المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير بسيط عن رسام الكائنات الصغيره السنافر



blink
02-05-2003, 07:12 PM
قبل أربعين عاما استطاع رسام الكائنات الصغيرة الزرقاء البلجيكي : ( بيار كوليفود ) أن يحتل مكانا بارزا لفنه في عالم الشهرة والانتشار ويجني من وراء ذلك أرباحا تفوق الحصر من رسوماته المتحركة المعروفة باسم: (السمورف) أو ( السترومف ) التي ترجمت تسميتها إلى العربية : (السنافر).

من شخصيات هذا العمل البديع : بابا سنفور العجوز الملتحي البالغ من العمر خمسمائة عام المحيط بكل خفايا الغابة وأسرار السحرة والاختراعات العلمية العجيبة والشقراء اللعوب ( سنفورة ) الأنثى الوحيدة في غابة السنافر والتي تتلاعب بعواطف الجميع وكذلك السنفور الشاعر والآخر الأكول والثالث العبقري وغير ذلك من المخلوقات السنفورية المرحة القادرة علي سنفرة كل شيء بما في ذلك عدو قرية السنافر ومقلق راحتها (شرشبيل) وقطه البليد هرهور. هذه المغامرات الرشيقة قد ترجمت إلى عشرين لغة والمراقبون لحركة النشر والتوزيع في العالم تحدثوا في تقاريرهم السنوية عن رجل عجوز في الخامسة والستين من عمره كان يواظب أسبوعيا ولأكثر من عامين إلى أن وافته المنية يواظب علي اقتناء أعداد مجلته الأثيرة أولا بأول المخصصة أصلا للأطفال دون العاشرة ونعني بذلك مجلة (السمورف) هذا الرجل العجوز كان يشتري مجلته خلسة عن عيون أبناء جيله وينزوي بها علي مقعد خشبي بعيد يتصفحها ويضحك ، يضحك طويلا وهو يتصفحها وعندما يأتي علي جميع صفحاتها يرجع إلى صفحة بعينها ويضحك بمفرده من جديد ثم يطويها بحذر ويخفيها في جيب سترته الداخلي يقف ويسوي قبعته وعندما يلتقط عكازه يعود قافلا من حيث أتي ليبتلعه زحام أحد أرصفة الشوارع ويغيب عن الأنظار .

هذا بالنسبة للمسنين مع مجلة (السمورف) أما علماء الاجتماع فانهم يختلفون عن هؤلاء في اهتماماتهم بهذه الظاهرة التي وصلتنا عند مشارف نهاية القرن العشرين باسم (السنافر) بعد أن طافت كل أرجاء الدنيا بالطول والعرض . ذلك أن المراقبين لمثل هذه الظواهر الاجتماعية والثقافية قد رصدوا ضمن ما رصدوا المغزى من جعل السنافر أولئك الأقزام الطيبين والمتمتعين بذكاء خارق لا يخلو عادة من مكر ودهاء لا يملكون سوي أربع أصابع في اليد الواحدة !! لماذا ؟ .

ولان ( لماذا ؟؟) البلجيكية هذه يعولون عليها كثيرا في حساباتهم وتخطيطاتهم المستقبلية ولم تذهب أدراج الرياح كما هو متبع مع ( لماذا ) العربية التي لا يكترث أحد بصراخها وإلحاحها المستمر في القضايا الثقافية والفكرية والمصيرية وحتى الترفيهية منها ، فقد عقدت في الحال من اجل السيدة ( لماذا) البلجيكية عدة ندوات مدروسة بعناية من بينها علي سبيل الذكر لا الحصر ندوة تلفزية ، أذيعت علي الهواء مباشرة حضرها الفنان المعني بالسؤال صحبة دميتين واحدة لبابا سنفور والأخرى للآنسة سنفورة وأنبري أحد المفسرين الكبار من أعمدة الفلسفة هناك لهذه الظاهرة وتحدث بوقار عن الأصابع الأربعة للسنافر وأعتبرها دليل خير لهذه المخلوقات المحبة للسلام ، لأنها لا تحتاج إلى الإصبع الخامس ( السبابة) للضغط علي زناد البندقية.

فتابعوا معنا ماذا حدث !! .. أنفجر الفنان ( بيو) ضاحكا وعلت علي أثر ذلك مساحة واسعة من الدهشة علي وجوه الحاضرين من كبار علماء الاجتماع والتفسير وخبراء الفنون البصرية سرعان ما انكمشت هذه الدهشة ولاذت بخجلها وتوارت عن أبصار المشاهدين حين قال الفنان موضحا:

أيها السادة .. هذا تفسير بعيد الأغوار من حضراتكم ، وهو لم يخطر لي علي بال ساعة شروعي في ابتكار هذه الشخصيات ، لأني لحظتها كنت أعاني حالة من الكسل الطاغي لم أستطع معه إكمال الإصبع الخامس في لوحة كانت تضم أكثر من عشرين سمورفا !!

