مجنون الانتر
04-05-2003, 07:55 AM
عامي 2002 و 2003 كانا متناقضان بالنسبة للطليان .. ففي حين كان الفشل في كأس العالم هو عنوان العام 2002 كان نجاح الفرق الايطالية في البطولات الاوروبية بعلامة A+ هو العنوان البارز للعام 2003 رغم الفشل الذي يواجه المنتخب الوطني في تصفيات امم اوروبا ..
لنلقي نظرة على كيفية توالي الاحداث في هذين العامين و كيف تنقل الطليان خلال 10 شهور من الفشل الى النجاح .. من القاع الى القمة.. ليثبتوا للعالم انه امبراطورية كروية عظيمة مثل ايطاليا لا يمكن ان تنهار بهذه السهولة التي توقعها البعض
** تفائل و أمل ما قبل الفشل.. **
قبل كأس العالم كان لأسم المنتخب الايطالي الحضور الكبير بصحبة كل من المنتخب الارجنتيني و الفرنسي .. ربما بسبب التألق في أمم اوروبا 2000 ربما بسبب الأسماء العملاقة التي يمتلكها و ربما بسبب اشراف المدرب القدير تراباتوني على الفريق او حتى ربما بسبب انجازات الازوري و تاريخه الذي يشفع له في اي مناسبة كبيرة..
الطليان كانوا يعتمدون على أهم خط في تاريخ الازوري و هو خط الدفاع و يضم هذا الخط افضل مدافعي العالم كانافارو نستا و مالديني ... و وجود بدلاء لا يقلون خبرة عنهم .. مارك يوليانو ماركو ماتيرازي كرستيان بانوتشي جوزبي بانكارو كلها أسماء تذكرك بالمصطلح الايطالي " كاتاناتشيو"
و بوجود ثلاث حراس من مستوى تولدو بوفون و ابياتي .. فبوفون الذي فقد مكانه الاساسي في امم اوروبا بعد الاصابة استطاع مرة اخرى سرقة الرقم 1 من تولدو رغم تألق الاخير في امم اوروبا..
كانت آمال الطليان كبيرة في تلك البطولة و ربما كان الوصول للدور نصف النهائي اقل ما يمكن تحقيقه لشعب ينتظر هذا اللقب منذ 20 عاما
كانت الظروف جميعها مهيئة لجيوفاني تراباتوني و اعضاء المنتخب .. فالمنتخب يمتكل أسماء كبيرة فعلا لم يجتمع مثلها مع مدرب ايطالي منذ فترة فالخطوط جميعها متكاملة و الاصابات نادرة الدفاع في احسن حالاته و كذلك الوسط و الهجوم .. و المعنويات مرتفعة والاستعدادات رائعة بعد فوزين على الولايات المتحدة 1-0 و على انجلترا في ليدز 2-1 .. و معظم اللاعبين كانوا قد شاركوا في يورو 2000 و يملكون نفسية المنتخب المرشح للفوز و في داخلهم طاقة يريدون تفجيرها و ثأر بعد الهزيمة امام فرنسا في النهائي..
فحتى نصف النهائي كان هدفا ثانويا و كانت الاعين تتطلع الى لقب رابع و الى كأس العالم عائدا الى روما بعد غياب دام 20 عاما .. وحتى خلال هذه الشرين عاما كان وصول الطليان الى نصف النهائي أمرا معتادا و لو انه فرنسا 98 شذ عن القاعدة بعد خسارة بكرلتا الترجيح كالعادة امام ابطال العالم بعد ذلك .. كما انه الطليان كانوا قبل كأس العالم في المركز السادس على لائحة افضل منتخبات العالم..
لذلك فقد انجرف الشعب الايطالي مع التأمل و التطلع و كان متفائلا بمنتخب بلاده بشكل كبير عكس يورو 2000 عندما تشائم الجميع .. كان الجميع يعول على المنتخب لتحقيق لقب طال انتظاره لذلك فالفشل كان سيحطم أملا كثيرة و كان سيدمر ثقة البلد بمنتخبهم .. و هي ثقة استغرق زوف في بنائها الكثير و ربما كان سيصونها افضل من تراباتوني لولا تدخل "رئيس الوزراء" برلسكوني .. الذي كانت لتصريحاته السبب المباشر في استقالة الرائع جدا زوف...
و ربما كانت القرعة قد جائت لتزيد من تفائل الشارع الايطالي فالمجموعة السهلة نسبيا التي وقع فيها المنتخب الايطالي التي تضم كل من المكسيك الضعيفة نسبيا و كرواتيا المنهارة و و الاكوادور التي لا اعتقد انه الطليان عملوا لها اي حساب كانت هذه المجموعة تبشر بانه تعثرات الطليان دائما في الدور الاول في كأس العالم قد تودع .. و ربما كان السبب الاكبر للتفائل هي انه كل من الارجنتين و فرنسا البرازيل و انجلترا لن يواجه الطليان حتى لدور نصف النهائي و كل ما يمكن للطليان خشيته هو المنتخب الالماني او البرتغالي.. وهما في الوقت الحالي و اذا قدموا نفس المستوى المعتاد فان الخوف منهم غير موجود فعليا .. فجميع الطليان ظن بانه منتخبهم الوحيد هو الي يملك نستا مالديني و كانافارو في ادلفاع و هو الوحيد الذي يملك انزاجي فييري و مونتيلا في الهجوم و توتي و ديل بييرو في الوسط...و كان هم الطليان الاكبر هي اي منتخب سيواجه منتخبهم في النهائي..
و لم يكن التفائل مقتصرا على العامة فحتى المحللين الرياضين كانوا يتوقعون خيرا من منتخب بلادهم .. و هذا ما دفع لودوفيشو ماراديا احد المحللين في الليجازيتا دييلو سبورت لنشر تقرير كامل عن أمال الكرة الايطالية بمنتخبها بعد 20 عاما من اخر نجاح و قد اكد من خلاله انه نصف النهائي هو اقل ما يمكن تحقيقه خلال هذه البطولة..
**نقطة الضعف و تجاهل باجيو**
كانت نقطة الضعف الوحيدة في الطليان هي تسجيل الاهداف فرغم الاسماء الكبيرة في تشكيلة الازوري في الهجوم الا ان هذه المشكلة الغريبة لازمت الازوري في عدة بطولات رغم وجود فييري انزاجي ديلفييكيو مونتيلا ... ربما السر يمكن في عدم وجود صانع العاب بالمعنى الحرفي للكملة فكل من ديل بييرو و توتي لا يعدان صانعا العاب و لكن كنت اقصد صانع العاب مثل ريوكوستا أو زيدان.. ربما كان لاعب مثلهم هو كل ما ينقص الازوري..
ورغم ذلك فان الرائع باجيو لم يستدعى و قد تضايق الشارع الايطالي كثيرا لعدم استدعاء تراباتوني لنجمهم المحبوب روبيرتو باجيو الذي كان قد الحق في تشكيلة تشيزاري مالديني عام 98 و لكن يبدو انه تراباتوني كان اقوى من مالديني و استطاع ان يقول لا لباجيو.. ولكن وضع تراب كان اسهل لانه باجيو اصلا كان قد عاد لتوه من اصابة طويلة و رغم المستوى المقنع الي قدمه مع بريشيا في اخر اسابيع من الكالتشيو الا انه استدعاءه للمنتخب في كأس العالم لم يكن منطقيا .. فتراب قال بالكلمة الواحدة "لننسى باجيو" و كان هذا بعد اصابة باجيو و لكن بعد دقائق من عودته للملاعب و بتسجيله لهدفين غاية في الروعة كان على تراباتوني ان يسحب كلامه..و في النهاية اكثر من خسر لعدم استدعاء باجيو هو باجيو نفسه الذي فوت فرصته الاخيرة لتحقيق شيء يذكره مع الازوري..
تأهل الطليان لهذه الكأس كان سهلا بشكل كبير حيث لم يخسر الفريق ابدلا في الــ8 مباريات التي خاضها في التصفيات ضمن المجموعة الثامنة مع كل من رومانيا المجر جورجيا و لوتوانيا فحققوا 6 انتصارات و تعادلوا في مباراتين و سجلوا 16 هدف و دخل مرماهم فقط 3 اهداف..
**رحلت الانهيار بدأت بنجاح**
انتهت الاستعدادات و انتهت اللقائات و انهتى وقت الكلام بدأ كأس العالم و بدأت المفاجأت فبعدانتصار اسود افريقيا السنغال على فنرسا في افتتاح البطولة.. كان كل شيء ممكنا في مباراة ايطاليا و الاكوادور في ملعب سابورو دوم في اليابان و امام 31 الف متفرج ..
و لكن الكلمة الاخيرة كانت للمنطق و بدأت رحلة الفشل بنجاح.. فسيطر الطليان مع بداية المباراة على خصوم اثبتوا جدارتهم فوضع في الثلاجة اسلوب التصفيات المنفتح و عاد للاسلوب الدفاعي 4-4-1-1 و كان لهذا الخيار اثره الكبير فرغم الفوز فقد سخرت الصحافة من الفريق الفائز..ولكن رغم هذه الانتقادات فقد كان هذا الاسلوب ناجحا برأيي فأمن الفوز بهدفين لفييري الاول في الدقيقة السابعة عد الاسرع حتى تلك المباراة في المونديال و اعتمد الطليان على الهجوم المعاكس بقيادة الفنان توتي و تحكم الطليان بالمباراة بشكل كامل فسروعها وقتما ارادوا و اماتوها وقتما ارادوا..فدفع لاعبوا الاكوادور المهاريين بشكل عام ثمن سذاجتهم و انكسارهم امام اسم ايطاليا و استطاع الجناح الاكوادوري احد اكتشافات المونديال الاسيوي اوليسيس دو لاكروز ان يهز الدفاع الايطالي على الناحية اليمنى ..
ولكن الطليان اعتمد على خطة قطع الامدادات عن المهاجمين .. و استطاعوا بهدفين قاتلين حسم الموقف و لم يستطع ديل بييرو بعد دخوله في الدقيقة 74 ان يفعل في شيء في مباراته الدولية رقم 50..
