المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماؤه دلت على أوصافه * * تبا لذي الأسماء والأصاف



المحتاج لله
12-05-2003, 09:44 AM
السلام عليكم



استمع إلى ما حكاه الله عن الشيطان .. لما عصى أمر بالرحمن .. وأبى أن يسجد لآدم عليه السلام ..
فطرده الرب من الجنان .. وحكم عليه بالنيران ..
فحقد الشيطان على آدم وذريته .. وقال لرب العالمين :
( أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) ..
وصوت الشيطان هو الغناء ..
----
طلب ملك الروم من أحد الخلفاء أن يرسل إليه رسولاً عاقلاً ..
فأرسل إليه الإمام أبا بكر الباقلاني ..
فلما أقبل الباقلاني على مجلس الملك .. أمروه أن يدخل راكعاً فأبى ..
فقال الملك أدخلوه من الباب الآخر .. وكان باباً صغيراً .. لا بد للداخل منه أن يحني رأسه ..
فلما أقبل الباقلاني على الباب .. ولى الباب ظهره .. ودخل يمشي القهقرى على قفاه ..
ثم اعتدل ووقف أمام الملك .. فلما رأى الملكُ فطنته وعقلَه ..
أمر عازفاً عنده أن يضرب بآلة معه .. وكان لا يسمعها أحد إلا تمايل لها .. وطرب واهتز ..
فلما سمعها الباقلاني .. ورأى الناس يتمايلون ..
مال على أصبع يده أو رجله واجتهد حتى جرحه .. ونزف منه الدم ..
فأشغله ألم الجرح عن السماع .. خوفاً من تسلط الشيطان ..
----
رأت عائشة رضي الله عنهما رجلاً يحرك رأسه طرباً يمنة ويسرة .. فقالت :
أف .. شيطان .. أخرجوه .. أخرجوه ..
نعم .. صوت الشيطان الغناء ..
----
بالله عليكم ..
هل سمعتم مغنياً غنى يوماً في التحذير من الزنا وشرب المسكرات ؟
أو الأمر بغض البصر والعفة عن الشهوات ؟
أو حفظ أعراض المسلمين ؟!! أو شهود صلاة الجماعة مع المؤمنين ؟
----
وإنك لتعجب.. وتعجبين.. إذا علمت أن قوله تعالى للمؤمنات :{ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن }..
معناه : أن لا تضرب المرأة برجلها الأرض بقوة وهي لابسة خلاخل في قدميها.. حتى لا يسمع الرجال صوت الخلاخل فيفتنون ..
عجباً ..
إذا كان هذا حراماً.. فما بالك بمن تغني وتتمايل .. وترفع صوتها بالضحكات.. والهمسات.. كيف بمن تتكسر في صوتها .. وتتميع في كلامها .. تتأوه ووتتغنج .. فتثير الغرائز والشهوات .. وتدعوا غلأى الفواحش والنمكرات ..
وهذا كله من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.. وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ..
وهذا الوعيد في الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. فقط مجرد محبة.. لهم عذاب أليم.. فكيف بمن يعمل على إشاعتها.
----
لذا قال ابن مسعود : الغناء رقية الزنا.. أي أنه طريقُه ووسيلتُه.. عجباً.. هذا كان يقوله ابن مسعود لما كان الغناء يقع من الجواري والإماء المملوكات.. يوم كان الغناء بالدفّ والشعر الفصيح..
ليس فيه رقصات .. ولا لمسات .. ولا همسات ..
يقول هو رقية الزنا..
فماذا يقول ابن مسعود لو رأى زماننا هذا.. وقد تنوّعت الألحان.. وكثر أعوان الشيطان.. فأصبحت الأغاني تسمع في السيارات والطائرات ..
والمطارات .. بل وألعاب الأطفال .. وأجهزة الجوال .. والبر والبحر..
----
بل قد قرن النبي عليه السلام الغناء بالخمر والزنا .. فقال فيما رواه البخاري : ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ والحرير والخمر والمعازف ) .. ومعنى يستحلون : أنهم يفعلون هذه المحرمات .. فعل المستحل لها بحيث يكثرون منها .. ولا يتحرجون من فعلها ..
