المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع خصائص الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة



moKatel
31-05-2003, 02:02 AM
السلام عليكم

هذا موضوع إنشاء الله طويل و سوف انشره بتوفيق الله علي فترات حتي يتمكن القاريء الكريم من إنهائه أول بأول .

و أسأل الله العلي الظيم أن يجعل هذا في ميزان حسناتنا .

و كاتب الموضوع هو الشيخ : صالح آل الشيخ .

وموضوع هذه المحاضرة هو بعض خصائص الفرقة الناجية والطائفة المنصورة, وهذه المحاضرات كما سمعتم تُنظَّم في عقيدة أهل السنة والجماعة وفي صفاتهم، وتنظيمها في هذا الموضوع مهم؛ لأن الحاجة في كل زمن إلى بيان ما عليه أهل السنة والجماعة الذين وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة من النار، هو درس لكل مسلم بأن يحتذي حذوهم، وأن يلازم طريقتهم، وأن يستمسك بعرى الدين الذي هم عليه، فقد جاء على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن الْيَهُود افْتَرَقَتِ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وإنّ النّصَارَى افْتَرَقَتِ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وإنّ هذه الأمة ستفترق علَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلاّ وَاحِدَةً » قالوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قال «وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» وفي رواية أخرى قال «هِيَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْم وَأَصْحَابِي». وهذا الحديث يدل على أنّ الطائفة الموعودة بمغفرة الله جل وعلا وبالنجاة من عذابه في النار، أنها هي الملازمة للجماعة، وهي الملازمة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولهذا تنوّعت أسماء هذه الفئة إلى عدة أسماء عند أهل العلم:
فتارة يسمونهم أهل السنة والجماعة، باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على أنها الجماعة وأنها على مثل ما هو عليه عليه الصلاة والسلام؛ يعني على السنة فصاروا أهل السنة والجماعة.

 ومنهم من يصفهم بأنهم الفرقة الناجية، وهذا وصف جاء متأخرا ولم يكن معروفا في الزمن القريب منه عليه الصلاة والسلام، وأُخذ من أنها نجاة من النار ما بين الثلاث وسبعين فرقة، فوصفت بأنها الفرقة الناجية وسميت الفرقة الناجية.

 ومنهم من يقول الطائفة المنصورة، وهذا باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أنه «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي عَلَى الْحَقّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ ولا من خالفهم حَتّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله تعالى»، وفي لفظ آخر «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقّ »، وفي لفظ ثالث «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي عَلَى الْحَقّ منصورة لاَ يَضُرّهُمْ مَن خالفهم ولا مَن خَذَلَهُمْ حتى تقوم الساعة» وهذا يدل على أنّ هذه الطائفة على الحق، والحق هو الذي عليه الفرقة الناجية، والحق هو الذي عليه تلك الفرقة التي تميزت من بين ثلاث وسبعين فرقة برضا النبي صلى الله عليه وسلم وبوعده لها بأنها تنجو من النار، ووصفها هنا بأنها منصورة لأنه نظر إلى أنّ الله جل وعلا وعد من استمسك بكتابه وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبالهدى الأول بأنه سيستنصر، كما قال جل وعلا ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ(51)يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾[غافر:51-52] والعياذ بالله، وكما جاء في قوله تعالى في آخر سورة الصافات ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ(171)إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ(172)وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمْ الْغَالِبُونَ﴾[الصافات:171-173]، وكما جاء في قوله تعالى أيضا ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾[الروم:47] ونحو ذلك مما فيه لفظ النصر والنصرة من الله جل وعلا.

