المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية سارس عدو قادم من الفضاء



إدواردو يانس
29-04-2003, 01:25 AM
صرّح الباحث الفضائي في جامعة كارديف الإنجليزية شاندرا فيكراماسينج لجريدة التابلويد ذات الانتشار الواسع سن بأن مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي سارس أتى من الفضاء الكوني البعيد· ويذكر أن فيكراماسينج وصديقه الراحل فريد هويل كانا يقولان منذ عدة عقود بالرأي القائل إن فيروس الأنفلونزا وبعض الجراثيم التي تنشط في فصول البرد والمطر هي من الأحياء المجهرية الفضائية التي تمطر الأرض باستمرار شأنها كشأن الغبار الكوني·

وعزا فيكراماسينج موجة المرض الراهنة التي تخيف العالم أجمع والتي انتشرت في شرقي آسيا على وجه الخصوص، إلى هذه الفيروسات الفضائية· وينطلق فيكراماسينج في نظريته هذه من أن سارس لم يكن معروفاً من قبل، فمن أين جاء إذن؟، وهو يضع لهذا السؤال جواباً لايوجد غيره وهو أن الفيروس هاجم الأرض لأول مرّة قادماً من الفضاء الكوني البعيد· وأشار إلى أن أحداً لايمكنه على أية حال أن ينقض هذا الطرح حتى وإن لم نعثر له على الدليل المقنع·

الحياة الفضائية!

