المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لقاء مع احد تنظيمات المقاومة العراقية(اسلام او لاين)



toti
15-06-2003, 10:38 AM
السلام عليكم
هذا الخبر منقول من موقع(اسلام اون لاين)
----------------------------
خروف، وحذاء، وخريطة.. ثلاثة قادتني إلى اكتشاف حركة مقاومة عراقية، قررت هي بدورها أن تختار "إسلام أون لاين.نت" تحديدا لتكشف عن نشاطها لأول مرة.

كنت قد انتهيت لتوي من تناول طعامي المعتاد من لحم الخروف "القوزي العراقي" عصر الثلاثاء 10-5-2003 بمطعم "زرزور" الشهير بحي المنصور بقلب بغداد، كان معي مجموعة من الصحفيين من وكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية، وبينما كنت بكل لساني ونصف وعيي معهم، كان طرف عيني ونصف وعيي الآخر مشغولين بمن لمحته يسترق السمع لنا باهتمام زائد.

ماسح الحذاء


إياد لم يكمل الفردة الأخرى

انصرف زملائي الصحفيون، وتلكأت أنا أمام باب المطعم رغم درجة الحرارة التي تشوي كبد الطير في السماء، ووقفت عند عمود كهربائي على الرصيف، طلبت من "إياد" ماسح الأحذية الذي لا يبرح أبدا مكانه أن يُعمل فرشاته في حذائي، ومارس هو عمله ومعه هوايته التي تفيدني أحيانا بالثرثرة عن أحوال العراق التي لا تسر، وعن آخر أخبار المقاومة ... مازال "إياد" يحكي، وعيني لا تبرح ظل الرجل الذي كان يسترق السمع بالداخل، قام الرجل فجأة، ووقعت عيني على عينيه مباشرة، وهو يخرج من باب المطعم، وأخذتني المفاجأة وهو يتقدم نحوي مباشرة ويقدم لي نفسه "نادر علاوي"، تركت ماسح الأحذية دون أن يكمل الفردة الأخرى، واستسلمت ليد "نادر" الذي انزوى بي في ركن على ناصية الشارع، وقال لي بجمل متلاحقة لم تدع لي مجالا للرد ولا التفكير، وبلهجة عراقية واضحة: "حضرتك صحفي طبعا؟"، أومأت بالإيجاب دون أن أصدر صوتا، فأكمل دون توقف: إذا كان يهمك الحصول على أخبار مهمة ومعلومات عن المقاومة العراقية ضد الجنود الأمريكيين في العراق، فانتظرني غدا في نفس هذه الساعة ونفس المكان، بشرط أن تأتي وحدك، ودون سيارة، قالها ومضى ليتركني للدهشة، وربما للقلق، وللأمانة وللخوف كذلك؛ فعلى كثرة ما رأيت في عملي الموقف الآن جد غريب ومريب ومثير في آن.

في اليوم التالي جئت إلى المكان، وفي نفس الموعد بالدقيقة مر أمامي شاب عراقي ذو شارب كثيف وشعر أسود فاحم وهيئة مهندمة، وسلم علي فتفاجأت به يقول لي: "أخ علي مراسل إسلام أون لاين.نت كيفك الله بالخير أنا أبو كرم، من طرف نادر تعال معي لتقابله، كانت ضربات قلبي أعلى من محرك السيارة، فركبنا الميتسوبيشي البيضاء التي كانت معه، ساعتها اكتشفت أن كل حواسي تسجل بدقة كل ما حولي؛ لدرجة أني انتبهت أن السيارة بلا لوحات معدنية وأنها مكيفة، هدأت قليلا وكانت أغنية "سمراء من قوم عيسي" للمغني العراقي الشهير المرحوم ناظم الغزالي تنبعث من كاسيت السيارة، فقلت في نفسي "كلاسيكيون على الأقل".

انطلقت بنا السيارة نحو حي "الكرادة"، دخلنا بعدها على شارع أبو نواس، وبعد فترة وجدت أننا في شارع، ثم شارع فلسطين، ساعتان كاملتان ونحن نلف وندور بالسيارة في بغداد؛ فقد عبرنا جسر الأعظمية، ثم الكاظمية، وبعدها دخلنا منطقة الجادرية، قطعنا خلالها شوارع كثيرة لا أعرف معظمها وأنا مستسلم تماما لقدري وللمغامرة.

