجه الخصوص لقرب النازلة ، واجب علينا أن ندعمهم بالمال لدفع ماحلّ بهم من اضطهاد وآلام فكم من طفل لا يجد ما يسد به جوعته وكم من أم مكلومة أفجعها الكفار في ولدها وزوجها وهي هائمة على وجهها قد طار فؤادها وكم من شيخ كبير أعياه المرض والكبر لا يجد ما يدفع به عناءه وكم من بيوت هدمت ومساجد دمرت ومدارس حطمت 0 مساكين أهل العراق أكثر من إحدى عشر سنه وهم في حصار سبقها سنوات جدب قضت على الأخضر واليابس لم يتضرر بها طغاة البعث بل المتضرر الحقيقي هذا الشعب المظلوم ثم تأتي هذه الحرب 0 فاتقوا الله أيها المسلمون ومدوا يد العون لهم بما تستطيعون قبل أن يسلط الله علينا ويكون الدور علينا إن لم نقم بواجبنا وإن أعظم وسيلة لنصرة إخواننا المسلمين الدعاء لهم في الصلوات في السجود والقنوت .. تاسعاً : إن كل عون لأعداء الإسلام من عباد الصليب أياً كان نوعه ولو بالكلمة فضلاً عن السلاح أو الجنود أو بالنقل ولو كان بغسل ملابسهم أو بيع الأغذية عليهم أو خدمتهم كل ذلك نوع من المحادة لله ورسوله وهو مظاهرة للكفار على المسلمين وهو من البغي والظلم قال الإمام ابن باز رحمه الله : وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ونحن نعلم جميعاً أن الفرح بهزيمة المسلمين نوع من النفاق وعلامة كذب الدعوى والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. عاشراً : إن حزننا ومصابنا ليس من تدمير حكومة البعث الكافرة في العراق بل إن البراءة منهم كالبراءة من النصارى والهدف الأمريكي وحلفائهم ليس هو لأجل تدمير حكومة البعث إنما هي دعوى لخديعة الشعوب وهم إنما هدفهم السيطرة على خيرات المسلمين وتامين ربيبتهم دولة اليهود والاقتراب من جزيرة العرب لتحقيق مآربهم من تغير مجتمع الجزيرة وزيادة التركيع لسكان المنطقة إنهم يريدون بذلك السيطرة على بلاد العالم من خلال الاقتصاد الذي أهم موارده البترول وأن هذه الدول الغربية الأخرى المعارضة للحرب ليس لسواد عيوننا أو شفقة على سكان المنطقة فهم أولياء بعض لكن صراعاً على مناطق النفوذ وتكالباً على موارد الاقتصاد .. اللهم اعز الإسلام والمسلمين .........