لهذا هذه أسماء لشيء واحد ولمسمى واحد ولطائفة واحدة، فيقال أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية، وهذه أسماء متقاربة متحدة الدلالة، وفي المعنى بعضها يدل على الآخر كما ذكرت لك.
إذا تبين لك ذلك فإن هذه الفئة والطائفة لا شك أنها وُصفت بأنها على الجماعة، وأنها ملازمة لطريق النبي صلى الله عليه وسلم ولطريق صحابته، وأنها على الحق، وهذا يدل على أنها لم تبدل في دينها عما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وهذا هو الأصل العظيم في معرفة الصلة الكبرى التي تندرج تحتها جميع السمات والصفات والخصائص في أنهم يلازمون طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وسنته وهدي الصحابة وطريقة الصحابة.
ومعلوم أن الإسلام ينقسم: إلى عقيدة، وإلى شريعة. كما قسمه طائفة من العلماء، وإن كان شريعة يُعنى بها العقيدة في بعض الاستعمالات.
والعقيدة يراد بها ما ليس في أمور الفروع وأمور العبادات والمعاملات إلى آخره؛ يعني العقيدة في الأمور الغيبية؛ الإيمان بالله وملائكته وما يعتقد ولا يدخله العمل من جهة لفظه.
وأما الشريعة ففيها أنواع العبادات والمعاملات والسلوك إلى آخره.
ولا شك أن الصحابة رضوان الله عليهم في هذه المسائل؛ في العقيدة والشريعة، هناك إجماع منهم على مسائل في الشريعة والعقيدة، وهناك مسائل اختلفوا فيها فعذر بعضهم بعضا فيها وهي في مسائل الأحكام؛ في بعض مسائل الأحكام الفقهية مما لم يجمعوا عليه، اختلفوا في بعض المسائل الفقهية ولم يعب بعضهم على بعض فيها؛ لأن في الدليل ما يدل على كل قول من الأقوال، فعذر بعضهم بعضا فيها، والمجتهد له أجران إن أصاب وله أجر واحد إن أخطأ، وأما مسائل العقيدة فإنهم لم يختلفوا فيها، وكذلك طائفة من مسائل الشريعة أجمعوا عليها سواء في مسائل ما يجب أو فيما يحرم، فأجمعوا في الواجبات على شيء، وأجمعوا في المحرمات على شيء، ﴿وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾[النساء:115].
لهذا وجب على كل مسلم يريد سلامته ونجاته، وعلى طلاب العلم بالخصوص الذين ائتمنهم الله جل وعلا لأجل حرصهم على العلم على أن يأخذوا العلم من مصدره، وعلى أن لا يفرقوا دين الله جل وعلا، وجب عليهم بأن يهتموا بأمور العقيدة وأمور الجماعة أعظم اهتمام؛ لأنها السِّمة العظيمة لهذه الفئة والفرقة الناجية الطائفة المنصورة.
إذا نظرت إلى هذه السِّمات والخصائص التي ستأتي فإنك ستجد أنها منقسمة إلى عدة أقسام:

منها ما هو متصل بالأصل الأصيل الذي هو منهج التلقي ومعرفة الأدلة التي يُستدل بها...... فيما يرومه من مسائل.

 والقسم الثاني: فيما يتصل بقواعدهم في العقيدة التي بها تميزوا عن فرقة الضلال من الخوارج والمرجئة والمعتزلة وأشباه هذه الفرق التي خالفت طريقة الصحابة رضوان الله عليهم.

 والقسم الثالث: ما يتعلق بمنهج التعامل مع أصناف الخلق، ومسائل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعامل مع -كما ذكرت- أصناف المسلمين من طائعين ومبتدعة وعصاة إلى غير ذلك.

moKatel
31-05-2003, 02:09 AM
القســـــــــــم الأول


فإن أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة على الحق ساروا على وفق ما أمر الله جل وعلا في معرفة ما يستدل به؛ يعني الإنسان المسلم إذا أراد أن يبرهن على قضية فبما يبرهن؟ هل يبرهن بأي برهان يأتي على ذهنه؟ ويكون ليس له منهج في الإستدلال ولا في التلقي؟ أم أنه هناك ضابطا يضبطه في مسألة كيف يستدل وبما يستدل؟ ولهذا أهل البدع أرادوا الاستدلال ببعض الأدلة دون بعض فخابوا وخسروا؛ فالخوارج مثلا أخذوا ببعض أدلة القرآن دون بعض، وأخذوا ببعض السنة دون بعض، والمرجئة أخذوا ببعض دون بعض، وهكذا أهل الاعتزال أخذوا ببعض دون بعض، وهكذا، أيضا سلطوا العقل على الأدلة؛ فجعلوا الدليل تابعا للعقل، أو استدلوا بالعقل المجرد فجعلوه هو الحق، وجعلوا الدليل إذا خالف العقل فإنه لا يستدل به لأجل أن العقل قطعي عندهم، وأما الأدلة من الكتاب والسنة وعمل السلف فإنها أو أقوال السلف فإنها مظنونة كما يزعمون، لهذا قال بعضهم: إنّ العقل هو القاضي المصدَّق وإنّ الشرع هو الشاهد المعدل. فجعل مرتبة العقل القضاء والقاضي هو الذي يفصل، وجعل الشرع شاهدا. وهذا من أعظم السّمات التي يتّسم بها من لم يأخذ بطريقة الصحابة رضوان الله عليهم، لهذا كان مصدر التلقي في معرفته في المسائل كلها؛ في مسائل الغيب والإيمان والقضاء والقدر، بل في التوحيد والربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وما سيأتي من مباحث، لا بد من معرفة كيف تستدل؟ وبما تستدل؟
فأدلة أهل السنة والجماعة على مسائلهم في الأمور التي تميزوا بها عن غيرهم واتفقوا عليها: هي الكتاب والسنة والإجماع. وأما العقل فيجعلون العقل تابعا للنقل، فإن الشرع دل على العقل ليُفهم به النص لا أن يكون العقل معارضا لما دل عليه الدليل؛ لأن العقل اجتهاد فرد، والدليل وحي من الله جل وعلا، وإذا قال القائل العقل، فإنما هو قول لا حقيقة له واحدة؛ لأنه إذا قيل العقل يدل على كذا فعقل من هل هو عقل واحد أو عقل اثنين أو عقل عشرة أو عقل مائة إلى آخره، فالعقول تختلف، والمدارك تختلف، لهذا في المسائل العظيمة التي ذهب إليها من يقولون إنهم أصحاب العقول لما كبروا في السن تغيرت عقولهم ورأوا أنهم لم يدركوا شيئا؛ لأن حتى عقل الإنسان ينمو مع الزمن، فعقله وهو ابن ثلاثين، يختلف على عقله وهو في الأربعين، يختلف عن عقله وإدراكه وهو ابن الخمسين وابن الستين، فإذن كلمة ”العقل“ هذه ليست لها وحدة واحدة ترجع إليها، لا من جهة الأشخاص بأن يقال عقل –مثلا- الناس يدل على كذا، وكذلك في عقل معين يختلف ما بين فترة وأخرى، فالعقل يختلف باختلاف السّن باختلاف المعلومات وأنواع الادراكات، وفوق كل ذي علم عليم، لهذا صار العقل في الشرع مقدّرا ولكنه تابع للشرع؛ لأنه لا يستقل بالإدراك بل لا بد أن يكون تبعا للمصدر الحق.
فإذن منهج التلقي عند أهل السنة والجماعة منحصر في أن يكون في الكتاب السنة والإجماع. والكتاب الذي هو القرآن نعني به ما يشمل جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله جل وعلا، تارة يُستدل بقراءة، وتارة يستدل بالقراءة الأخرى، والتي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه بالتواتر برواية أكثر من عشرين صحابيا أنه قال «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ»، والقرآن حجة لأنّه من الله جل وعلا، لهذا قال الله جل وعلا ﴿ وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ﴾[المائدة:49] والحكم يكون في المسائل العلمية وفي المسائل العملية، وقال جل وعلا ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾[الأنعام:115] (تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) يعني الشرعية، (صِدْقًا) فيما أخبر الله جل وعلا به من أمور الغيب، (وَعَدْلًا) فيما أمر به ونهى من الأوامر والنواهي فتمت كلمة ربك وفي القراءة الأخرى – (وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)سبحانه وتعالى.
والنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بتحكيم سنته عليه الصلاة والسلام، قال جل وعلا﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7] والْحَظْ في أول الجملة الأولى ما قال (وما أمركم) حتى لا يكون ما آتانا النبي صلى الله عليه وسلم منحصرا في الأحكام العملية، بل قال (ما أتاكم فخذوه) بما يشمل العقائد وأمور الغيب وما يشمل المسائل العملية، وأما النهي فهو راجع إلى العمل لا إلى الأخبار؛ لأن الأخبار لا مجال فيها للنهي، بل هي ما أوتينا فيها فإننا نصدقه كما أنزل الله جل وعلا وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» وأمر الله جل وعلا بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام في أكثر من ثلاثين موضع كما هو معلوم، وطاعته تشمل طاعته في الأخبار بتصديقها، وطاعته في الأوامر والنواهي بامتثال الأمر واجتناب النهي والاستغفار عن التقصير.
لهذا من المهم أن يكون الاستدلال في مسائل الاعتقاد، في المسائل الغيبية في مسائل المنهج، في المسائل التي يختلف فيها الناس فيها بين الفرق التي انقسمت، يكون الاستدلال بكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بالإجماع؛ لأنّ الإجماع حجة، ولما ذكر الشافعي رحمه الله تعالى الإجماع وأنّه حجة قالوا له من أين أتيت بأنّ الإجماع حجة؟ قال: فقرأت القرآن أريد دليلا على أن الإجماع حجة حتى بلغت قوله تعالى في سورة النساء ﴿وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾[النساء:115]. و(غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) يعني غير ما أجمعوا عليه، فتوعده الله بأن يصليه جهنم وساءت مصيرا؛ لأنّ هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة كما جاء في الحديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذن منهج الاستدلال وتحت هذه الجملة كلمات:

1- منهج الاستدلال أن يكون بالقرآن ويشمل ذلك جميع الأحرف السبعة والموجود منها الآن القراءات ربما عشر أو أربعة عشرة قراءة وهي تدخل أو هي بعض بمجموعها بعض الأحرف السبعة بمجموعها، ولا صلة بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة، القراءات السبعة هذا اصطلاح اصطلحه أبو بكر بن مجاهد في كتاب أحد القراء في كتاب اختار من قراء المسلمين الذين نقلوا القرآن سبعة، اختار سبعة قراء وجعلهم في كتابه، القراءات السبع هذا شيء ليس مساويا للأحرف السبعة وإن اشتركوا في أن هذا سبع وهذا سبع.