قبل الغروب بدقائق توقفت السيارة فجأة في شارع "العرصات"، وقال لي أبو كرم: تفضل وانزل، وقبل أن أتنفس الصعداء صدمني مرة أخرى، وقال: "اتنظرنا هنا، وسنجيئك بعد ربع ساعة، اصبر قليلا عند مصاطب انتظار الحافلات"، جلست وأفكاري تسابق عيني، كلاهما زاغ في كل اتجاه واحتمال، كان المغرب قد اقترب، وهو من أخطر الأوقات في بغداد؛ حيث تغلق معظم المحلات أبوابها قبل ذلك بأربع ساعات، والشوارع خالية من المارة، وأنا وحدي واقف على الرصيف، وتداخلني شعور متناقض حول العملية كلها، وما إذا كانت تستحق كل هذه االاحترازات.

الخريطة أخيرا


في انتظار نادر

ظهرت سيارة "فولكس فاجن" يسميها العراقيون "برازيلي"، وعندما اقتربت مني خفف سائقها السرعة، ووقف إلى جاني ليقول لي: تفضل أخ علي؛ فالسيد نادر يريدك، وركبت طبعا! سائق جديد وسيارة جديدة، حاولت فتح حديث، فلاذ السائق بصمت القبور وكذلك أنا، انطلقت بي السيارة على الشارع العام، ثم دخلت في فرع صغير، ثم فرع آخر، وبعده فرع جديد، ثم شارع أوسع لم أستطع تحديده، وفي الطريق وقف السائق نصف دقيقة في شارع فرعي، وركب معنا شاب آخر في نهاية العشرينيات من العمر، يبدو وسيما وهادئا، وبعد حلول الظلام اختفت عني معالم بغداد التي كنت أعرفها، فأصبحت لا أميز الشوارع ولا الجهات!

بعد جولة في عدد من الأحياء، دخلنا منزلا شعبيا صغيرا من دورين، وفي إحدى الغرف كان يجلس فيها 4 شبان عراقيين: "نادر" الذي التقاني من البداية، و"أبو كرم" الذي تلقفني ثانيا، و"أبو ساهر" الذي تعرفت عليه في المحطة الأخيرة ولم ينبس ببنت شفة حتى النهاية، وكلهم في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات من العمر، ويلبسون ثيابا عصرية تأخذ طابعا شبابيا واضحا، على عكس رابعهم "أبو رفاعة" الذي ينادونه بالأخ الأكبر، هو الوحيد الذي يلبس زيا عراقيا تقليديا: جلبابا وغطاء للرأس، في بداية الأربعينيات، وله ابتسامة مميزة.

الغرفة التي استقبلني فيها الشباب كان بها جهاز كمبيوتر محمول وخريطة كبيرة لبغداد مرسومة باليد وليست مطبوعة، وممتدة على طاولة تتوسط الغرفة، على الخريطة علامات حمراء متكررة ومتشابهة لحد كبير، من هذه الخريطة تبدأ عمليات المقاومة.

عمليات المقاومة


أبو كرم تركني قرب محطة الباص

تحدث أبو رفاعة عن العمليات التي قاموا بها في دياله والأنبار والفلوجة ومطار بغداد والأعظمية والمنصور، موضحا أنهم يمثلون تنظيما للمقاومة سيعلنون عن اسمه لاحقا، قال نفذنا حتى الآن 11 عملية، نجح بعضها في إيقاع خسائر فادحة في صفوف القوات الأمريكية، كان من بينها عملية إسقاط مروحية أمريكية في الفلوجة، قتل فيها جنديان أمريكيان، وجرح فيها 9 آخرون يوم 27-5-2003، وأيضا عملية 5-6-2003 التي أسفرت عن مقتل جندي واحد، وجرح 5 آخرين بالفلوجة، وعملية أخرى استهدفت دبابة أمريكية بقذيفة صاروخية ببغداد يوم 30-5-2003 قتل فيها جندي واحد، وجرح فيها عدد آخر.