تراب عبرة عن رضاه عن المستوى العام للفريق و لكنه حذر من ضعف لياقة بعض اللاعبين ربما بسبب عدم اكتمال عودة بعضهم من اصابات تعرضوا لها الموسم المنصرم و أبدا خوفه من المباراة الثانية..
و لقد كان محقا.. ففي ملعب كاشيما وامام 36 الف متفرج كانت بداية السقوط للازوري.. فبعد بداية مطمئنة نوعا ما و بعد حجز نصف تذكرة للدور الثاني توقع الجميع سيناريو مشابه امام كروتيا ولكن...!!
ما حدث فعلا كان سقوطا من اعلى قمة كان انهيارا لآمال عقدت على منتخب توقع منه الكثير ولكن تردد ماتيرازي في الدقائق الاخيرة الذي كان بديلا لنستا المصاب حيث و بعد تقدم ايطاليا بهدف فييري كانت عودة الكروات رائعة
لتتلقى ايطاليا اول هزيمة لها منذ 18 يونيو 94 امام ايرلندا 1-0 ... و ذلك رغم كل التدابير التي اتخذها تراباتوني لعدم الوقوع في فخ الخسارة.. فبعد ان بدا للجميع انه سيلعب بخطة 3-5-2 باشراك انزاجي ال جانب فييري فضل عدم المجازفة و لعب بنفس الطريقة امام الاكوادور ولكن بفارق واحد هو مشاركة كرستيان زانتي بدلا من زميله في الانتر المصاب دي بياجيو .. و تبين من هذا اللقاء انه الكرواتيين رغم انهم لا يملكون بوبان و سوكر فرنسا 98 الا انهم امتلكوا الخبرة في المحافل الدولية و بفضل دفاع متراجع مؤلف من خمس لاعبين و اربع لاعبين في الوسط و مهاجم وحيد هو الن بوكسيتش حاول الكروات بكل جهد خنق فييري الذي ظهرت خطورته في مباراة الاكوادور..
و برفضهم كل المبادرات الايطالية للتقدم الى وسط الملعب الايطالي و بالقاء الثقل الاكبر على فييري نجح الكرواتيون في جعل منقطة جزائهم منقطة محرمة و فصلوا خط الوسط عن الهجوم و اجبروا توتي على اني يدير ظهره لمرماهم .. و لكن الطليان لم يستسلموا بهذه السرعة فاثبتوا انهم يتمتعون بالصبر فترك دوني مكانه في الناحية اليسرى ة لعب امام فييري و توتي الذي لعب كمهاجم ثاني مع فييري مما اعطى الفاعلية المطلوبة ..
و في الدقيقة الــ50 بدأت معاناة الطليان مع الحكام فألغى الحكم هدفا صحيحا لفييري برأسه بداعي التسلل.. ولكن فييري لم ينتظر طويلا ليسجل هدفا اخر بعد خمس دقائق لرأسه مرة اخرى .. ليظل الهداف الوحيد لايطاليا في البطولة..
و أخطأ الطليان بعودتهم لاسلوب تراب المحبوب فتمكن الكروات من المنتخب الايطالي و استغلوا تخبط الدفاع
و بعد الهدفين لم يكن بيد تراباتوني الا ادخال انزاجي ليزيد الثقل الهجومي و كاد ان يحقق التعادل في مناسبتين الاولى بعد ركلة حرة غاية في الروعة من توتي ارتدت من العارضة ومن ثم تسجيل انزاجي لهدف صحيح 100% ولكن الحكم كان له رأي اخر حيث رأى انه انزاجي قد خاشن سيمتش..
بعد هذه الخسارة انقسم الشرع الايطالي الى قسمين فمنهم من رضخ للامر الواقع و رضي بان هذا افضل ما يمكن لمنتخبه تقديمه و منهم من تفائل بمباراة المكسيك الاخيرة..
المباراة كانت مصيرية فالتعادل يكفي ايطاليا للتأهل ..اذا ما خسرت كرواتيا و لكن ماذا ان فازت كرواتيا .. الاحتمالات كانت كثيرة و كادت ان تغرق السفينة الايطالية مع قبطانها تراباتوني الذي اصر على عدم اشراك ديل بييرو و لكنه جازف هذه المرة واشرك انازجي الى جانب فييري رغم اثبات المكسيكيين لجدارتهم و فوزهم في المباراتين الاولتين لم يأت من فراغ..ولكن في المقابل لعب المدرب المكسيكي خافيير اغويري بثلاث مهاجمين هم بورغيتي بلانكو و اريلانو
و عاني الطليلان مرة اخرى من الحكام فأغلى الحكم هدفا لانزاجي في الدقيقة 13 ثم هدفا لمونتيلا في الدقيفقة 64 لتحصل الحصيلة الى اربع اهداف ملغية في مباراتين و لم يأت الفرج الا في الدقيقة 85 مع المنقذ ديل بييرو الذي اعتبر خشبة الخلاص لسكوديتا ازورا و بدا عندما رفع ابهامه للسماء بعد هدف التعادل انه يقول "انها العناية الإلهية"
و حقق ديل بييرو هذا الهدف بعد 7 دقائق فقط من دخوله بديلا لتوتي و ظل يضايق الدفاع المكسيكي الا ان سلمه مونتيلا الكرة بالصدفة و كأنها زجاجة يرميها بحار تآئه في المحيط في محاولة يائسة للبحث عن نجدة و لكن مع ديل بييرو اليأس ممنوع..فتلقى الرسالة و انقذ سفينة الطليان و قبطانها تراباتوني من الغرق مبكرا..
و لكن كان منظر المنتخب الايطالي المرشح للكأس و الذي عقد عليه شعبه كما اسلفنا امالا كبيرة كان منظر رؤيته يطير من الفرح بمجرد تسجيله هدفالتعادل امام منتخب مثل المكسيك مثيرا للشفقة فعلا..
أحداث المباراة لم تكن كما يظن الكثيرون فالطليان قدموا شوط اول غاية في الروعة و امطروا المرمى المكسيكي بوابل من لفرص و سجلوا هدفا الغاه لحكم.. و لكن المنتخب المكسيكي لم يكن سيئا كذلك و احسن استغلال فترات امتلاكه للكرة واستطاع افتتاح السجيل سجله بورغيتي برأسه ربما يكون اجمل هدف رأسي في المونديال..
و كان الشوط الثاني شوطا حاول الطليان خلاله تفادي مهزلة الخروج من الدور الاول ولو انه كان سيكون امرا عاديا في مونديال المفاجأت..
و كان هدف ديلبييرو و هو الرقم 19 له مع الازوري كفيلا بضمان تأهعل الطليان كثاني المجموعة.. و يبدو ان عزة المكسيك لم تعجب بالتعادل فصرح بلانكو بعد المباراة "لقد حالف الطليان الحظ كان علينا ان ننهي عليهم يمكن القول اننا نحن من سمح لهم بالانتقال للدور الثاني.."
تأهل الطليان برصيد 4 نقاط بينما كان رصيد المسكيك الاولى 7 و رصيد كرواتيا و الاكوادور 3 نقاط..
و كان استهلال اللطيان للمونديال بفوز امر غير عادي حيث لم يفز في المباراة الاولى من المونديال في الاعوام الــ20 الاخيرة و كان مونديال 90 في ايطاليا حالة شاذة عندما انتصر الطليان على النمسا 1-0
يعد وصول ايطاليا الى الدور الثاني امرا معتادا فمنذ عام 74 لم يخرج الازوري من كأس العالم في الدور الاول
**الفشل و الخروج على يد الكوريين**
مر الدور الاول على سلام و لكن ماذا سيحمل الدور الثاني للطيان هذا ما لم يتوقعه احد..
في الدور الثاني كان على ايطاليا ان تواجه كوريا الجنوبية صاحبة الارض في الدور ربع النهائي في ملعب دايجون في كوريا و امام 41 الف كوري الحكم اسم لن ينساه الطليان ما عاشوا و هو الاكوادوري بيرون مورينو الذي ربما حاول الانتقام لهزيمة منتخب بلاده امام الطليان ..
فقد ادهشت كوريا الجنوبية العالم بأسره عندما اخرجت احدى الدور المرشحة للفوز بكأس العالم من الساحة العالمية بهدف ذهبي لقد حقق جونغ هوان المعجزة قبل انتهاء المرحلة الاضافية بثلاث دقائق و تلى تلك المعجزة عيد شعبي اذ احتشدت الجماهير الكورية للاحتفل بالحدث في الشوارع في حماس قل ما نشهده في كوريا
و يبدو ان الحظ يدير ظهه لايطالي كلما واجهت كوريا اذ سبق لكوريا الشمالية ان اخرجت ايطاليا من كأس العالم 1966 و نجحت كوريا الجنوبية كذلك في القضاء على آمال التشكيلة الايطالية الصلبة
لقد اثبت الشياطين لحمر انهم تشكيلة متعاونة ولا تتعب.. و اثبت اللطيان للعالم ان خط دفاعهم هو سرهم فبغياب كل من نستا للاصابة و كانافارو للايقاف انهار الدفاع الايطالي و انهار بانوتشي كما انهار ماتيرازي في مباراة كرواتيا
الفوز لم يأت من فراغ بل بقارات جريئة اتخذها المدرب الهولندي هيدينك ربما اعتبرت جنونا في حينها حيث استبدل مدافعين و لاب وسط بثلاث مهاجمين في النصف الساعة الاخير
بالمقابل كانت الخسارة بمثابة اعصار اصاب ايطاليا و لفم يخف الايطاليون غضبهم لانهم اعتبروا انهم ظلموا لقد ابكى المتهورون لكوريون اساتذة الكرة الايطاليين مما يعطي الكأس الاسيوية فصلا ملحميا جديدا..
و بدا انه الكرت الاصف الثاني لتوتي ظالم جدا مما ادى لطرده و بدا هدف توماسي صحيحا 100% ولكن يبدو ان الحكم مورينو قد اتخذ قرارا قبل المباراة بخسارة الطليان لها...