أو يبحثون عمن يفتيهم بحلها ..
وصح عند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال : نُهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نعمة ؛ لهو ولعب ومزامير شيطان .. وصوت عند مصيبة؛ لطم وجوه وشق جيوب ) .. فسمى الغناء صوتاً أحمق فاجراً .. لأنه لأهل الحمق والفجور ..
----
ومن تتبع الكتاب والسنة .. وجد أن للغناء أسماء عدة .. كلها تدل على ضلاله ..
فهو اللهو .. واللغو .. والباطل .. والزور .. والمكاء .. والتصدية .. ورقية الزنا .. وقرآن الشيطان .. ومنبت النفاق في القلب .. والصوت الأحمق .. والصوت الفاجر .. وصوت الشيطان .. ومزمور الشيطان .. والسمود ..
أسماؤه دلت على أوصافه * * تبا لذي الأسماء والأصاف
وقد تكاثر وتواتر .. كلام الأئمة الأطهار .. والعلماء الأبرار .. في التحذير من الغناء ..
ففي المسند : أن ابن عمر أنه خرج يوماً في حاجة .. فمر بطريق فسمع زمارة راعٍ وضع إصبعيه في أذنيه حتى جاوزه ..
فقل لي - بالله – أزمارة راع أولى بالتحريم والترك .. أم هذا الغناء الذي يتغنج فيه المطرب والمطربة .. فيفتن القلوب .. ويشغل الأرواح عن علام الغيوب ..
وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه : احذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. فما استمعه عبد إلا أنساه الله القرآن ..
----
وجاء رجل إلى بن عباس رضي الله عنهما .. فقال :
أرأيت الغناء أحلال هو أم حرام؟
رجل يسأل عن غناء الأعراب الذي ليس فيه معازف .. وليس فيه تصوير .. ولا فيديو كليب .. ولا لباس عارٍ .. ولا قصات فاتنة .. ورقصات ماجنة ..
غناء الأعراب في البوادي .. حلال أم حرام .. يا ابن عباس ..
فقال ابن عباس .. أرأيت الحق والباطل .. إذا جاءا يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟
قال الرجل: يكون مع الباطل .. قال ابن عباس: فماذا بعد الحق إلا الضلال .. اذهب فقد أفتيت نفسك ..
أما أبو بكر رضي الله عنه .. فكان يسمي الغناء مزمار الشيطان..
وسأل رجل الإمام مالكاً عن الغناء .. ؟
فقال: "ما يفعله عندنا إلا الفساق "..
وسُئل الإمام بن حنبل عن الغناء .. ؟
فقال: "الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني " ..
والشافعي سماه دياثة ..
وأبو حنيفة أفتى بالتحريم.
----
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( فإنهم متفقون - أي الأئمة الأربعة - على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه ) ..
وقد حكى الإجماع على تحريم المعازف الإمام القرطبي .. وأبو الطيب الطبري .. وابن الصلاح .. وابن رجب الحنبلي .. وابن القيم .. وابن حجر الهيتمي .. وغيرهم ..
فهل بعد هذه الأقوال من قول في إباحة هذه الآفة.. هل بعد هذه الأقوال من متفلسف يقول لنا :
الغناء قسمان : قسم فيه فجور وخنا وهو حرام .. وقسم يباح إذا لم يكن فيه ذلك ..!!
هل يؤخذ بعد ذلك قول أحد ؟!! إلا أن يكون الدافع إلى ذلك الهوى والشهوة .. وإنا نعوذ بالله من زيغ الهوى .. وتحكم الشهوة ..
----
والغناء اليوم أعظم وأطم .. فهو يقترن بالتصوير الفاضح .. للبغايا والمومسات .. فما من مطرب إلا ويترنح حوله نفر من الراقصات ..
وما من مطربة إلا وحولها نفر من الرجال يتراقصون ويتمايلون فمن يجيز يا أمة الإسلام مثل هذا الاختلاط والسفور والرقص وتعرية النحور؟!
