المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الضياع



الصقر الأهلاوي
10-05-2003, 08:12 AM
قصــة ضيـــــــــــــــــــاع .....




..




.






هو فتى يافع نشأ عاشقاً للكرة محباً لها ....

ترعرع في مدينته وهو يمارس هوايته المحببة لقلبه والمقربة لنفسه



كبُـــر الفتى ,,,, وكبُــــر الطموح


كان أقصى طموحه .....



( أن يلبس الحذاء الرياضي ويدخل ليلعب على العشب الأخضر )

بدلاً من

( اللعب حافي القدمين على الإسفلت أو فوق تراب الحواري )


هذا هو أول الطموح واكبر الأحلام وأقصى الأماني ..


لذلك (( الفتى الطَموح الحالم )) ...

ودارت الأيام وتحقق حلم الفتى ,,, ودخل الملاعب المزروعة ولبس الأحذية المخصصة والمتخصصة ...


عرفَ (( غُرف تغيير الملابس )),,, بعد أن كان يأتي لملعب الحارة بملابسه الرياضية

عرفَ (( التمرين والتسخين والتدريب والتهيئة )) ,,, بعد أن كان يخرج من المنزل ليدخل في اللعب

عرفَ (( التكتيك والتكنيك والخُطط والتوجيهات والتسلل )) ,,, بعد أن كان يلعب بمزاجه ويتحرك بمزاجه ويخرج ويدخل بمزاجه




وهكذا إنتقل الفتى من حياة إلى حياة ...

هي قفزة في مخيلته عظيمة وكبيرة ....



مرت الأيام ودارت رحى الأسابيع والأشهر ...

كبِر الفتى وكبِرت أحلامه وأمانيه وتطلعاته ....



أصبح ينظُر إلى لاعبي فريقه الأساسيين والمعروفين على الأقل في مدينته بتشوق ليكون يوماً ما مثلهم أو مثل أقلهم ...


(( وتـــــحقق المُــراد ..... وكان لهُ مـــــا أراد ))


أصبح أساسياً في فريقه مشهوراً في مدينته ...

وبعد ذلك .... هل توقف الحلم ...؟؟؟



لا





فما حققه في الماضي لم يعُد شيئاً مهماً بالنسبة له ..


(( فالملاعب المزروعة )) التي كانت حِلماً أصبحت مجرد (( مراهقة هاوي ))

و

(( الأحذية الرياضية )) التي كانت أُمنيةً له أضحت مجرد (( طموح مبتدئ ))

وحتى ..

(( اللعب أساسي والشهرة على مستوى المدينة والمنطقة )) يعتبرها (( أمر بسيط ))




أصبح يطمح في الشُهرة على مستوى البلد بكاملة ...

من شماله إلى جنوبه ,,,, ومن شرقه إلى غربه





وهذه الشُهرة لن تتحقق إلا بشيء واحد ....



(((( المنتخب ))))



فكـــــــــــــــان هذا الحلم القادم والرغبة العارمة...


( وحقق الله مُناه ,,, ووفق مسعاه )


فأصبح ...

نجم من النجوم ..... وبل وصار(( نجم النجوم ))




تغنت بِه صحافة بلاده ....

قلدوه الألقاب .... كتبوا فيه المعلقات ..... ألبسوه تاج الفخر والعز

أصبح إسم ذلـــــك الفتى اليافع الحالم الطامح على كُل لسان



(( توسعت معارفه )) ,,, (( كثُر أصحابه )) ,,, (( تنوع مرافقيه )) ,,, (( زاد مُحبيه ))



(( الكُل )) في كُل مكان يُحييه إذا لقيه

(( الكُل )) في كُل موقع يعرفه إذا رآه



وليس ذلك فقط ....

بل على المستوى القاري أصبح لهُ إسم يُعرف .. ووزن يُحسب .. وتأريخ يُكتب




فأرتفع سهمه .... وعلا نجمه ..... وذاع صيته .... وشاع ذكره





فتلقفته الأندية جميعاً تطلب وده وقربه ..



يــــــــــــالها من مسافة في العمر قليلة ولكنها في الإنجازات كبيرة وكبيرة



يــــــــــــالها من رحلة قصيرة في السنوات إذا قورنت بالتحصيل والنتيجة




من فتى يحلم أن ( يُذكر في حارته )...

إلى لاعب
(( تُنشر صورته في صُحف أكبر قارات العالم ))



من شاب بسيط يتمنى أن ( يدخل في أي ملعب ولو يدفع ) ...

إلى لاعب
(( تعرِض عليه الأندية الملايين ليدخل لملاعبها ))



من لاعب مبتدئ يتطلع لأن ( يعرفه سُكان منطقته ) .....

إلى لاعب
(( يعرفه جميع الأمراء والوزراء والمدراء في كُل المناطق ))




(( قــــــفزة في حِسابات الزمن تكاد أن تكون معدومة بالنسبة لمقارنتها بمدى القــــــفزة في التحقيق والوصول ))



تعاقد معه أحد فريق كبير في بلده بعد مُنافسة مع الفرق الأخرى






وكان له ما أراد ..... عندما كان صغيراً و( أكثر ) .. و( أكـثـــر ) ... و( أكــثـــــر )





ولا فضل لهُ ولا لمدرب ولا لصاحب ولا لأمير
بل الفضل لله أولاً وأخراً ...

فلولا فضل الله لضاع كمن ضاع قبله ومعه وبعده....
ولولا فضل الله لتُرك كما تُرك سواه ...

فالفضل لله أبداً ودوماً ..


ولكنه ....