بالعودة الى مسلسل المباراة التي خاضها الكوريون بكل جرأة منذ الدقيقة 83 بخمس مدافعين و ثلاث مدافعين اساسيين و لعب هيدنيك باسلوب الكاميكاز الانتحاريين اليابانيين مع ضغط كبير في كل الملعب و احتاج الكورييون الى 88 دقيقة قبل اختراق الجدار الدفاعي الايطالي المكون من مالديني و يوليانو في العمق و زامباروتا و بانوتشي على الاطراف و لعب توتي دور اللاعب لمعزز لخط الوسط ..
كوريا كان الاخطر منذ البداية و كان اصرار الحكم مورينو على انهاء المباراة لمصلحة الكوريون مبكرا واضحا حيث احتسب ركلة جزاء خرافية بحجة اعاقة بانوتشي لاحد مهاجمي كوريا و لكن بوفون ابى ان يكون تولدو افضل منه في امم اوروبا بصدها بكل ما تحمل كلمة البراعة من معاني..
الطليان لم يخفقوا في تلك المباراة فلعب تراب باسلوب تكتيكي سمح لها بالفوز بعدة صراعات و كان التفوق الايطالي واضحا و لم يستطع الحكم مورينو فعل شيء حياله فكان الهدف الوال عبر فييري في الدقيقة 18 بعدما تطاول لكرة رأسية وضعها في مقص الايسر.. و كاد توماسي يعزز النتيجة لولا تدخل الحارس في اللحظة الاخيرة و لم تقدم كوريا شيئا يذكر في الشوط الاول باستثناء الاخطاء الفردية و التقنية
و في الشوط الثاني و كما ذكرنا لم تملك كوريا شيئل لتخسره فلعبت بربع مهاجمين و اثمر الضغط عن هدف عندما مرر بانوتشي الكرة بطريق الخطأ الى المهاجم الكوري سيول كي هيون الذي سجل هدف التعادل قبل دقيقتين من نهاية المباراة
وفي الشوط الاضافي الوال تمت اعاقة توتي داخل المنقطة و في وقت ظن الجميع ان توتي سينهي المباراة بركلة الجزاء كان للحكم مورينو رأي اخر حيث اشهر البطاقة الصفراء الثانية في وجه توتي ليفوز المنتخب الايطالي بوجهه و يقول له كفاك احكاما غبية ولن انسى طوال عمري صورة مالديني عندما وقف امام مورينو و لكن مورينو اشهر يده له كأنه يقول "لن تحقق اي بطولة مع ايطاليا يا باولو"
عموما في الشوط الاضافي الثاني استمر الطليان في ضغطهم و كانت تسديدة جاتوزو الصاروخية ان تكون جرس اعلان نهاية المباراة لوكن الحارس ثم العارضة لم يمانعا مواصلة المباراة.. ثم و قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الثاني خطأ اخر لبانوتشي كان السبب في هدف ثاني لكوريا هدف اعلن نهاية الطليان و خروجهم خالي الوفاض من هذه الكأس العالمية..
خروج جاء بالهدف الذهبي التي ربما سوف تصبح "الموضة" الان للطليان فبعد ان اعتاد المنتخب على الخروج بركلات الترجيح ايطاليا 90 الولايات المتحدة 94 و فرنسا 98 اصبح الخروج بالهدف الذهبي عادة جديدة فبعد خسارة النهائي امام فرنسا بالهدف الذهبي في امم اوروبا كما نحن نخرج من كأس العالم بالهدف الذهبي..
** الطليان رجموا الحكام **
عموما الطليان القوا اللوم على الحكام فالغاء 5 اهداف صحيحة خلال 3 مباريات فقط كان مجحفا جدا و القرارت الخرافية التي اتخذها الحكم مورينو في مباراة كوريا كانت فعلا امرا لا يستطيع الشارع الايطالي تحمله .. الشارع الاطيالي اتهم في البداية تراباتوني الذي العب بانوتشي المرتبك و لعب بمالديني رغم نقص لياقته و تبين بعد ذلك انه باولو نفسه لم يكن يحبذ المشاركة بسبب اصابته و لكن يبدو انه تراب احب ان يكافأه على مشوار رائع من الكرة الايطالية فلم يرد له ان ينهي مسيرته الحافلة على دكة الاحطياط..و كانت عن هذه المسألة الكثير من الكلام حيث هاجم المحلل الرياضي في غيرين سبورتيغو المدعو بورتوليتي المدرب تراب بشكل غير مسبوق..
و حتى عندما سئل تراباتوني بعد المباراة ان كان سيحدث كما حدث عام 1966 عندما خسر الطليان امام كوريا الشمالية و عندما عادوا الى مطار جنوى استقبوا بوابل من ثمار الطماطم قال (( لا اعلم ان كنا سنحظى باستقبال بنكهة الطماطم و لكن 20 مليون ايطالي شاهدوا المباراة و اعتقد انهم يقدرون ما حدث..))
و في حين لمح تراب لدور التحكيم اتهم ديلبييرو الحكام مباشرة عندما قال ((لقد تعرضنا للرجم من قبل الحكام))
و بالرغم من الاضرار الجسيمة التي الحقها " رجم " الحكام للطليان الا انه الفوز على كورواتيا لم يكن صعبا خصوصا بعد تقدم الطليان بهدف و لم يخف النقاد الاخطاء التي وقع بها الازوري و التي لولاها لبرما تغلبوا على العوامل الجانبية الاخرة التي ساهمت في الفشل
** .. و ها نحن من القمة الى القاع **
بدى عام 2002 بداية انهيار ابراطورية كروية كان حجر الأساس بها كأسي العالم 34 و 38 و ربما لهرم تلك الاساسات كانت تلك الامبراطورية الرومانية الكروية العالمية بحاجة لاي شيء يقيها من الانهيار و كما حدث مع برج بيزا المائل المشهور تحرك الطليان بسرعة لمنع الانهيار .. تأهبوا جيدا و تفائلوا كثيرا و لكن جائت الخيبة كبيرة جدا .. و ربما اعتقد الجميع انه الصحوة لن تكون قريبة خصوصا انه اندية ايطاليا التي كانت يوما الناطق الرسمي باسم الدولة الكروية في ايطاليا و كانت انجازاتها هي التي تحافظ على هيبة و مكانة و عزة الطليان قد اصبحت في مهب الريح و اصبح وصولها للادوار النهائية في المواسم القليلة الماضية نادرا .. فلم تعد لتلك الاندية الهيبة المعتادة و سيطرت الاندية الاسبانية و الانجليزية على البطولات الاوروبية..
هذا الفشل كان يمكن ان يشكل انهيار اي آمال ربما تعقد على الكرة في دولة ما و كان يمكن ان يلغي مفهوم البطولات من قاموس بلاد الرومان و لكن ما حدث كان اشبه بالحلم..
جائت الصحوة سريعة جدا عن طريق اقطاب البطولات في ايطاليا.. ميلان اليوفي و الانتر جائت تلك الاندية لكي تمحي كل مظهر من مظاهر اليأس او الفشل جائت لتقول ان امبراطورية الطليان ما زالت شامخة و ان شعبا محتاجا للبطولات بقدر ما يحتاج الانسان العادي للطعام والشراب لا يجب ان يحرم منعا .. جائت لتعيد العزة و الكبرياء المفقودتين في نفس كل من رفع اسمه هاتفا باسم المنتخب الايطالي..
**مشوار الفرق الايطالية في الدور الاول **
كل ما اعرفه ان الفرق الايطالية احسنت الاستعداد لموسم 2002-2003 ربما وضعت نصب اعينها البطولات الاوروبية في محاولة لتعويض فشل منتخب بلادهم لذلك تخطت الفرق الايطالية التي لعبت الدور التمهيدي الثالث " الانتر و ميلان " هذا الدور بسهولة كبيرة عكس ما حدث في موسم 2001-2002 عندما احتاج ميلان للعب ركلات الجزاء قبل تأهله و الانتر خرج منه ليلعب في كأس الاتحاد..
القرعة كانت منصفة نوعا ما بحق الفرق الايطالية فوقع ميلان مع كل من لنس دوبيتيفو لاكرونيا و بايرن ميونيخ و الانتر مع روزنبورج اياكس و ليون و اليوفي مع فينورد نيوكاسل و دينامو كييف اما روما فوقع مع الريال جنك و AEK ..
و استطاعت الفرق الاربعة التي شاركت في الدور الاول عبوره بسهولة نسبية " الانتر ميلان روما اليوفي " و رغم الوضع السيء الذي كان يمر به روما في الكالتشيو الا انه نجح في ان يكون اول من يهزم فريق " الأحلام " ريال مدريد في مدريد و في السانتياجو لينتزع البطاقة الثانية المؤهلة للدور الثاني..
الاسبوع الاول من هذا الدور لم يبشر بالكثير بالنسبة لفرق ايطاليا فالفريق الوحيد الذي حقق الفوز هو ميلان على لنس 2-1 و تعادل اليوفي مع فينورد 1-1 في هولندا بينما حقق الانتر نتيجة مرضية نوعا ما بتعادله مع روزنبورج 2-2 .. و لكن الطامة الكبرى كانت خسارة النادي الرابع ممثل العاصمة روما في الاولومبيكو امام الريال بثلاثية نظيفة
ثم في الاسبوع الثاني و في لقاء غاية في الروعة لن ينساه جميع عشاق ميلان حتى الان حقق ميلان فوزا ساحقا على دوبيتيفو لاكرونيا في الليازور باربع اهداف نظيفة كان الذهبي سوبر بيبو صاحب ثلاثية كاملة منها.. و حقق اليوفي فوزا كاسحا على دينامو كييف 5-0 .. بينما حقق الانتر فوزا مهما على اياكس 1-0 و تعادل روما مع AEK 0-0 ليكون هذا الاسبوع احد افضل الاسابيع للكرة الايطالية في هذه البطولة..
في الاسبوع الثالث حقق ميلان فوزا ممتازا على بايرن ميونيخ 2-1 في الملعب الاولومبي في ميونيخ .. و حقق روما اول فوز بفوره على جنك 1-0 و خسر الانتر اول مباراة له هذا الموسم بخسارته في سانسيرو 2-1 و حقق اليوفي الفوز على نيوكاسل 2-1
ثم في مباريات الذهاب فاز ميلان بهدفين لهدف على بايرن ميونيخ في ميلان ليكون اول نادي يضمن التأهل الى الدور الثاني.. و تعادل روما مع جينك 0-0 و الانتر مع ليون 3-3 و خسر اليوفي اول مرة امام نيوكاسل 1-0
و في الاسبوع الخامس خسر الميلان امام لنس 2-1 بعد ان كان قد ضمن التأهل و فاز اليوفي على فينورد 2-0 و الانتر على روزنبورج 3-0 بينما حافظ روما على اماله بالتأهل ففاز على الريال في عقر داره بهدف نظيف..
و في الاسبوع الاخيرلهذا الدور خسر ميلان مرة اخرى و هذه المرة امام دوبيرتيفو 2-1 و تعادل روما مع AEK 1-1 و انتصر الانتر على اياكس 2-1 في هولندا و جوفتنس على دينامو كييف بنفس النتيجة..
** الدور الثاني و متابعة النجاح **
وقعت الفرق الايطالية باستثناء اليوفي في مجموعات صعبة في الدور الثاني و ظلم تحديدا روما الذي كان يعاني اصلا من مشاكل و كانت القرعة بمثابة الضربة القاضية احلام روما بالاستمرار ..
اليوفي وقع مع دبيتيفو باسال و مانسشتر يونايتد.. باسال السويسري كان مفاجأة البطولة و كان الدور الثاني اكثر ما يمكن له الوصول اليه و دوبيرتيفو كان منهارا و لولا تساهل ميلان معه في مباراة الاياب لكانوا خارج البطولة و مانسشتر يمر بافضل احواله و هو المنافس الوحيد لليوفي على بطاقتي التأهل
الميلان وقع مع الريال بورسيا دوترمند و لاكوموتيف موسكو .. الريال لم يكن يعيش في فترة جيدة اما بروسيا دوترمند فكان في افضل اوقاته و لاكوماتيف موسكو حقق نتائج ملفتة على ارضه..
الانتر وقع مع لفركوزن برشلونة و نيوكاسل .. لفركوزن وصيف بطولة الموسم الماضي حقق نتائج مخيبة في الدور الاول و لن يكون منافسا برشلونة افضل فريق حيث حقق 6 انتصارات من اصل 6 مباريات.. و نيوكاسل كان مرضيا في الدور الاول و لكنه لم يكن ليذهب اكثر من ذلك..
روما وقع مع الارسنال اياكس و فالنسيا الارسنال احد افضل فرق اوروبا و يقدم مستويات رائعة فالنسيا في افضل حالاته كذلك و اياكس رائع و يمكنه المرور عبر هذا الدور
الدور الاول كان مميزا حيث جمع لقاء القمة الميلان بالريال في سانسيرو في مباراة تألق فيها نجوم ميلان بشكل ملفت حقا و حققوا فوزا مهما 1-0 امام الريال .. الانتر كذلك حقق نتيجة رائعة بفوره على نيوكاسل في انجلترا 4-1 و حقق اليوفي تعادلا مقنعا من دوبيتيفو 2-2 في الليازور
في الاسبوع الثاني فاز ميلان على دوترمند 1-0 و خسر روما من اياكس 2-1 و فاز اليوفي على باسال 4-0 و الانتر على لفركوزن 3-2
ثم في الاسبوع الثالث لهذا الدور تعرض الانتر لخسارة كبيرة امام البارسا 3-0 و خسر روما في الاولومبيكو مجددا امام فالنسيا 1-0 و فاز الميلان على لوكامتيف موسكو 1-0 و خسر اليوفي 2-1 امام مانسشتر ليكون هذا الاسبوع احد اسوء الاسابيع بالنسبة للفرق الايطالية
ثم في مباريات الاياب كان ميلان كالعادة اول المتأهلين بعد فوزه مرة اخرى على لوكاموتيف موسكو 1-0 في روسيا ليحقق 12 نقطة من اصل 12 و خسر اليوفي من مانسشتر 3-0 و
ثم في الاسبوع الخامس خسر ميلان امام الريال 3-1 و تعادل الارسنال مع روما 1-1 و انتصر اليوفي على دوبيتيفو 3-2 والانتر تعادل مع برشلونة و روما حقق افضل نتيجة له ربما عندما فاز على فالنسيا في اسبانيا 3-0
وفي الاسبوع الاخير من هذا الدور خسر ميلان امام دوترمند 1-0 في سانسيرو و باسيل ربح على اليوفي 2-1 و تعادل روما مع اياكس 1-1 ليكون اول فريق ايطالي يخرج من هذه البطولة هذا الموسم و ربح الانتر على لفركوزن في المانيا 2-0 ..
ليتأهل كل من " ميلان اليوفي الانتر " للدور ربع النهائي لتشكل الفرق الايطالية 37,5 % من الفرق في هذا الدور و ليكون وصول ثلاث فرق ايطالية لهذا الدور حدث لم يتكرر منذ مدة ..
** الدور ربع النهائي .. قمة النجاح **
القرعة اوقعت الميلان امام اياكس و الانتر امام فالنسيا و اليوفي امام برشلونة..
في مباريات الذهاب لم تكن نتائج الطليان ايجابية و ظن البعض انه مشوار بعض الفرق قد يتوقف عند هذا الدور ..
فتعادل الميلان مع اياكس في هولندا 0-0 في مباراة تألق فيها الهولنديون و استطاع الميلان تحقيق هدفه بالتعادل..
الانتر من ناحيته اكتفى بهدف البوبو في مرمى فالنسيا في سان سيرو ..
اما اليوفي فلم يكن تعادله مع البارسا 1-1 في ديلي البي مقنعا للبعض فالبارسا فاز في جميع مبارياته على ارضه هذا الموسم .. و لذلك فكان على اليوفي تحقيق نتيجة اضمن
في لقاء الدور ربع النهائي الرابع فاز الريال على مانشستر 3-1 .. و في مباريات الاياب كانت النتائج رائعة..
انتقد البعض الطليان لانه فرقهم تأهلت بالحظ و لكن لا اعتقد ان الحظ وحده اوصل هذه الفرق لهذا الدور..
في المباراة الاولى تقدم اليوفي على بارشلونة 1-0 عبر نيدفيد و من ثم سجل البارسا هدف التعادل و طرد دافيدز و لعب الفريقان شطيين اضافيين ضغط فيه مهاجمو البارسا بشكل كبيـــر و بدى ان تأهل البارسا للدور نصف انلهائي مسألة وقت ليس إلا و لكن و عن طريق هجمة مرتدة اثبت الايطاليون ان الدفاع ليس بذلك السوء فاستطاعوا بعد ان صدوا العشرات من هجمات البارسا ان يسجلوا هدفا رائعة فعلا عبر زاليتا بعد جملة رائعة بين نيفيد و بينه في الهجوم..ليخسر البارسا اول لقاء له في دوري ابطال اوروبا و في ملعبه كذلك..و ليضمن اليوفي اول مقعد ايطالي بين الاربعة الكبار في الدور نصف النهائي
في المباراة الثانية خسر الانتر امام فالنسيا 2-1 و لكن فوزه 1-0 في سانسيرو حسم الموقف له ليحجز المقعد الثاني للفرق الايطالية في الدور نصف النهائي..
في المباراة الثالثة و في مباراة دراماتكيه حقق ميلان فوزا صعبا على اياكس 3-2 فبعد تقدم ميلان عبر انزاجي عدل اياكس النتيجة ثم تقدم مرة اخرى عبر شفشنكو ثم عاد اياكس وعدل النتيجة ثم سجل مرة اخرى ميلان هدفا في الدقيقة 91 عبر توماسون في لقاء قدم فيه نجوم ميلان خصوصا انزاجي الكثير و حجزوا المقعد الثالث لاندية ايطاليا ضمن الدور نصف النهائي
و في المباراة الرابعة فاز مان على الريال 4-3 و رغم ذلك تأهل الريال ليلاقي اليوفي بينما سيلاقي ميلان الانتر
** العودة الى القمة ..**
ثلاث فرق من اصل اربعة انجاز لم يتحقق منذ فترة بعيدة نوعا ما .. 75% من فرق الدور نصف النهائي هو فرق ايطالية ما اروع ذلك لقد اعادت تلك الفرق الهيبة المفقودة للعراقة الايطالية و اعادت العزة و الكرامة للطليان بعد الفشل في كأس العالم و سواء حقق فريق ايطالي البطولة او لا فيكفي ان نعرف انه هنالك فريق ايطالي سيكون موجودا في النهائي قبل ان ان يبدأ الدور نصف النهائي حتى.. عموما ان يكون النهائي ايطالي × ايطالي فهو امر رائع و ان يحقق فريق ايطالي اللقب سيكون امر اروع و لكن الامر المميز هذا العام هو قدرة الفرق الايطالية على الموازنة بين المنافسة الاوروبية و المنافسة المحلية فالفرق الثلاثة التي وصلت للدور نصف النهائي هي نفسها التي كانت تنافس على لقب الدوري و هذا اكد ان هذه الفرق طورت نفسها و ان وصولها لهذا الدور لم يأت من فراغ بل دراسة بعناية لمتطلبات المنافسة على الجبهتين المحلية و الاوروبية و كانت النتيجة ان استطاع كل ايطالي التأكد من ان الاندية المحلية ربما تعوض بعضا مما حرم منه الطليان جراء فشل المنتخب الوطني ..
ليقوم الطليان من عام كانوا فيه في القاع و وصلوا الى القمة بوقت قياسي و لو ان القمة جائت على مستوى الفرق و لكن بالنسبة للطليان فان انتصارات فرقهم في البطولات الاوروبية هو انتصار لايطاليا ..