إضافة إلى شرب الخمور والمسكرات في أغلب الأوقات .. فلا يحلو الغناء والطرب إلا به ..
والعري الفاضح .. والحضور الواضح .. للراقصات المحترفات .. والبغايا السافلات ..
وانتهاء الحفلات غالباً بجريمة الزنا .. ظلمات بعضها فوق بعض ..
وإنفاق الأموال الطائلة .. في هذه المعصية .. للمطربين .. والمنظمين .. والعازفين ..
وإيجار الصالات .. وتكاليف الحفلات ..
وهذا سفه وتبذير .. والله يقول: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ..
فهذه حرمات الله عز وجل .. فلا تعتدوها .. وهذه حدوده فلا تتجاوزوها.
وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون!!.
فهل غناء السابقين أولى بالتحريم أم هذا ؟!
ابن عباس يحرم الغناء .. ابن مسعود يحذر منه .. جابر بن عبد الله يصفه باللهو … مكحول .. مجاهد.. ابن تيمية .. ابن القيم ..
والعلماء المعاصرون .. كلهم يحذرون منه ..كلهم يحرمونه .. فبقول من تقتنع ؟ إن لم يقنعك قول هؤلاء؟!
----
أما كلمات الأغاني .. ففي كثير منها محادة لله ولرسوله .. وشرك أكبر وأصغر ..
وتعدٍّ على الرسل الكرام ..
واعتراض على رب العالمين .. واعتداء عليه وعلى ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ ..
وغير ذلك .. مما يردد ويسمع ويذاع ..
فقد لـحَّنوا الكفر الصريح .. في قصيدة الشاعر النصراني الذي يقول :
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ** ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت ** وسأبقى سائراً فيه إن شئت هذا أو أبيت !! كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري !!

وتجد منهم من يغني تصريحاً بعبادة المحبوب كقول أحدهم : أعشق حبيبي وأعبد حبيبي .. وآخر يقول : أنا أعبدك ..
----
أما اعتداؤهم على أنبياء الله ورسله فاسمع إلى قولهم في فراق المحبوب : صبرت صبر أيوب .. وأيوب ما صبر صبري .. اعتداء فاحش على نبي الله الكريم الذي ابتلاه مولاه سنوات طويلة فصبر .. حتى قال الله عنه إنا وجدناه صابراً نِعمَ العبد إنه أواب ..
أما الاعتراض على القضاء والقدر ولوم الرب عز وجل .. فلهم فيها النصيب الأوفر .. يقول قائلهم :
ليه القسوة ؟ ليه الظلم ؟ ليه يا رب ليه ؟
هكذا يتهم الله - تعالى الله - بالقسوة والظلم .. وهذا المغني هو الآن تحت أطباق الثرى .. الله أعلم ماذا يفعل به .. نسأل الله حسن الخاتمة والستر في الدنيا والآخرة ..
ومنهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته : يا تعيش وإياي في الجنة .. يا أعيش وإياك في النار .. بطلت أصوم وأصلي .. بدّي أعبد سماك .. لجهنم ماني رايح إلا أنا وإياك ..
وآخر يقول :
خذي لك الجنة وعطيني النار .. ما دام هذا كل ما تشتهينه ..
بل حتى منزلة الشهداء .. الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون .. ادعوا الوصول إليها بالغناء ..
كما يقول أحدهم : يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب ..
----
أما الحلف بغير الله فهو كثير .. كقولهم في أغانيهم .. وحياتك .. وحياة عينيك .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ..
----
بل منهم من يكفر .. فيستهزأ بالقرآن .. ويغني بكلام الرحمن .. ويضرب عليه بمزمار الشيطان ..
كقول أحدهم : حبك سقر .. وما أدراك ما سقر ..
ومنهم من غنى سورة الزلزلة .. ومنهم من غنى سورة الكافرون .. وكل هذا مسجل في أشرطة ..
----
أصلاً .. لو تأملتم من كتب كلمات هذه الأغاني .. ابن تيمية .. ابن القيم .. ابن باز ..
كتب كلماتها في الغالب شاعر فاجر .. إما عاشق ماجن .. أو فاسق خائن .. أو ضال لا يسجد لله سجدة ..