في ( غمرة النشوة ) وفي ( نشوة الغرور ) وفي ( غرور التصرف )


أصبح يرى نفسه ...



المستحق لما حصل عليه والمتفضل على الجميع والذي لا غِنى عنه

غرته نفسه الغَرورة وأصدقاء السوء السيئين

استغنى عن الجميع لأنه في نظره ونظر من يُطبل له ..


(( المتفضل إن حضر ... والممتن إن سجل ... والمُعطي إن أداء ))



لم يحفظ نعمة الله عليه ... ولم يصُن فضل الله له


((( تطور .... تغير .... تكبر .... تهور .... تكسر )))


وسـيـتـــــذكـــــر ...


وعندها لا ينفع البُكاء ..... ولا يُفيد النواح ..... ولا يُجدي الصياح




هو في لحظة .... فقط لحظة









كـــان (( لا شيء )) ...

وأصبــح (( شيء )) ....

فخُيـــل لهُ أنهُ (( كُل شيء )) ....

فخســــر (( كُل شيء )) ....


وسيعــود ليكون

(( لا شيء )) !!!






وبالشُكر تدوم النعم
وبالشُكر تدوم النعم
وبالشُكر تدوم النعم





والـشـُــــكــــــر ... لهُ أوجه


شُكر الله قبل كُلِ شيء ..
شُكر الذين جعلهم الله سبباً لخيرك ونعيمك وشهرتك
شُكر الذين ساهموا معك ودعموك ووقفوا لجانبك وشجعوك


المحافظة على النِعمة من الزوال ... وذلك بِـــ

بالسعي لتقويم النفس والقدرة والتطوير الشخصي والفني لها
بالمحافظة على المكتسبات السابقة وتطويرها
بالحِفاظ على مسببات البقاء والعطاء كالجسم والمهارات
بالسماع لنصيحة الصادق الصدوق وتوجيهات الآخرين المحبين



ولكن .... كُل ذلك كان ::





(( كـــــــلام بِلا أفعـــــــال ))

و

(( هـــــــــذر بِلا بــــــــذر ))

و

(( كلمــــات بِلا إنصــــات ))






فجـــــــــــــــاء قدرُ الله ...

ليعود الفتى اليافع بعد مراحل الإنجاز والتحقيق إلى رجل مُصاب في جسمه و((عقله)) ومكانه ومكانته ..




وجـــــــــــــــاء حُكم الله ...

ليُصبح الشاب المتطلع والحالم بعد أن حقق وأنجز المطرود والمشطوب والمنبوذ عند من قربوه وأحبوه ..



(( ليكون عِبرة لمن لم يعتبر .... ويكون درساً لمن لم يتعلم
))



لجميع اللاعبين ....



فهي رسالة لكم يا لاعبين ....


فتدبر يا جاهل ....

وأنتبه يا غافل ....

وأحذر يا متكاسل ....

وأستيقظ يا نائم ....





التمني والطموح والحِلم والتطلع للأفضل والسعي للأحسن شيء جميل ومُحبب ورائع ...

ولكن الأهم منه الحِفاظ على الموجود وعدم نسيان الماضي للتدبُر والتفكُر وشُكر الله على الحال الأفضل

وبذل الأسباب من أهم الأمور للمحافظة على المُكتسبات


وبذل الأسباب ..

بالمثابرة والمجاهدة والتعب والعطاء والحماس والإنتظام والتدريب والتطوير وسماع التوجيه وتنفيذ المطلوب بأحسن مما هو مطلوب



يا ((( لاعــبـــيــــن ))) .......



ثِـــــــــــقــــــــــوا ...

أن مدائح الصحافة .... وتصفيقات المشجعين لن ترحمكم عندما تسقطون بإهمالكم وتقاعسكم



تـــــــــأكـــــــدوا ...

أنكم فقط بعطائكم وتواجدكم ووجودكم وجُهودكم .. ومن ينام على فِراش الشُهرة ويتوسد وسادة الثقة سيسقط على أم رأسه وسيموت حتف أنفه وسيُدفن في مقابر التجاهل والنسيان



إعـــــلـــمـــــوا ...

أن .... ألسنة المديح قد تتحول لتكون سياط نقد..... وقد تتطور لتكون سكاكين ذبح


واللاعب يكون حتماُ أحد ثلاثة ...

إما (( مُجتهد مُصيب)) .... وهذا لهُ ألسنة المديح من كُلِ (( فــن ))

وإما (( مُجتهد مُخطئ )) ... وهذا عليه سياط النقد (( تُشـــن ))

وإما (( مُقصر ومخطئ )) ... فهذا لهُ سكاكين الذبح (( تُســن ))



تــيـــــقــــنـــــوا ...


أن حُب الفريق هو الأصل وهو الأساس

هو اصل حُب الجماهير لكم ,,,,,, وأساس تشجيعهم ودعمهم لكم

فإن هجرتم (( الأصل والأساس )) ...


فسيبقى حبكم .. بلا اصل ولا أساس

وان تكبرتم على الأصل والأساس


فسيبقى حبكم .. بلا اصل ولا أساس



والحُب الذي ليس لهُ أصل ولا أساس ...
سُــــرعان ما ينهار ويندثر ويُمحى ويزوووووول









@@

لم أذكر الأسماء ولم أتطرق للمسميات

عمداً ......

لتكون رسالة مفتوحة لكُل لاعب حتى لا يُكرر نفس المأساة ولا تتكرر معهُ نفس القصة .. !!




اللهم هل بلغت ........... اللهم فأشهد









منقوووووووووووول و معليش طولت عليكم