انتهينا بيسر من الإجابة الخاصة بالسؤال ( لماذا) وننتقل إلى شقيقه الذي يبتدئ عادة علي هذا النحو:

(وماذا بعد ذلك ؟؟) فوجدنا الجواب ببساطة يقول أن صديقنا الفنان وحليفنا في الهم التشكيلي قد تمكن من إنتاج عشرين مجموعة من كتب الرسوم الساخرة علي غرار ما أنتجه الفنان الليبي القدير الأستاذ : محمد الزواوي ، من كتب ( كاريكاتورية ) مثل : (الوجه الآخر - وأنتم) وإنما بأحجام صغيرة وطبعات شعبية أسعارها في متناول الجميع بما في ذلك صغار تلميذات المدارس الابتدائية ، وعلي ذكر الفنان الكاريكاتوري الليبي الذي طالت شهرته وأهميته البيت الأبيض في واشنطن أيام إدارة الرئيس الأمريكي ( نيكسون) فقد أخبرني شخصيا أحد النقاد الإنجليز في لندن شتاء عام 1978 في معرض حديثه عن حركة الرسم الساخر في العالم ، وعن أقلامه المتميزة ، أن الرئيس الأمريكي نيكسون كان يتوجه بسؤاله لسكرتيره الخاص قبل مباشرة نشاطه اليومي ، عن آخر رسم ساخر رسمه له الرسام الليبي (الزواوي) ، وللاطلاع علي هكذا رسومات للرئيس الأمريكي الراحل – نيكسون – انظروا تحديدا كتاب الزواوي:( الوجه الآخر) في باب - سياسيات.

هذا عن - الزواوي - في عجالة سريعة ، ونعود لصلب مقالتنا هذه، فقد أنتج هذا الفنان الذي كان يعرف باسم: (كوكو) وهو اللقب الذي كان يطلق عليه أيام المدرسة الثانوية ما يزيد عن عشرة أفلام متكاملة من الحجم الطويل تمجيدا منه لمدينة فاضلة أنصرف سكانها الأقزام للعناية بالبيئة والمبادئ النبيلة . مدينة ( أثينية) فاضلة تسمي (بلاد السنافر) فيها كما شاهدتم كيف تقوم اللقالق بتسليم الأطفال الرضع إلى أهاليهم ، مدينة يغلب علي هندستها المعمارية الأشكال الساحرة من نباتات ( الفطر) والشخص الراشد والبشري الوحيد فيها هو ذلك الشرير الساحر (غارغابيل) أو شرشبيل في النسخة العربية المدبلجة ، وفي ختام هذه الندوة التلفزية ذات الكم الهائل من النقلات البديعة صرح الفنان قائلا :

أني أدخر لمحبي ( السنافر ) ومتابعة أخبارهم ومغامراتهم من الصغار والكبار علي حد سواء ، أدخر لكل هؤلاء ، أكثر من ألف عام تالي إلى أن يتمكن الأقزام الزرق في الحلقة الأخيرة من العثور علي حجر الخلود بعد أن أضاعوه بحماقة.

بيار كوليفود – هو الآن في السبعين من عمره ، أكثر حيوية ونشاطا وأوسع شهرة وحضورا في وقتنا الراهن من الفنان ( والت ديزني ) في مجال الرسوم المتحركة ، وما المهارة والحس العملي الذي يتمتع به إلا بعض قليل مما ورثه عن أبيه الذي كان يعمل سمسارا في الأوساط المالية و ( بيو الكسول) أو ( كوكو) أيام التلمذة ، عندما يستلم عقدا فنيا فانه يقرأه أولا .. كلمة .. كلمة، ثم يوقع عليه عكس زملائه من الرسامين الذين يوقعون ثم ينخرطون في بكاء شديد بعد فوات الأوان ، لهذا هو الآن من دونهم جميعا ( ملياردير) بكل ما تحمل الكلمة من أرصدة ومشاريع فنية ضخمة علي أرض الواقع .

ففي كل يوم يخرج ستة آلاف سنفور من البلاستيك الأزرق من قوالب أحد المعامل الألمانية تحتفظ له بكافة الحقوق، فيما تقتحم رسوماته عن طيب خاطر أغلفة الكتب والمجلات والاسطوانات التقليدية والليزرية والقمصان الصيفية علي شواطئ المسابح ، فوق صدور الفتيان والفتيات الذين هم في عمر الأسماك الملونة وهو من جهة أخري يرفض رفضا قاطعا أن تُستخدم ( برفع التاء) سنافره في الإعلانات المروجة للمشروبات الكحولية والتبغ والسجاير، وعن مشاريعه الآنية يقول:

سأكون فخورا لو تمكنت قريبا من الفراغ من مشروع ( السنافر لاند ) وهو مشروع يجري التخطيط له في منطقة (اللورين ) يضاهي ديزني لاند ويستوعب حوالي خمسة آلاف عاطل عن العمل في هذه المنطقة .

