المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مغزي الحج



yosr
03-05-2003, 12:58 AM
مغزى شعائر الحج

الحج هو كالصلاة و الصيام و الزكاة وسيلة يتحقق بها الوصول إلى غاية عظمى و هي إرضاء الله تعالي كما أنها في نفس الوقت عامل توحيد الأمة الإسلامية فهو يصّف الناس جميعا في ساحة واحدة و في ميدان واحد ( وحدة الشعار أي الإحرام و وحدة القلوب و وحدة الدعاء و وحدة المظهر )

والحج مؤتمر المسلمين السنوي العام يتلاقون فيه عند البيت الذي صدرت لهم الدعوة منه و الذي بدأت منه الملة الحنيفة على يد أبيهم إبراهيم عليه السلام و الذي جعله الله أول بيت في الأرض لعبادته خالصا . فهو تجمع له مغزاه و له ذكرياته التي تطوف حول معنى العقيدة أي استجابة الروح لله .

و هو مؤتمر للتعارف و التشاور و تنسيق الخطط و توحيد القوى و تبادل المنافع و السلع و المعارف و التجارب و تركيز مبدأ المساواة لا تفرق بينهم طبقة و لا جنس و لا لغة و لا أي سمة من سمات الأرض و لا غنى و لا فقر و لا جاه .

و هكذا تظهر في فريضة الحج بوضوح الوحدة الروحية للمسلمين التي تختفي فيها الفوارق و تنمحي من خلالها الحدود و الفواصل و يسود الجميع الإخاء و التعاون و التكافل و التناصر الذي دعا الإسلام إلى أتباعه .

إن كل شعيرة من شعائر الحج تبعث على الوحدة و التجانس بين المسلمين الذين تميزوا بعبادة الله الإله الواحد ثم إن أداءه دافع قوي على بقاء هذه الوحدة و ذلك التجانس .

1الاحرام و التجرد من لبس المخيط و المحيط تجسد المساواة في الاعتبار البشري .
2 الطواف بالكعبة يجسد الترابط بين المؤمنين طولا و عرضا أو في حاضرهم و ماضيهم .
3 تقبيل الحجر الأسود يجسد حب الله سبحانه و تعالى و الولاء به
4 السعي بين الصفا و المروة يجسد المثابرة و الصبر في الحياة و السرعة في الاستجابة إلى حاجة الآخرين
5 الوقوف بعرفة يجسد الاعتزاز بالقوة المادية للمؤمنين و بقوتهم المعنوية في صلتهم بالله عز و جل .
6 رمي الجمرات الثلاث يجسد الإصرار في دفع الباطل و إنكار المنكر .
7 النحر و العمدي يجسد التضامن و الإخاء بين المسلمين .

و هكذا شعائر الحج هي رموز أو تعبيرات حسية عن معان مستهدفة تتكون منها الروح العامة للمؤمنين و لجماعتهم فإنه من غير المعقول أن تؤدى شعيرة منها في غير الرمز او التعبير الذي وردت فيه أو على الأقل لا يبلغ عندئذ تعظيم الشعيرة المستوى المطلوب على نحو ما يوحي القرآن الكريم في قوله تعالى :
( ذَلِكَ وَ مَنْ يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )
( ذلك و من يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب )


بتصرف من عدة مصادر اهمها نجلة العالم الاسلامي عدد في سنة 2000