المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل التطرف الديني أسواء من الأنحراف ؟ شارك



moar741
05-06-2003, 10:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

في نظري أن
كلا الأمرين على حد سواء التطرف والأنحراف ودين الأسلام وسط بين الغلو والجفاء فالجافي هو المنحرف والغالي هو المتنطع الذي يشدد على الناس ويزيد في الدين ماليس منه إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبث لا أرض قطع ولا ظهر أبقى". أن هذا الدين يسر فأوغلوا فيه برفق فما شاد أحد هذا الدين الا غلبه أي غلبه الدين فيسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وشي من الدلجة والقصد القصد تبلغوا أو كما قال صلى الله عليه وسلم

والأسلام يعامل الذمي الغير مسلم والذي يدخل دين الأسلام بعقد عمل ما أي أنه ليس محارب يعامل بالحسنى ولا يجوز الأساءة اليه بحال وهذا مما قد يؤلف قلوب الكفار للدخول في الأسلام اذا رأوا المعاملة الحسنة من المسلمين اذ ان الدين المعاملة ودين الأسلام يحث على المعاملة بالحسنى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم وكذلك السنة المطهرة

ومن قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة

وهذه كيفية التعامل مع الذين يريدون دخول الإسلام

وفي أية من كتاب الله وهي الأية (94) من سورة النساء
يقول الله عز وجل(وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً)(النساء/94)

في هذه الأية الكريمة تقرير لنداء قرآني ورباني، وحاصل هذا النداء دعوة الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالتعامل بصدور منشرحة وبانفتاح ومرونة مع من يريد الدخول إلى الإسلام ولا يكون الإنسان قصير النظر أو ضيق التفكير فيتعامل مع الآخرين بجدية وخشونة وبالتالي يؤدي إلى تنفير الناس من الإسلام.

فهداية الناس ليس بالضرورة أن تكون هداية كاملة في مرحلة واحدة، بل قد تكون الهداية على مراحل وفترات متعددة بحيث في كل مرحلة يؤدي دور معين ومع التدريج يصل الإنسان إلى النتيجة المطلوبة والكاملة.

ومن هنا ورد في آداب الدين:

"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبث لا أرض قطع ولا ظهر أبقى".

ومعنى ذلك أنه يجب عليك أيها الإنسان أن تتوغل في الدين برفق ولا تكلّف نفسك فوق طاقتها حتى لا تنفر منه نهائياً.

إذن مبدأ التدرج في التعامل مع الآخرين والتدرج في دعوة الآخرين هو مبدأ ديني من جهة ومبدأ عقلاني من جهة أخرى فالدين الإسلامي دين عقل ومنطق وصواب.

فالذي يعلن إسلامه لا يكون قد بلغ مرتبة اليقين فهذه المرتبة لا يلقاها إلاّ الذين صبروا ولا يلقاها إلاّ ذو حظ عظيم.

وبالتالي من يدخل إلى الإسلام يكون قلبه مملوء بالشكوك وبعد التمعن في الدين تزول هذه الشكوك تدريجياً ويستقر الدين في قلبه.

والقانون الإسلامي لا يفرق بين من كان ظاهر الإسلام ومن كان قلبه مليء بالإيمان في إطلاق لفظ المسلم عليه فكلاهما سيان في إطلاق الإسلام عليه. ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قد عاتب بعض القادة العسكريين لأنهم قد قتلوا أناس قد أظهروا الإسلام بدعوى أن الإيمان لم يستقر في قلوبهم.

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنى لم أؤمر أن أشق قلوب الناس.

فقالوا: يا رسول الله أنهم لم يؤمنوا الإيمان الحقيقي.

فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم يشهدوا الشهادتين؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال صلى الله عليه وسلم: إذن دخل في دين الإسلام وصار أخاً في الأسلام.

فليس من وظيفة الإنسان ولا من وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدخل قلوب الناس ويعرف مدى إيمانهم بل يكفى الإسلام الظاهري، وقد تختلف هذه الموازين في الآخرة فرُبّ إنسان في ظاهره إيمان ويتعامل مع المسلمين وهو كالمسلمين ولكن يوم القيامة يُحشر مع الكافرين وهذا علمها عند رب العالمين.

فأين من يقومون بالتفجيرات الأنتحارية تحت اسم الجهاد وبأسم الأسلام فالأسلام بريء من أفعالهم وليس هناك عاقل يؤيد ما يذهبون اليه الا شخص حاقد أو جاهل بدين الأسلام أو مغرر به من قبل جاهل بدين الأسلام ويؤول القرآن وأحاديث الرسول وينزلها على غير ما نزلت له.
هدى الله الجميع لما يحب ويرضى