لتتابع امبراطورية الطليان الكروية التألق و لتكون شوكة في عين كل من شكك فيها بعد الفشل في 2002
شكرا لكل من قرأ الموضوع و اي رأي مخالف او ملاحظة او اقتراح او تعليق رح اكون ممتن لسماعه ..
منقول من منتدى ميلان
لنلقي نظرة على كيفية توالي الاحداث في هذين العامين و كيف تنقل الطليان خلال 10 شهور من الفشل الى النجاح .. من القاع الى القمة.. ليثبتوا للعالم انه امبراطورية كروية عظيمة مثل ايطاليا لا يمكن ان تنهار بهذه السهولة التي توقعها البعض
** تفائل و أمل ما قبل الفشل.. **
قبل كأس العالم كان لأسم المنتخب الايطالي الحضور الكبير بصحبة كل من المنتخب الارجنتيني و الفرنسي .. ربما بسبب التألق في أمم اوروبا 2000 ربما بسبب الأسماء العملاقة التي يمتلكها و ربما بسبب اشراف المدرب القدير تراباتوني على الفريق او حتى ربما بسبب انجازات الازوري و تاريخه الذي يشفع له في اي مناسبة كبيرة..
الطليان كانوا يعتمدون على أهم خط في تاريخ الازوري و هو خط الدفاع و يضم هذا الخط افضل مدافعي العالم كانافارو نستا و مالديني ... و وجود بدلاء لا يقلون خبرة عنهم .. مارك يوليانو ماركو ماتيرازي كرستيان بانوتشي جوزبي بانكارو كلها أسماء تذكرك بالمصطلح الايطالي " كاتاناتشيو"
و بوجود ثلاث حراس من مستوى تولدو بوفون و ابياتي .. فبوفون الذي فقد مكانه الاساسي في امم اوروبا بعد الاصابة استطاع مرة اخرى سرقة الرقم 1 من تولدو رغم تألق الاخير في امم اوروبا..
كانت آمال الطليان كبيرة في تلك البطولة و ربما كان الوصول للدور نصف النهائي اقل ما يمكن تحقيقه لشعب ينتظر هذا اللقب منذ 20 عاما
كانت الظروف جميعها مهيئة لجيوفاني تراباتوني و اعضاء المنتخب .. فالمنتخب يمتكل أسماء كبيرة فعلا لم يجتمع مثلها مع مدرب ايطالي منذ فترة فالخطوط جميعها متكاملة و الاصابات نادرة الدفاع في احسن حالاته و كذلك الوسط و الهجوم .. و المعنويات مرتفعة والاستعدادات رائعة بعد فوزين على الولايات المتحدة 1-0 و على انجلترا في ليدز 2-1 .. و معظم اللاعبين كانوا قد شاركوا في يورو 2000 و يملكون نفسية المنتخب المرشح للفوز و في داخلهم طاقة يريدون تفجيرها و ثأر بعد الهزيمة امام فرنسا في النهائي..
فحتى نصف النهائي كان هدفا ثانويا و كانت الاعين تتطلع الى لقب رابع و الى كأس العالم عائدا الى روما بعد غياب دام 20 عاما .. وحتى خلال هذه الشرين عاما كان وصول الطليان الى نصف النهائي أمرا معتادا و لو انه فرنسا 98 شذ عن القاعدة بعد خسارة بكرلتا الترجيح كالعادة امام ابطال العالم بعد ذلك .. كما انه الطليان كانوا قبل كأس العالم في المركز السادس على لائحة افضل منتخبات العالم..
لذلك فقد انجرف الشعب الايطالي مع التأمل و التطلع و كان متفائلا بمنتخب بلاده بشكل كبير عكس يورو 2000 عندما تشائم الجميع .. كان الجميع يعول على المنتخب لتحقيق لقب طال انتظاره لذلك فالفشل كان سيحطم أملا كثيرة و كان سيدمر ثقة البلد بمنتخبهم .. و هي ثقة استغرق زوف في بنائها الكثير و ربما كان سيصونها افضل من تراباتوني لولا تدخل "رئيس الوزراء" برلسكوني .. الذي كانت لتصريحاته السبب المباشر في استقالة الرائع جدا زوف...
و ربما كانت القرعة قد جائت لتزيد من تفائل الشارع الايطالي فالمجموعة السهلة نسبيا التي وقع فيها المنتخب الايطالي التي تضم كل من المكسيك الضعيفة نسبيا و كرواتيا المنهارة و و الاكوادور التي لا اعتقد انه الطليان عملوا لها اي حساب كانت هذه المجموعة تبشر بانه تعثرات الطليان دائما في الدور الاول في كأس العالم قد تودع .. و ربما كان السبب الاكبر للتفائل هي انه كل من الارجنتين و فرنسا البرازيل و انجلترا لن يواجه الطليان حتى لدور نصف النهائي و كل ما يمكن للطليان خشيته هو المنتخب الالماني او البرتغالي.. وهما في الوقت الحالي و اذا قدموا نفس المستوى المعتاد فان الخوف منهم غير موجود فعليا .. فجميع الطليان ظن بانه منتخبهم الوحيد هو الي يملك نستا مالديني و كانافارو في ادلفاع و هو الوحيد الذي يملك انزاجي فييري و مونتيلا في الهجوم و توتي و ديل بييرو في الوسط...و كان هم الطليان الاكبر هي اي منتخب سيواجه منتخبهم في النهائي..
و لم يكن التفائل مقتصرا على العامة فحتى المحللين الرياضين كانوا يتوقعون خيرا من منتخب بلادهم .. و هذا ما دفع لودوفيشو ماراديا احد المحللين في الليجازيتا دييلو سبورت لنشر تقرير كامل عن أمال الكرة الايطالية بمنتخبها بعد 20 عاما من اخر نجاح و قد اكد من خلاله انه نصف النهائي هو اقل ما يمكن تحقيقه خلال هذه البطولة..
**نقطة الضعف و تجاهل باجيو**
كانت نقطة الضعف الوحيدة في الطليان هي تسجيل الاهداف فرغم الاسماء الكبيرة في تشكيلة الازوري في الهجوم الا ان هذه المشكلة الغريبة لازمت الازوري في عدة بطولات رغم وجود فييري انزاجي ديلفييكيو مونتيلا ... ربما السر يمكن في عدم وجود صانع العاب بالمعنى الحرفي للكملة فكل من ديل بييرو و توتي لا يعدان صانعا العاب و لكن كنت اقصد صانع العاب مثل ريوكوستا أو زيدان.. ربما كان لاعب مثلهم هو كل ما ينقص الازوري..
ورغم ذلك فان الرائع باجيو لم يستدعى و قد تضايق الشارع الايطالي كثيرا لعدم استدعاء تراباتوني لنجمهم المحبوب روبيرتو باجيو الذي كان قد الحق في تشكيلة تشيزاري مالديني عام 98 و لكن يبدو انه تراباتوني كان اقوى من مالديني و استطاع ان يقول لا لباجيو.. ولكن وضع تراب كان اسهل لانه باجيو اصلا كان قد عاد لتوه من اصابة طويلة و رغم المستوى المقنع الي قدمه مع بريشيا في اخر اسابيع من الكالتشيو الا انه استدعاءه للمنتخب في كأس العالم لم يكن منطقيا .. فتراب قال بالكلمة الواحدة "لننسى باجيو" و كان هذا بعد اصابة باجيو و لكن بعد دقائق من عودته للملاعب و بتسجيله لهدفين غاية في الروعة كان على تراباتوني ان يسحب كلامه..و في النهاية اكثر من خسر لعدم استدعاء باجيو هو باجيو نفسه الذي فوت فرصته الاخيرة لتحقيق شيء يذكره مع الازوري..
تأهل الطليان لهذه الكأس كان سهلا بشكل كبير حيث لم يخسر الفريق ابدلا في الــ8 مباريات التي خاضها في التصفيات ضمن المجموعة الثامنة مع كل من رومانيا المجر جورجيا و لوتوانيا فحققوا 6 انتصارات و تعادلوا في مباراتين و سجلوا 16 هدف و دخل مرماهم فقط 3 اهداف..
**رحلت الانهيار بدأت بنجاح**
انتهت الاستعدادات و انتهت اللقائات و انهتى وقت الكلام بدأ كأس العالم و بدأت المفاجأت فبعدانتصار اسود افريقيا السنغال على فنرسا في افتتاح البطولة.. كان كل شيء ممكنا في مباراة ايطاليا و الاكوادور في ملعب سابورو دوم في اليابان و امام 31 الف متفرج ..
و لكن الكلمة الاخيرة كانت للمنطق و بدأت رحلة الفشل بنجاح.. فسيطر الطليان مع بداية المباراة على خصوم اثبتوا جدارتهم فوضع في الثلاجة اسلوب التصفيات المنفتح و عاد للاسلوب الدفاعي 4-4-1-1 و كان لهذا الخيار اثره الكبير فرغم الفوز فقد سخرت الصحافة من الفريق الفائز..ولكن رغم هذه الانتقادات فقد كان هذا الاسلوب ناجحا برأيي فأمن الفوز بهدفين لفييري الاول في الدقيقة السابعة عد الاسرع حتى تلك المباراة في المونديال و اعتمد الطليان على الهجوم المعاكس بقيادة الفنان توتي و تحكم الطليان بالمباراة بشكل كامل فسروعها وقتما ارادوا و اماتوها وقتما ارادوا..فدفع لاعبوا الاكوادور المهاريين بشكل عام ثمن سذاجتهم و انكسارهم امام اسم ايطاليا و استطاع الجناح الاكوادوري احد اكتشافات المونديال الاسيوي اوليسيس دو لاكروز ان يهز الدفاع الايطالي على الناحية اليمنى ..
ولكن الطليان اعتمد على خطة قطع الامدادات عن المهاجمين .. و استطاعوا بهدفين قاتلين حسم الموقف و لم يستطع ديل بييرو بعد دخوله في الدقيقة 74 ان يفعل في شيء في مباراته الدولية رقم 50..
تراب عبرة عن رضاه عن المستوى العام للفريق و لكنه حذر من ضعف لياقة بعض اللاعبين ربما بسبب عدم اكتمال عودة بعضهم من اصابات تعرضوا لها الموسم المنصرم و أبدا خوفه من المباراة الثانية..