وأضاف أبو رفاعة أن الهجوم الذي استهدف الجنود الأمريكيين يوم 4-5-2003 في حي المنصور كان من تدبيرهم، واستهدف شخصية أمريكية كبيرة، لم يصرح باسمها، لكن شواهد تشير إلى أنها استهدفت الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر، الذي كان يتغدى في مطعم "الساعة"، لكنه نجا من المحاولة.

سألته إذا كان لهم علاقة بما يعرف بالقيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير الوطني أو كتائب الفاروق (الجناح العسكري للحركة الإسلامية في العراق) اللتين أصدرتا بيانات في الفترة الأخيرة بأنهما نفذتا هجمات ضد القوات الأمريكية؟ فأجاب بالنفي، وقال: "نحن حتى الآن لم نعلن عن تنظيمنا، ويجري البحث في ذلك حاليا، ولدينا قنوات اتصال محدودة مع عدد من كتائب المقاومة، ولكننا فضلنا العمل السري، خاصة أن العراق مليء بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والمتعاونين معها".

وعن كيفية الحصول على المعلومات، قال أبو رفاعة بأن لديهم مصادر معلومات جيدة حتى في داخل المقرات الكبيرة للقوات الأمريكية، واستطعنا أن نحصل على معلومات بتحركات المسئولين الكبار؛ فنحن نتوزع في دوائر مؤثرة، وفي المرحلة الأولى ركزنا على بناء أرضية معلوماتية لعملياتنا.

وأشار أبو رفاعة إلى خريطة بغداد أمامه، وقال: "كل الثكنات الثابتة لقوات الاحتلال محصاة عندنا، ولدينا كفاءات عالية في تحديد أماكنها، وتنفيذ عمليات ضدها في الوقت المناسب، ونحن من بيننا عسكريون سابقون ومهندسون عسكريون وشباب مستعدون للتضحية، وقد تأثرنا كثيرا بالمجاهدين العرب الذين كانوا يقاتلون الأمريكيين ببسالة، واستفدنا من خبرات بعضهم مع أننا حزنا لمصير عدد كبير منهم تعرضوا للغدر من قبل ناس ليسوا شرفاء".

وكشف أبو رفاعة عن تكتيكهم الأقوى في المقاومة، وهو "فرق قنص" مدربة تدريبا عاليا ألحقت خسائر كبيرة بالعدو، وسيظهر القناصون بين الحين والآخر ليس في بغداد وحدها، وإنما ستسمعونهم في أماكن أخرى من العراق، على حد قوله.

قلت لأبي رفاعة: ما هو ردهم حول فتاوى عدد معتبر من علماء العراق بأن المقاومة الحالية ليست جهادا بقدر ما هي عمل متهور يلحق الضرر بالعراقيين قبل قوات الاحتلال؟ قال: "سمعنا ذلك، ونلتمس لهم العذر، لكنهم يخطئون في تقدير الأمور؛ فالجهاد ماض إلى يوم القيامة، لكننا نأسف أن نسمع ذلك من علماء محترمين خارج العراق، وأنا أرى أن يتم إعطاء وقت للمقاومة، وأنا واثق من أنهم سيغيرون رأيهم بعد ذلك".

كان جو المنزل شبيها بجو الأماكن التي يستخدمها الاستشهاديون من حركات المقاومة الفلسطينية التي ظهرت على شاشات التليفزيون: بندقية كلاشكنكوف، ومصحف فوق طاولة في زاوية الغرفة، ووراءها كرسي صغير، وبدا لي أنه هو المكان الذي يؤدي فيه المقاتلون من هذه الخلية قسمهم الأخير قبيل توجههم إلى تنفيذ العمليات.

وكان سؤالي الأخير لهم: لماذا اخترتموني تحديدا؟ وكانت الإجابة في جملتين: نتابع ما تفعلون، وعرضنا هذه المغامرة على اثنين قبلك (إسباني وعربي) فرفضا خوضها، وأنت قبلت، فابتسمت ولم أعلق.
--------------------------------
اللهم انصر الجهاد والمجاهدين
اخوكم
توتي

Liu Bie
15-06-2003, 06:50 PM
آمين يا رب العالمين