acer2
02-05-2003, 01:50 AM
بغداد ـ موفد القبس د. جمال حسين
مطلقو النيران
كثر الحديث وانتشرت الحكايات في العراق عما يحصل في سهرات العائلة الحاكمة الطريدة من إطلاق نار من البنادق والمسدسات وكل ما يتسنى لهم. لكن ذلك بقي طي الحديث والتداول المحدود.
تنفرد «القبس» بنشر لقطات لأفراد العائلة الظالمة وهم يمارسون هذه الهواية المقززة. ويلاحظ أنهم في كل السهرات التي أطلقوا فيها النيران يجلسون في قاعات مغلقة. أي أن إطلاق النار يسبب الضرر ليـــس بالموجودين فحسب، بل في البناية التي يستمتعون بالجلوس بها أيضا.
في الصور التي تنشر للمرة الأولى والتي حصلت عليها «القبس» من الألبوم الخاص لعبد حميد حمود، يظهر حسين كامل وهو يطلق النار من مسدسه وإلى جانبه قصي وفي الثانية قصي، وإلى جانبه عبد حميد حمود ، فيما الجميع يسدون آذانهم من أصوات الرصاص.
للمرة الأولى تنشر «القبس» صورة عدي وبجانبه بعض الفتيات وهو يطلق النار من بندقية، في تلك الليلــــة التي وصــــــل فيها الأمر بإطلاق النــــــار على الموجودين بمن فيهم عمه وطبان الحســــــن الذي تســبب في إعاقته الكاملة في قدميه.
______________________________________________________________________
صدام يحرق كراج سيارات عدي للنكاية ويكرم الشعب بدجاجة واحدة خلال 13 سنة
اشتاط صدام غضبا، ولزمه عصاب لم يهدئه سوى منظر الصور التي تنشرها «القبس» بعدما حصلت عليها من الأرشيف الشخصي للطاغية.
بدأت الحكاية بعد أن سمع صدام أن ابنه عدي تسبب في وفاة الكثير من العراقيين بعد استيراده قوائم دجاج من إيران، كانت وزارة الصحة الإيرانية قد قررت اتلافها لعدم صلاحيتها للتداول البشري.
اشتراها عدي من خلال شبكته التجارية المعروفة في إيران وسوقها بالطريقة المعهودة في العراق وبأسعار يبدو أنها شجعت الكثيرين من الذين أصابتهم أمراض المعدة والإسهال والقيء وأنواع تسمم أودت بحياة عدد لا يستهان به، الأمر الذي وصل الى مسامع «الأب القائد».
تحرّى صدام وعرف الحقيقة. وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو ما كانت عليه ردة فعل «الوالد» التي لا يمكن أن تخطر على بال أحد: أرسل صدام جلاوزته الى الكراج الخاص بسيارات عدي وأمرهم بإحراقها كلها وتصوير عملية الحرق وكل السيارات المحروقة (هذا أسلوب اتبعه صدام ومن بعده قصي وعدي بتصوير كل العمليات التي يأمرون بها).
عقوبة على مسمى، كما لو كان ينظر للأشياء من برج في أنفه، يعاقب شخصاً تسبب في وفاة مواطنين جياع بإحراق سياراته التي حصل عليها من سرقة حياة أطفال ونساء نسوا رائحة الدجاج فجربوا ان يشموا قوائمه.
ولعل صدام يدرك أن هذه العقوبة، لا تعني شيئا لعدي، فهو قادر على أن يعوضها في لمحة بصر حتى لو سطا على كل كراجات البلاد.
ولكي يستكمل صدام «حنيته» على الشعب، نشرت كل الصحف وأذاعت كل القنوات والمحطات في اليوم التالي نبأ «مكرمة جديدة للقائد»، تلاها المذيعون وكأن أبواب الخير فتحت للعراقيين وملخصها أصبح المواطنون يتندرون عليها ليومنا هذا: منح كل عائلة عراقية دجاجة واحدة.
______________________________________________________________________
الخيول
يقلد الطغاة الصغار الكبار، حتى في الاهتمامات. يعيشون حياتهم وكـأنهم ولدوا في اليوم نفسه.
وحمل أبناء صدام كل إشاراته ورموزه وطرقه في الكلام والمشي والقيام والقعود.
ونادي الفروسية الذي حرم عدي على الناس المرور بالقرب منه وليس دخوله، الذي كان مقتصرا على أصدقائه ومربي خيوله ومدربي عضلاته، كان منتجعا خاصا، بساحاته وهيكله، ببهوه وفنائه الخارجي والداخلي، وفيه كانت تسير حياة من يقودون البلاد الى التهلكة تلو الأخرى.
صور تنشرها «القبس» للمرة الأولى لحياة أباطرة العراق، لهوهم وأيامهم المنحوتة كاللوحات التي علقوها في قصورهم دون أن يعرفوا منشأها.
هذا الفرس وغيره، حاله أفضل من صاحبه الطريد، فهو الآن في واحدة من زرائب الوطن بعد أن نهبوه هو الآخر، أو ربما أنقذوه من الماخور الذي كان فيه.