2- أما السنة فيُستدل عند أهل السنة والجماعة بما ثبت على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يعني أهل السنة والجماعة بصحيح السنة وبما لا يصح من السنة، فلا يستدل في مسائل الاعتقاد والمسائل العظيمة بما لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام، ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله في معرض كلام له: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول، بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع. أو كما قال رحمه الله، لأن السنة الصحيحة حجة، فإذا ثبت الحديث بأنْ كان حديثا صحيحا أو كان حديثا حسنا؛ إما أن يكون حسنا لذاته، أو أن يكون حسنا لغيره لتقوية الشواهد له لم يكن فيه نكارة ولا شذوذ، فإنه يحتج به، فهذا من التلقي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- أما الإجماع فإنّ الإجماع إذا نقله جمع من العلماء وقالوا: أجمع العلماء على كذا. فإنه يُقبل، وأما إذا قال أحد العلماء: أجمع العلماء على كذا. فإنه قد يكون له اصطلاح في الإجماع كما كان لابن المنذر اصطلاح في الإجماع رحمه الله تعالى وكما كان لغيره إصلاح لكلمة ”أجمعوا“ كذلك اتفقوا على كذا، فإذا نقل أكثر من عالم هذا الإجماع ولم يتعقب فإن هذا يدل على صحة هذا الإجماع، وكذلك ما اشتهر من الإجماعات؛ ما اشتهر من الإجماعات حتى غدا معروفا عند أهل السنة والجماعة بحيث لا يُحتاج فيه إلى إثبات نقل عليه؛ مثل تقديم أبي بكر رضي الله عنه للخلافة لتقديمه في الفضل، وكذلك تقديم عمر بعده لتقديمه في الفضل، وكذلك تقديم عثمان بعده على من عداه من الصحابة لتقديمه في الفضل، وهكذا علي رضي الله عنه، فإننا نعلم أن الصحابة على هؤلاء الأربعة أجمعوا واتفقوا على ما ساروا إليه بنقل جماهير المسلمين بحيث كان فائضا ومستفيضا من المعلوم.
وثم بحوث أخرى تتصل بمنهج الاستدلال.

إذن تلحظ أنّ منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة ليس فيه تقديم العقل كما يقدمه المعتزلة، ليس فيه الأخذ ببعض الكتاب دون بعض كما هو عند الخوارج والمرجئة وفئات، ليس فيه تقديم أو الاحتجاج بالمنامات أو ما بما يسمونه الفيوضات عند الصوفية، وعند بعض الناس الذي يرى أنه صار متعبدا متعبدا جاءه منام ظنه وحي ربما خالف، خالف... ولهذا يحكي عن أحد العلماء وأظنه عبد القادر الجيلاني وكان سنيا وإنْ خالف من بعده فعظموه حتى خرج أتباعُه عن طريقة السلف، قال: جاءني في المنام -أو كما جاء في الرواية- شيطان فقال أنا ربك أسقطت عنك الصلوات، فقال قلت أعوذ بالله منك فقال فساح ولم أره. لأن إسقاط الصلوات عن واحد من عباد الله لم تأتِ به الشريعة، فهذا عالم لا يمكن أن يأخذ بكلام أحد يأتيه ويجعله مقدما على ما جاء في النصوص بما أوجب الله عليه، ظل بهذا الطريق فئات فرأوا أنّ الصلوات والعبادات ربما سقطت عنهم، وأنهم وصلوا إلى حالة من الإيمان والقوة بحيث أنه إذا عاشر منكرا أو أنه إذا ترك واجبا أنه لا يضره في إيمانه كما هو عليه طائفة من الذين أسقطوا على أنفسهم التكاليف، أو ظنوا أنهم يسعهم الخروج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام. فإذن الاستدلال بالمنامات، الاستدلال فيقول جاءني ما جاءني في الفيوضات ورأيت كذا، هذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة ولا من طريقة الفرقة الناجية؛ بل هو من طرق أهل الضلال، فلا يقدم العقل، ولا تقدم المنامات، ولا الفيوضات ونحو ذلك من ما يستدل به من يستدل ممن خالف طريقة الصحابة رضوان الله عليهم.

كل المسائل هذه فيها تفصيلات لكن يذكرها باختصار لأجل رعاية استيعاب الموضوع.

(muslm)
31-05-2003, 03:17 AM
السلام عليكم

مشاء الله موضوع غاية فى الجمال و فى الاهمية

جزاك الله خيرا ان شاء الله اخى موقاتل و نفع به:)

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

SaiF_AlislaM
31-05-2003, 06:53 PM
أيوه كده النت ناور تانى
هو ده الشغل و إلا فلا;-) ;-) :0)