و لقد كان محقا.. ففي ملعب كاشيما وامام 36 الف متفرج كانت بداية السقوط للازوري.. فبعد بداية مطمئنة نوعا ما و بعد حجز نصف تذكرة للدور الثاني توقع الجميع سيناريو مشابه امام كروتيا ولكن...!!
ما حدث فعلا كان سقوطا من اعلى قمة كان انهيارا لآمال عقدت على منتخب توقع منه الكثير ولكن تردد ماتيرازي في الدقائق الاخيرة الذي كان بديلا لنستا المصاب حيث و بعد تقدم ايطاليا بهدف فييري كانت عودة الكروات رائعة
لتتلقى ايطاليا اول هزيمة لها منذ 18 يونيو 94 امام ايرلندا 1-0 ... و ذلك رغم كل التدابير التي اتخذها تراباتوني لعدم الوقوع في فخ الخسارة.. فبعد ان بدا للجميع انه سيلعب بخطة 3-5-2 باشراك انزاجي ال جانب فييري فضل عدم المجازفة و لعب بنفس الطريقة امام الاكوادور ولكن بفارق واحد هو مشاركة كرستيان زانتي بدلا من زميله في الانتر المصاب دي بياجيو .. و تبين من هذا اللقاء انه الكرواتيين رغم انهم لا يملكون بوبان و سوكر فرنسا 98 الا انهم امتلكوا الخبرة في المحافل الدولية و بفضل دفاع متراجع مؤلف من خمس لاعبين و اربع لاعبين في الوسط و مهاجم وحيد هو الن بوكسيتش حاول الكروات بكل جهد خنق فييري الذي ظهرت خطورته في مباراة الاكوادور..
و برفضهم كل المبادرات الايطالية للتقدم الى وسط الملعب الايطالي و بالقاء الثقل الاكبر على فييري نجح الكرواتيون في جعل منقطة جزائهم منقطة محرمة و فصلوا خط الوسط عن الهجوم و اجبروا توتي على اني يدير ظهره لمرماهم .. و لكن الطليان لم يستسلموا بهذه السرعة فاثبتوا انهم يتمتعون بالصبر فترك دوني مكانه في الناحية اليسرى ة لعب امام فييري و توتي الذي لعب كمهاجم ثاني مع فييري مما اعطى الفاعلية المطلوبة ..
و في الدقيقة الــ50 بدأت معاناة الطليان مع الحكام فألغى الحكم هدفا صحيحا لفييري برأسه بداعي التسلل.. ولكن فييري لم ينتظر طويلا ليسجل هدفا اخر بعد خمس دقائق لرأسه مرة اخرى .. ليظل الهداف الوحيد لايطاليا في البطولة..
و أخطأ الطليان بعودتهم لاسلوب تراب المحبوب فتمكن الكروات من المنتخب الايطالي و استغلوا تخبط الدفاع
و بعد الهدفين لم يكن بيد تراباتوني الا ادخال انزاجي ليزيد الثقل الهجومي و كاد ان يحقق التعادل في مناسبتين الاولى بعد ركلة حرة غاية في الروعة من توتي ارتدت من العارضة ومن ثم تسجيل انزاجي لهدف صحيح 100% ولكن الحكم كان له رأي اخر حيث رأى انه انزاجي قد خاشن سيمتش..
بعد هذه الخسارة انقسم الشرع الايطالي الى قسمين فمنهم من رضخ للامر الواقع و رضي بان هذا افضل ما يمكن لمنتخبه تقديمه و منهم من تفائل بمباراة المكسيك الاخيرة..
المباراة كانت مصيرية فالتعادل يكفي ايطاليا للتأهل ..اذا ما خسرت كرواتيا و لكن ماذا ان فازت كرواتيا .. الاحتمالات كانت كثيرة و كادت ان تغرق السفينة الايطالية مع قبطانها تراباتوني الذي اصر على عدم اشراك ديل بييرو و لكنه جازف هذه المرة واشرك انازجي الى جانب فييري رغم اثبات المكسيكيين لجدارتهم و فوزهم في المباراتين الاولتين لم يأت من فراغ..ولكن في المقابل لعب المدرب المكسيكي خافيير اغويري بثلاث مهاجمين هم بورغيتي بلانكو و اريلانو
و عاني الطليلان مرة اخرى من الحكام فأغلى الحكم هدفا لانزاجي في الدقيقة 13 ثم هدفا لمونتيلا في الدقيفقة 64 لتحصل الحصيلة الى اربع اهداف ملغية في مباراتين و لم يأت الفرج الا في الدقيقة 85 مع المنقذ ديل بييرو الذي اعتبر خشبة الخلاص لسكوديتا ازورا و بدا عندما رفع ابهامه للسماء بعد هدف التعادل انه يقول "انها العناية الإلهية"
و حقق ديل بييرو هذا الهدف بعد 7 دقائق فقط من دخوله بديلا لتوتي و ظل يضايق الدفاع المكسيكي الا ان سلمه مونتيلا الكرة بالصدفة و كأنها زجاجة يرميها بحار تآئه في المحيط في محاولة يائسة للبحث عن نجدة و لكن مع ديل بييرو اليأس ممنوع..فتلقى الرسالة و انقذ سفينة الطليان و قبطانها تراباتوني من الغرق مبكرا..
و لكن كان منظر المنتخب الايطالي المرشح للكأس و الذي عقد عليه شعبه كما اسلفنا امالا كبيرة كان منظر رؤيته يطير من الفرح بمجرد تسجيله هدفالتعادل امام منتخب مثل المكسيك مثيرا للشفقة فعلا..
أحداث المباراة لم تكن كما يظن الكثيرون فالطليان قدموا شوط اول غاية في الروعة و امطروا المرمى المكسيكي بوابل من لفرص و سجلوا هدفا الغاه لحكم.. و لكن المنتخب المكسيكي لم يكن سيئا كذلك و احسن استغلال فترات امتلاكه للكرة واستطاع افتتاح السجيل سجله بورغيتي برأسه ربما يكون اجمل هدف رأسي في المونديال..
و كان الشوط الثاني شوطا حاول الطليان خلاله تفادي مهزلة الخروج من الدور الاول ولو انه كان سيكون امرا عاديا في مونديال المفاجأت..
و كان هدف ديلبييرو و هو الرقم 19 له مع الازوري كفيلا بضمان تأهعل الطليان كثاني المجموعة.. و يبدو ان عزة المكسيك لم تعجب بالتعادل فصرح بلانكو بعد المباراة "لقد حالف الطليان الحظ كان علينا ان ننهي عليهم يمكن القول اننا نحن من سمح لهم بالانتقال للدور الثاني.."
تأهل الطليان برصيد 4 نقاط بينما كان رصيد المسكيك الاولى 7 و رصيد كرواتيا و الاكوادور 3 نقاط..
و كان استهلال اللطيان للمونديال بفوز امر غير عادي حيث لم يفز في المباراة الاولى من المونديال في الاعوام الــ20 الاخيرة و كان مونديال 90 في ايطاليا حالة شاذة عندما انتصر الطليان على النمسا 1-0
يعد وصول ايطاليا الى الدور الثاني امرا معتادا فمنذ عام 74 لم يخرج الازوري من كأس العالم في الدور الاول
**الفشل و الخروج على يد الكوريين**
مر الدور الاول على سلام و لكن ماذا سيحمل الدور الثاني للطيان هذا ما لم يتوقعه احد..
في الدور الثاني كان على ايطاليا ان تواجه كوريا الجنوبية صاحبة الارض في الدور ربع النهائي في ملعب دايجون في كوريا و امام 41 الف كوري الحكم اسم لن ينساه الطليان ما عاشوا و هو الاكوادوري بيرون مورينو الذي ربما حاول الانتقام لهزيمة منتخب بلاده امام الطليان ..
فقد ادهشت كوريا الجنوبية العالم بأسره عندما اخرجت احدى الدور المرشحة للفوز بكأس العالم من الساحة العالمية بهدف ذهبي لقد حقق جونغ هوان المعجزة قبل انتهاء المرحلة الاضافية بثلاث دقائق و تلى تلك المعجزة عيد شعبي اذ احتشدت الجماهير الكورية للاحتفل بالحدث في الشوارع في حماس قل ما نشهده في كوريا
و يبدو ان الحظ يدير ظهه لايطالي كلما واجهت كوريا اذ سبق لكوريا الشمالية ان اخرجت ايطاليا من كأس العالم 1966 و نجحت كوريا الجنوبية كذلك في القضاء على آمال التشكيلة الايطالية الصلبة
لقد اثبت الشياطين لحمر انهم تشكيلة متعاونة ولا تتعب.. و اثبت اللطيان للعالم ان خط دفاعهم هو سرهم فبغياب كل من نستا للاصابة و كانافارو للايقاف انهار الدفاع الايطالي و انهار بانوتشي كما انهار ماتيرازي في مباراة كرواتيا
الفوز لم يأت من فراغ بل بقارات جريئة اتخذها المدرب الهولندي هيدينك ربما اعتبرت جنونا في حينها حيث استبدل مدافعين و لاب وسط بثلاث مهاجمين في النصف الساعة الاخير
بالمقابل كانت الخسارة بمثابة اعصار اصاب ايطاليا و لفم يخف الايطاليون غضبهم لانهم اعتبروا انهم ظلموا لقد ابكى المتهورون لكوريون اساتذة الكرة الايطاليين مما يعطي الكأس الاسيوية فصلا ملحميا جديدا..
و بدا انه الكرت الاصف الثاني لتوتي ظالم جدا مما ادى لطرده و بدا هدف توماسي صحيحا 100% ولكن يبدو ان الحكم مورينو قد اتخذ قرارا قبل المباراة بخسارة الطليان لها...