ويأتي هذا التصريح في إطار نظرية أكثر شمولاً تعرف باسم بانسبيرميا:
panspermia وتفترض أن الحياة كلّها لم تنشأ على الأرض بل جاءت من الفضاء الكوني، وربما جاءت محمولة على متون المذنّبات الضخمة التي تتردّد على الأرض وتصطدم بها بين الحين والآخر· أو ربما تكون أسس الحياة، ومعها هذا الفيروس الخطير الذي يهدد العالم الآن، قد أتت إلى الأرض على متون الأطباق الفضائية التي يفترض أن سكان الحضارات الكونية البعيدة يرسلونها من كواكبهم ذات البعد الهائل عن الأرض حتى يكتشفوا حضارتنا· وبالرغم من الفتور والبرود الذي قوبلت به مثل هذه النظريات خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أنها بدأت تستعيد مكانتها المرموقة مؤخراً في رؤوس علماء كبار مشهود لهم بالتمسّك بنظرة علمية واقعية للأمور·
وبالرغم من كل ذلك، فلقد كان بعض العلماء المحافظين ميّالين للأخذ برأي معاكس مفاده بأن من غير المنطقي الافتراض بأن يكون أي مرض من أمراض البشر قد أتى من الفضاء الكوني· وكان فيكراماسينج قد أشار في تقارير سابقة ملأ بها الصحف والمجلات العلمية إلى أنه عثر على أدلّة كافية تشير إلى وجود جراثيم وبكتيريات فضائية في أعالي الغلاف الجوّي للأرض· واستخدم فيكراماسينج لاثبات هذه الفرضية منطاداً مجهّزاً بأنابيب ذكيّة معقمة تعقيماً شديداً وبإمكانها التقاط عيّنات من هواء ورطوبة الطبقة العليا من الغلاف الجوي وعزلها تماماً عن الهواء بعد ذلك عند العودة بها إلى الأرض·
وكان حريّاً بفيكراماسينج أن يزعم أن البكتيريا التي اكتشفها في تلك العيّنات هي ذات منشأ فضائي· وفي مقابل ذلك، كان من الطبيعي أيضاً أن يتصدّى بعض العلماء الأكثر ميلاً للواقعية لهذا الطرح بالإشارة إلى عدم امتلاك فيكراماسينج لأي دليل يمكنه أن يثبت أن البكتيريا التي اكتشفها ليست ذات منشأ أرضي· فلماذا لاتكون قد انتقلت من الأرض إلى طبقات الجوّ العليا عن طريق الصواريخ وعربات الفضاء والأقمار الاصطناعية التي سبق للبشر أن أطلقوا الألوف منها إلى مداراتها حول الأرض ومازالوا يطلقون المزيد؟·
وأما فيما يتعلّق بفيروس سارس، فلقد عثر فيكراماسينج على من يؤيّد طروحاته الروائية القصصية حوله في شخص العالم الإنجليزي ميلتون وينرايت من جامعة شيفيلد والذي يرى أن ظهور الفيروس في الصين لأول مرة يزيد من قوّة الطرح القائل بأصله الفضائي بالنظر لأن الصين كانت دائماً مصدراً لتصريحات متكررة لأناس شهدوا برؤية أطباق طائرة وأجسام فضائية غريبة تغزو حدائق بيوتهم ومراعي مواشيهم ثم تنطلق عائدة إلى الفضاء الكوني البعيد· وأما فيما يتعلّق بالتساؤل حول الطريقة التي أمكن بها للفيروس أن يصل إلى الأرض دون أن يصاب بأذى يقضي عليه، فإن وينرايت يعتقد أن سارس كان محفوظاً ومحمياً داخل المذنّب الذي حمله إلى الأرض·
ومن المعلوم أن أنوية المذنّبات تتألف من مادة ذات درجة حرارة بالغة الانخفاض يمكنها أن تحفظ الأحياء النشيطة مثل الفيروسات والبكتيريا إلى حين توفّر الظروف الجويّة المناسبة لاستعادة نشاطها والعودة إلى التكاثر والانتشار· ويضع وينرايت لهذا الذي حصل حتى انتهى سارس إلى الانتشار في منطقة شرقي آسيا على هذا النحو المخيف، السيناريو التالي· فلقد جاء سارس محمولاً على مذنّب جاء من أعماق الكون السحيق إلى أن بلغ أعالي الغلاف الجوّي، وبقي هناك مدة طويلة قد تقدّر بعشرات أو مئات ألوف السنين وهو ينتظر الظرف المناسب للانقضاض على سكّان الأرض· ثمّ تسنّت له فرصة السقوط على قمم جبال الهيمالايا الأكثر قرباً من طبقات الجوّ العليا· ومن هناك تمكن من الانتشار إلى المناطق المجاورة مسبباً كوارث كبرى في كل من الصين وتايلندا وفيتنام والفليبين وهونج كونج واليابان وكوريا·
ويمكن للمرء أن يقيم علاقة الارتباط بين قضية الأطباق الفضائية التي ضجّ بها العالم ذات يوم، وخاصة خلال أعوام الخمسينيات، وبين نظرية المنشأ الفضائي لفيروس سارس ليجد أنهما ينتهيان إلى الدرجة ذاتها من خيال الطرح وضعف القرائن والدلائل والحجج· ويرى بعض الناقدين لهذه الطروحات، أنه كان من الأجدر بالعلماء الذين يقولون بهذه النظريات الخيالية أن يثبتوا أولاً أن في وسع المذنّبات أن تنقل البكتيريات الفضائية دون أن تموت تماماً، خاصة وأنها تجتاز ظروفاً فيزيائية بالغة التطرّف كالبرودة الخارقة وغياب الهواء والمواد المغذّية ولمدة من الزمن تقدّر ببضعة مليارات السنين· أما لو رجّحنا نظرية انتقالها بواسطة الأطباق الفضائية الطائرة والآتية من مراكز الحضارات الكونية البعيدة، فمن الذي يمكنه أن يثبت وجود هذه الأطباق ذاتها؟·
وكانت قضية الأطباق الطائرة قد أصبحت الشغل الشاغل للعالم خلال سنوات الخمسينيات عندما تكررت التصريحات التي تفيد برؤيتها في أماكن متباعدة من العالم· وكثيراً ما كان الأمر يرتبط بروايات ومشاهدات شخصية يتحمّس لها في العادة طراز خاص من الناس الذين يوصفون عادة بالخلط بين الرؤى الخيالية والواقعية· ولقد عجزوا جميعاً عن تقديم دليل مادي واحد على وجود هذه الأجسام الفضائية، وهذا ما أدى إلى صرف النظر عن هذه الشهادات في كافة مراكز الرصد والمراقبة العلمية·
وأمام هذه الطروحات الخيالية التي تصطدم بواقع محسوس يكمن في أن سارس لم يتوقف عن حصد المزيد من الأرواح وإصابة المزيد من الضحايا، يبقى السؤال حول أصل هذا الوحش الجديد مفتوحاً على كل الاحتمالات

الفتى الطائر
29-04-2003, 09:03 AM
مشكوور اخوي ... والله يحمينا .. آميين