المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية دعوة لإنشاء مجلس للأمن العربي .



بن مثنى
07-05-2003, 08:10 AM
أكد مفكرون عرب ضرورة اتخاذ خطوات جادة لإعادة تأسيس النظام العربي، من بينها إنشاء مجلس للأمن العربي لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة، وأههما الاحتلال الأمريكي للعراق.

وحذّر هؤلاء المفكرون الأمة العربية من مواجهة مصير الهنود الحمر إذا لم تنتفض لمواجهة الصلف الأمريكي.

وقال د. أحمد يوسف أحمد ممثل جامعة الدول العربية في ندوة نظمها مركز زايد للتنسيق والمتابعة الذي يعمل تحت مظلة الجامعة الأحد 4-5-2003: "أعداء الأمة يراهنون على أن يفقد العرب إيمانهم بثوابت الانتماء للأمة العربية كخطوة نهائية للإجهاز على النظام العربي".

وأضاف يوسف في الندوة التي حملت عنوان "النظام الإقليمي العربي وسط المتغيرات الدولية": "نعلم أنه ثمة اختلافات داخل الوطن العربي حول تحليل الأوضاع الراهنة وتقييمنا لها، وكذلك حول السبل المثلى لمواجهتها، غير أننا يجب أن نثق في أن الوصول إلى كلمة عربية سوف تترك بصمات واضحة على حاضر أمتنا ومستقبلها".

العراق تحدٍّ للعرب :

وأشار يوسف إلى أن متغيرات عاصفة قد وقعت على الصعيدين العالمي والإقليمي منذ ثمانينيات القرن الماضي، من أهمها التطورات التي ألمت بقيادة النظام العالمي، فحولت هيكلها من النموذج ثنائي القطبية إلى نموذج أحادى القطبية؛ مما كان له بالغ الأثر على النظم الإقليمية عامة والنظام العربي خاصة.

وقال يوسف: "الحرب على العراق خلقت وضعًا جديدًا يواجه النظام العربي للمرة الأولى منذ نشأته، يتمثل في احتلال عسكري تمارسه دولة عظمى تتربع على قيادة النظام العالمي على دولة عربية كانت لها دومًا تأثيراتها على النظام العربي".

وأضاف "آن لنا أن نتابع هذه التأثيرات والعمل على التوصل إلى أنسب السبل لمواجهتها، خاصة أن تأثيراتها لن تكون قاصرة على العراق أو الخليج فحسب، وإنما ستمتد لتشمل النظام العربي بأسره بما في ذلك مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي".

مجلس أمن عربي:

من جهته أشار رغيد الصلح مستشار الشؤون السياسية في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية بغرب آسيا (الأسكوا) في ورقة عمل قدمها للندوة.. إلى أن النخب العربية الحاكمة لا تملك في المرحلة الراهنة القدرة على عرقلة مخططات القوى الساعية إلى تقويض النظام العربي.

وقال الصلح فى ورقته التى حملت عنوان "النظام الإقليمي العربي: الواقع والتوقعات وسط المتغيرات السياسية": "إن عجز النظام العربي عن منع العدوان على العراق يضعه أمام مفترق طرق، لا سيما أن هذا العجز طرح فكرة أن يُستبدل بالنظام الإقليمي العربي الحالي وضع جديد يقوم على إقامة علاقات ثنائية بين الطرف الدولي الأعظم نفوذا في المنطقة العربية وهو الولايات المتحدة، أو على بناء نظام إقليمي غير عربي، مثل الشرق الأوسط الجديد أو شمال أفريقيا للتعاون الإقليمي".

وأكد الصلح إلى أن المقومات السياسية والثقافية التي نشأ عليها النظام العربي الإقليمي، وتأسست عليها الجامعة العربية.. ما زالت قائمة وتصلح لتأسيس وبناء الكيانات القومية والإقليمية، بالإضافة إلى تغير موقف الاتحاد الأوروبي من وجود تكتل إقليمي عربي؛ حيث أصبح يؤيد ويشجع الدول العربية التي تدخل في اتفاقيات شراكة معه على التعاون الإقليمي فيما بينها.

واقترح الصلح إنشاء مجلس أمن عربي يتكون من عدد أصغر من الدول العربية في إطار القمة العربية، وتكوين هيئة عربية تسعى إلى تحقيق التواصل العربي على المستويين الرسمي والشعبي لمواجهة التحديات المحدقة بالأمة.

مصير الهنود الحمر :

من جانبه حذر د. "محمد المجذوب" النائب السابق لرئيس المجلس الدستوري اللبناني من الانصياع للغطرسة الأمريكية.

وقال المجذوب: "إن مستقبل الأمة سيكون أسوأ من ماضي الهنود الحمر في أمريكا والسود في جنوب أفريقيا إذا لم تنتفض الأمة لمواجهة الصلف الأمريكي".

وأضاف المجذوب "من الضروري أن يمتلك العرب القوة التي أصبحت معيارًا لفرض السلام"، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية هي التي فرضت هذا المنطق حينما حوّلت منظمة الأمم المتحدة إلى أداة طيعة لخدمة مصالحها وفرض سيطرتها الفردية على العالم.

ونبّه المجذوب إلى أن نتائج العدوان على العراق وما أسفرت عنه من عمليات نهب وتخريب فتحت الكثير من الملفات في ضمائر العرب، أهمها ملف الوحدة العربية وملف الأنظمة العربية التي بات عليها أن تعيد النظر في هياكلها وسياساتها لتواكب المستجدات في العالم، وكذلك ملف العلاقات بين العرب والولايات المتحدة.

مأزق اقتصادي:

أما الكاتب والباحث الاقتصادي اللبناني د. "سمير صبح" فتحدث عن الانعكاسات السلبية للمتغيرات الدولية على اقتصاديات الدول العربية.

وقال صبح: "إن الدول الكبرى سعت إلى إفقار الدول العربية منذ حرب الخليج الثانية؛ حيث فرضت عليها ديونا وأعباء أفضت إلى إحداث عجز مزمن في موازنات غالبيتها".

وأضاف "أن احتلال العراق سيضاعف من حالة التأزم الإقليمية في المنطقة العربية".

كما أكد صبح على إمكانية خروج العرب من هذا المأزق شرط أن يكون هناك حد أدنى للتكامل العربي بكافة أشكاله، وفي مقدمتها الإسراع في إقامة مناطق التبادل التجاري الحر، وتوسيع رقعتها بين الأقطار العربية.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد ألمح في تصريحات نشرتها صحيفة "الجمهورية" القاهرية الجمعة 2-5-2003 إلى ضرورة اتخاذ خطوات لتطوير جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أهمية تعديل ميثاق الجامعة؛ بحيث يتم استبدال الأغلبية بالإجماع فيما يتعلق بمبدأ التصويت "لتصبح المنظمة أكثر فاعلية" على حد وصفه.