بالعودة الى مسلسل المباراة التي خاضها الكوريون بكل جرأة منذ الدقيقة 83 بخمس مدافعين و ثلاث مدافعين اساسيين و لعب هيدنيك باسلوب الكاميكاز الانتحاريين اليابانيين مع ضغط كبير في كل الملعب و احتاج الكورييون الى 88 دقيقة قبل اختراق الجدار الدفاعي الايطالي المكون من مالديني و يوليانو في العمق و زامباروتا و بانوتشي على الاطراف و لعب توتي دور اللاعب لمعزز لخط الوسط ..
كوريا كان الاخطر منذ البداية و كان اصرار الحكم مورينو على انهاء المباراة لمصلحة الكوريون مبكرا واضحا حيث احتسب ركلة جزاء خرافية بحجة اعاقة بانوتشي لاحد مهاجمي كوريا و لكن بوفون ابى ان يكون تولدو افضل منه في امم اوروبا بصدها بكل ما تحمل كلمة البراعة من معاني..
الطليان لم يخفقوا في تلك المباراة فلعب تراب باسلوب تكتيكي سمح لها بالفوز بعدة صراعات و كان التفوق الايطالي واضحا و لم يستطع الحكم مورينو فعل شيء حياله فكان الهدف الوال عبر فييري في الدقيقة 18 بعدما تطاول لكرة رأسية وضعها في مقص الايسر.. و كاد توماسي يعزز النتيجة لولا تدخل الحارس في اللحظة الاخيرة و لم تقدم كوريا شيئا يذكر في الشوط الاول باستثناء الاخطاء الفردية و التقنية
و في الشوط الثاني و كما ذكرنا لم تملك كوريا شيئل لتخسره فلعبت بربع مهاجمين و اثمر الضغط عن هدف عندما مرر بانوتشي الكرة بطريق الخطأ الى المهاجم الكوري سيول كي هيون الذي سجل هدف التعادل قبل دقيقتين من نهاية المباراة
وفي الشوط الاضافي الوال تمت اعاقة توتي داخل المنقطة و في وقت ظن الجميع ان توتي سينهي المباراة بركلة الجزاء كان للحكم مورينو رأي اخر حيث اشهر البطاقة الصفراء الثانية في وجه توتي ليفوز المنتخب الايطالي بوجهه و يقول له كفاك احكاما غبية ولن انسى طوال عمري صورة مالديني عندما وقف امام مورينو و لكن مورينو اشهر يده له كأنه يقول "لن تحقق اي بطولة مع ايطاليا يا باولو"
عموما في الشوط الاضافي الثاني استمر الطليان في ضغطهم و كانت تسديدة جاتوزو الصاروخية ان تكون جرس اعلان نهاية المباراة لوكن الحارس ثم العارضة لم يمانعا مواصلة المباراة.. ثم و قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الثاني خطأ اخر لبانوتشي كان السبب في هدف ثاني لكوريا هدف اعلن نهاية الطليان و خروجهم خالي الوفاض من هذه الكأس العالمية..
خروج جاء بالهدف الذهبي التي ربما سوف تصبح "الموضة" الان للطليان فبعد ان اعتاد المنتخب على الخروج بركلات الترجيح ايطاليا 90 الولايات المتحدة 94 و فرنسا 98 اصبح الخروج بالهدف الذهبي عادة جديدة فبعد خسارة النهائي امام فرنسا بالهدف الذهبي في امم اوروبا كما نحن نخرج من كأس العالم بالهدف الذهبي..
** الطليان رجموا الحكام **
عموما الطليان القوا اللوم على الحكام فالغاء 5 اهداف صحيحة خلال 3 مباريات فقط كان مجحفا جدا و القرارت الخرافية التي اتخذها الحكم مورينو في مباراة كوريا كانت فعلا امرا لا يستطيع الشارع الايطالي تحمله .. الشارع الاطيالي اتهم في البداية تراباتوني الذي العب بانوتشي المرتبك و لعب بمالديني رغم نقص لياقته و تبين بعد ذلك انه باولو نفسه لم يكن يحبذ المشاركة بسبب اصابته و لكن يبدو انه تراب احب ان يكافأه على مشوار رائع من الكرة الايطالية فلم يرد له ان ينهي مسيرته الحافلة على دكة الاحطياط..و كانت عن هذه المسألة الكثير من الكلام حيث هاجم المحلل الرياضي في غيرين سبورتيغو المدعو بورتوليتي المدرب تراب بشكل غير مسبوق..
و حتى عندما سئل تراباتوني بعد المباراة ان كان سيحدث كما حدث عام 1966 عندما خسر الطليان امام كوريا الشمالية و عندما عادوا الى مطار جنوى استقبوا بوابل من ثمار الطماطم قال (( لا اعلم ان كنا سنحظى باستقبال بنكهة الطماطم و لكن 20 مليون ايطالي شاهدوا المباراة و اعتقد انهم يقدرون ما حدث..))
و في حين لمح تراب لدور التحكيم اتهم ديلبييرو الحكام مباشرة عندما قال ((لقد تعرضنا للرجم من قبل الحكام))
و بالرغم من الاضرار الجسيمة التي الحقها " رجم " الحكام للطليان الا انه الفوز على كورواتيا لم يكن صعبا خصوصا بعد تقدم الطليان بهدف و لم يخف النقاد الاخطاء التي وقع بها الازوري و التي لولاها لبرما تغلبوا على العوامل الجانبية الاخرة التي ساهمت في الفشل
** .. و ها نحن من القمة الى القاع **
بدى عام 2002 بداية انهيار ابراطورية كروية كان حجر الأساس بها كأسي العالم 34 و 38 و ربما لهرم تلك الاساسات كانت تلك الامبراطورية الرومانية الكروية العالمية بحاجة لاي شيء يقيها من الانهيار و كما حدث مع برج بيزا المائل المشهور تحرك الطليان بسرعة لمنع الانهيار .. تأهبوا جيدا و تفائلوا كثيرا و لكن جائت الخيبة كبيرة جدا .. و ربما اعتقد الجميع انه الصحوة لن تكون قريبة خصوصا انه اندية ايطاليا التي كانت يوما الناطق الرسمي باسم الدولة الكروية في ايطاليا و كانت انجازاتها هي التي تحافظ على هيبة و مكانة و عزة الطليان قد اصبحت في مهب الريح و اصبح وصولها للادوار النهائية في المواسم القليلة الماضية نادرا .. فلم تعد لتلك الاندية الهيبة المعتادة و سيطرت الاندية الاسبانية و الانجليزية على البطولات الاوروبية..
هذا الفشل كان يمكن ان يشكل انهيار اي آمال ربما تعقد على الكرة في دولة ما و كان يمكن ان يلغي مفهوم البطولات من قاموس بلاد الرومان و لكن ما حدث كان اشبه بالحلم..
جائت الصحوة سريعة جدا عن طريق اقطاب البطولات في ايطاليا.. ميلان اليوفي و الانتر جائت تلك الاندية لكي تمحي كل مظهر من مظاهر اليأس او الفشل جائت لتقول ان امبراطورية الطليان ما زالت شامخة و ان شعبا محتاجا للبطولات بقدر ما يحتاج الانسان العادي للطعام والشراب لا يجب ان يحرم منعا .. جائت لتعيد العزة و الكبرياء المفقودتين في نفس كل من رفع اسمه هاتفا باسم المنتخب الايطالي..
**مشوار الفرق الايطالية في الدور الاول **
كل ما اعرفه ان الفرق الايطالية احسنت الاستعداد لموسم 2002-2003 ربما وضعت نصب اعينها البطولات الاوروبية في محاولة لتعويض فشل منتخب بلادهم لذلك تخطت الفرق الايطالية التي لعبت الدور التمهيدي الثالث " الانتر و ميلان " هذا الدور بسهولة كبيرة عكس ما حدث في موسم 2001-2002 عندما احتاج ميلان للعب ركلات الجزاء قبل تأهله و الانتر خرج منه ليلعب في كأس الاتحاد..
القرعة كانت منصفة نوعا ما بحق الفرق الايطالية فوقع ميلان مع كل من لنس دوبيتيفو لاكرونيا و بايرن ميونيخ و الانتر مع روزنبورج اياكس و ليون و اليوفي مع فينورد نيوكاسل و دينامو كييف اما روما فوقع مع الريال جنك و AEK ..
و استطاعت الفرق الاربعة التي شاركت في الدور الاول عبوره بسهولة نسبية " الانتر ميلان روما اليوفي " و رغم الوضع السيء الذي كان يمر به روما في الكالتشيو الا انه نجح في ان يكون اول من يهزم فريق " الأحلام " ريال مدريد في مدريد و في السانتياجو لينتزع البطاقة الثانية المؤهلة للدور الثاني..
الاسبوع الاول من هذا الدور لم يبشر بالكثير بالنسبة لفرق ايطاليا فالفريق الوحيد الذي حقق الفوز هو ميلان على لنس 2-1 و تعادل اليوفي مع فينورد 1-1 في هولندا بينما حقق الانتر نتيجة مرضية نوعا ما بتعادله مع روزنبورج 2-2 .. و لكن الطامة الكبرى كانت خسارة النادي الرابع ممثل العاصمة روما في الاولومبيكو امام الريال بثلاثية نظيفة
ثم في الاسبوع الثاني و في لقاء غاية في الروعة لن ينساه جميع عشاق ميلان حتى الان حقق ميلان فوزا ساحقا على دوبيتيفو لاكرونيا في الليازور باربع اهداف نظيفة كان الذهبي سوبر بيبو صاحب ثلاثية كاملة منها.. و حقق اليوفي فوزا كاسحا على دينامو كييف 5-0 .. بينما حقق الانتر فوزا مهما على اياكس 1-0 و تعادل روما مع AEK 0-0 ليكون هذا الاسبوع احد افضل الاسابيع للكرة الايطالية في هذه البطولة..