أو قد يكتب الكلمات نصراني .. ويلحنها يهودي .. ويعزف لها بوذي .. ويغنيها فاجر أو فاجرة ..
وإن شئت فانظر إلى أشرطة الغناء ..
واقرأ أسماء المغنين .. ستجد من بينهم نصارى .. سواء من نصارى العرب أو غيرهم .. وستجد لا دينيين .. وستجد فجرة كفرة .. لا يصلون ولا يعظمون الدين ..
----
أيها الأحبة الفضلاء .. هذه أحوال الغناء وأهله ..
طرب ومزمار .. وفضائح وأسرار .. وغفلة بالليل والنهار ..
ومما يعين المرء على التوبة من الغناء .. وطاعة رب الأرض والسماء ..
الرغبةُ في دار الأخرى .. فيها متع عظيمة ..
والتفكر في السماع في دار القرار ..
فإن من صرف استمتاعه في هذه الدار إلى ما حرم الله عليه منعه من الاستمتاع هناك ..
----
وعن محمد ابن المنكدر قال :
إذا كان يومُ القيامة نادى مناد أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان .. أسكنوهم رياض المسك .. ثم يقول للملائكة : اسمعوهم تمجيدي وتحميدي .
----
قال الله تعالى : ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) ..
والحبرة هي اللذة والسماع ..
----
ورسالة أخيرة ..
إلى فريق من أحبابنا .. طهروا أسماعهم عن الغناء .. لكنهم انشغلوا بسماع آخر ..
وهم المبالغون في استماع الأناشيد الإسلامية ..
نعم .. لا أنكر أن النبي عليه السلام سمع الأشعار .. وربما سمع الحداء في الأسفار ..
ولكن لو تأملت في الأناشيد الموجودة اليوم .. لوجدت فيها توسعاً كثيراً
ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ..
الأول : أشعار راقية .. تحث على الجهاد .. ومعالي الأخلاق .. ويتغنى بهذه الأشعار .. رجال ينشدونها بألحان جادة ليس فيها تغنج ولا آهات ..
فهذه لا بأس بسماعها .. على أن لا يكثر المرء من ذلك .. بل لو سمعها أحياناً في سفر .. ونحوه فلا بأس ..
القسم الثاني : أشعار .. فيها معاني الحب والغرام .. أو آهاتُ الفراق .. وإن كانوا يسمونه حباً في الله ..
وينشدها شباب ينعمون أصواتهم .. ويكثرون من المؤثرات الصوتية .. حتى تكون أشبه بالغناء ..
إضافة إلى ما يقع فيها من آهات .. وتأوهات .. وصرخات .. وترديدات .. وخلفيات .. فهذه لا ينبغي سماعها .. ولا الاشتغال بها ..
وهي مشغلة لسامعها عن القرآن .. ومعلقة لقلبه بالغلمان ..
النوع الثالث : أناشيد يحرم الاستماع إليها .. وهي التي تكون بأصوات نساء .. أو التي يرافقها دف أو طبل .. فهذه لا يجوز سماعها ..
بل هي من المعازف المحرمة ..
وأنبه هنا .. إلى مسألة استعمال الدف والطبل .. في الأعراس ..
فاستعمال الطبل وهو المختوم من الجهتين .. أو الزير .. والتنكة .. لا يجوز في أي حال من الأحوال .. لا في العرس ولا غيره .. لا للنساء ولا للرجال ..
ويجوز في العرس للنساء استعمال الدف وهو المختوم المغلق من جهة واحدة .. ومفتوح من الجهة الأخرى .. فيجوز استعماله للنساء في العرس .. بشرط أن لا يصاحبه منكرات أخر .. كأن تكون الكلمات التي تغنى معه من كلمات الأغاني المثيرة للشهوة .. أو المحركة للحب والغرام .. أو أن يتكشف النساء راقصات .. أو يختلطن بالرجال ..




----------------
مقطتفات من محاضرة الشيخ محمد العريفي بعنوان ألحان ٌ .. .. وَأشْجَانٌ




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته