المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية التفجيرات الإجرامية بالدار البيضاء تلقي الضوء على كاريانات سيدي مومن



القعقاع100
24-05-2003, 06:04 PM
----------------ملاحظة : يقصد بالكريانات دورالصفيح --------------------------


التفجيرات الإجرامية بالدار البيضاء تلقي الضوء على كاريانات سيدي مومن


بعد أن عم المغرب الذعر و الهلع والاندهاش بسبب التفجيرات الإجرامية لليلة الجمعة الماضية، تناقلت وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية عودة الحياة العادية إلى أماكن الهجمات، لكن مكانا آخر انتقل إليه الذعر والهلع، رغم أنه لم يشهد هجمات، بل اتهم بعض شبابه بتنفيذ العمليات الإجرامية، فدب الخوف في قلوب الساكنة بعد أن باشرت السلطات الأمنية حملة اعتقالات في صفوف بعض شباب "كاريان طوما" الواقع بتراب جماعة سيدي مومن بعمالة عين السبع الحي المحمدي، هذا الحي، إن صح أن نسميه حيا، يعيش سكانه ضغوطا نفسية متعددة، التجديد استطلعت وضعية شباب المنطقة وكذا الوضعية النفسية لسكان هذا الحي الصفيحي، خاصة شبابه الذي لا يزال يعيش على إيقاع الصدمة.



طوما" أم "طوماس""

ما إن تطأ قدماك المكان حتى تجد مختلف المنابر الإعلامية تجوب المنطقة خاصة الأجنبية منها، براءة الأطفال تدفعهم للتحلق حول كل صحفي حامل كاميرا التصوير، المنازل -البراريك- صفيحية، أزقتها ضيقة لا تسمح بدخول أية سيارة كيفما كان نوعها، الفرق شاسع هناك، سكن صفيحي يفتقد لشروط العيش، يخيل لك كأنك في منطقة دمرتها الحرب، وتقابلها في الجهة أخرى إقامات تشعرك بالمدنية والتحضر، ساكنة طوما تقارب 20 ألف فرد، تنتمي إلى جنس الكاريانات التي تمثل ما يقارب نصف ساكنة جماعة سيدي مومن، وتتميز هذه الساكنة بمستوى مادي محدود.

اسم طوما، كما يحكي بعض سكان المنطقة هو في الحقيقة اسم لمستعمر فرنسي كان بالمنطقة يستغل بعض الأراضي الزراعية، وبعد رحيله يقال إنه كان يؤتى بسكان من هوامش المحمدية وبعض أحياء البيضاء، فأخذ السكان الأصليون يشيدون البراربك ويبيعون لمن عسر عليهم العيش بالمدينة. فتوالدت البراريك لتعطي حيا صفيحيا يتوفر على الكهرباء والوادي الحار، ويعتمد على حنفيات خارجية في استهلاك الماء.



سبة الانتماء لحي سيدي مومن

ريم طالبة جامعية تبلغ من العمر 23 سنة، تتحدث عما تشعر به كطالبة تقطن بجوار المشتبه فيهم " لم نعد ننعم بالهدوء و الراحة، شعرنا بالصدمة لما علمنا بالتفجيرات و استبعدنا أن يكون منفذوها مغاربة وتأثرنا كثيرا بعد أن تابعنا الأخبار التي أدلت بها الجهات الرسمية وأكدت أن منفذيها مغاربة، وكانت الصدمة أقوى لما عرفنا أن المشتبه فيهم يسكنون بين ظهرانينا ".

أما سفيان، طالب جامعي 22 سنة، فيقول " السكن بهذه المنطقة أصبح وصمة عار في جبيننا، كنا نعاني قبل ذلك مع زملائنا، فبمجرد أن يعرفوا أنك تنتمي إلى منطقة سيدي مومن إلا وينظرون إليك نظرة استهزاء واحتقارا، أما الآن والمشتبه فيهم ينتمون لكاريان "طوما" فالأمر أصبح أشد من قبل لدرجة أنني لا أحلم الآن بشغل، لأنني سأرفض منذ البداية "، و تحدث جواد _ منقطع عن الدراسة _ وشرارة الغضب تنبعث من عينيه: " الانتماء لسيدي مومن سبة كبرى كنا نعيشها قبلا مع القمع و القهر أينما حللنا وارتحلنا،... و بمجرد ما يعرف المشغل أنك تنتمي لسيدي مومن يرفض تلقائيا، أما الآن وقد أصبح " كاريان طوما" متهما، فقد يئست من إمكانية العثور على عمل ".



خوف وهلع على الأبناء

لم تعد الأمهات يعشن في اطمئنان وراحة، فالخوف على أبنائهن يملأ عاطفة الأم الجياشة التي تجعلها تخاف على ابنها رغم كبر سنه، تقول السيدة عائشة " كلما سمعت طرقات الباب المتتالية يتسرب الفزع إلى قلبي، وأظن أنهم يريدون إلقاء القبض على ابني فكاريان طوما من بين" الكاريانات" التي تنعم بالهدوء لكن الاعتقالات التي عرفتها المنطقة خصوصا اعتقال إمام مسجد الحي و الطالب " سفيان باش" جعلني أخاف على ابني "

محمد يقارب الخمسين من عمره، يمارس تجارته بكل جد واهتمام، منذ الأحداث وهو يعيش حياة غير عادية، يقول محمد والتعب يبدو على محياه: "لما علمت أن المتهمين بتنفيذ العملية ينتمون لحينا، أصبت بخيمة أمل وبإحباط شديد "، ويسترسل الرجل في حديثه وهو يرفع يديه:" المنطقة كلها تخضع للرقابة وحاليا أتابع الأخبار باهتمام كبير، و أصبح جل الآباء يشعرون بخوف شديد على أبنائهم، بعدما كان الجميع ينعم بالاستقرار والأمن" حال محمد هو حال جل الآباء، وعائشة كسائر الأمهات، لا تريد أن ترى فلذات كبدها في وضع سيئ و مأساوي.



" طوما" تخرج منها الدكاترة و المهندسون

غالبا ما تقترن أحياء الصفيح عند بعض الناس الجهل بالفقر، غير أن كاريان طوما تخرج منه أطر منهم المحامي والمهندس و الطبيب، تقول فاطمة " 25 سنة " معبرة عن سخطها مما يحدث: *بعض الصحفيين يأتون إلى "طوما" و يركزون على الجوانب السلبية فقط، مثل تصوير المزبلة، وكأن المنطقة تتلخص في الأزبال، فطوما منطقة تخرج منها المحامي والطبيب والمهندس ، تصوير الصحافة الأجنبية خلف استياء في صفوف الساكنة، تقول بشرى 24 سنة " الصحافة الأجنبية غرضها هو تشويه صورة المغرب، وإلا ما الذي يدفعهم لأخذ تصريحات من أناس لا يفهمون شيئا، والأكبر من هذا أن السلطات هي المرافقة لهم*، ويشاطرها الرأي يوسف البالغ من العمر 20 سنة، حيث صرح " ما معنى أن ترافق جهات رسمية الصحافة الأجنبية، وتسمح لها بدخول المسجد, فالمتابعة التي تقوم بها الصحافة هدفها تشويه سمعة المغرب عموما، ومنطقتنا بصفة خاصة".



استياء من الصحافة الأجنبية

تصف لنا كريمة الطريقة التي صورت بها صحافية إسبانية، حيث أخذت تسأل بعض الشباب عن عدد المصلين وعدد الملتحين، وبلغ الأمر بالصحفي المرافق لهم تسليم ورقة لبعض الشباب العاطل ليسجل له أسماء الشباب، هذا ما وصفت لنا كريمة، وتعلق هذه الأخيرة عما حدث بقولها " أنا لا أفهم أن يقوم صحفي بالسؤال عن أصحاب اللحى، و المطالبة بتسجيل أسماء الشباب العاطل، وأعتقد أن المرشدين الذين يرافقون الصحافة الأجنبية، لا يتميزون بروح المواطنة ".

احتجاج السكان على الصحافة الأجنبية جعلهم يستاؤون من الوضع الحالي، فعبروا على ذلك من خلال لقائي مع بعضهم خاصة أولئك الذين يقطنون بجوار منازل المشتبه فيهم، لدرجة أن إحدى الطالبات حاولت منع إحدى القنوات الأجنبية من تصوير بعض المناطق. ويعبر أحد الشباب عن استيائه قائلا:*لو أن صحافتنا المغربية زارت بلدا أجنبيا، فإنه لن يسمح لها بتجاوز الخطوط الحمراء والعمل بكل حرية، أما نحن بالمغرب فإننا نرحب بكل أجنبي لدرجة أن نضع به الثقة العمياء، ولا نفرق بين صحفي ومخبر



معاناة يومية

معاناة طلبة طوما مع النقل تتكرر يوميا، فمنهم من يذهب سيرا على الأقدام إلى محطة البرنوصي ليتمكن من الوصول إلى الكلية عبر الحافلة المخصصة لنقل الطلبة، أو من يصعد متسللا إلى حافلة القطاع الخاص دون أداء، تقول فاطمة طالبة جامعية: "كل الطلبة الذين يتابعون دراستهم بمدينة المحمدية، يعانون مشكل التنقل، فتوفرنا على بطاقة الاشتراك في الوكالة الحضارية للنقل العمومي يمكننا من الاستفادة من خطين فقط، فنضطر للمشي على الأقدام أو تأدية ثمن الحافلة الخاصة"

يقول يونس بلهجة حادة:"هل نحن لا ننتمي لجنس البشر أو جنس الطلبة، كل الطلبة يستفيدون من ثلاثة خطوط للنقل الحضاري إلا طلبة طوما، نحن لا نتوفر على دخل مادي، بمكننا من أداء تذكرة الحافلة الخاصة لنصل إلى البرنوصي"

شباب كاريان طوما كسائر شباب المغرب، يعاني أغلبهم البطالة والفقر، يحدثنا جواد البالغ من العمر 23 سنة : "لا أستطيع أن أعبر كمواطن عما أشعر به، فأنا أشعر بالفقر والتهميش، ولا يمكنني الحصول على وثيقة من بعض المؤسسات إلا بعد ذهاب وإياب"، ويضيف أحمد، 20 سنة، وهو يدخن سيجارته بشراهة: "لاشغل ولا شيء، انقطعت عن الدراسة من التاسعة أساسي، والسبب لأنني لا أستطيع أن ألج الثانوية وأنا أرتدي حذاء بلاستيكيا"

إلى جانب البطالة تعرف المنطقة انتشار المخدرات بين شبابها، بالإضافة إلى شرب الخمر التي أصبحت منتشرة كما تقول مريم، وخصوصا بعد ظهور المركب التجاري مرجان وماكرو، مما يجعل الشباب هنا يقبل على شرب الخمر بكثرة.

هكذا تتقاسم سكان كاريان طوما مشاعر الهلع ومتاعب البطالة والتهميش، التي جاءت تفجيرات الدار البيضاء لتلفت نظر العالم إليها، وإلى شباب ترك لعواصف المخدرات، وكثيرا ما ندد المتتبعون باستقالة أجهزة الأمن وتركها المجال واسعا للعصابات الإجرامية التي تصول في المنطقة وتجول.

خديجة عليموسى





جماعة سيدي مومن في أرقام حسب التقسيم الجماعي القديم
عدد السكان :يقارب 160 ألف نسمة.

- المساحة :10،2 كلم مربع حسب إحصائيات 194.

- عدد المساجد:

*خمسة تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

*23 أسسها سكان المنطقة

-20 مدرسة ابتدائية

-6 إعداديات.

-معهدان للتكوين المهني.

-مركز لإدماج المعاقين.

-دار شباب واحدة ملحقة.

-مركز لإدماج المعاقين.

-48 كتاب قرآني.

-مدرسة ابتدائية حرة.

-مؤسسة للتعليم الخاص.

-مؤسستان للتعليم الأولي.

-عدد الكاريانات:

*سيدي مومن القديم يضم ثماني كاريانات.

*4 أحياء صفيحية وهي كاريان طوما وزرابة والرحامنة والغالية.

-3 مراكز للشرطة.