في الاسبوع الثالث حقق ميلان فوزا ممتازا على بايرن ميونيخ 2-1 في الملعب الاولومبي في ميونيخ .. و حقق روما اول فوز بفوره على جنك 1-0 و خسر الانتر اول مباراة له هذا الموسم بخسارته في سانسيرو 2-1 و حقق اليوفي الفوز على نيوكاسل 2-1
ثم في مباريات الذهاب فاز ميلان بهدفين لهدف على بايرن ميونيخ في ميلان ليكون اول نادي يضمن التأهل الى الدور الثاني.. و تعادل روما مع جينك 0-0 و الانتر مع ليون 3-3 و خسر اليوفي اول مرة امام نيوكاسل 1-0
و في الاسبوع الخامس خسر الميلان امام لنس 2-1 بعد ان كان قد ضمن التأهل و فاز اليوفي على فينورد 2-0 و الانتر على روزنبورج 3-0 بينما حافظ روما على اماله بالتأهل ففاز على الريال في عقر داره بهدف نظيف..
و في الاسبوع الاخيرلهذا الدور خسر ميلان مرة اخرى و هذه المرة امام دوبيرتيفو 2-1 و تعادل روما مع AEK 1-1 و انتصر الانتر على اياكس 2-1 في هولندا و جوفتنس على دينامو كييف بنفس النتيجة..
** الدور الثاني و متابعة النجاح **
وقعت الفرق الايطالية باستثناء اليوفي في مجموعات صعبة في الدور الثاني و ظلم تحديدا روما الذي كان يعاني اصلا من مشاكل و كانت القرعة بمثابة الضربة القاضية احلام روما بالاستمرار ..
اليوفي وقع مع دبيتيفو باسال و مانسشتر يونايتد.. باسال السويسري كان مفاجأة البطولة و كان الدور الثاني اكثر ما يمكن له الوصول اليه و دوبيرتيفو كان منهارا و لولا تساهل ميلان معه في مباراة الاياب لكانوا خارج البطولة و مانسشتر يمر بافضل احواله و هو المنافس الوحيد لليوفي على بطاقتي التأهل
الميلان وقع مع الريال بورسيا دوترمند و لاكوموتيف موسكو .. الريال لم يكن يعيش في فترة جيدة اما بروسيا دوترمند فكان في افضل اوقاته و لاكوماتيف موسكو حقق نتائج ملفتة على ارضه..
الانتر وقع مع لفركوزن برشلونة و نيوكاسل .. لفركوزن وصيف بطولة الموسم الماضي حقق نتائج مخيبة في الدور الاول و لن يكون منافسا برشلونة افضل فريق حيث حقق 6 انتصارات من اصل 6 مباريات.. و نيوكاسل كان مرضيا في الدور الاول و لكنه لم يكن ليذهب اكثر من ذلك..
روما وقع مع الارسنال اياكس و فالنسيا الارسنال احد افضل فرق اوروبا و يقدم مستويات رائعة فالنسيا في افضل حالاته كذلك و اياكس رائع و يمكنه المرور عبر هذا الدور
الدور الاول كان مميزا حيث جمع لقاء القمة الميلان بالريال في سانسيرو في مباراة تألق فيها نجوم ميلان بشكل ملفت حقا و حققوا فوزا مهما 1-0 امام الريال .. الانتر كذلك حقق نتيجة رائعة بفوره على نيوكاسل في انجلترا 4-1 و حقق اليوفي تعادلا مقنعا من دوبيتيفو 2-2 في الليازور
في الاسبوع الثاني فاز ميلان على دوترمند 1-0 و خسر روما من اياكس 2-1 و فاز اليوفي على باسال 4-0 و الانتر على لفركوزن 3-2
ثم في الاسبوع الثالث لهذا الدور تعرض الانتر لخسارة كبيرة امام البارسا 3-0 و خسر روما في الاولومبيكو مجددا امام فالنسيا 1-0 و فاز الميلان على لوكامتيف موسكو 1-0 و خسر اليوفي 2-1 امام مانسشتر ليكون هذا الاسبوع احد اسوء الاسابيع بالنسبة للفرق الايطالية
ثم في مباريات الاياب كان ميلان كالعادة اول المتأهلين بعد فوزه مرة اخرى على لوكاموتيف موسكو 1-0 في روسيا ليحقق 12 نقطة من اصل 12 و خسر اليوفي من مانسشتر 3-0 و
ثم في الاسبوع الخامس خسر ميلان امام الريال 3-1 و تعادل الارسنال مع روما 1-1 و انتصر اليوفي على دوبيتيفو 3-2 والانتر تعادل مع برشلونة و روما حقق افضل نتيجة له ربما عندما فاز على فالنسيا في اسبانيا 3-0
وفي الاسبوع الاخير من هذا الدور خسر ميلان امام دوترمند 1-0 في سانسيرو و باسيل ربح على اليوفي 2-1 و تعادل روما مع اياكس 1-1 ليكون اول فريق ايطالي يخرج من هذه البطولة هذا الموسم و ربح الانتر على لفركوزن في المانيا 2-0 ..
ليتأهل كل من " ميلان اليوفي الانتر " للدور ربع النهائي لتشكل الفرق الايطالية 37,5 % من الفرق في هذا الدور و ليكون وصول ثلاث فرق ايطالية لهذا الدور حدث لم يتكرر منذ مدة ..
** الدور ربع النهائي .. قمة النجاح **
القرعة اوقعت الميلان امام اياكس و الانتر امام فالنسيا و اليوفي امام برشلونة..
في مباريات الذهاب لم تكن نتائج الطليان ايجابية و ظن البعض انه مشوار بعض الفرق قد يتوقف عند هذا الدور ..
فتعادل الميلان مع اياكس في هولندا 0-0 في مباراة تألق فيها الهولنديون و استطاع الميلان تحقيق هدفه بالتعادل..
الانتر من ناحيته اكتفى بهدف البوبو في مرمى فالنسيا في سان سيرو ..
اما اليوفي فلم يكن تعادله مع البارسا 1-1 في ديلي البي مقنعا للبعض فالبارسا فاز في جميع مبارياته على ارضه هذا الموسم .. و لذلك فكان على اليوفي تحقيق نتيجة اضمن
في لقاء الدور ربع النهائي الرابع فاز الريال على مانشستر 3-1 .. و في مباريات الاياب كانت النتائج رائعة..
انتقد البعض الطليان لانه فرقهم تأهلت بالحظ و لكن لا اعتقد ان الحظ وحده اوصل هذه الفرق لهذا الدور..
في المباراة الاولى تقدم اليوفي على بارشلونة 1-0 عبر نيدفيد و من ثم سجل البارسا هدف التعادل و طرد دافيدز و لعب الفريقان شطيين اضافيين ضغط فيه مهاجمو البارسا بشكل كبيـــر و بدى ان تأهل البارسا للدور نصف انلهائي مسألة وقت ليس إلا و لكن و عن طريق هجمة مرتدة اثبت الايطاليون ان الدفاع ليس بذلك السوء فاستطاعوا بعد ان صدوا العشرات من هجمات البارسا ان يسجلوا هدفا رائعة فعلا عبر زاليتا بعد جملة رائعة بين نيفيد و بينه في الهجوم..ليخسر البارسا اول لقاء له في دوري ابطال اوروبا و في ملعبه كذلك..و ليضمن اليوفي اول مقعد ايطالي بين الاربعة الكبار في الدور نصف النهائي
في المباراة الثانية خسر الانتر امام فالنسيا 2-1 و لكن فوزه 1-0 في سانسيرو حسم الموقف له ليحجز المقعد الثاني للفرق الايطالية في الدور نصف النهائي..
في المباراة الثالثة و في مباراة دراماتكيه حقق ميلان فوزا صعبا على اياكس 3-2 فبعد تقدم ميلان عبر انزاجي عدل اياكس النتيجة ثم تقدم مرة اخرى عبر شفشنكو ثم عاد اياكس وعدل النتيجة ثم سجل مرة اخرى ميلان هدفا في الدقيقة 91 عبر توماسون في لقاء قدم فيه نجوم ميلان خصوصا انزاجي الكثير و حجزوا المقعد الثالث لاندية ايطاليا ضمن الدور نصف النهائي
و في المباراة الرابعة فاز مان على الريال 4-3 و رغم ذلك تأهل الريال ليلاقي اليوفي بينما سيلاقي ميلان الانتر
** العودة الى القمة ..**
ثلاث فرق من اصل اربعة انجاز لم يتحقق منذ فترة بعيدة نوعا ما .. 75% من فرق الدور نصف النهائي هو فرق ايطالية ما اروع ذلك لقد اعادت تلك الفرق الهيبة المفقودة للعراقة الايطالية و اعادت العزة و الكرامة للطليان بعد الفشل في كأس العالم و سواء حقق فريق ايطالي البطولة او لا فيكفي ان نعرف انه هنالك فريق ايطالي سيكون موجودا في النهائي قبل ان ان يبدأ الدور نصف النهائي حتى.. عموما ان يكون النهائي ايطالي × ايطالي فهو امر رائع و ان يحقق فريق ايطالي اللقب سيكون امر اروع و لكن الامر المميز هذا العام هو قدرة الفرق الايطالية على الموازنة بين المنافسة الاوروبية و المنافسة المحلية فالفرق الثلاثة التي وصلت للدور نصف النهائي هي نفسها التي كانت تنافس على لقب الدوري و هذا اكد ان هذه الفرق طورت نفسها و ان وصولها لهذا الدور لم يأت من فراغ بل دراسة بعناية لمتطلبات المنافسة على الجبهتين المحلية و الاوروبية و كانت النتيجة ان استطاع كل ايطالي التأكد من ان الاندية المحلية ربما تعوض بعضا مما حرم منه الطليان جراء فشل المنتخب الوطني ..
ليقوم الطليان من عام كانوا فيه في القاع و وصلوا الى القمة بوقت قياسي و لو ان القمة جائت على مستوى الفرق و لكن بالنسبة للطليان فان انتصارات فرقهم في البطولات الاوروبية هو انتصار لايطاليا ..
لتتابع امبراطورية الطليان الكروية التألق و لتكون شوكة في عين كل من شكك فيها بعد الفشل في 2002
شكرا لكل من قرأ الموضوع و اي رأي مخالف او ملاحظة او اقتراح او تعليق رح اكون ممتن لسماعه ..
منقول من منتدى ميلان