مطلقو النيران
كثر الحديث وانتشرت الحكايات في العراق عما يحصل في سهرات العائلة الحاكمة الطريدة من إطلاق نار من البنادق والمسدسات وكل ما يتسنى لهم. لكن ذلك بقي طي الحديث والتداول المحدود.
تنفرد «القبس» بنشر لقطات لأفراد العائلة الظالمة وهم يمارسون هذه الهواية المقززة. ويلاحظ أنهم في كل السهرات التي أطلقوا فيها النيران يجلسون في قاعات مغلقة. أي أن إطلاق النار يسبب الضرر ليـــس بالموجودين فحسب، بل في البناية التي يستمتعون بالجلوس بها أيضا.
في الصور التي تنشر للمرة الأولى والتي حصلت عليها «القبس» من الألبوم الخاص لعبد حميد حمود، يظهر حسين كامل وهو يطلق النار من مسدسه وإلى جانبه قصي وفي الثانية قصي، وإلى جانبه عبد حميد حمود ، فيما الجميع يسدون آذانهم من أصوات الرصاص.
للمرة الأولى تنشر «القبس» صورة عدي وبجانبه بعض الفتيات وهو يطلق النار من بندقية، في تلك الليلــــة التي وصــــــل فيها الأمر بإطلاق النــــــار على الموجودين بمن فيهم عمه وطبان الحســــــن الذي تســبب في إعاقته الكاملة في قدميه.
______________________________________________________________________
صدام يحرق كراج سيارات عدي للنكاية ويكرم الشعب بدجاجة واحدة خلال 13 سنة
اشتاط صدام غضبا، ولزمه عصاب لم يهدئه سوى منظر الصور التي تنشرها «القبس» بعدما حصلت عليها من الأرشيف الشخصي للطاغية.
بدأت الحكاية بعد أن سمع صدام أن ابنه عدي تسبب في وفاة الكثير من العراقيين بعد استيراده قوائم دجاج من إيران، كانت وزارة الصحة الإيرانية قد قررت اتلافها لعدم صلاحيتها للتداول البشري.
اشتراها عدي من خلال شبكته التجارية المعروفة في إيران وسوقها بالطريقة المعهودة في العراق وبأسعار يبدو أنها شجعت الكثيرين من الذين أصابتهم أمراض المعدة والإسهال والقيء وأنواع تسمم أودت بحياة عدد لا يستهان به، الأمر الذي وصل الى مسامع «الأب القائد».
تحرّى صدام وعرف الحقيقة. وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي هو ما كانت عليه ردة فعل «الوالد» التي لا يمكن أن تخطر على بال أحد: أرسل صدام جلاوزته الى الكراج الخاص بسيارات عدي وأمرهم بإحراقها كلها وتصوير عملية الحرق وكل السيارات المحروقة (هذا أسلوب اتبعه صدام ومن بعده قصي وعدي بتصوير كل العمليات التي يأمرون بها).
عقوبة على مسمى، كما لو كان ينظر للأشياء من برج في أنفه، يعاقب شخصاً تسبب في وفاة مواطنين جياع بإحراق سياراته التي حصل عليها من سرقة حياة أطفال ونساء نسوا رائحة الدجاج فجربوا ان يشموا قوائمه.
ولعل صدام يدرك أن هذه العقوبة، لا تعني شيئا لعدي، فهو قادر على أن يعوضها في لمحة بصر حتى لو سطا على كل كراجات البلاد.
ولكي يستكمل صدام «حنيته» على الشعب، نشرت كل الصحف وأذاعت كل القنوات والمحطات في اليوم التالي نبأ «مكرمة جديدة للقائد»، تلاها المذيعون وكأن أبواب الخير فتحت للعراقيين وملخصها أصبح المواطنون يتندرون عليها ليومنا هذا: منح كل عائلة عراقية دجاجة واحدة.
______________________________________________________________________
الخيول
يقلد الطغاة الصغار الكبار، حتى في الاهتمامات. يعيشون حياتهم وكـأنهم ولدوا في اليوم نفسه.
وحمل أبناء صدام كل إشاراته ورموزه وطرقه في الكلام والمشي والقيام والقعود.
ونادي الفروسية الذي حرم عدي على الناس المرور بالقرب منه وليس دخوله، الذي كان مقتصرا على أصدقائه ومربي خيوله ومدربي عضلاته، كان منتجعا خاصا، بساحاته وهيكله، ببهوه وفنائه الخارجي والداخلي، وفيه كانت تسير حياة من يقودون البلاد الى التهلكة تلو الأخرى.
صور تنشرها «القبس» للمرة الأولى لحياة أباطرة العراق، لهوهم وأيامهم المنحوتة كاللوحات التي علقوها في قصورهم دون أن يعرفوا منشأها.
هذا الفرس وغيره، حاله أفضل من صاحبه الطريد، فهو الآن في واحدة من زرائب الوطن بعد أن نهبوه هو الآخر، أو ربما أنقذوه من الماخور الذي كان فيه.