هذا البلجيكي الباهر الذي ينتمي إلي البلاد المسطحة حيث يجد المرء نفسه هناك أمام خيارين إما أن يتخصص في إبداع الرسوم المتحركة أو في صناعة الدرجات الهوائية ، ولان ( كوكو) لا يحب ركوب الدرجات أصلا أو حتى الاقتراب منها ألتحق علي الفور بمدرسة للفنون الجميلة وكان عليه أن يتعلم أولا رسم أوراق بعض النباتات ويجعل الخطوط لينة وناعمة كما أشار عليه مدرسه الذي وقف فوق رأسه ، وعندما ينتقل هذا المدرس لتوجيه تلميذ آخر ينتهز – كوكو - الفرصة ويتحول إلى صفحة بيضاء جديدة في كراسة الرسم لأنه قد لاحت له فكرة مفادها أن يرسم شخصيتين من بنات أفكاره هما : ( يوهاردو) الفارس وخادمه ( بيرلويت) ذو الأنف الكبير وإحدى عينيه جاحظة ومفتوحة أبدا . ثم طور رسمه علي عجل بحكاية جانبية وجعل الخادم فيها يتبع مخدومه في إحدى الغابات إلى أن يكتشفا صدفة بلاد السنافر . ومنذ ذلك التاريخ والأمور الطيبة لم تفارق - بيار كوليفود -ويندفع بحماسه كليا لتطوير هذا الاكتشاف ومع مرور الوقت تفرغت عائلته فيما بعد لهذا العمل المجزي ، الابنة من جهتها أخذت تتعامل مع الحسابات بيسر وسهولة وترصد الأرباح الطائلة ، والابن في مكتبه الأنيق بالدور العاشر يتدارس مع كبار كتاب السيناريو أدق التفصيلات ، والزوجة تركت شئون المطبخ - لسيدة - إيطالية وتحولت بنشاطها المتدفق إلى صالة التلوين بينما مخترع السنافر ينتقل من مطار لآخر ومن مدينة لأخرى ، يفاوض هذا ويوقع عقدا مع ذاك ولان سيناريوهات هذه الرسوم مفرطة في الحلاوة فان المبدع القدير يحتاط من تسوس أفكاره ويتجنب الوقوع في التكرار .

وعلي أساس هذا الحذر الدقيق من جهته، صار عرض ( السمورف ) ظهيرة أيام الآحاد من المواعيد الثابتة التي يحرص علي متابعتها الأطفال بانتظام عبر محطة (بي . بي . سي – الثانية) اللندنية ، وفي حلقة من الحلقات المعدة خصيصا للعروض الأمريكية قامت حشرة عدوانية غريبة بقرص (بابا سنفور) فتحول إلى سنفور أسود شديد الغضب يحطم كل شيء يقع في طريقه فأبرقت له المحطة المرئية تسأله : لماذا اللون الأسود بالذات يا سيد ( بيو) في هذا التوقيت الذي يصاف الذكري العاشرة لاغتيال زعيم الزنج ( مارثر لوثر كينغ ؟) انه سوف يسبب لنا المشاكل ويتهمنا من قبل المشاهدين السود بأننا نروج للعنصرية . ومن دون شد أو كر أو تشبث في موقفه الفني بعث إليهم علي وجه السرعة بحلقة بديلة صبغ لهم فيها بابا سنفور باللون الأرجواني وعرضت هذه الحلقة المعدلة دون أن تثير في أوساط المشاهدين السود ذرة غبار واحدة.

الفنان بيار كوليفود من المتشددين مع أنفسهم ومع مجموعته الفنية ، محبا للجودة والإتقان لدرجة أنه يجعلهم أحيانا يبكون من هول الضغط عليهم ، ففي أحد المواقف أجبر أحد البدائل من البشر أمام كبار الرسامين بمؤسسته ، أجبره كي يتدحرج بين الصخور من أجل أن يتفهموا وضعية الرسم وتتابع حركاته وهذه القسوة لا تعد شيئا أمام ما كان يفعله الفنان ( هيرجي) مبتكر شخصية الرسوم المتحركة المسماة : ( تان . تان) إذ كان يرسل أحد أعوانه من الفنانين إلى الحدود السويسرية كي ينفذ له رسومات دقيقة لرجال الجمارك قبل انتقال ( تان . تان ) إلى هناك وهنا يبتسم - بيار كوليفود - مبدع السنافر ويقول بتواضع شديد لا تشوبه شائبة :
تلك بعض سماتنا نحن الكبار!

http://members.tripod.com/~altshkeely/artist_biographc/childerncity1.jpg

http://members.tripod.com/~altshkeely/artist_biographc/childerncity2.jpg

Grandizer
02-05-2003, 07:15 PM
مشكور و السنافر شيء عجيب ايضا من الانمي القديم العجيب الي يضحك مشكور يا شرشبيل مجددا
:D :6 :p :D :0)

blink
02-05-2003, 07:18 PM
العفو حبيبي جرانديزر

انتظر بس يومين وراح تشوف تقرير كامل عن السنافر في المنتدى